تطبيق MASAHA الكويتي يُغلق جولة استثمارية تأسيسية بقيمة 1.5 مليون دولار
تعزّز الجولة الاستثماريّة الجديدة توظيف التّقنيات الذّكيّة والأتمتة لإعادة تشكيل قطّاعٍ تقليديٍّ، ورفع كفاءته التّشغيليّة، ودعم التّوسّع الإقليميّ المستدام
أعلنت شركة Trendle، الشركة القابضة ومقرّها دولة الكويت، والمالكة لتطبيق MASAHA، إتمام إغلاق جولة الاستثمار التأسيسية الثانية بنجاح، حيث بلغت القيمة التقديرية للشركة 1.5 مليون دولار أميركي، في خطوة تعكس ثقة متنامية في نموذجها التشغيلي ورؤيتها المستقبلية.
وشهدت الجولة مشاركة Fifty Studios Holding، وهي شركة كويتية متخصّصة في تطوير الحلول التقنية، إلى جانب مجموعة من المستثمرين الملائكيين، من بينهم وليد السليم بصفته شريكاً تسويقياً ومستثمراً ملائكياً، إضافة إلى غرين كومباني ممثَّلة بـمحمد الفهد، وبمشاركة المستثمر الملائكي عبدالمحسن خالد الصانع، ما أضفى على الجولة بعداً استراتيجياً يتجاوز الدعم المالي البحت.
تأسّس تطبيق MASAHA في الكويت عام 2022 على يد فيصل فيصل القرنوَص وبدر أبو رزق، بوصفه منصّة تقنية متخصّصة تهدف إلى إعادة هيكلة قطاع الخياطة وتحديثه عبر توظيف حلول الأتمتة والذكاء الاصطناعي (AI)، بما يتيح نقل هذا القطاع التقليدي إلى فضاء رقمي أكثر كفاءة وشفافية.
وفي مقابلة مع "عربية .Inc"، أوضح القرناس أنّ الدافع الأساسي وراء تأسيس الشركة انطلق من رغبة عميقة في تطوير واحدة من أقدم الصناعات وأكثرها رسوخاً في المنطقة. وقال في هذا السياق: "بدأت الفكرة من معاناة شخصية مباشرة. فعلى الرغم من أنّ الخياطة تشكّل جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية في دول مجلس التعاون الخليجي، بقيت تجربة التعامل معها مجزأة، يدوية، وتفتقر إلى الكفاءة، سواء بالنسبة للعملاء أو الخياطين".
وأضاف أنّ تعمّقه في دراسة هذا القطاع قاده إلى اكتشاف مجموعة من الإشكالات الهيكلية التي تعيق تطوّره، موضحاً: "يعاني قطاع الخياطة في المنطقة من ثلاث تحديات رئيسية. التحدي الأول يتمثّل في غياب الاتساق، حيث يواجه العملاء تفاوتاً كبيراً في الجودة، والجداول الزمنية، والنتائج النهائية؛ فالقياسات غالباً ما تُؤخذ يدوياً، والسجلات عرضة للفقدان، وإعادة العمل أمر شائع. التحدي الثاني هو ضعف الكفاءة التشغيلية، إذ يعتمد معظم الخياطين على أنماط عمل تقليدية تفتقر إلى البيانات، وأدوات التنبؤ، والإجراءات الموحّدة، ما يحدّ من قدرتهم على التوسّع وتحقيق ربحية مستدامة. أما التحدي الثالث فيكمن في نقص الشفافية والثقة، حيث يفتقر العملاء إلى رؤية واضحة لمراحل الإنتاج، ومواعيد التسليم، ومنطق التسعير".
وانطلاقاً من هذه التحديات، طوّر MASAHA منصّة تقنية متكاملة تربط جميع عناصر تجربة الخياطة ضمن نظام واحد، يجمع بين الطلب، وأخذ القياسات، وتتبع الإنتاج، والتنفيذ النهائي عبر تطبيق موحّد. وفي هذا الإطار، قال فيصل: "تعالج مساحة هذه الإشكالات من خلال إدخال سير عمل موحّد، وملفات قياس رقمية، ونظام تتبع للطلبات، وإجراءات تشغيل منظّمة يمكن للخياطين الاندماج فيها بسهولة. بالنسبة للعملاء، يترجم ذلك إلى وضوح أكبر، واتساق في النتائج، وتجربة عصرية. أما بالنسبة للخياطين، فيعني ذلك رفع كفاءة استغلال الموارد، وتحسين إدارة الطلب، وإتاحة الوصول إلى تقنيات لم يكن بالإمكان تطويرها بشكل فردي".
شاهد أيضاً: Khazna تحصل على تمويل بقيمة 16 مليون دولار
ولتنفيذ هذه الرؤية على أرض الواقع، اعتمد القرناس هيكلاً تنظيمياً مدروساً، تعمل بموجبه MASAHA بوصفها شركة محورية ضمن محفظة Trendle، الشركة القابضة التي أُنشئت لتطوير المشاريع التقنية والإشراف عليها وتوسيع نطاقها في أسواق المستهلكين (B2C) وقطاع الأعمال (B2B). وتتولّى تريندل مسؤولية الاستراتيجية العليا، والحوكمة المؤسسية، وتحديد الاتجاه العام، في حين تركّز مساحة على التنفيذ التشغيلي، وابتكار المنتجات، واقتناص الفرص السوقية في قطاع تقنيات الخياطة والملابس.
ويُعدّ نموذج التشغيل حجر الأساس في هذا الهيكل، إذ يرى القرناس أنّه العامل الحاسم لتحقيق توسّع قابل للاستدامة. وقال في هذا الصدد: "تعمل مساحة على بناء نموذج تشغيلي مرن من نوع (Plug-and-Play)، حيث يدير شركاء الخياطة المحليون أعمالهم باستخدام أنظمة مساحة، ومعاييرها، وسلسلة التوريد التابعة لها. يتيح هذا النهج الخفيف الأصول (Asset-Light) التوسّع بوتيرة أسرع، وضبط الجودة عبر الأنظمة، والتكيّف مع الخصوصيات المحلية دون الحاجة إلى استثمارات رأسمالية كبيرة"، مشيراً إلى أنّ هذا النموذج يمكّن الشركة من التوسّع دون امتلاك مصانع في جميع الأسواق التي تعمل بها.
وأوضح فيصل أنّ جولة التمويل الأخيرة ستسهم في دعم التوسّع التشغيلي والجغرافي، مؤكداً أنّ الشركاء الجدد يضيفون قيمة تتجاوز التمويل. وقال: "شملت الجولة ضخّاً مباشراً لرأس المال إلى جانب شراكات استراتيجية. يوجَّه التمويل نحو تطوير المنتجات، وتوسيع العمليات، والتوسّع الإقليمي، فيما يقدّم الشركاء الاستراتيجيون قدرات تنفيذية، وأطر حوكمة، ونفاذاً أوسع إلى الأسواق. لقد صمّمنا الجولة عمداً حول خلق قيمة استراتيجية، بحيث يعزّز كل شريك ركناً أساسياً من أركان نمو مساحة، سواء في التكنولوجيا، أو العلامة التجارية، أو العمليات، أو البنية القانونية".
وأضاف أنّ المستثمرين أبدوا اهتماماً خاصاً بالنهج الهيكلي الذي تتبعه الشركة في تقديم التكنولوجيا كخدمة لقطاع تقليدي مثل الخياطة. وقال موضحاً: "ما جذب المستثمرين لم يكن حجم الفرصة وحده، بل بنية النموذج ذاته. مساحة ليست مجرّد سوق يعتمد على العمولات، بل تمثّل نظام تشغيل متكاملاً لقطاع الخياطة".
ومع تأمين التمويل، تستعد MASAHA لتوسيع حضورها إقليمياً. وقال فيصل: "تركّز خطّة التوسّع في دول مجلس التعاون الخليجي خلال عامي 2026–2027 بشكل أساسي على المملكة العربية السعودية ودولة قطر بوصفهما أسواقاً أولية، نظراً لما تتمتّعان به من طلب مرتفع، وانسجام ثقافي مع الخياطة، وقوة شرائية عالية".
ولروّاد الأعمال الذين يتوجّهون اليوم إلى القطاعات التقليدية، لا سيما في أسواق الخليج سريعة التحوّل، قدّم القرناس نصيحة واضحة، قائلاً: «لا تستخفّوا بأهمية العمليات؛ فالتكنولوجيا وحدها لا تُصلح الصناعات التقليدية. لا بدّ من فهم كيفية إنجاز العمل على أرض الواقع، ثم تصميم أنظمة يمكن للناس تبنّيها فعلياً". وأضاف: "ابدؤوا ببناء الهيكل قبل التوسّع. وحّدوا العمليات، ومنطق التسعير، ومعايير الجودة، لأن النمو كفيل بكشف أي نقطة ضعف يتم تجاهلها في المراحل الأولى".
وفوق الاعتبارات التشغيلية والهيكلية، شدّد فيصل على البعد الإنساني في عملية التحوّل الصناعي، قائلاً: "وأخيراً، ابنوا الثقة قبل إحداث أي اضطراب؛ فالصناعات التقليدية تتحرّك ببطء لأن العلاقات فيها جوهرية. احترموا ذلك، وصمّموا حلولكم على هذا الأساس، وستتمكّنون من تحقيق توسّع لا يستطيع الآخرون بلوغه".