الرئيسية ستارت أب كيف يعيد استحواذ Green Dome رسم مستقبل قطاع اللوجستيات المبردة؟

كيف يعيد استحواذ Green Dome رسم مستقبل قطاع اللوجستيات المبردة؟

يتأمّل رودريغ ناكوزي، مؤسّس ومدير شركة Transcorp International، عمليّة استحواذ شركته المقيمة في الإمارات والعوامل الّتي أدّت إلى هذا الإنجاز

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

استحوذت شركة "غرين دوم للاستثمارات" (Green Dome Investments (GDI))، المنصّة الإماراتيّة المتخصّصة في الاستثمارات اللّوجستيّة وسلسلة الإمداد، على شركة "ترانسكورب إنترناشيونال" (Transcorp International)، المتخصّصة في خدمات اللّوجستيّات المبرّدة والّتي تعمل في الإمارات والسعودية وقطر.

أسّس رودريغ ناكوزي (Rodrigue Nacouzi) شركة "ترانسكورب إنترناشيونال" في الإمارات عام 2013، والّتي تتخصّص في الخدمات اللّوجستيّة ذات التّحكّم بدرجات الحرارة، مقدّمةً خدماتها لقطّاعاتٍ مثل الغذاء، والأدوية، والتّجارة الإلكترونيّة. وستنقل عمليّة الاستحواذ عمليّات ترانسكورب إلى شركة "إيليت" (Elite Co.)، الذّراع التّشغيليّ لشركة GDI  المتخصّص في خدمات التنفيذ، والمرحلة الوسطى، والتّوصيل النّهائيّ، والخدمات السّريعة.

منذ تأسيسها في 2017، استثمرت "غرين دوم للاستثمارات" -الّتي يمتلك "سيسكو هولدينغ" (SISCO Holding)، أوّل شركةٍ استثماريةٍ مدرجةٍ علناً في المملكة العربيّة السّعوديّة، حصّةً فيها- أكثر من 120 مليون دولارٍ أمريكيٍّ للاستحواذ على 4 شركاتٍ لوجستيّةٍ إقليميّةٍ، ما أتاح لها إنشاء منصّةٍ لوجستيّةٍ إقليميّةٍ متعدّدة القطّاعات تشمل خدمات التّوصيل السّريع، وتنفيذ التّجارة الإلكترونيّة، والخدمات المبرّدة، في إطار رؤيةٍ متكاملةٍ لتوسيع حضورها الإقليميّذ.

في هذه الصّفقة، ستستحوذ GDI على حصّة "سي إي فينتشرز" (CE-Ventures) المقيمة في الإمارات في شركة "ترانسكورب إنترناشيونال"، لتصبح بذلك جزءاً من منظومةٍ متكاملةٍ. وبعد إتمام الصّفقة، ستعمل كلّ من شركة "إيليت" و"ترانسكورب" عبر 5 دولٍ في مجلس التّعاون الخليجيّ، مديرةً أسطولاً يضمّ أكثر من 1,500 مركبةٍ و27 مستودعاً، ومقدّمةً خدماتها لأكثر من 800 عميلٍ، بما يعكس قدرة هذه المنصّة الجديدة على الدّمج بين العمليّات التّشغيليّة والتّوسّع الاستراتيجيّ بشكل مترابطٍ وفعّالٍ.

في مقابلةٍ مع "عربية Inc." وصف رودريغ ناكوزي، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة "ترانسكورب إنترناشيونال"، عمليّة الاستحواذ باعتبارها تطوّراً طبيعيّاً لمسيرة الشّركة؛ فقال: "عندما بدأت "ترانسكورب"، لم أكن أبنيها من أجل هذه اللّحظة، بل كنت أبنيها لسدّ فجوةٍ حقيقيّةٍ في مجال الخدمات اللّوجستية المبردة. ولكن عندما تبني شيئاً ذا معنىً، فإنّ الشّراكات الصّحيحة تنجذب إليك بشكلٍ طبيعيٍّ. برزت "غرين دوم للاستثمارات" لأنّها لم تكن تركّز على الأرقام فحسب، بل نشترك معهم في القيم والأهداف، وتتوافق طموحاتنا في تطوير منظومة السّلسلة المبردة في منطقتنا. وهم يوفّرون الحجم ورأس المال، بينما نقدّم نحن الخبرة التّشغيليّة العميقة، والتّقنيّات، وثقافة الدّقّة؛ فهذا التّوافق جعل العمليّة تبدو أقلّ كصفقة استحواذٍ، وأكثر كاستمرارٍ استراتيجيٍّ لما كنّا نعمل على تحقيقه".

وفقاً لما أفاد به رودريغ ناكوزي، تم تصميم استحواذ "غرين دوم للاستثمارات" بعنايةٍ فائقةٍ لضمان الحفاظ على الثّقافة والحمض النّوويّ التّشغيليّ الّذي شكّل حجر الأساس لنجاح شركة "ترانسكورب إنترناشيونال". وأوضح ناكوزي: "ستبقى قيادة "ترانسكورب" والفرق الرّئيسة في مواقعها، لأنّ القيمة الحقيقيّة تكمن في ذلك: في موظّفينا، وعمليّاتنا، وانضباطنا في التّنفيذ. وقد أدركت GDI أنّ ما يميّز "ترانسكورب" لم يكن يوماً الأصول وحدها، بل الطّريقة الّتي صمّم بها الفريق موثوقيّة الأداء في منطقةٍ يُعدّ التّحكم بدرجات الحرارة فيها علماً دقيقاً وسباقاً مع الزّمن في الوقت ذاته. ورأت GDI أنّ هذا الفكر يمكن أن يُكمل منصّتها اللّوجستيّة الأوسع، ويُفضي إلى خلق لاعبٍ إقليميٍّ متكاملٍ قادرٍ على تقديم خدماتٍ متجانسةٍ وموثوقةٍ على نطاقٍ واسعٍ".

بين عامي 2019 و2024، سجّلت شركة "ترانسكورب إنترناشيونال" معدّل نموٍّ سنويٍّ مركّبٍ بلغ 50%، ما يعكس الطّلب القويّ في السّوق على حلول سلسلة الإمداد المبرّدة عالية الأداء. ومن منظور رودريغ، يقف وراء هذا النّموّ التّحوّل في طريقة تفاعل العملاء مع المنتجات والخدمات اليوم؛ فيشرح قائلاً: "يتّسم المستهلكون الحاليّون بتوقّعاتٍ أعلى وعاداتٍ أسرع، مدفوعةٍ بالتّوسّع السّريع للتّجارة الإلكترونيّة والارتفاع الاستثنائيّ في التّجارة السّريعة. وفي هذه المنطقة من العالم، يقود النّاس السّعي وراء الرّاحة والسّرعة؛ فالوجبات الجاهزة، وخطط الوجبات القائمة على الاشتراكات، وخدمات التّوصيل في نفس اليوم أصبحت هي القاعدة، وهذه بالضّبط المجالات الّتي تتفوّق فيها "ترانسكورب"، حيث نقدّم السّرعة على نطاقٍ واسعٍ بكفاءةٍ عاليةٍ".

رغم هذا الزّخم، أشار رودريغ إلى أنّ قطّاع اللّوجستيّات لا يزال يواجه فجواتٍ في التّكامل والاتّساق؛ فقال: "على الرّغم من ارتفاع الطّلب، يظلّ النّظام البيئيّ مجزّأً، حيث يتولّى اللّاعبون المختلفون إدارة المخازن، والأساطيل، وعمليّات التّنفيذ بشكلٍ منفصلٍ. هذا النّقص في المعايير الموحّدة يؤدّي غالباً إلى عدم الكفاءة، وتفاوت جودة الخدمة، وحدودٍ في قابليّة التّوسّع عبر الحدود". ومع ذلك، لفت ناكوزي إلى أنّ المشهد يتطوّر أيضاً، لا سيما مع تشديد الأطر التّنظيميّة المتعلّقة بسلامة الغذاء، والخدمات اللّوجستيّة الدّوائيّة، والامتثال عبر الحدود، ما يدفع مشغّلي القطّاع إلى اعتماد أساليب أكثر حداثةً وتطوير بنيتهم التّشغيليّة.

كما أوضح رودريغ مع اتّساع التّرابط الإقليميّ، واستثمار كلٍّ من الإمارات والسّعوديّة بشكلٍ مكثّفٍ في البنية التّحتيّة اللّوجستيّة، تكمن الفرصة الحقيقيّة في ردم هذه الفجوات التّشغيليّة وبناء شبكة سلسلة أمدادٍ مبردة إقليميّة متكاملةٍ تجمع بين الحجم والموثوقيّة. وهذا بالضّبط ما تُظهره شراكة (GDI–Transcorp)، من خلال الدّمج بين القدرات الاستثماريّة والبنية التّحتيّة لدى GDI والخبرة التّشغيليّة ومنصة "ترانسكورب" المدفوعة بالتّقنية في مجال سلسلة الإمداد المبردة. معاً، نسعى لوضع معيارٍ جديدٍ للتّكامل والامتثال والأداء داخل منظومة اللّوجستيّات المبرّدة في دول مجلس التّعاون الخليجيّ".

وبعد أن شهد بنفسه ما يلزم للتّوافق مع الشّريك الاستراتيجيّ المناسب، شارك رودريغ نصائح مؤسّسين يفكرون في مسارات نموٍّ مماثلةٍ؛ فقال: "إذا كنت تسعى إلى استحواذ، فلا تبنِ بهدف البيع، بل ابنِ بهدف أن تُحدث أثراً. ويبحث المشترون الاستراتيجيّون عن توافق القيم، وقابليّة التّوسّع، والأنظمة التي يمكنهم الوثوق بها، وليس مجرّد نموٍّ الإيرادات فقط. وأخيراً، تحلّ بالتّواضع وفي الوقت نفسه بالحزم. يجب أن يُسرّع الشّريك المناسب رؤيتك، لا أن يُضعفها. وقد أثبتت تجربتنا مع GDI أنّ الصّفقة الموقوتة والمنظمة جيّداً يمكن أن تضاعف الأثر حين يكون كلا الطّرفين مدفوعاً بهدفٍ مشتركٍ".

وأشار رودريغ في نهاية حديثه إلى أنّ الاستحواذات ليست سوى نتيجةٍ محتملةٍ، بينما الجوهر يكمن في الانضباط الّذي يُبنى عليه المشروع منذ البداية؛ فالتّواضع والثّبات على الأرض، كما قال، أساس كلّ بناءٍ حقيقيٍّ، فلا ينبغي الانجرار وراء الأضواء أو الضّجيج الإعلاميّ، بل التّركيز على الجوانب العمليّة الّتي غالباً ما تُعدّ مملةً لكنّها الرّكيزة الّتي تبنى عليها الأعمال المتينة. وأوضح أنّ السّوق يكافئ الاتّساق والتّطبيق الدّقيق، وليس الصّخب أو الضّوضاء، مؤكّداً أنّ الاهتمام بالتّنفيذ، والاقتصاديّات الوحدويّة، والثّقافة المؤسّسيّة هو ما يضمن صمود الشّركات أمام الصّدمات، فالبقاء يعتمد على الحقيقة التّشغيليّة لا على الضّجيج المرتبط بالتّقييم.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 6 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: