الرئيسية الريادة سرد القصص: سلاحك السري لجذب المستثمرين

سرد القصص: سلاحك السري لجذب المستثمرين

جرّب الكثيرون قوّة السّرد القصصي في جذب المستثمرين وإقناعهم بتمويل المشروعات، فهل الأمر موهبةٌ أم يمكن تعلّمه بطرقٍ علميّةٍ؟

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يعدّ سرد القصص من أقوى طرق إقناع المستثمرين بتمويل مشروعك، وهو الأمر الّذي يمكن أن يؤدّي إلى معدّلات نموٍّ خرافيّةٍ لم تكن تحلم بها من قبل مهما كان حجم شركتك النّاشئة، فأيّ مستثمرٍ يبحث عن الفكرة الجيّدة، ويرغب في تنمية أمواله من خلالها دون مجهودٍ كبيرٍ، ولكن ليست الفكرة وحدها كافيةً لإقناع الكثيرين.

وهنا تكمن القوّة السّاحرة للسّرد القصصيّ الّتي جرّبها الكثيرون، ونجحوا معها في العبور بمشروعاتهم من مرحلة البداية إلى الانطلاق، ومن مرحلة الشّركة النّاشئة إلى مؤسّسةٍ راسخةٍ، ففي عالم الاستثمار التّجاريّ لا يتعلّق الأمر فقط بالحقائق ولكن أيضاً بطريقة عرضها، وهذا أمرٌ أساسيٌّ لا يجب عليك تجاهله مهما كانت قوّة فكرتك، وتعتبر القصّة سلاحاً سرّيّاً شديد التّأثير لا تهمل تجربته.

السّبب العلميّ وراء نجاح السّرد القصصيّ في إقناع المستثمرين

إنّ نجاح السّرد القصصيّ في إقناع المستثمرين بتمويل مشروعك لا يعتمد إطلاقاً على الجاذبيّة أو الكاريزما أو قدرتك على أن تسحر من أمامك بمعسول الكلام، أو تكون أشبه بممثّلٍ كوميديٍّ أو داخل مسرحيّةٍ، بل الأمر علميٌّ تماماً وخاضعٌ للكثير من الدّراسات الّتي أثبتت الآتي: [1]

التّأثير القويّ على الدّماغ

بيّنت الأبحاث أنّ أدمغتنا مصمّمةٌ للاستمتاع أكثر بالقصص وتذكّرها، وعندما نستمع إلى قصّةٍ يزيد هرمون الأوكسيتوسين المرتبط بالتّعاطف والثّقة، وبالتّالي زيادة التّرابط العاطفيّ مع المستثمرين، وهو الأمر شديد الأهمّيّة عند عرض مشروعك؛ لأنّه يزيد بقوّةٍ من قاعدة التّفاهم والثّقة بينك وبينهم.

إنشاء تجربةٍ لا تنسى

من السّهل تذكّر القصّة بدرجةٍ كبيرةٍ جدّاً عن المعلومات والحقائق الجامدة، لذا بدلاً من إغراق المستثمر بمجموعةٍ من البيانات الّتي لن تعلق في ذهنه على الإطلاق، فإنّ رواية القصّة تسمح بتقديم عملك ورؤيتك بطريقةٍ مشوّقةٍ، وتربطها بالواقع الفعليّ بجاذبيّةٍ؛ ممّا يخلق تجربةً حسّيّةً لا تنسى، وبالتّالي يصبح المستثمر أكثر قدرةً على التّعمّق في الأمور العمليّة للمشروع.

توصيل الأفكار المعقّدة بسهولةٍ مقارنةً بالكلمات وحدها

تؤدّي القصّة إلى خلق عناصر مرئيّةٍ في ذهن من يستمع إليك، وهذا مثاليٌّ في تبسيط الأفكار مهما كانت معقّدةً مقارنةً باستخدام لغة الأرقام وحدها، كما يزيد من درجة فهم المستثمر لما تقدّمه وطريقة عمله، ولماذا يستحقّ الأمر الاستثمار فيه.

طريقة سرد القصّة لجذب المستثمرين

عندما تروي قصّةً لجذب المستثمرين، فأنت تدعوهم لتخيّل أنفسهم لكي يكونوا جزءاً من رحلتك، فضع في اعتبارك أنّك لا تطلب المال فقط، بل الاستثمار في المستقبل وتحقيق الرّؤية الّتي تحلم بها. وصياغة قصّةٍ مقنعةٍ قد تحتاج إلى بعض التّدريب، ولكن هناك خطواتٌ يجب عليك محاولة الالتزام بها قدر الإمكان لتحقيق النّتيجة الّتي تحلم بها، وهذه الخطوات هي: [2]

إعداد مشهد قصّتك بأسئلةٍ تحفيزيّةٍ

قد تجد أنّ الأمر غريبٌ أن تبدأ بطرح أسئلةٍ على المستثمر الّذي يمنحك دقائق قليلةً من وقته لعرض مشروعك، ولكنّك هنا لا تنتظر إجابةً، بل تحفّز فقط قدرته على التّفكير، وتضعه في المشهد معك. فبدلاً من أن تقول: "يعاني العالم من مشكلة كذا" يمكنك صياغتها وفقاً لسؤالٍ استنكاريٍّ بطريقة: "كيف سيكون شكل العالم إذا وجدنا حلّاً لمشكلة كذا؟" فهذا يدعوه للتّفكير في تجربته الشّخصيّة وربطها بك حتّى بعد أن ينتهي اللّقاء بينكما.

الصّراع وخلق المشاركة العاطفيّة

إنّ الصّراع هو قلب قصّتك والتّحدّي الّذي تواجهه شركتك النّاشئة، وترغب في التّغلّب عليه، ولكي يجذب هذا الجزء انتباه المستثمر، من الضّروريّ أن تبدو المشكلة مألوفةً، لذا من الجيّد ربطها بشيءٍ يلاحظه الشّخص عادةً، أو اختبره بنفسه. فهذا يؤكّد أنّك تعرف نقاط الألم لدى الجمهور المستهدف مهما كان نوعها، سواءٌ كانت حلولاً للمناخ، أو الابتكارات التّقنيّة، أو الخدمات الجديدة.

الحلّ

وهو الجزء الّذي تقدّم فيه رؤية شركتك لحلّ المشكلة، وبدلاً من ذكر الحلّ بطريقةٍ مباشرةٍ، فكّر في طرحه كسؤالٍ، فهذا يثير الفضول أكثر، لتقول مثلاً: "ماذا لو كنت أملك الحلّ المضمون لهذه المشكلة؟" أو "ماذا لو ساعدتني في تخليص العالم من تلك المشكلة؟" أو غيرها من الصّياغات وفقاً لطبيعة الموقف.
وهنا لا تخف من السّماح لشخصٍ آخر أن يكون بطل قصّتك، فأثناء سرد الحلّ يمكنك التّنويه لفضل زميلٍ أو مرشدٍ أو عميلٍ أو غيرهم، ممّا يجعل العرض متواضعاً، ويؤكّد قدرتك على التّعاون وحفظ الفضل.

الرّؤية

يجب أن تعرف إلى أين سيتّجه عملك بعد عدّة سنواتٍ، فيرغب المستثمر دائماً في أن يرى خطّتك الطّويلة الأجل والتّأكّد من عدم تركيزك فقط على اليوم الحالي، بل في النّموّ المحتمل.

ويمكنك اصطحابه في رحلتك خلال سرد القصّة، من خلال لغةٍ وصفيّةٍ واضحةٍ دون الكثير من المصطلحات الفنّيّة، فيجب أن يكون الأمر بسيطاً مع تصوّرٍ واقعيٍّ لما سيكون عليه شكل العالم من حولك مع تطبيق هذا الحلّ. ويمكنك سرد تجارب مشابهةٍ تزيد من تفاعله معك.

وهذا الجزء شديد الأهمّيّة، فهو يمنح المستثمر لمحةً عن عائد الاستثمار معك، لذا يمكنك طرح الرّؤية كجزءٍ من عمله الخاصّ، مع بناء صورةٍ لما يعنيه استثماره معك بالفعل، سواءٌ لنموّ عائداته أو أيّ مكاسب معنويّةٍ واجتماعيّةٍ أخرى.

نصائح ضروريّةٌ عند صياغة قصّةٍ لجذب المستثمرين

لكي تستفيد من قوّة القصّة في جذب انتباه المستثمرين، فاحرص على تنفيذ مجموعة النّصائح التّالية:

الحرص على الأصالة

إنّ من أهمّ طرق التّواصل الفعّال مع المستثمرين أن تكون قصّتك أصيلةً وفريدةً من نوعها، ولا تتشابه مع أيّ قصّةٍ أخرى، فهي تروي بدايتك ورحلتك والشّرارة الّتي أشعلت شغفك، وألهمتك لبداية المشروع. فهي القصّة الّتي يمكنك أنت فقط سردها، والّتي تزيد من فرص ظهورك وسط ضوضاء الشّركات. [3]
وهذه الخطوة شديدة الأهمّيّة، لأنّها تزيد من معرفة المستثمرين بك بعمقٍ، مع زيادة الارتباط العاطفيّ بالقصّة، والتّعرّف على بدايات تكوين عملك، فهذا يخلق المزيد من الثّقة الضّروريّة لأيّ عملٍ صحّيٍّ.

ركّز على الاتّصال العاطفيّ

يتّخذ معظم البشر 90% من قراراتهم بناءً على العاطفة، ثمّ يستخدمون المنطق لتبرير القرار الّذي اتّخذوه، لذا احرص على الاتّصال العاطفيّ من خلال التّركيز على هدفٍ أكبر من مجرّد إنشاء عملٍ تجاريٍّ، مع التّعرّف على نقاط الألم لدى المستثمر ذاته ومحاولة التّقرّب منها، فأنت في النّهاية لن تذهب لأيّ شخصٍ إلّا إذا شعرت أنّه سيهتمّ بمشروعك بطريقةٍ خاصّةٍ قدر الإمكان.

إدراج الأمثلة الواقعيّة

استخدم أمثلةً من الحياة الواقعيّة أو شهادات العملاء أو دراسات حالةٍ بمجرّد أن تستقرّ على هيكل قصّتك، فهذا يمنح العرض المزيد من الأصالة، ويساعد المستثمرين على تصوّر تأثير عملك في حلّ المشكلة، وتذكّر دائماً أنّ الأمر لا يتعلّق فقط بتقديم الحقائق، ولكن بإنشاء اتّصالٍ عاطفيٍّ.

استخدام الوسائط المرئيّة

من المميّز استخدام الوسائط المرئيّة خلال عرض قصّتك، سواءٌ الصّور أو الفيديو التّوضيحيّ، فكلّما أشركت قدراً أكبر من الحواسّ في القصّة، كانت أعمق وأكثر تأثيراً وإقناعاً في الوقت ذاته. [4]

نهايةٌ قويّةٌ

اختتم القصّة بدعوى فوريّةٍ إلى العمل مع عرض جميع الإمكانات المهيّأة بالفعل للبدء، فهذا يدعو المستثمر مباشرةً ليكون جزءاً من شيءٍ أكبر، ويشعر بالإثارة والفضول، لذا كلّما كانت نهاية العرض قويّةً ومباشرةً، فإنّ هذا يؤكّد للمستثمرين أنّهم سيصلون معك إلى مناطق بعيدةٍ.

عدم إهمال الدّراسة الجيّدة والبيانات الواضحة

كلّ هذه النّصائح لسرد قصّةٍ مشوّقةٍ، هدفها الأساسيّ زيادة فهم عرضك والهدف من عملك، ولكنّها لن تغني مطلقاً عن العمل الجادّ وجمع الأرقام ودراستها والتّحقّق من البيانات، فالقصّة مهما كانت رائعةً، إلّا أنّها ستكون مجرّد أحلامٍ دون بياناتٍ حقيقيّةٍ، ولكن يتلخّص الأمر في تقديم تلك المعلومات والأرقام بأسلوبٍ مشوّقٍ وجذّابٍ ومفهومٍ، حتّى لا يضيع مجهودك عبثاً. [5]

في الختام، فإنّ القصص الأصيلة وتلك الّتي تعكس رؤيةً واضحةً ومدروسةً، من الوسائل العلميّة الأكيدة لإنشاء اتّصالٍ شخصيٍّ مع المستثمر، والتّعبير عن قدرتك في إلهام الجمهور. وإذا توافق هذا مع دراسةٍ مطوّلةٍ للمشروع ومعرفة طريقة تنفيذه على أرض الواقع وبياناتٍ جيّدةٍ، فإنّه يمكنك إطلاق العنان لإمكاناتك وتنمية عملك بلا حدودٍ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: