هل تخشى الإصابة بالخرف؟ إليك 5 عادات بسيطة تعزز صحة دماغك
من ارتداء الخوذة إلى المشي السّريع، تتنوّع العادات اليوميّة الّتي تحسّن وظائف الدّماغ وتحفاظ على الذّاكرة مع التّقدّم في السّن

بالطّبع، تتمنّى أن تحسّن أداء دماغك، وأن تخفّض احتمالات إصابتك مستقبلاً بمرض الزهايمر أو أيّ نوعٍ من أنواع الخرف. ولكن، إن كنت مؤسّساً لشركةٍ أو مديراً غارقاً في أعباء العمل، فقد تشعر أنّك لا تملك الوقت أو الطّاقة لتغيير نمط حياتك، خصوصاً وسط حالة عدم الاستقرار الاقتصاديّ، ومخاوف الرّكود، وتقلّبات السّوق، والجدل الدّائر حول الرّسوم الجمركيّة.
ولكن الخبر السّارّ هو أنّك لا تحتاج إلى تغييراتٍ كبيرةٍ للاهتمام بصحة دماغك؛ فبعض التّعديلات البسيطة، الّتي لا تستغرق من وقتك سوى عشر دقائق أو أقلّ يوميّاً، قد تُحدِث فارقاً ملحوظاً في الحفاظ على قدراتك الذّهنيّة.
في مقالٍ مهمٍّ نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times)، قدّم ثمانيةٌ من كبار أطبّاء الأعصاب 10 نصائح عمليّةً لتحسين صحّة الدّماغ. والأهمّ من ذلك، أنّهم كشفوا عن معلومةٍ مشجّعةٍ: حوالي 49% من حالات الخرف يمكن الوقاية منها أو تأجيلها من خلال التّصدّي لعوامل الخطر القابلة للتّعديل. بمعنى آخر: تستحقّ هذه النّصائح وقتك وجهدك. وإن كنتَ ترغب في بدايةٍ سهلةٍ، فإليك 5 من هذه العادات الّتي يمكنك تطبيقها فوراً.
1. ارتدِ الخوذة: نعم، الأمر بهذه البساطة!
قد يبدو الحديث عن الخوذة تافهاً، ولكن حماية جمجمتك هي الخطوة الأوّلى والأهمّ لحماية دماغك؛ هذا ما أكّده جميع الخبراء الّذين تحدّثت إليهم الصّحيفة. فإذا كنت تقود درّاجةً هوائيّةً أو ناريّةً، تركب سكوتراً أو لوح تزلّجٍ، تمتطي حصاناً، أو بساطةٍ تمارس أيّ نشاطٍ قد يعرّض رأسك لخطر الارتطام، ارتدِ الخوذة. لا يهمّ إن ظننت أنّها تفسد مظهرك، أو أنّك تملك المهارات الكافية لتجنّب السّقوط. افعلها على أيّ حالٍ؛ فدماغك أثمن بكثيرٍ من المظهر.
2. افحص نظرك وسمعك بانتظامٍ
ربطت دراساتٌ حديثةٌ بين فقدان السّمع أو البصر وارتفاع خطر الإصابة بالخرف. ومع ذلك، قلّما يفكّر النّاس في زيارة طبيب العيون أو السّمعيّات ضمن خطط الحفاظ على صحّة أدمغتهم.
يفسّر العلماء هذا التّأثير بطريقتين: إمّا أنّ ضعف الحواسّ يقلّل التّحفيز الحسّيّ الواصل إلى الدّماغ، ما يسبّب ضموراً تدريجيّاً، أو أنّ محاولة التّعويض عن ضعف الرّؤية أو السّمع ترهق الدّماغ وتستنزف قدراته، فتصبح وظائفه الأخرى -مثل التّذكّر والتّركيز- أضعف.
بغضّ النّظر عن التّفسير، فإنّ الأدلّة واضحةٌ: يفيد الاعتناء بحواسّك دماغك بشكلٍ مباشرٍ. لذلك، حدّث وصفة نظّاراتك أو عدساتك عند الضّرورة، واحرص على حماية سمعك من الضّوضاء. وإن احتجت إلى أجهزة السّمع، لا تجعل الغرور أو الإحراج يردعك؛ فالمهمّ هو الحفاظ على قدراتك العقليّة.
3. عشر دقائق من المشي كافية تماماً
لا شكّ أنّ التّمارين الرّياضيّة تعود بفوائد جمّةٍ على الصّحّة البدنيّة والعقليّة، ولكنّك قد تفاجأ بأنّك لا تحتاج إلى كثيرٍ من الجهد لجني هذه الفوائد. بحسب أحد الخبراء، المشي لمسافة نصف ميلٍ (حوالي 800 مترٍ) يوميّاً يحسّن صحّة الدّماغ؛ هذا يعني أنّك تحتاج فقط إلى 10 دقائق من المشي اليوميّ لتُحدث فرقاً حقيقيّاً، وهي مدّةٌ في متناول الجميع.
4. غيّر كرسيك لصالح دماغك
نعم، قد يكون الكرسي المريح عدوّاً صامتاً لصحّتك. هناك أدلّةٌ كثيرةٌ على أنّ الجلوس على كرسيٍّ دون ظهرٍ، أو استخدام مكتبٍ واقفٍ، يساعد على تقوية عضلات الجذع، ويحسّن الصّحّة بشكلٍ عامٍّ. ولكن المفاجأة! لا تعود هذه التّغييرات بالنّفع على الجسم فقط، بل تحسّن أداء الدّماغ أيضاً، بحسب ما يؤكّده أطبّاء العصب. كذلك، فإنّ الحركة المنتظمة كلّ 20 إلى 30 دقيقةً -حتّى لو كانت مجرّد الوقوف لتمديد الجسم- تعدّ وسيلةً فعّالةً لتقليل أضرار الجلوس المطوّل.
وإن لم تتمكّن من تغيير بيئة عملك بالكامل، يمكنك إدخال تعديلاتٍ بسيطةٍ: استراحاتٌ قصيرةٌ للحركة، نصف ساعةٍ رياضيّة يوميّاً، أو حتّى تغيير وضعيّة الجلوس أثناء العمل، وامتدّ بهذا النّمط إلى المنزل أيضاً -أثناء القراءة أو استخدام الهاتف أو مشاهدة التّلفاز- قد تكون تلك الفترات أكثر خطراً من وقت الجلوس في المكتب!
5. شارك في نادٍ للقراءة أو أيّ نشاط اجتماعيّ
أثبتت الأبحاث أنّ العلاقات الاجتماعيّة المنتظمة تُطيل العمر، وتحسّن صحّة الدّماغ؛ فالأشخاص المنعزلون أكثر عرضةً للإصابة بأمراضٍ عقليّةٍ وجسديّةٍ على حدٍّ سواءٍ. كذلك، وجدت دراسةٌ من جامعة "ييل" (Yale) شملت 3635 شخصاً، أنّ القراءة المنتظمة تحسّن الإدراك، وتزيد من متوسّط العمر، والمثير أنّ قراءة الكتب -الّتي تتطلّب تركيزاً وذاكرةً أكبر- تعود بفوائد أكبر من قراءة المقالات القصيرة.
لذلك، فإنّ الانضمام إلى نادٍ للقراءة يمنحك جرعتين من الفوائد: نشاطٌ اجتماعيٌّ (إن كان حضوريّاً)، وتحفيزٌ ذهنيٌّ من خلال القراءة العميقة. وإن لم تجد مجموعة قراءةٍ تناسبك، يمكنك الالتحاق بأيّ نشاطٍ اجتماعيٍّ آخر، أو حتّى تنظيم لقاءاتٍ دوريّةٍ مع أصدقائك. أمّا جانب القراءة، فيمكنك تحقيقه بساطةٍ عن طريق اختيار الكتب أو المواضيع الّتي تستهويك.
في النّهاية، تُحدث هذه العادات الصّغيرة فرقاً كبيراً في حماية عقلك وتحسين جودة حياتك، دون أن تتطلّب منك تغييراً جذريّاً في جدولك المزدحم.