ما هي أفضل العملات المشفرة في العالم؟ 15 اختيار للاستثمار
تمثل الأصول الرّقميّة تحوّلاً بنيويّاً في المفاهيم الاقتصاديّة التّقليديّة من خلال إعادة تشكيل العلاقات المالّية وتوجيه الأنظار نحو بنيةٍ اقتصاديّةٍ رقميّةٍ تتجاوز الأطر النّقديّة السّائدة

ترسّخت قيمة العملات الرقمية كثيراً خلال السّنوات القليلة الماضية، وظهرت كمنافسٍ بارزٍ في الأسواق الماليّة، تسعى للحصول على مكانةٍ في محافظ العديد من المستثمرين. ومع ذلك، بالنّسبة لأولئك الجدد في الاستثمار؛ فإنّ الإجابة عن سؤال ما هي أفضل العملات المشفرة في العالم؟ قد يكون صعباً جدّاً خصوصاً لمن يرغب في اتّخاذ قراراتٍ مستنيرةٍ عن المكان الأنسب لضخّ الأموال.
ولتسليط الضّوء على سوق العملات الرقمية، جمعنا مجموعةً مختارةً من بعض الأصول الرّقميّة المعروفة في هذا المقال. ومن الضّروريّ أن نتذكّر أنّ هذه القائمة مبنيّةٌ على أبحاثٍ داخليّةٍ ولا ينبغي اعتبارها نصيحةً استثماريّةً، إذ ننصح بشدّةٍ جميع المستثمرين بإجراء بحوثٍ مستفيضةٍ قبل الاستثمار في سوق العملات الرقمية.
مقدمة إلى العملات المشفرة
العملات المشفرة هي في الأساس أصولٌ رقميّةٌ تعتمد على التّشفير، تستمدّ قيمتها من حالات استخدامٍ فريدةٍ يسعى كلّ رمزٍ أو مشروعٍ لحلّها. تعمل هذه الرّموز ضمن سلسلة الكتل (البلوكشين)، وهي دفترٌ لامركزيٌّ وشفّافٌ للمعاملات يمكن للجميع الوصول إليه. ومن الجدير بالذّكر أنّ أيّ بياناتٍ أو معاملاتٍ تسجّل على سلسلة الكتل لا يمكن تغييرها أو التّراجع عنها.
في المشهد الحاليّ، يقدّم قطاع العملات الرّقميّة مجموعةً واسعةً من الفرص. بدءاً من المعاملات الأساسيّة إلى التّفاعل مع الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، ومنصّات الرّياضة وحتّى تطبيقات الألعاب، يمكنك استكشاف طيفٍ واسعٍ من المنصّات والتّجارب. [1]
كيف تحدد أفضل العملات الرقمية للاستثمار؟
لتحديد ما هي أفضل العملات المشفّرة في العالم للاستثمار، نأخذ في الاعتبار عدّة عوامل رئيسيّةٍ توفّر رؤيةً شاملةً عن إمكانيّات الأصول الرّقميّة ومخاطرها. وإليك كيف تتمّ عمليّة التّقييم عادةً: [2]
- القيمة السّوقيّة والسّيولة: تشير القيمة السّوقيّة الكبيرة عادةً إلى عملةٍ راسخةٍ تتمتّع بطلبٍ قويٍّ وسيولةٍ كافيةٍ للشّراء أو البيع دون تقلّباتٍ سعريّةٍ كبيرةٍ.
- حالة الاستخدام والفائدة العمليّة في العالم الحقيقيّ: العملات الرّقميّة الّتي تحلّ مشاكل حقيقيّةً مثل: تمكين المدفوعات السّريعة، ودعم التّطبيقات اللامركزيّة، أو تقديم خدماتٍ فريدةٍ تميل إلى امتلاك قيمةٍ أكثر استدامةً.
- نشاط التّطوير: يشير التّطوير النّشط إلى تحسيناتٍ مستمرّةٍ وابتكارٍ ومجتمعٍ ملتزمٍ، وهي أمورٌ حيويّةٌ للنّجاح على المدى الطّويل.
- الأمان واللامركزيّة: تقلّل الشّبكة القويّة واللامركزيّة مع سجلّ أمانٍ قويٍّ من مخاطر الاختراقات أو الرّقابة أو التّلاعب.
- البيئة التّنظيميّة واعتماد المؤسّسات: العملات الّتي تحصل على موافقاتٍ أو قبولٍ من الجهات التّنظيميّة والمؤسّسات الكبيرة غالباً ما تتمتّع باستقرارٍ وفرص نموٍّ أكبر.
- المجتمع والنّظام البيئيّ: تعزّز قاعدة المستخدمين النّشطة، ونظام المطوّرين القويّ، والشّراكات الفعّالة قدر النّموّ وتبنّي هذه العملات.
- التّحليل الفنّيّ ومعنويّات السّوق: توفّر أنماط الرّسوم البيانيّة، وحجم التّداول، ومعنويّات المستثمرين رؤىً حول اتّجاهات الأسعار وتوقيت الدّخول أو الخروج.
من خلال تحليل هذه العوامل بعنايةٍ، مع الجمع بين البحث الأساسيّ والفنّيّ، يمكن للمستثمرين اتّخاذ قراراتٍ أكثر وعياً بشأن أيّ العملات الرّقميّة تمتلك أفضل إمكانيّاتٍ للنّموّ والثّبات في سوق العملات الرّقميّة.
ما هي أفضل العملات المشفرة في العالم؟
شهدت العملات الرقمية ازدياداً هائلاً في شعبيّتها خلال العقد الماضي، حيث بلغت القيمة الإجماليّة للسّوق حوالي 2.76 ترليون دولارٍ حتّى 14 أبريل 2025، مقارنةً بحوالي 3.6 مليار دولارٍ في 14 أبريل 2015، وإليك أفضل 15 عملةً رقميّةً الآن يمكنك البدء في الاستثمار بها وفقاً لميزانيتك واحتياجاتك: [3]
عملة "بيتكوين" (BTC)
بيتكوين هي العملة الرّقميّة الأصليّة ولا تزال الأكثر شهرةً. أُنشئت عام 2009، وهي حالياً أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السّوقيّة. وغالباً ما ينظر إلى بيتكوين كوسيلةٍ لتخزين القيمة، ويصفها كثيرون بأنّها الذّهب الرّقميّ. تعتبر استثماراً جيّدًا لما لها من تاريخٍ طويلٍ من النّموّ المستقرّ. وعلى الرّغم من أنّ هذا غير مضمونٍ، إلّا أنّها العملة الرّقميّة الّتي يولّيها معظم النّاس أكبر قيمةٍ، لذلك تستمرّ قيمتها في الارتفاع.
كما تُعتبر بيتكوين العملة الرقمية الأكثر استخداماً، وهي شبيهةٌ بالعملات التّقليديّة، إذ تقبل العديد من المتاجر بيتكوين، ويمكن إجراء العديد من المشتريات عبر الإنترنت باستخدامها. حتّى الآن، هي العملة الرّقميّة المفضّلة لشراء السّلع والخدمات الواقعيّة والرّقميّة على حدٍّ سواءٍ.
عملة "إيثيريوم" (ETH)
أُنشئت إيثيريوم عام 2015 وارتفعت بسرعةٍ لتصبح ثاني أكبر عملةٍ رقميّةٍ. تختلف كثيراً عن بيتكوين، فهي مصمّمةٌ لهدفٍ مختلفٍ، وتستخدم الآن في مجموعةٍ متنوّعةٍ من التّطبيقات اللّامركزيّة المثيرة (DApps). إنّها منصّةٌ لامركزيّةٌ تشغّل العقود الذّكيّة، وهي تطبيقاتٌ يمكن بناؤها على سلسلة كتل إيثيريوم هذه العقود هي برامج تعمل تماماً كما تمّ برمجتها دون أيّ إمكانيّةٍ للغشّ أو تدخّل طرفٍ ثالثٍ.
تُوفّر العقود الذّكيّة آفاقاً واسعةً من الإمكانيّات، تمتدّ من التّرفيه والألعاب إلى التّطبيقات المالية المتقدّمة. وكانت شبكة إيثيريوم مهداً لظهور الرّموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، إذ أتاحتها العقود الذكية لتُبرمج وتُنشأ وتُباع بطرقٍ مبتكرةٍ ومتنوّعةٍ. ومن خلال هذه الآلية، بات بإمكان الفنّانين تحقيق دخلٍ مباشرٍ من أعمالهم الرّقميّة، كما أصبح من الممكن إضفاء وظائف فريدةٍ على الرّموز، كتلك الّتي تتيح للّاعبين شراء أزياء وأدواتٍ رقميّةٍ باستخدام عملة إيثير واستخدامها داخل اللّعبة، ممّا يعزّز من تجربة اللّعب ويمنح الأصول الرّقميّة قيمةً عمليّةً وجماليّةً في آنٍ معاً.
عملة "تيثر" (USDT)
تُعدّ تيثر عملةً مستقرةً مرتبطةً بالدّولار الأمريكيّ، وتحتلّ اليوم المرتبة الثّالثة بين أكبر العملات الرّقميّة من حيث القيمة السّوقيّة، كما تُعتبر من أشهر العملات المستقرّة استخداماً وانتشاراً. وتكمن وظيفتها الأساسيّة في توفير الاستقرار داخل سوق العملات الرقمية، الّذي يشتهر بتقلّباته الحادّة. فعند حدوث اضطراباتٍ أو انخفاضاتٍ مفاجئةٍ في السّوق، يلجأ المستثمرون إلى تحويل أصولهم إلى تيثر كملاذٍ آمنٍ لتجنّب الخسائر الكبيرة. ويتيح هذا التحوّل أيضاً فرصاً استراتيجيّةً، إذ يمكنهم إعادة شراء العملات الرقمية عندما تنخفض أسعارها، ثم بيعها عند ارتفاعها، ما يجعل من تيثر أداةً فعالةً في إدارة المخاطر وتحقيق التّوازن في التّداول.
عملة "يو إس دي كوين" (USDC)
تُعدّ عملة يو إس دي كوين عملةً مستقرةً أُنشئت بالتّعاون بين شركتَي "سيركل" (Circle) و"كوينبايز" (Coinbase)، وهي مدعومةٌ بالكامل بنسبة 1:1 بالدّولار الأمريكيّ، ممّا يمنحها موثوقيّةً عاليةً واستقراراً في القيمة. وبفضل توفّرها المباشر على منصّة "كوينبايز" (Coinbase)، تُعتبر يو إس دي من أكثر العملات المستقرّة سهولةً في الوصول والاستخدام، لا سيّما للمستثمرين الأفراد. وكما هو الحال مع تيثر، تُستخدم يو إس دي كأداةٍ لحماية رؤوس الأموال من تقلّبات السّوق، من خلال تحويل الأصول الرّقميّة إليها وقت الاضطراب، ثم إعادة استثمارها عند توافر الفرص، ما يجعلها خياراً مثاليّاً للاستقرار الماليّ ضمن بيئة التّداول الرّقميّ.
عملة "بي إن بي" (BNB)
إنّ عملة بي إن بي هي العملة الأصليّة لمنصّة "بينانس" (Binance) -واحدةٌ من أكثر المنصّات استخداماً لشراء وبيع ونقل العملات الرّقميّة- يمكن استخدامها لدفع الرّسوم على منصّة بينانس، وغالباً ما تكون هذه الرّسوم أقلّ مقارنةً بدفعها بعملةٍ أخرى. كما يمكن استخدامها لشراء عملاتٍ رقميّةٍ أخرى على منصّة بينانس.
عملة "بينانس كوين يو إس دي" (BUSD)
بينانس كوين يو إس دي هي عملةٌ مستقرّةٌ أخرى أنشأتها بينانس ومدعومةٌ بنسبة 1:1 بالدّولار الأمريكيّ. وهي مثل العملات المستقرّة الأخرى، تستخدم لاستقرار العملات الرّقميّة. وبما أنّها من بينانس، يمكن استخدامها لدفع الرّسوم على منصّة بينانس وشراء عملاتٍ رقميّةٍ أخرى.
عملة "إكس آر بي" (XRP)
XRP هي العملة الأصليّة لشركة "ريبل" (Ripple)، وهي شبكة مدفوعاتٍ للبنوك والمؤسّسات الماليّة. أنشئت على منصّة بلوكشين خاصّةٍ بها تسمّى "إكس آر بي ليدجير" (XRP Ledger)، وتستعمل من قبل البنوك والمؤسّسات الماليّة كوسيلةٍ لتسوية المعاملات بسرعةٍ وبتكلفةٍ منخفضةٍ. ونظراً لفائدتها للمؤسّسات الماليّة، أعتمدت (XRP) من قبل بعض أكبر البنوك في العالم.
عملة "سولانا" (Solana)
سولانا (SOL) هي منصّة بلوكشين لامركزيّةٍ، أُنشئت في المقام الأوّل لتوفير قابليّة التّوسّع. تعتبر من أسرع شبكات البلوكشين في السّوق، حيث تصل سرعة المعاملات فيها إلى ما يقارب 65,000 معاملةٍ في الثّانية. تحقّق ذلك من خلال آليّة إجماعٍ فريدةٍ تسمّى "إثبات التّاريخ" (Proof of History)، والّتي تُتيح للعقد مزامنة الوقت عبر الشّبكة. كانت سولانا واحدةً من أسرع المشاريع نموّاً في مجال التّمويل اللّامركزيّ (DeFi) ويطلق عليها على نطاقٍ واسعٍ لقب "قاتل إيثيريوم".
عملة "دوغكوين" (DOGE)
تُعدّ دوغكوين من أشهر الرّموز الرّقميّة وأكثرها شعبيّةً بين المستثمرين، رغم بدايتها كمجرّد مزحةٍ مستوحاةٍ من بيتكوين؛ فقد انطلقت كمشروعٍ ساخرٍ يستند إلى ميم الإنترنت الشّهير "Doge"، لكنّها سرعان ما تحوّلت إلى ظاهرةٍ رقميّةٍ واسعة الانتشار، مدعومةٍ بمجتمعٍ نشطٍ وحيويٍّ. وقد ساهم في شهرتها دعم عددٍ من الشّخصيّات البارزة في عالم العملات الرقمية، مثل: إيلون ماسك وفيتاليك بوتيرين، ممّا زاد من زخمها الإعلاميّ والاهتمام بها.
ورغم هذا النّجاح الجماهيري، تظلّ دوغكوين مثالاً على ما يُعرف بـ"العملات الميمية" (Meme Coins)، أي تلك الّتي تفتقر إلى قيمةٍ جوهريّةٍ حقيقيّةٍ وتعتمد بالأساس على دعم المجتمع والزّخم الثّقافي. لذلك، يُنصح المستثمرون بالتّروّي وإجراء بحوثٍ دقيقةٍ قبل الدّخول في هذا النّوع من الاستثمارات، نظراً لطبيعته المتقلبّة والمعتمدة على التوجّهات الجماهيريّة.
عملة "بولكادوت" Polkadot (DOT)
تعدّ بولكادوت بروتوكولاً مبتكراً من فئة "الطبقة-0"، صُمّمت لربط وتأمين العديد من شبكات البلوكشين، ممّا يتيح لها العمل معاً بسلاسةٍ وتحقيق التّشغيل البينيّ الكامل. ومن خلال هذا التّرابط، يمكن نقل مختلف أنواع الأصول الرّقميّة بين الشّبكات، بما في ذلك الرّموز والعقود الذّكيّة، دون الحاجة إلى وسطاء مركزيّين.
تمتاز بولكادوت بقدرتها على ربط شبكات بلوكشين عامّةٍ وخاصّةٍ، إضافةً إلى تكامله مع خدمات الأوراكل وشبكاتٍ أخرى متنوّعةٍ، ممّا يوسّع إمكانات تبادل المعلومات والبيانات عبر نظامٍ بيئيٍّ واسعٍ من البروتوكولات، ممّا يجعله حجر أساس في تطوير بنيةٍ تحتيّةٍ مرنةٍ ومترابطةٍ لعالم الويب 3.0.
عملة "شيبا إينو" (SHIB)
شيبا إينو هي عملةٌ رقميّةٌ ميميّةٌ استُلهمت من ميم دوغكوين الشّهير، الّذي يصوّر كلباً من نوع شيبا إينو ويُستخدم كرمزٍ طريفٍ على الإنترنت. أُطلقت شيبا في عام 2021 كـ"عملة مزحة"، مستندةً إلى نفس الرّوح السّاخرة الّتي نشأت منها دوغكوين، واُستخدمت صورة كلب كتميمةٍ لها.
ورغم بدايتها السّاخرة، فقد حقّقت شيبا إينو انتشاراً واسعاً وقيمةً سوقيّةً تجاوزت 5 مليارات دولارٍ، متفوّقةً بذلك على دوغكوين من حيث عدد المشاريع المنسوخة منها، وإن كانت دوغكوين لا تزال تحتفظ بقيمةٍ سوقيّةٍ أعلى على مستوى الفرديّة. ويُعزى هذا التّوسّع جزئيّاً إلى أنّ شيبا إينو أُنشئت على شبكة إيثيريوم، ما أتاح إمكانيّة استنساخ الرّموز بسهولةٍ، أي تمكين أيّ شخصٍ من إنشاء نسخةٍ مماثلةٍ من العملة. ونتيجةً لذلك، ظهرت مئات النّسخ من شيبا، تجاوز عددها 100 عملةٍ مختلفةٍ، ممّا يعكس مدى انتشار وتأثير هذا النّمط من العملات الميميّة في السّوق الرّقميّ.
عملة "ترون" (TRX)
تُعدّ ترون بروتوكولاً لامركزيّاً للتّرفيه الرّقميّ، أُطلق في عام 2017 بهدف إعادة تشكيل الإنترنت نحو نموذجٍ أكثر انفتاحاً ولامركزيّةً. يسعى المشروع إلى تمكين الويب اللّامركزيّ، حيث لا تكون السّيطرة في يد كياناتٍ مركزيّةٍ، بل موزّعة بين المستخدمين أنفسهم.
تمتلك ترون شبكة بلوكشين خاصّةً بها، تتميّز بقدرتها العالية على التّوسّع ومعالجة عددٍ كبيرٍ من المعاملات بسرعةٍ وكفاءةٍ، ما يجعلها مناسبةً لتطبيقاتٍ تتطلّب أداءً عالياً مثل: الألعاب الرّقميّة. وتعمل ترون على عددٍ من المبادرات الرّائدة، من بينها "ترون آركيد" (Tron Arcade)، وهي منصّةٌ تهدف إلى دعم وتطوير ألعابٍ قائمةٍ على البلوكشين، إلى جانب "مشروع أطلس" (Project Atlas)، وهو مشروعٌ طموحٌ يهدف إلى تعزيز لامركزيّة الإنترنت من خلال دمج تقنيات البلوكشين مع أنظمة مشاركة الملفّات. وتُجسّد ترون بذلك رؤيتها لعالمٍ رقميٍّ أكثر حريّةً وشفافيّةً.
عملة "كاردانو"(Cardano)
كاردانو (ADA) هي منصّةٌ متقدّمةٌ للعقود الذّكيّة، أُنشئت في عام 2015 على يد تشارلز هوسكينسون، أحد المؤسّسين المشاركين لمشروع إيثيريوم. وتتميّز كاردانو بنهجها العلميّ وتقنياتها المبتكرة، أبرزها اعتمادها على خوارزميّة "إثبات الحصّة" (Proof of Stake)، بدلًا من خوارزميّة "إثبات العمل" (Proof of Work)، ما يجعلها أكثر كفاءةً في استهلاك الطّاقة مقارنةً بمعظم شبكات البلوكشين الأخرى. على سبيل المثال، تستهلك شبكة بيتكوين نحو 110 تيراواط/ساعة سنويّاً من الكهرباء، وهو ما يعادل استهلاك الطّاقة لدولٍ صغيرةٍ مثل السويد. في المقابل، تُعدّ كاردانو أكثر كفاءةً من بيتكوين بما يقارب 1.6 مليون مرّةً، بحسب تقرير لمجلة "فوربس" (Forbes)، ما يعكس التزام المشروع بالاستدامة البيئيّة.
ويواصل فريق كاردانو تطوير المنصّة من خلال إدخال لغة برمجةٍ جديدةٍ تُعرف بـ"بلوتوس" (Plutus)، تهدف إلى تبسيط عمليّة إنشاء العقود الذّكيّة، ممّا يفتح آفاقاً أوسع للمطوّرين ويُعزّز من قدرات النّظام البيئيّ لكاردانو في مجال التّطبيقات اللّامركزيّة.
عملة "بوليجون" (Polygon)
عملة بوليجون (MATIC) هي حلٌّ مبتكرٌ لتحسين قابلية التّوسّع على شبكة إيثيريوم، ويُصنّف ضمن حلول الطّبقة الثّانية، أيّ أنّه يعمل فوق البنية الأساسيّة لإيثيريوم بهدف تعزيز أدائها وتقليل الضّغط عنها. ومن أبرز ميّزات بوليجون اعتماده على ما يُعرف بـ"السلاسل الجانبيّة" (Sidechains)، وهي شبكاتٌ مستقلّةٌ تُستخدم لمعالجة المعاملات خارج الشّبكة الرّئيسيّة، ما يُخفّف العبء عن إيثيريوم ويُسهم بشكلٍ كبيرٍ في تسريع العمليّات وخفض تكاليفها.
إضافةً إلى ذلك، يُوفّر بوليجون آليّة "تعدين الستاكينغ" (Staking)، الّتي تُتيح للمستخدمين إمكانيّة رهن رموزهم مقابل الحصول على مكافآتٍ، ممّا يعزّز من أمان الشّبكة ويشجّع على المشاركة الفعّالة في النّظام البيئيّ للمشروع. بهذه الطّريقة، يجمع بوليجون بين الكفاءة والأداء، ويُعدّ من أبرز الحلول الدّاعمة لنّموّ تطبيقات إيثيريوم اللّامركزية.
عملة "أفالانش" (AVAX)
عملة أفالانش هي منصّةٌ متطوّرةٌ تهدف إلى إطلاق تطبيقات التّمويل اللّامركزي (DeFi) وسلاسل الكتل الخاصّة بالمؤسّسات، وقد صُمّمت لتجمع بين القابليّة العالية للتّوسّع، والأمان، والتّشغيل البيني بين الشّبكات المختلفة.
تستند أفالانش إلى نموذج إجماع "إثبات الحصّة" (Proof of Stake)، الّذي يُتيح للمستخدمين المشاركة في تأمين الشّبكة من خلال رهن رموزهم مقابل الحصول على مكافآتٍ، ما يعزّز من استقرار النّظام ويشجّع على الانخراط المجتمعيّ فيه. كما يعمل الفريق المطوّر على تحسين تجربة المستخدم من خلال دمج العقود الذّكيّة، ممّا يجعل المنصّة أكثر مرونةً وسهولةً في الاستخدام، ويدعم تطوير تطبيقاتٍ لامركزيّةٍ قابلةٍ للتّوسّع على نطاقٍ واسعٍ.
اعتبارات أساسية قبل الاستثمار في العملات المشفرة
تشير اعتبارات الاستثمار في العملات الرقمية إلى العوامل الرّئيسيّة والاحتياطات الّتي يجب على المستثمرين تقييمها قبل شراء أو تداول العملات الرّقميّة، إذ تساعد هذه الاعتبارات على إدارة المخاطر واتّخاذ قراراتٍ مستنيرةٍ في سوق العملات الرقمية المتقلّبة والمعقّدة، وتشمل النّقاط الرّئيسيّة ما يلي: [4]
- نهج الاستثمار: قرّر ما إذا كُنتً ستستخدم التّحليل الفنّيّ -دراسة مخطّطات الأسعار والأنماط- أو التّحليل الأساسيّ -تقييم التّكنولوجيا الأساسيّة، حالات الاستخدام، والإمكانيّات على المدى الطّويل.
- معيار هيمنة السّوق: استخدم بيتكوين كأساسٍ لمقارنة أداء وقيمة العملات الرقمية الأخرى (العملات البديلة).
- التّقلّب والمخاطر: افهم أنّ العملات الرقمية هي أصولٌ شديدة التّقلّب ومضاربةٌ، تخضع لتقلّباتٍ سعريّةٍ مفاجئةٍ وتغييراتٍ في معنويّات السّوق.
- موثوقيّة المشروع: ركّز على العملات الرقمية الّتي تتمتّع بقيمةٍ سوقيّةٍ قويّةٍ وتكنولوجيا مثبتةٍ لتقليل التّعرّض للاحتيال أو المشاريع الفاشلة.
- تدابير الأمان: احمِ استثماراتك باستخدام منصّاتٍ ومحافظ مرموقةٍ ومرخّصةٍ، وكن حذراً من التّصيّد والاختراقات أو أخطاء المستخدم.
- البيئة التّنظيميّة: تابع التّطوّرات القانونيّة والتّنظيميّة الّتي يمكن أن تؤثّر على أسواق العملات الرّقميّة.
- تجنّب النّصائح غير الموثوقة: احذر من نصائح الاستثمار من مصادر غير موثوقةٍ، خاصّةً على وسائل التّواصل الاجتماعيّ؛ لأنّها قد تحمل دوافع خفيّةً.
أخذ هذه العوامل بعين الاعتبار يساعدك على التّعرّف على ما هي أفضل العملات المشفرة في العالم في كلّ وقتٍ مهما تغيّر وتقلّب السّوق، ممّا يساعد المستثمرين على تقليل الخسائر والتّنقّل في سوق العملات الرقمية بثقةٍ أكبر.
-
الأسئلة الشائعة
- ما هي لايتكوين (LTC)؟ لايتكوين هي عملةٌ رقميّةٌ أُنشئت عام 2011 كنسخةٍ أخفّ وزناً من بيتكوين، تقدّم معاملاتٍ أسرع وكفاءةً أفضل في التّخزين. وغالباً ما تستخدم كشبكة اختبارٍ لبيتكوين، ممّا يسمح للمطوّرين باختبار ميّزاتٍ جديدةٍ قبل تطبيقها على بيتكوين.
- ما هي العملات المستقرة؟ العملات المستقرة هي عملاتٌ رقميّةٌ مرتبطةٌ بأصولٍ أخرى، عادةً عملة نقديّة مثل الدولار الأمريكيّ، لجعلها أقلّ عرضةً لتقلّبات السّوق.
- هل تخضع العملات الرقمية للتنظيم؟ تجرى حاليّاً جهودٌ تنظيميّةٌ في الولايات المتّحدة ومجموعةٍ كبيرةٍ من الدّول لإيجاد توازنٍ يتيح ازدهار العملات الرّقميّة وتأثيراتها دون المساس بالأنظمة الأساسيّة الضّروريّة للمجتمع.
- ما هو المكان الأكثر أماناً لشراء العملات الرقمية؟ عادةً، ما يكون الشّراء من منصّات تداولٍ موثوقةٍ مقرّها الولايات المتّحدة هو الخيار الأكثر أماناً؛ فهذه المنصّات تميل إلى الامتثال للتّنظيمات، والتّركيز على الشّفافيّة، والاستثمار في بروتوكولات أمانٍ قويّةٍ. ومن بين الخيارات الرّائدة: كوين بيز (Coinbase)، وكراكن (Kraken)، وجيميني (Gemini.)
- هل يمكن أن أخسر أموالي في العملات الرقمية حتى لو تمسكت بأفضل العملات؟ يمكن أن تخسر أموالك في العملات الرقمية حتّى لو التزمت بأفضل العملات من حيث القيمة السّوقيّة. قد تكون بيتكوين والعملات البديلة الرّائدة مستقرّةً نسبيّاً مع فرصٍ أقلّ للاحتيال أو الانهيار الكامل، لكنّها لا تزال تنطوي على مخاطر. حتّى تيثر، الأقل تقلّباً بين المجموعة، ليست آمنةً تماماً، فهي مستقرّةٌ فقط بقدر استقرار الجهة المصدّرة لها، وقد تؤثّر عليها التّهديدات الأوسع مثل التّنظيمات الضّارة.