الرئيسية التنمية سر النجاح في البحث عن وظيفة: خطوات ذكية نحو مستقبلك المهني

سر النجاح في البحث عن وظيفة: خطوات ذكية نحو مستقبلك المهني

في زمن التّحوّلات السّريعة والتّنافس الشّديد، لم يعد السّعي وراء الوظيفة مجرّد بحثٍ، بل رحلة وعيٍ وتخطيطٍ ومهارة تُرسم بدقّة نحو النّجاح

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يعتبر البحث عن وظيفةٍ من أبرز التّحدّيات الّتي يواجهها الإنسان خلال مسيرته المهنيّة، ويتطلّب جهداً وتركيزاً عالياً، خاصّةً في ظلّ التّحوّلات المتسارعة الّتي يشهدها سوق العمل على مستوى العالم. تشمل هذه التّحوّلات التّطوّرات التّكنولوجيّة، تغيّر أنماط العمل، وزيادة التّنافس بين الباحثين عن فرص عملٍ، ممّا يجعل العثور على وظيفةٍ مناسبةٍ أكثر تعقيداً ممّا كان عليه في السّابق.

سواءً كنت خريجاً جديداً يدخل سوق العمل للمرّة الأولى، أو موظّفاً يسعى إلى تغيير وظيفته، أو حتّى محترفاً يرغب في تطوير مسيرته المهنيّة، لا تقتصر عمليّة البحث عن وظيفةٍ ناجحةٍ على إرسال سيرٍ ذاتيّةٍ عشوائيّةٍ، بل تتطلّب مهاراتٍ واضحةً، تخطيطاً دقيقاً، واستراتيجيّةً منهجيّةً تساعدك على التّميّز وسط آلاف المتقدّمين.

تشير بيانات منظّمة العمل الدّوليّة في تقريرها لعام 2024 إلى أنّ معدّل البطالة العالميّ لا يزال مرتفعاً نسبيّاً، حيث يبلغ حوالي 5.6%، وهو مؤشّرٌ يؤكّد أنّ فرص العمل تنافسيّةٌ ويتطلّب الحصول عليها استراتيجيّاتٍ فعّالةً ومهارات بحثٍ متطوّرةٍ. لذلك، فإنّ الاستعداد الجيّد والتّحضير المسبق لا يعدّا رفاهيّةً بل ضرورةً حتميّةً لكلّ من يسعى إلى إيجاد وظيفةٍ تتناسب مع طموحاته وقدراته.

تحديد هدفك الوظيفي: نقطة الانطلاق الحاسمة

يعتبر تحديد الهدف الوظيفيّ من أهمّ الخطوات الّتي تضع الأساس لرحلة بحثك عن وظيفةٍ ناجحةٍ؛ فالوضوح في تحديد ما ترغب فيه وما تسعى لتحقيقه يساعدك على تركيز جهودك ومواردك على الفرص الّتي تتناسب مع مهاراتك وطموحاتك، ويجنّبك الوقوع في فخّ التّقديم العشوائيّ على وظائف قد لا تلائم قدراتك أو طلباتك المهنيّة. بدون هذا التّحديد الواضح، قد تضيع وقتك وجهدك في مساراتٍ غير مثمرةٍ، ممّا يؤدّي إلى شعورٍ بالإحباط وخيبة الأمل.

كيف تحدّد هدفك الوظيفي بفعالية؟

لتحديد هدفك الوظيفي بفعالية، اتّبع الخطوات التّالية:

  • تقييم الذّات بعمقٍ: ابدأ بتحليل مهاراتك وقدراتك المهنيّة، وتقسيمها إلى مهاراتٍ تقنيّةٍ -مثل: البرمجة، والتّصميم، وإدارة المشاريع- ومهاراتٍ ناعمةٍ -كالتّواصل، والقيادة، وحلّ المشاكل)- يشمل هذا التّقييم أيضاً معرفة نقاط قوّتك الّتي يمكنك استثمارها ونقاط ضعفك الّتي تحتاج لتطويرها. وينصح بكتابة هذه النّقاط بوضوحٍ لتكون مرجعاً لك أثناء البحث.
  • فهم ميلك الشّخصيّ: ليس كلّ من يمتلك مهاراتٍ معيّنةً يفضّل استخدامها في نفس الظّروف. اسأل نفسك: هل تفضّل العمل ضمن فريقٍ أم العمل المستقلّ؟ هل تحبّ بيئة عملٍ سريعة التّغيّر ومليئةً بالتّحدّيات أم بيئةً استقراريّةً وروتينيّةً؟ ما هي القيم الّتي تبحث عنها في مكان العمل؟ الإجابة على هذه الأسئلة تساعدك في تحديد نوع الوظائف والثّقافات التّنظيميّة الّتي تناسبك.
  • دراسة سوق العمل بشكلٍ مستمرٍّ: لا يكفي أن تعرف ما تريد فقط، بل يجب أن تفهم أيضاً ما يحتاجه السّوق حاليّاً ومستقبلاً. وفقاً لدراسةٍ أصدرها "ماكينزي غلوبال إنستيتيوت" (McKinsey Global Institute) عام 2023، شهدت الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات نموّاً نسبته 35% خلال السّنوات الثّلاث الماضية، ممّا يشير إلى زيادة الطّلب على هذه المهارات. لذلك، يساعدك الاطّلاع المستمرّ على توجّهات سوق العمل على تحديد المجالات الواعدة الّتي يمكنك استهدافها. [1]
  •  وضع أهدافٍ ذكيّةٍ (SMART): لكي يكون هدفك قابلاً للتّحقيق، لا بدّ أن يلتزم بمعايير SMART وهي: محدّدةٌ (Specific): كُن دقيقاً في تحديد الوظيفة أو المجال الّذي ترغب به، وقابلةٌ للقياس (Measurable): حدّد كيف ستعرف أنّك حقّقت هدفك، مثل التّقديم على عددٍ معيّنٍ من الوظائف أو الحصول على مقابلاتٍ، وقابلةٌ للتّحقيق (Achievable): تأكّد من أنّ هدفك واقعيٌّ بناءً على مهاراتك وخبراتك، ومرتبطةٌ بالواقع (Relevant): يجب أن يكون الهدف متوافقاً مع تطلّعاتك المهنيّة وشروط السّوق، ومحدّدةٌ زمنيّاً (Time-bound): ضع إطاراً زمنيّاً لتحقيق الهدف، مثل خلال 6 أشهرٍ.

أدوات تساعدك على تحديد هدفك الوظيفي

يمكنك الاستفادة من الأدوات التّاليّة الّتي تسهل عليك فهم ميولك المهنيّ وتوجيه مسارك بشكلٍ فعّالٍ:

  • اختبارات الميول المهنيّة مثل اختبار هولاند (RIASEC): هذا النّوع من الاختبارات يقيّم شخصيّتك المهنيّة وميولك، ويساعدك على معرفة المجالات الّتي تتناسب مع طبيعتك، ممّا يزيد فرص نجاحك ورضاك الوظيفيّ.
  • الاستشارة مع مدرّبٍ مهنيٍّ أو مرشدٍ: يمكن للخبراء في التّوجيه المهنيّ أن يقدّموا لك رؤيةً موضوعيّةً ومساعدةً عمليّةً في رسم مسارٍ واضحٍ لمسيرتك المهنيّة، بناءً على خبراتهم ومعرفتهم بالسّوق.

بتحديد هدفٍ وظيفيٍّ واضحٍ ومدروسٍ، تكون قد وضعت قدمك الأولى على الطّريق الصّحيح نحو الحصول على وظيفةٍ تلبي طموحاتك وتتناسب مع إمكانيّاتك، ما يعزّز فرصك في النّجاح المهنيّ والرّضا الشّخصيّ.

البحث عن وظيفة: استراتيجيات ووسائل متعددة

يعتبر البحث عن وظيفةٍ من أهمّ المراحل الّتي يتطلّب فيها استخدام مجموعةٍ متنوّعةٍ من الاستراتيجيّات والوسائل لضمان الوصول إلى الفرص المناسبة. مع تطوّر التّكنولوجيا وتغيّر أساليب التّوظيف، أصبحت الطّرق التّقليديّة وحدها غير كافيةٍ، بل يجب الدّمج بين الوسائل الرّقميّة والشّبكات المهنيّة وغيرها لتحقيق نتائج فعّالةٍ.

أوّلاً: استخدام الإنترنت كأداة رئيسيّة

في الوقت الحاليّ، يعتبر البحث عن وظائف عبر الإنترنت الطّريقة الأكثر فعاليّةً وانتشاراً على مستوى العالم. تتيح منصّات التّوظيف الرّقميّة مثل "لينكد إن" (LinkedIn)، "وإنديد" (Indeed)، "وبيت.كوم" (Bayt)، وغيرها، آلاف الفرص الوظيفيّة الّتي تتنوّع بين مختلف المجالات والمستويات المهنيّة. [2]

لتحقيق أقصى استفادةٍ من هذه المناصّات، يجب أن تحرص على تحديث ملفّك الشّخصيّ بانتظامٍ بحيث يعكس خبراتك المهنيّة، مهاراتك، وأهدافك بشكلٍ واضحٍ وجذّابٍ، بحيث يزيد وجود ملفٍّ شخصيٍّ متكمّلٍ من فرص ظهورك أمام أصحاب العمل والمختصّين في التّوظيفبالإضافة إلى ذلك، يمكنك الاشتراك في التّنبيهات الخاصّة بالوظائف، بحيث تصلك إعلانات الفرص الّتي تتناسب مع مهاراتك وخبراتك فور نشرها، ممّا ييسّر عليك التّقديم بسرعةٍ ويعزّز فرص قبول طلبك.

كذلك ينصح باستخدام الكلمات المفتاحيّة المناسبة أثناء البحث، حيث تساعدك في العثور على الوظائف الّتي تلائم مجال تخصّصك ومستوى خبرتك. على سبيل المثال، إذا كنت مهتمّاً بمجال التّسويق الرّقميّ، فعليك البحث باستخدام كلماتٍ مثل "التسويق الرقمي" (Digital Marketing) أو "اختصاص تحسين محركات البحث" (SEO Specialist).

ثانيّاً: بناء شبكة علاقات مهنيّة

تلعب العلاقات المهنيّة دوراً محوريّاً في الحصول على فرص عملٍ مميّزةٍ. إذ تُشير دراسةٌ أجريت بواسطة لينكد إن عام 2022 إلى أنّ حوالي 85% من الوظائف يتمّ شغلها عبر الشّبكات المهنيّة والتّوصيات، ممّا يؤكّد أهمّيّة الاستثمار في بناء علاقاتٍ حقيقيّةٍ وفعّالةٍ. ويمكنك البدء بالانضمام إلى مجموعاتٍ مهنيّةٍ متخصّصةٍ على منصّات التّواصل، والمشاركة في المنتديات المتعلّقة بمجالك، فضلاً عن حضور الفعاليّات والمؤتمرات المهنيّة. لا تتيح هذه الأنشطة لك فقط التّعرّف على فرص عملٍ جديدةٍ، بل تفتح لك أبواب التّواصل مع محترفين يمكنهم دعمك وإرشادك.

على الجانب الآخر، من المهمّ ألّا تقتصر جهودك على طلب الوظائف فقط، بل اسعَ لبناء علاقاتٍ متينةٍ مبنيّةٍ على الثّقة والتّبادل المهنيّ. يزيد هذا النّوع من الشّبكات من فرص توصيتك أو معرفتك بفرصٍ غير معلنةٍ.

ثالثاً: المعارض المهنيّة والمؤتمرات

تعتبر المعارض المهنيّة والمؤتمرات مناصب مثاليّةً للقاء أصحاب العمل مباشرةً، ما يمنحك فرصةً لترك انطباعٍ إيجابيٍّ شخصيٍّ يتجاوز ما تكتبه في سيرتك الذّاتيّة. ويمكن أن تكون هذه اللّقاءات نقطة تحوّلٍ في رحلة بحثك عن وظيفةٍ، إذ توفّر لك مجالاً لطرح أسئلةٍ، وفهم توقّعات الشّركات، والحصول على نصائح مباشرةً حول كيفيّة تحسين فرص قبولككذلك تُتيح لك المشاركة في هذه الفعاليّات بناء شبكة علاقاتٍ أوسع تشمل موظّفين وخبراء في مجالك، ممّا يفتح أمامك المزيد من الأبواب المهنيّة.

رابعاً: التقديم المباشر

على الرّغم من انتشار الوسائل الرّقميّة، لا يزال التّقديم المباشر للوظائف طريقةً فعّالةً تعكس حماسك وجدّيّتك. سواءً من خلال زيارة الشّركات شخصيّاً وترك سيرتك الذّاتيّة، أو عبر إرسالها بالبريد الإلكتروني، فإنّ هذه المبادرة تظهر لصاحب العمل اهتمامك الحقيقيّ واستعدادك لبذل الجهد.

ومن المهمّ جدّاً أن تحافظ على الاحترافيّة في طريقة تواصلك، سواءً كانت كتابيّةً أو شفويّةً؛ فاستخدم لغةً رسميّةً وواضحةً في مراسلاتك، وكن مهذّباً ومنظّماً في زياراتك، ممّا يعزّز صورتك ويزيد من فرص نجاحك في الحصول على الوظيفة.

التحضير للمقابلات الشخصية: مفتاح النجاح

تعتبر المقابلة الشّخصيّة الفرصة الذّهبيّة الّتي يمكنك من خلالها إثبات أنّك المرشّح الأنسب للوظيفة، وأنّك تمتلك المهارات والخبرات والصّفات الّتي يبحث عنها صاحب العمل؛ فهي ليست مجرّد جلسة أسئلةٍ وأجوبةٍ، بل هي منصّةٌ لتقديم نفسك بصورةٍ احترافيّةٍ تبرز قيمتك وتناسبك مع متطلّبات الشّركة وثقافتها. [3]

أنواع المقابلات

تتنوّع أنواع مقابلات العمل لتناسب طبيعة الوظيفة ومتطلبات الشّركات، ولكلّ نوعٍ منه أسلوبه الخاص في التّقييم والتّواصل:

  • المقابلة التّقليديّة (وجهاً لوجهٍ): هي الأكثر شيوعاً، حيث تلتقي مع مسؤول التّوظيف أو الفريق مباشرةً في مكان العمل أو في مكانٍ مخصوصٍ للمقابلات. تعطي هذه المقابلات فرصةً للتّواصل البصريّ المباشر وللتّفاعل الشّخصيّ.
  • المقابلة عبر الإنترنت: ازدادت شعبيّتها بشكلٍ كبيرٍ مع انتشار العمل عن بعد، وتتمّ عادةً عبر برامج، مثل: "زووم" (Zoom) أو "مايكروسوفت تيمز" (Microsoft Teams)، تتطلّب هذه المقابلات استعداداً خاصّاً من حيث تجهيز البيئة المناسبة وضبط التّقنيّة لضمان التّواصل السّلس.
  • المقابلات الجماعيّة: تجرى مع عدّة مرشّحين في نفس الوقت، وتهدف إلى تقييم مهارات التّواصل، والعمل الجماعيّ، والقدرة على حلّ المشاكل تحت الضّغط.
  • مقابلة الهاتف: تتم عبر الهاتف، وغالباً ما تستخدم كمرحلةٍ أولى لتصفية المرشّحين قبل المقابلة الشّخصيّة.
  • مقابلة الحالات الدّراسيّة (Case Interview): تستخدم خاصةً في مجالات الاستشارات، حيث يُطلب من المرشح تحليل حالةٍ واقعيّةٍ أو افتراضيّةٍ وحلها.
  • مقابلة الفيديو المسجلّة: يُطلب من المرشّح تسجيل إجاباتٍ على أسئلةٍ محدّدةٍ وإرسالها إلى صاحب العمل لمراجعتها لاحقاً.

كيفية التحضير للمقابلة؟

  • البحث عن الشّركة: ابدأ بجمع معلوماتٍ وافيةٍ عن الشّركة الّتي ستجري معها المقابلة؛ فاطّلع على موقعها الإلكترونيّ، وتعرّف على رؤيتها وقيمها، والمنتجات أو الخدمات الّتي تقدّمها، وأيّ أخبارٍ حديثةٍ عنها، ممّا سيساعدك على فهم بيئة العمل وكيفيّة التّحدّث بثقةٍ خلال المقابلة.
  • مراجعة الأسئلة الشّائعة: حضّر نفسك للإجابة عن الأسئلة الّتي تتكرّر في معظم المقابلات، مثل: "حدّثني عن نفسك"، "ما هي نقاط قوّتك وضعفك؟"، و"لماذا تريد العمل معنا؟". يمنحك التّدريب على هذه الإجابات الثّقة ويقلّل من التّوتّر.
  • التّمرين على سرد قصص النّجاح: استخدم تقنيّة STAR: الموقف (Situation)، المهمّة (Task)، العمل (Action)، النّتيجة (Result)، لشرح خبراتك السّابقة بشكلٍ منظّمٍ ومقنعٍ، حيث تعرض موقفاً أو تحدّياً واجهته، المهمّة المطلوبة منك، الإجراءات الّتي اتّخذتها، والنّتائج الّتي حقّقتها.
  • الاهتمام بالمظهر ولغة الجسد: حافظ على تواصلٍ بصريٍّ مع المحاور، ابتسم بشكلٍ طبيعيٍّ، وأظهر ودّيّةً وحماساً. تعكس لغة الجسد مستوى ثقتك بنفسك وتؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على انطباع المحاور.
  • إحضار نسخٍ إضافيّةٍ من سيرتك الذّاتيّة وملاحظاتك الخاصّة: جهّز دائماً عدّة نسخٍ مطبوعةٍ من سيرتك الذّاتيّة لتسليمها عند الطّلب، واحتفظ بملاحظاتٍ أو نقاطٍ تريد التّأكيد عليها خلال المقابلة، لتساعدك على تذكّر التّفاصيل المهمّة.

التعامل مع الرفض وإدارة التحديات

لا يعني الرّفض نهاية الطّريق، بل هو جزءٌ طبيعيٌّ ومهمٌّ من رحلة التّعلّم والنّموّ المهنيّ؛ فكلّ مرّةٍ تواجه فيها رفضاً، تكسب نفسك خبرةً وفهماً أكثر لما يتوقّع منك، ممّا يعزّز من قدرتك على التّحسّن والانتقال إلى المسار الصّحيح.

  • احتفظ بموقفٍ إيجابيٍّ: كلّ تجربةٍ، سواء كانت ناجحةً أو مرفوضةً، تساهم في زيادة مدراكك وخبرتك؛ فابتعد عن الإحباط وتحلّ بالصّبر والإصرار.
  • اطلب تغذيةً راجعةً: إذا أُتيحت لك الفرصة، فإنّ الحصول على تقييمٍ من أصحاب العمل يساعدك في التّعرف على نقاط قوتك وضعفك، ممّا يسهم في رفع مستوى أدائك مستقبلاً.
  • طوّر مهاراتك دائماً: استفد من المراجعات والتّغذية الرّاجعة لتحسين نفسك، عبر الالتحاق بدوراتٍ تدريبيّةٍ، المشاركة في أنشطةٍ تنمّي مهاراتك، والاعتماد على التّجارب المرّة.
  • لا تستسلم: استمراريّتك في البحث والتّطوّر هي مفتاح النّجاح. إذا وقعت في خطأٍ، استفد منه وامضِ قدماً بثقةٍ وعزيمةٍ.

التفاوض على العرض الوظيفي: كيف تحصل على أفضل شروط؟

عندما تتلقّى عرض عملٍ، يجب أن تتوقّف للتّفكير بعنايةٍ قبل القبول؛ فالعرض الوظيفيّ ليس فقط رقماً على ورقةٍ، بل هو تعبيرٌ عن تفاهمٍ يحدّد مسارك المهنيّ وحياتك الشّخصيّة للأيّام القادمة؛ فما الّذي يجب التّفاوض عليه؟ 

  • الرّاتب: يجب أن تتأكّد أنّ الرّاتب يعكس قيمتك في سوق العمل ومساوٍ للمهارات والخبرات الّتي تقدّمها، وابحث لتحديد متوسّط الرّواتب في مجالك ومنطقتك.
  • المزايا: لا يكون المراعاة للرّاتب فقط، بل للمزايا أيضاً، مثل: التّأمين الصّحّيّ، وفرة الإجازات، والمرونة في ساعات العمل، وإمكانيّة العمل عن بعدٍ.
  • فرص النّموّ والتّطوير: تحقّق من وجود برامج تدريبٍ وترقياتٍ تمكّنك من تطوير مهاراتك والتّقدّم في المنصب.
  • موقع العمل وظروفه: يلعب موقع العمل وسهولة الوصول إليه، بالإضافة إلى بيئة العمل وثقافتها، دوراً كبيراً ومؤثراً على تجربتك المهنيّة.

نصائح للتفاوض الناجح

لضمان نجاح عمليّة التّفاوض، يُنصح باتباع النّصائح التّاليّة الّتي تساعدك على إيصال مطالبك بشكلٍ فعّالٍ:

  • كن محترماً وواضحاً: احترم جهة العمل وكن صريحاً في طلباتك، مع التّواضع واللّطف.
  • قدّم أسباباً منطقيّةً لطلبك: اشرح لماذا تستحقّ هذه الشّروط، مثل: خبراتك، ومهاراتك، والقيمة الّتي تضيفها للشّركة.
  • استعدّ لتقبّل العرض أو رفضه: كن واقعيّاً في تقييمك للعرض واحترم قرارك بمنظور مصلحتك المستقبليّة.

تطوير المهارات أثناء البحث عن وظيفة

لا تتوقّف عن التّعلّم وتحسين نفسك حتّى بعد الحصول على الوظيفة، حيث يعدّ تطوير المهارات من العناصر الرّئيسيّة للتّفوّق والاستمرار في سوق العمل المتغيّر:

  • دوراتٌ عبر الإنترنت: يمكنك الالتحاق بدوراتٍ لتعلّم مهاراتٍ جديدةٍ وتحسين مهاراتك الحاليّة، ممّا يوسّع آفاقك ويزيد من قدرتك على المرونة والاعتماد على النّفس.
  • تعلّم لغاتٍ جديدةٍ: إتقان لغاتٍ أضافيّةٍ يفتح لك أبواباً أكثر وفرصاً واسعةً في العالم المهنيّ، خاصّةً في الوظائف الّتي تتطلّب التّعامل مع شركاتٍ دوليّةٍ.
  • تنمية مهارات التّواصل والقيادة: تعتبر هذه المهارات أساسيّةً للنّجاح في العمل اليوميّ وللتّرقّي في المناصب؛ فحاول تعزيزها من خلال دوراتٍ وتدريباتٍ متخصّصةٍ.
  • التّطوّع والمشاريع الجانبيّة: تزيد المشاركة في الأعمال التّطوّعيّة أو المشاريع الجانبيّة من خبرتك العمليّة وتظهر للموظّفين حرصك ومبادرتك.

نصائح عامة لنجاح عملية البحث عن وظيفة

  • نظّم وقتك وحدّد جدولاً يوميّاً للبحث والتّقديم: يساعدك تحديد وقتٍ مخصوصٍ يوميّاً على المواظبة وتجنّب التّسويف.
  • استخدم دفاتر أو تطبيقاتٍ لمتابعة طلباتك: كما يمكنك تسجيل الوظائف الّتي تقدّمت لها ومواعيد المقابلات ومتابعة المسار.
  • احرص على جودة التّواصل مع أصحاب العمل: كن واضحاً، مهذّباً، ومتفهّماً في جميع مراسلاتك ومخاطباتك.
  • كن صبوراً ومثابراً: قد تستغرق عمليّة البحث عن وظيفةٍ وقتاً، ولذلك يجب أن تحتفظ بالإيجابيّة والإصرار.
  • احرص على تحديث مهاراتك باستمرارٍ: استغلّ كلّ فرصةٍ لتعلّم جديدٍ وتطوير نفسك.

يحتاج البحث عن وظيفةٍ ناجحةٍ إلى تخطيطٍ دقيقٍ، مهاراتٍ واضحةٍ، واستخدام استراتيجيّاتٍ متنوّعةٍ. لا تنسَ أن تنظر إلى كلّ مرحلةٍ على أنّها فرصةٌ لتطوير نفسك ونموّك المهنيّ. باتّباع الخطوات الموضوحة في هذا الدليل، وتوظيف الأدوات المتاحة، يمكنك تجاوز تحدّيات سوق العمل والوصول إلى الوظيفة الّتي تحلم بها. ابدأ اليوم، وكُن على ثقةٍ بأنّ المثابرة والعمل الجادّ سيؤتيان ثمارهما قريباً.

  • الأسئلة الشائعة

  1. كيف أحدد هدفي الوظيفي؟
    ابدأ بتقييم مهاراتك وميولك الشخصية، ثم ادرس سوق العمل لتحديد المجالات المطلوبة، وضع أهدافاً واضحةً ومحدّدةً زمنيّاً باستخدام معايير SMART، واستعن باختبارات الميول أو مدرّبٍ مهنيٍّ للمساعدة.
  2. كيف أستخدم الإنترنت بشكل فعّال في البحث عن وظيفة؟
    حدّث ملفّك الشّخصيّ على منصّاتٍ، مثل LinkedIn، بانتظامٍ، واشترك في تنبيهات الوظائف، واستخدم كلماتٍ مفتاحيّةٍ مناسبةٍ للعثور على فرص تتوافق مع تخصّصك.
  3. ما أهمية بناء شبكة علاقات مهنية؟
    تسهم الشبكات المهنية والتوصيات في شغل حوالي 85% من الوظائف، كما تفتح المشاركة في مجموعاتٍ وفعاليّاتٍ مهنيّةٍ فرصاً غير معلنةٍ وتعزّز فرص توظيفك.
  4. كيف أستعد للمقابلة الشخصية؟
    ابحث عن معلومات الشّركة، وتدرّب على أسئلة المقابلات الشّائعة، واستخدم طريقة STAR لسرد خبراتك، واهتم بمظهرك ولغة جسدك، وحضّر نسخاً إضافيّةً من سيرتك الذّاتيّة.
  5. ما نقاط التفاوض الأساسية في العرض الوظيفي؟
    ناقش الرّاتب بما يعكس قيمتك، والمزايا مثل التّأمين والإجازات، وفرص النّموّ والتّدريب، وموقع وظروف العمل، وكُن محترماً وقدّم أسباباً واضحةً لطلباتك.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: