سيطر على توترك: 3 عاداتٍ بسيطةٍ لتعزيز المرونة في العمل
عاداتٌ مدعومةٌ علمياً تساعدك على تقليل التّوتر، التّحكم في عواطفك، وتعزيز أدائك في العمل

هل مررت يوماً بلحظاتٍ تشعر فيها بأنّ التّوتّر يحوطك والضّغوط تتزايد، وكأنّ عقلك يصعّب الأمر عليك؟ لا تقلق، لست وحدك. الخبر السّارّ هو أنّ علم الأعصاب يوضح أنّ قدرتنا على توجيه وتركيز انتباهنا تعدّ من أقوى الأدوات الّتي تساعدنا على السّيطرة على ضغوط العمل ومواجهة التّحدّيات العاطفيّة.
في كتابه "التغيير: إدارة عواطفك—حتى لا تتحكم بك" (Shift: Managing Your Emotions—So They Don’t Manage You)، يشرح عالم الأعصاب وأستاذ "جامعة ميشيجان" (University of Michigan)، إيثان كروس، كيف يمكن لتوجيه "الضّوء العقليّ" أن يساعد في تنظيم العواطف وتعزيز الأداء في بيئة العمل وتحسين الأداء المهنيّ. يقدّم كروس من خلال هذا الكتاب ثلاث إستراتيجيّاتٍ عمليّةٍ لتعزيز التّحكّم العاطفيّ.
1. وجّه انتباهك بمرونةٍ
بدلاً من إجبار نفسك على مواجهة أو تجنّب تحدّيات العمل بشكلٍ صارمٍ، حاول أن تنمّي قدرتك على تغيير تركيزك بذكاء وفقاً للظّروف. قد يعني ذلك أن تركّز على مشروعٍ معقّدٍ عندما تشعر بأنّك تمتلك الطّاقة العاطفيّة الكافية، وأن تتيح لنفسك التّحوّل إلى مهامٍّ أخرى عندما تستدعي الحاجة ذلك.
وتدعّم أبحاثٌ نشرت في مجلّة "العلوم النّفسيّة" (Psychological Science) هذا النّهج، حيث أظهرت الدّراسات أنّ الأشخاص القادرين على توجيه انتباههم بمرونةٍ — سواءً بالتّركيز على التّحدّيات أو بالابتعاد عنها عند الضّرورة — يظهرون مستوياتٍ أعلى من القدرة على التّكيّف والصّمود في بيئات العمل الملء بالضّغط.
2. تعرّف على متى تحتاج استراتيجيّتك إلى تغييرٍ؟
انتبه جيّداً للإشارات الّتي قد تدلّ على أنّ أسلوبك الحاليّ في مواجهة تحدّيات العمل لم يعد يجدي نفعاً. وهنا يقترح كروس أن تسأل نفسك: "هل ما أفعله الآن يحقّق النّتائج المطلوبة؟ وهل أشعر بتحسّنٍ تجاه المشكلة الّتي أواجهها؟" إن كانت الإجابة لا، فهذه علامةٌ واضحةٌ على ضرورة تعديل استراتيجيّتك في توجيه انتباهك.
إذا لاحظت تكرار الأفكار السّلبيّة حول مواقف العمل، فإنّ ذلك يشير إلى أنّك ربّما أصبحت عالقاً في دوّامةٍ من التّفكير السّلبيّ، ممّا يستدعي تغيير الطّريقة الّتي تدير بها انتباهك.
3. استغلّ جهاز المناعة النّفسيّ لديك
يمكن أنّ يساعدك فهم كيفيّة معالجة عقلك لتحدّيات العمل بشكلٍ طبيعيٍّ أن يمنحك ميزةً في توجيه انتباهك بشكلٍ أكثر فاعليّةً. إذ يقول كروس: "عواطفنا تتّبع مساراً زمنيّاً طبيعيّاً؛ فكلّما ابتعدت عن الحدث الّذي أثّار الضّيق، خفت حدّة العاطفة تدريجيّاً."
في بعض الأحيان، يكون من المفيد أن تحوّل انتباهك مؤقّتاً بعيداً عن التّحدّي الّذي تواجهه في العمل، ممّا يتيح لجهازك المناعيّ النّفسيّ فرصةً لمعالجة المواقف بشكلٍ أفضل. كما يوضّح كروس هذا المفهوم بقوله: "بدلاً من الرّدّ بغضبٍ على بريدٍ إلكترونيٍّ محبطٍ، يمكنك بساطةٍ إغلاق حاسوبك المحمول؛ وعندما تعود إليه في اليوم التّالي، ستجد أنّ مشاعرك قد هدأت بشكلٍ ملحظٍ."
لا تتعلّق إدارة انتباهك بنجاحٍ في بيئة العمل بالحفاظ على تركيزٍ ثابتٍ دون انقطاعٍ، بل تتلخّص في صقل مهارتك على توجيهه بذكاء لاستيعاب تحدّيات العمل والتّغلّب عليها لتحقيق أفضل أداء.