كيف أبدأ الاستثمار في الأسهم؟ دليل كامل للمبتدئين
يساعد فهم الأسواق الماليّة وتحديد الأهداف بوضوحٍ على اتّخاذ قراراتٍ مدروسةٍ تعزّز النّموّ الماليّ وتوازن بين الفرص والمخاطر

إذا كان يدور في ذهنك سؤالٌ عن كيف أبدأ الاستثمار في الأسهم؟ فإنّنا نقدّم لك دليلًا شاملًا للمبتدئين في هذا المقال؛ فالاستثمار في الأسهم يمكن أن يكون وسيلةً قويّةً لتنمية ثروتك مع مرور الوقت، إذ يتضمّن شراء حصصٍ في شركةٍ ما على أمل أن تنمو الشّركة وتؤدّي أداءً جيّداً في سوق الأسهم على المدى الطّويل، ممّا يؤدّي إلى تحقيق مكاسب على استثمارك.
من المهمّ أن تبدأ بتحديد أهداف استثمارٍ واضحةٍ، ومعرفة مقدار المال الّذي يمكنك استثماره ودرجة المخاطرة الّتي تستطيع تحمّلها، ثمّ اختيار وسيطٍ يتناسب مع أسلوب تداولك، وتمويل حسابك، وشراء الأسهم. يشرح لك هذا الدّليل الخطوات الأساسيّة للاستثمار في الأسهم، سواء كان لديك آلاف الدّولارات المخصّصة للاستثمار أو كان بإمكانك الاستثمار بمبلغٍ أكثر تواضعاً مثل 25 دولاراً في الأسبوع.
لماذا يستثمر الناس في الأسهم؟
يستثمر الناس لأسبابٍ رئيسيةٍ عدةٍ: [1]
- نموّ الثروة: لزيادة أموالهم مع مرور الوقت من خلال تحقيق عوائد تتجاوز معدّل التّضخّم.
- الأمان الماليّ: لبناء وسادةٍ ماليةٍ للطّوارئ أو التّقاعد أو تحقيق أهدافٍ حياتيّةٍ كبيرةٍ.
- الدّخل السّلبيّ: لتوليد دخلٍ من خلال توزيعات الأرباح أو الفوائد أو دخل الإيجار دون الحاجة إلى عملٍ نشطٍ.
- مواجهة التّضخّم: لحماية قدرتهم الشّرائيّة مع تآكل المدّخرات النّقديّة بسبب التّضخّم.
- تحقيق الأهداف: للادّخار من أجل أهدافٍ محددةٍ، مثل: شراء منزلٍ أو تمويل التّعليم أو بدء مشروعٍ تجاريٍّ.
- التّنويع: لتوزيع المخاطر من خلال الاستثمار في أصولٍ مختلفةٍ، ممّا يقلّل الاعتماد على مصدر دخلٍ واحدٍ.
باختصارٍ، يساعد الاستثمار النّاس على زيادة أموالهم وتحقيق الاستقلال الماليّ والأمان.
كيف أبدأ الاستثمار في الأسهم؟
يمكن أن يؤدي الاستثمار في الأسهم إلى عوائد ماليةٍ إيجابيّةٍ، إذا امتلكت سهماً تنمو قيمته مع مرور الوقت. ولكن تواجه أيضاً خطر خسارة المال إذا انخفض سعر السّهم مع مرور الوقت. ومن أهمّ ما يجب أن تهتمّ به للاستثمار في الأسهم:
الخطوة 1: ضع أهدافاً استثماريّة واضحة
ابدأ بتحديد أهدافك الماليّة بوضوحٍ، إذ تساعد الأهداف الواضحة على توجيه قراراتك الاستثماريّة والحفاظ على تركيزك. فكّر في الأهداف قصيرة الأجل وطويلة الأجل؛ لأنّها تؤثّر على استراتيجيّتك في الاستثمار.
قد تمتلك أهدافاً قصيرة الأجل مثل: الادّخار لشراء منزلٍ أو لقضاء عطلةٍ، أو أهدافاً طويلة الأجل مثل: تأمين تقاعدٍ مريحٍ أو تمويل تعليم طفلك. وتعتمد أهدافك على مرحلتك الحياتيّة وطموحاتك، وعادةً ما يميل المستثمرون الشّباب إلى التّركيز على النّموّ وتراكم الثروة على المدى الطّويل، بينما يفضّل القريبون من التقاعد عادةً توليد الدخل والحفاظ على رأس المال.
نصائح لوضع أهداف الاستثمار:
- كن محدّداً بشأن أهدافك: فبدلاً من أهدافٍ غامضةٍ مثل "الادّخار للتّقاعد"، حدّد أهدافاً دقيقةً مثل: "تجميع 500000 دولارٍ في صندوق التّقاعد بحلول سنّ 50".
- حدّد أفقك الزّمنيّ للاستثمار: قيّم المدّة الّتي لديك لتحقيق كلّ هدفٍ، إذ يسمح الأفق الزّمنيّ الأطول باتّباع استراتيجياتٍ استثماريّةٍ أكثر جرأةً، في حين قد يتطلّب الأفق القصير نهجاً أكثر تحفّظاً، فكلّما منحت نفسك وقتاً أطول، قلّت الحاجة لأن تكون محافظاً في البداية.
- قيّم وضعك الماليّ: كُن واقعيّاً بشأن مقدار المال الّذي يمكنك تخصيصه لأهداف الاستثمار، مع مراعاة مدّخراتك ودخلك المنتظم وأيّ موارد ماليّةٍ أخرى.
- رتّب أولويّات أهدافك: كثيرٌ منّا يوازن بين عدة أهدافٍ في وقتٍ واحدٍ، ويجب أن يحدّد الأولويّات مثل: الادّخار لدفعٍ مقدّم شراء منزلٍ أو تمويل حفل زفافٍ العام المقبل أو الاستعداد للتّقاعد، بناءً على الأهمّيّة والضّرورة. على سبيل المثال، قد يأخذ الادّخار لمقدّم شراء منزلٍ الأولويّة على التّخطيط لعطلةٍ.
إن الخطوة الأولى في أيّ مشروعٍ هي الأصعب، لكن بوضع أهدافٍ استثماريّةٍ واضحةٍ ومحدّدةٍ، ستضع أساساً قويّاً لبناء استثماراتك؛ فهذا الوضوح سيساعدك على التّنقّل في سوق الأسهم بثقةٍ وهدفٍ.
الخطوة 2: حدد المبلغ الذي يمكنك تحمّله للاستثمار
يتطلّب تحديد مقدار المال الّذي يمكنك استثماره في الأسهم تقييماً دقيقاً لوضعك الماليّ، إذ تساعد هذه الخطوة على ضمان استثمارك بمسؤوليّةٍ دون تعريض استقرارك الماليّ للخطر. [2]
نصائح لتحديد مبلغ الاستثمار:
- راجع مصادر دخلك: ابدأ بسرد جميع مصادر دخلك، وتحقّق ممّا إذا كان صاحب العمل يقدّم خياراتٍ استثماريّةً مع مزايا ضريبيةٍ أو مساهماتٍ مطابقةٍ لتعزيز استثماراتك.
- إنشاء صندوق طوارئٍ: تأكّد من وجود أساسٍ ماليٍّ متينٍ قبل الاستثمار، ولا يعني متيناً أن يكون مثاليّاً. ولكن يجب أن يغطّي هذا الصّندوق نفقات عدّة أشهرٍ مثل: أقساط الرّهن العقاريّ أو الإيجار والفواتير الأساسيّة الأخرى.
- سداد الدّيون ذات الفائدة العالية: ينصح المخطّطون الماليّون عادةً بسداد الديون ذات الفائدة المرتفعة مثل: بطاقات الائتمان؛ فمن غير المرجّح أن تفوق عوائد الاستثمار في الأسهم تكلفة الفوائد المرتفعة المتراكمة على هذه الدّيون.
- وضع ميزانيّةٍ: بناءً على تقييمك الماليّ، قرّر مقدار المال الّذي يمكنك استثماره براحةٍ في الأسهم. كما يجب أن تعرف هل ستبدأ بمبلغٍ كبيرٍ دفعةً واحدةً أم مبالغ صغيرةً تستثمرها تدريجيّاً. ويجب أن تضمن ميزانيّتك عدم استخدام أموالٍ تحتاجها للنّفقات الأساسيّة.
لا تقلق إذا كانت أموالك أقلّ ممّا ترغب، ولا توبّخ نفسك لأنّك لست جاهزاً لسباقٍ في أوّل يوم تدريبٍ؛ فالاستثمار هو ماراثونٌ وليس سباق سرعةٍ، والرّحلة لا تزال أمامك. استثمر فقط المال الذي يمكنك تحمّل خسارته، ولا تضع نفسك في موقفٍ ماليٍّ هشٍّ من أجل الاستثمار.
الخطوة 3: حدد مستوى تحملك للمخاطر
فهمك لمستوى تحمّل المخاطر يعدّ حجر الأساس في عمليّة الاستثمار؛ فهو يساعدك على مواءمة مدى ارتياحك الشّخصيّ مع حالة عدم اليقين الملازمة لسوق الأسهم وأهدافك الماليّة.
نصائح لتقييم مدى تحمّل المخاطر:
- التّقييم الذّاتيّ: فكّر في مدى ارتياحك للتّقلّبات في سوق الأسهم؛ فهل يمكنك تقبّل مخاطر أعلى مقابل عوائد محتملةٍ أكبر؟ أم أنّك تفضّل الاستقرار حتى لو كانت العوائد أقلّ في النّهاية؟
- ضع أفقك الزّمنيّ في الاعتبار: غالباً ما يعتمد تحمّل المخاطر على الفترة الزّمنيّة المتاحة أمامك للاستثمار، إذ يسمح الأفق الزّمنيّ الأطول بتحمّل مخاطر أكبر لأنّ لديك وقتاً للتّعافي من الخسائر المحتملة، أمّا الأفق القصير فيتطلّب استثماراتٍ أكثر تحفّظاً.
- اجعل استثماراتك متوافقةً مع مستوى المخاطرة: اختر الأسهم أو الأصول الماليّة الّتي تتماشى مع مدى تحمّل المخاطر لديك؛ فمثلاً الأسهم ذات العوائد التّوزيعيّة والسندات تتمتّع بمخاطر منخفضةٍ وأرباحٍ معتدلةٍ، بينما الصّناديق الاستثماريّة المشتركة، وصناديق المؤشّرات المتداولة ذات مخاطر متوسّطةٍ، أمّا أسهم الشّركات الصّغيرة فذات مخاطر مرتفعةٍ.
يُمكّنك تحديد مستوى المخاطر بدقّةٍ من بناء محفظةٍ استثماريّةٍ تتماشى مع أهدافك الماليّة ومدى ارتياحك النّفسيّ، ممّا يتيح لك التّعامل مع سوق الأسهم بثقةٍ وطمأنينةٍ.
الخطوة 4: تحديد الأسلوب الاستثماري الأفضل
سواء كُنت تفضّل النّهج العمليّ المباشر أو تميل إلى استراتيجيّةٍ أكثر هدوءاً، فإنّ فهمك لأسلوبك الاستثماريّ يساعدك على اختيار الطّرق والأدوات المناسبة لاستثماراتك. ولكلّ شخصٍ علاقةٌ مختلفةٌ بالمال، فبعضهم يفضّل التّدقيق في كلّ سطرٍ من بيانات محفظته، بينما يفضّل آخرون أسلوب "اشترِ وابقَ بعيداً"، معتمدين على نموّ الاستثمارات مع مرور الوقت دون تدخّلٍ.
قد يتطوّر أسلوبك بمرور الوقت، لكن من الضّروريّ أن تبدأ من نقطةٍ واضحةٍ، حتى لو لم تكن خيارك النّهائيّ، وعادةً ما يكون أسلوب الاستثمار إمّا شخصيّاً أو عبر وسيطٍ:
الاستثمار الذاتي (DIY)
إذا كُنت تفهم كيفيّة عمل سوق الأسهم وتشعر بالثّقة في اتّخاذ القرارات بنفسك، قد يكون من المناسب إدارة تداولاتك ذاتيّاً. وهناك أسلوبان داخل الاستثمار الذّاتيّ:
- النّهج النّشط: وهنا تستخدم حساب الوساطة الخاصّ بك للوصول إلى مختلف الاستثمارات، مثل: الأسهم والسّندات والأصول الأخرى، وتشتري وتبيع بنفسك حسب أهدافك وتوقيتك.
- النّهج السّلبيّ: أي تستخدم نفس الحساب لشراء وحداتٍ في صناديق المؤشّرات المتداولة أو الصّناديق المشتركة. وفي هذه الحالة، تختار الصّناديق التي ترغب بها، بينما يدير مدراء الصّناديق عمليّات التّداول نيابةً عنك.
الاستعانة بمستشارٍ ماليٍّ محترفٍ
إذا كنت تفضّل أسلوباً شخصيّاً وترغب في توجيهٍ أعمق، فإنّ العمل مع وسيطٍ أو مستشارٍ ماليٍّ متمرّسٍ يمكن أن يكون خياراً ممتازاً. ويقدّم هؤلاء المحترفون نصائح مخصصةً بناءً على تجاربك وأهدافك، ويساعدونك على تحديد أفضل خيارات الأسهم، ويراقبون محفظتك، ويعملون معك على تعديلها عند الحاجة.
الخطوة 5: اختيار حساب الاستثمار الخاص بك
سواء كُنت تستثمر بنفسك أو عبر مستشارٍ بشريٍّ أو اصطناعيٍّ، سيتوجّب عليك اختيار نوع حساب الاستثمار الّذي ترغب في فتحه، إذ يوجد عدّة أنواعٍ من حسابات الاستثمار، ومن الجيّد أن تحدّد أيّ حسابٍ يناسبك. كما ستحتاج إلى تقديم بعض المعلومات الشّخصيّة، بما في ذلك رقم الضّمان الاجتماعيّ، ومن المحتمل أن يستغرق فتح الحساب حوالي 20 دقيقةً. [3]
مع بعض شركات الوساطة والمستشارين الروبوتيّين، قد يستغرق ربط حسابك المصرفيّ بضعة أيامٍ؛ لذا قد تضطرّ للانتظار قبل أن تتمكّن من بدء شراء الاستثمارات. وتذكّر أنّ حساب الاستثمار هو مجرّد حسابٍ، وليس استثماراً بحدّ ذاته. لذا عليك إضافة المال إليه ثم شراء الاستثمارات منه لكي تنمو قيمة أموالك.
ومن أهمّ أنواع حسابات الاستثمار:
- حسابات الوساطة: هي الحسابات القياسيّة لشراء وبيع مجموعةٍ واسعةٍ من الاستثمارات، ويمكن أن تكون فرديّةً أو مشتركةً (مشتركةٌ بين عدة أشخاصٍ). والنّوع الأساسيّ بها هو الحساب النّقديّ، حيث تشتري الأوراق الماليّة باستخدام المال الموجود في حسابك فقط.
- الحسابات المدارة: وهي حساباتٌ تدار بواسطة مستشارين محترفين نيابةً عنك، ولا تقدّم مزايا ضريبيّةً، حيث تخضع الأرباح الرّأسماليّة وتوزيعات الأرباح للضّرائب. وتتميّز بالإدارة المهنيّة، واستراتيجيات استثمارٍ مخصّصةٍ، وعادةً ما تكون الرّسوم أعلى.
- حسابات خطّة إعادة استثمار الأرباح (DRIP): حساباتٌ تُعيد تلقائيّاً استثمار توزيعات الأرباح في شراء أسهمٍ إضافيّةٍ من نفس السّهم، وتكون توزيعات الأرباح خاضعةً للضّريبة عند استلامها، وهي توفّر إعادة استثمارٍ تلقائيّةً، ونموّاً مركّباً، وعادةً لا توجد رسوم معاملاتٍ.
- حسابات التّقاعد: وهي حساباتٌ مخصّصةٌ للادّخار طويل الأجل للتّقاعد مع مزايا ضريبيّةٍ، وتختلف حسب نوع الحساب، وتوفّر نموّاً مؤجّل الضّريبة أو معفىً من الضّرائب، وتحتوي على حدودٍ للمساهمات، وإمكانيّة مساهمة صاحب العمل، وعقوباتٍ على السّحب المبكّر.
- حسابات ادّخار التّعليم (خطط 529): وهي حساباتٌ لتوفير مصاريف التّعليم، والمساهمات غير القابلة للخصم ضريبيّاً على المستوى الفيدراليّ، ويوجد نموٌّ معفىً من الضّرائب.
- حسابات الادّخار الصّحيّ (HSAs): حساباتٌ للمصاريف الطبيّة مع ثلاث مزايا ضريبيّةٍ: مساهماتٌ قابلةٌ للخصم ضريبيّاً، ونموٌّ معفى من الضّرائب، وسحوباتٌ معفاةٌ للإنفاق المؤهّل. ولكن يشترط وجود خطّة تأمينٍ صحيٍّ ذات خصمٍ مرتفعٍ.
الخطوة 6: تعلّم الفرق بين الاستثمار في الأسهم والصناديق
هل تخطّط للاستثمار بنفسك؟ لا تقلق. الاستثمار في الأسهم لا يجب أن يكون معقّداً. بالنّسبة لمعظم الناس، يعني الاستثمار في سوق الأسهم الاختيار بين نوعين من الاستثمارات:
الصناديق المشتركة للأسهم أو الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs)
تتيح لك الصّناديق المشتركة شراء حصصٍ صغيرةٍ من العديد من الأسهم المختلفة في صفقةٍ واحدةٍ. صناديق المؤشرات وصناديق التداول هي نوعٌ من الصناديق المشتركة التي تتّبع مؤشراً معيّناً. على سبيل المثال، يكرّر صندوق مؤشّر "ستاندرد آند بورز 500" (S&P 500) هذا المؤشّر عن طريق شراء أسهم الشّركات المدرجة فيه.
عندما تستثمر في صندوقٍ، فإنّك تمتلك أيضاً حصصاً صغيرةً في كلّ واحدةٍ من تلك الشّركات. ويمكنك جمع عدّة صناديق معاً لبناء محفظةٍ متنوّعةٍ. لاحظ أنّ الصّناديق المشتركة للأسهم تسمّى أحياناً صناديق الأسهم.
الأسهم الفردية
إذا كُنت مهتمّاً بشركةٍ معيّنةٍ، يمكنك شراء سهمٍ واحدٍ أو عدّة أسهمٍ كطريقةٍ لتجربة سوق الأسهم. إذا اخترت هذا الطريق، تذكّر أنّ الأسهم الفردية تتقلّب؛ فإذا بحثت عن شركةٍ وقرّرت الاستثمار فيها، فكّر في سبب اختيارك لتلك الشركة.
الميزة في الصّناديق المشتركة للأسهم هي أنّها متنوّعةٌ بطبيعتها، ممّا يقلّل من مخاطرك؛ لذا بالنّسبة لغالبية المستثمرين وخاصّةً الذين يستثمرون مدّخرات تقاعدهم، فإنّ المحفظة الّتي تتكوّن في الغالب من صناديق مشتركةٍ هي الخيار الواضح. ولكن من غير المحتمل أن ترتفع الصناديق المشتركة بشكلٍ صاروخيٍّ كما قد تفعل بعض الأسهم الفرديّة؛ فميزة الأسهم الفرديّة هي أنّ اختياراً حكيماً قد يؤتي ثماره بشكلٍ كبيرٍ، ولكن احتمالات أن يجعلك أيّ سهمٍ فرديٍّ ثريّاً ضئيلةٌ جدّاً.
الخطوة 7: اختر الأسهم التي تستثمر بها
قد يواجه المستثمرون ذوو الخبرة صعوبةً في اختيار أفضل الأسهم؛ لذا يجب على المبتدئين البحث عن الاستقرار، وسجلّ أداءٍ قويٍّ، وإمكانية نموٍّ مستدامٍ. قاوم إغراء المخاطرة بأسهمٍ عالية الخطورة على أمل تحقيق أرباحٍ سريعةٍ. الاستثمار طويل الأجل غالباً ما يكون بطيئاً وثابتاً، وليس سريعاً ومتهوراً.
وفيما يلي أنواع الأسهم التي يرجّح أن تكون خياراتٍ قويّةً عند البدء:
- الأسهم الزرقاء (Blue chips): وهي أسهم شركاتٍ كبيرةٍ، راسخةٍ ماليًّا، ذات سجلّ أداءٍ موثوقٍ. تشمل أمثلة الشركات المدرجة في مؤّشر داو جونز الصناعيّ أو "ستاندرد آند بورز 500". وعادةً ما تكون هذه الشّركات رائدةً في صناعاتها وتوفّر استقراراً خلال تقلّبات السّوق.
- الأسهم الّتي توزّع أرباحاً (Dividend stocks): الشّركات الّتي تدفع أرباحاً منتظمةً قد تكون خياراً جيّدًا للمبتدئين. إذ تمنحك الأرباح دخلاً منتظماً يمكن إعادة استثماره لشراء المزيد من الأسهم.
- أسهم النموّ (Growth stocks): كلّما زادت فرص النّموّ الكبير في السّهم، زادت المخاطر المرتبطة بالاستثمار فيه. ويجب على المبتدئين المهتمّين بأسهم النموّ التّركيز على الصّناعات ذات الإمكانات طويلة الأجل، مثل: التّكنولوجيا أو الرّعاية الصّحيّة.
- الأسهم الدّفاعيّة (Defensive stocks): تتبّع هذه الأسهم صناعاتٍ تميل إلى الأداء الجيّد حتّى خلال فترات الرّكود الاقتصاديّ، مثل: شركات الخدمات العامّة، والرّعاية الصّحيّة، والسّلع الاستهلاكيّة. توفّر هذه الأسهم حمايةً ضدّ تقلّبات السّوق عند البداية.
- الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs): تتداول مثل الأسهم، وتتّبع مؤشّرات السّوق مثل ستاندرد آند بورز 500، وتوفّر تنويعاً فورياً، ممّا يقلّل المخاطر المرتبطة بالأسهم الفرديّة. ومع زيادة خبرتك، يمكنك النّظر في الصّناديق المتخصّصة بقطّاعاتٍ تهمّك، أو صناديق ذات مواضيع تتناسب مع أهداف استثمارك، أو صناديق تجمع أسهماً بيئيّةً واجتماعيّةً وحوكمةً.
ومن الحكمة أن تبدأ بأسلوبٍ محافظٍ، مركّزاً على الأسهم أو الصّناديق الّتي تقدّم استقراراً وسجلّاً جيّداً، ممّا سيمنحك الثّقة والعوائد الّتي تساعدك على التّقدّم في معرفتك الاستثماريّة.
كيف تشتري الأسهم؟
مهما كانت طبيعة استثمارك أو الأموال الّتي ترغب في ضخّها، فإنّ هناك مجموعة طرقٍ يمكنك اتّباع واحدةً أو أكثر منها لشراء الأسهم:
خطط الأسهم المباشرة من خلال الشركات
تسمح بعض الشّركات لك بشراء أو بيع أسهمها مباشرةً من خلالها دون الحاجة إلى وسيطٍ. ولكن، تقيّد بعض الشّركات خطط الأسهم المباشرة بموظّفي الشّركة أو المساهمين الحاليّين فقط. كما قد تتطلّب بعض الشّركات حدّاً أدنى للشّراء أو مستوى حسابٍ معيّنٍ.
خطط إعادة استثمار الأرباح
تتيح لك هذه الخطط شراء مزيدٍ من أسهم الشّركة الّتي تمتلكها بالفعل عن طريق إعادة استثمار توزيعات الأرباح في الشّركة. ويجب عليك توقيع اتفاقيّةٍ مع الشّركة لتنفيذ ذلك؛ لذا تحقّق من الشّركة أو شركة الوساطة الخاصّة بك لمعرفة ما إذا كان سيتمّ فرض رسومٍ على هذه الخدمة.
الوسيط المخفّض أو كامل الخدمة
يقوم الوسطاء بشراء وبيع الأسهم للعملاء مقابل رسومٍ تُعرف بالعمولة. ولدى العديد من الوسطاء مواقعٌ إلكترونيّةٌ يمكنك من خلالها شراء الأسهم.
صناديق الأسهم
صناديق الأسهم هي طريقةٌ أخرى لشراء الأسهم، وهي نوعٌ من الصّناديق المشتركة الّتي تستثمر بشكلٍ رئيسيٍّ في الأسهم، وتقدّمها شركات الاستثمار، ويمكن شراؤها مباشرةً منها أو عبر وسيطٍ أو مستشارٍ ماليٍّ.
كم من الوقت يجب أن أستثمر؟
المفتاح هو مواءمة مدة استثماراتك مع أهدافك الماليّة، والبقاء مستثمراً لفترةٍ كافيةٍ تسمح لأصولك بالتّراكم والنّموّ. على سبيل المثال، إذا كُنت تدخّر للتّقاعد، فربّما تحتاج للاستثمار لفترةٍ طويلةٍ تصل إلى 30–40 سنةً، أمّا إذا كُنت تدخر لهدفٍ قصير الأجل، مثل دفع مقدّمٍ لشراء منزلٍ، فقد تحتاج للاستثمار لبضع سنواتٍ فقط.
وإليك بعض الأطر الزّمنيّة العامّة للأهداف الشّائعة، والّتي تهدف إلى موازنة إمكانات نموّ الاستثمارات مع الحاجة لتقليل المخاطر مع اقتراب موعد تحقيق الهدف: [4]
- التقاعد (30–40 سنةً): ابدأ مبكّراً قدر الإمكان للاستفادة القصوى من قوّة التّراكم. مع اقترابك من التّقاعد، تأكّد من تعديل استراتيجيّتك الاستثماريّة عبر التّحوّل تدريجيّاً من الاستثمارات العدوانيّة إلى الاستثمارات الأكثر تحفّظاً للحفاظ على رصيدك.
- مقدّم شراء منزلٍ (3–5 سنواتٍ): يتطلّب هذا الهدف قصير الأجل عادةً استثماراتٍ أكثر تحفّظاً لتقليل مخاطر الخسائر الكبيرة قُرب موعد الشّراء.
- التّعليم (10–15 سنةً) مع هذا الهدف طويل الأجل، يمكن أن تكون استراتيجيّتك الاستثماريّة في البداية أكثر عدوانيّةً ثم تصبح أكثر تحفّظاً تدريجيّاً مع اقتراب موعد الحاجة إلى الأموال.
معرفة كيف تبدأ الاستثمار مسألةٌ مربكةٌ دائماً خصوصاً للمبتدئين، فهناك آلاف الأسهم المدرجة في الأسواق العالميّة والعربيّة، ومع ذلك فإنّ بعض أنجح المستثمرين لم يفعلوا أكثر من الالتزام بأساسيّات سوق الأسهم؛ لذا من الحكمة أن تبدأ بشكلٍ متحفّظٍ في البداية ومبالغ صغيرةٍ تكون قادراً على تحمّلها، ثم تزيد الأمر بالتّدريج مع الاطّلاع الدّائم على كلّ مستجدّات البورصة والأسهم.
-
الأسئلة الشائعة
- كم من المال أحتاج لبدء الاستثمار في الأسهم؟ يعتمد المبلغ المطلوب على شركة الوساطة الماليّة والاستثمارات الّتي تهتم بها؛ فبعض شركات الوساطة الإلكترونيّة لا تشترط حدّاً أدنى للإيداع، ممّا يتيح لك البدء بمبلغٍ صغيرٍ للاستثمار. ومع ذلك، قد يتطلب سعر الأسهم الفرديّة حدّاً أدنى للاستثمار في بعض الصّناديق المشتركة أو صناديق المؤشّرات المتداولة (ETFs).
- هل صناديق الأسهم جيدة للمستثمرين المبتدئين؟ صناديق الأسهم، بما في ذلك الصناديق المشتركة وصناديق المؤشّرات الّتي تستثمر في محفظةٍ متنوّعةٍ من الأسهم، تُعتبر خياراً جيداً للمبتدئين؛ فهي توفّر التّنوع الّذي يساعد على توزيع المخاطر عبر أسهمٍ مختلفةٍ، وتدار من قبل مدراء صناديق محترفين. بالإضافة إلى ذلك، تتيح صناديق الأسهم للمبتدئين الاستثمار في مجموعةٍ واسعةٍ من الأسهم باستثمارٍ واحدٍ، ممّا يسهّل البدء دون الحاجة لاختيار أسهمٍ فرديّةٍ.
- كيف يؤثر التضخم على الاستثمار؟ مع ارتفاع التّضخم، تنخفض قيمة النّقود. هذا يعني أنّك ستحتاج إلى المزيد من المال في المستقبل لشراء نفس السّلع والخدمات التي يمكنك شراؤها اليوم. بالنّسبة للمستثمرين، من المهمّ التّأكّد من أنّ عوائد الاستثمار تفوق التّضخم؛ فعندما تجعلك تقلّبات السّوق أو التّضخم تشكّك في استراتيجيتك الاستثماريّة، من المهمّ الحفاظ على نظرةٍ طويلة الأجل.
- ما هو خطر الاستثمار؟ خطر الاستثمار هو احتمال أن يخسر الاستثمار قيمته أو يفشل في تحقيق العائد المتوقّع، هو مفهومٌ مهمٌّ يجب التّيقن منه قبل الاستثمار في أيّ أصلٍ؛ لأنّه يمكن أن يؤّثر بشكلٍ كبيرٍ على أهدافك الماليّة. لإدارة المخاطر، ابدأ بفهم تحمُّلك للمخاطر وقدرتك على تحمّلها، فبعض المستثمرين مستعدّون لتحمُّل مخاطر أكبر لتحقيق عوائد محتملةٍ أعلى، بينما يفضّل آخرون قبول عوائد أقلّ مقابل مخاطر أقلّ.