تعلّم كيف تكتب رسالة شكرٍ إلى زميلك أو رئيسك في العمل
أعيدوا الشكر إلى عيد الشكر من خلال جعل كتابة رسائل الشكر عادةً.
مع اقترابِ عيد الشكرِ، تتّجهُ أفكارنا نحو تقديمِ الشّكرِ (وتناولِ الدّيكِ الرّوميّ). قد نقدّمُ هديةً مختارةً بعنايةٍ في ديسمبر، ولكن يمكننا أنْ نبدأ موسمَ العطلاتِ بالتّركيزِ على "الامتنانِ" في عيد الشكر، سواءً كنتَ تخطّطُ لتقديمِ هديةِ العيدِ أم لا، فكّر في كتابةِ رسالةِ شكرٍ. [1]
وتختلفُ رسالةُ الشّكرِ عن عباراتِ الشّكرِ القصيرةِ، والتي هي مجاملةٌ اجتماعيّةٌ تتبعُ حدثاً معيناً، مثل قبولِ هديةٍ أو دعوةِ عشاءٍ. فنحنُ نقولُ عادةً كنوعٍ منَ المجاملةِ عباراتٍ من قبيلِ: "شكراً على المزهريةِ الجميلةِ" أو "شكراً لدعوتي إلى حفلِ العشاءِ". أما رسالةُ الشّكرِ فتعبّرُ عن تقديركَ لهذه العلاقةِ واعترافك بأهميّةِ الدّورِ الذي تلعبهُ في حياتك. إنّها تتطلّبُ منكَ أن تتعمّقَ في نظرتكَ، في دواخلكَ، وفي علاقتكَ بالشّخصِ الآخر وتدركَ أثرَ هذه العلاقةِ عليك. ويتطلّبُ ذلك منك أن تكون متواضعاً وتعترفَ بأنّ أيّ نجاحٍ قد حقّقته، لم تحقّقه وحدكَ.
ويمكنُ لرسالةِ الشّكرِ أن تكونَ بمثابةِ هديةٍ قيّمةٍ عندما تقدّمُ بصدقٍ، فبوسعك من خلالها منح قارئِها شعوراً بأنّك تفكّرُ به. إذ إنّ العديدَ من الأشخاصِ لا يشعرون بوجودهِم وأهميّتهم في حياةِ الآخرين ولا يتذكّرهم أحدٌ. لكن برسالةٍ قصيرةٍ تستطيعُ إظهارَ تقديرك للجهودِ التي يبذلونها من أجلكَ وإسعادَ قلوبهم، ولا يهمّ طولُ الرّسالةِ طالما كانت صادقةً.
شاهد أيضاً: فنّ التواصل غير اللفظي: الطريقة الصامتة لإيصال رسالتك
العناصر الأساسية التي يجب وجودها في رسائل الشكر
- كن محدّداً: لا تستخدم تعابيرَ عامّةً، بل أفصحْ بالضّبطِ عمّا فعلهُ ذلك الشّخص لتحسينِ حياتكَ. فمثلاً هل بقيَ في العملِ لوقتٍ متأخّرٍ لإنهاءِ مهمّةٍ ذات أهميّةٍ كلّفتهُ بها؟ أم هل نظّفَ قاعةَ الاجتماعِ بعد أن تركها فريقُ عملك في حالةِ فوضى؟ وفي حالِ قلتَ فقط: "لقد ساعدتني كثيراً"، فإنّك لم تقل الكثير. فلتظهر أنّك حقّاً تقدّرُ الشّخصَ الآخر، فكّر في مثالٍ محدّدٍ لتوضيحِ مدى مساعدتهِ لك.
- تحدّث صراحةً عن إسهاماتهم: عندما يؤدي زملاؤنا في العملِ أعمالهم، قد لا يدركون حجمَ الدّورِ الذي لعبوه في إنجازِ العملِ ككلٍّ. فعبّر لهم في رسالتك عن النّتائجِ الإيجابيّةِ لما قاموا به. على سبيلِ المثالِ، إذا بقوا في العملِ لفتراتٍ متأخّرةٍ لإنهاءِ مشروعٍ ما، فهل أدّى ذلك إلى نتائجٍ أكبر مثل زيادةٍ في المبيعاتِ أو مبادراتٍ جديدةٍ؟ فعليك أن تظهرَ لهم سببَ أهميّةِ الأمورِ التي أنْجزوها.
- استخدم كلمتي"شكراً لك": فإذا كتبتَ مثلاً: "أقدّرُ جميعَ جهودكَ"، فأنتَ تتحدّثُ عن نفسكَ وعن شعورك. وبدلاً من ذلك، استخدمْ كلمتي "شكراً لكَ". إذ إنّه في علمِ اللّغوياتِ، يُعتبرُ فعلُ الشّكرِ فعلاً أدائيّاً، وهذا يعني أنّه باستخدامكَ كلمةُ "شكراً" ببساطةٍ، تكون قد قمتَ بالاعترافِ بجهودهِ. فشكرُ شخصٍ ما هو حدثٌ فعليّ.
شاهد أيضاً: 4 خطوات لتحسين جذري في التواصل مع من يخالفك الرأي
من يجب أن يتلقى رسائل الشكر؟
ابدأ بالأشخاصِ الذين قد يمرُّ عامٌ بكاملهِ دون أن يتلقّوا ثناءً من أحدٍ. مثلاً مسؤولُ الدّعمِ الفنيّ الذي يجعلُ جهازَ الحاسوبِ يعملُ بطريقةٍ سحريةٍ، أو موظّفُ الاستقبالِ الذي يجعلك تبدأ يومكَ بابتسامةٍ، حتى عمّالُ التّنظيفِ في المكتبِ والبوّابِ وغيرهم من موظّفي الدّعمِ. بالنّسبةِ لهؤلاء الأشخاصِ، قد يكفي فقط قولَ شيءٍ مثل: "شكراً جزيلاً لكَ على مجيئكَ فوراً عندما تعطّلَ جهازُ الكمبيوتر الخاصّ بي. لقد ساعدتني على ألّا أخسرَ صفقةً مهمّةً!".
لكن عندما تريدُ مخاطبةَ الأشخاصِ الأكثرِ أهميّةً في محيطِ عملكَ، فعليك حينها الاهتمامُ بصيغةِ رسائلكَ أكثر. فكّر في مساعدكَ، ومرؤوسيكَ المباشرين، وعملائك الرّئيسيين، وحتى رئيسكَ في العملِ: متى كانت آخرَ مرّةٍ أخبرتهم بها أنّك تقدّرُ مساهماتهم؟
قد يبدو من المرهقِ شكرُ الجميعِ إذا كنتَ منشغلاً بتحضيراتِ العيدِ. لكن في حال أدرجتَ فكرةَ كتابةِ رسائلِ الشّكرِ ضمن قائمةِ مهامكَ، يمكنك عندها كتابتها طوالَ موسمِ العطلاتِ. ومتى قررتَ مشاركةَ هذه الرّسائلِ مع من أرسلتها إليهم، ستعودُ الفائدةُ على كلٍّ منكما. فستستفيدَ أنتَ من ممارسةِ الامتنانِ، والذي ثبتَ أنّ له فوائدٌ على النّاحيةِ البدنيةِ والعاطفيّةِ وحتى على صعيدِ العملِ، وسيستفيد الآخرون أيضاً من معرفتهم بأنّهم تركوا أثراً مختلفاً في حياتكَ.