التسويق عبر الفيديو القصير.. كيف تنشر رسالتك كالفيروس؟
استراتيجيات ناجحة لشركات حقّقت انتشاراً خرافيّاً عبر التّسويق بالفيديو القصير دون تكلفةٍ كبيرةٍ

يفضّل 73% من المستهلكين مقاطع الفيديو القصيرة لاستكشاف المنتجات والخدمات، ولا يكمل 60% من المشاهدين أكثر من 41% -80% من المقاطع الطّويلة، كما أنّ 57% من جيل زد يؤكّد أنّ مقاطع الفيديو القصيرة هي الأفضل في التّعرّض للمحتوى عموماً.
إنّ استخدام الفيديو القصير، والّذي لا تزيد مدّته عن 5-90 ثانيةً يجذّبٍ قدراً أكبر من الجمهور، ويعزّز الشّعور بالانتماء، ويرفع الوعي بالعلامة التّجاريّة، كما أنّه سهل الإنشاء والنّشر، خصوصاً مع الكثير من أدوات الذّكاء الاصطناعيّ المتوفّرة.
ولكن مع اتّجاه أكثر من 44% من المسوّقين لاستخدام استراتيجيّة التّسويق بالفيديو القصير فكيف تتميّز بينها؟ وما الطّريقة الّتي تحقّق بها أفضل استفادةٍ؟ وما أنجح الاستراتيجيات العمليّة الّتي حقّقت صدًى كبيراً؟ [1]
أفضل استراتيجيّات التّسويق بالفيديو القصير بنماذج عمليّةٍ
تغيّرت قواعد لعبة التّسويق منذ انطلاق تيك توك في 2018، فقد أصبحت هذه المنصّة من المصادر الأساسيّة لمقاطع الفيديو الفيروسيّة الصّغيرة المباشرة والسّريعة، لتدخل إنستاجرام الملعب بقوّةٍ بإطلاق IG Reels، ويلحق بها يوتيوب بإطلاق YouTube Shorts والّذي أصبح متاحاً للجمهور منذ عام 2021.
ومنذ ذلك الحين انطلقت مئاتٌ وآلاف المقاطع الّتي نراها يوميّاً، والّتي حقّق بعضها نجاحاً مبهراً رسم الطّريق لاستراتيجيّاتٍ فعّالةٍ في التّسويق عبر الفيديو القصير، ومن أهمّ النّماذج الملهمة في هذا الخصوص:
دولينجو ولمسةٌ من الفكاهة وقليل من الوقاحة
أصبح دولينجو Duolingo من أكثر التّطبيقات المفضّلة على مستوى العالم لإتقان اللّغات، ونجح منذ ظهوره في عام 2021 في جذب الأنظار وتكوين قاعدةٍ جماهيريّةٍ ضخمةٍ، وهذا باتّباع إستراتيجيّةٍ لا تهتمّ بالبيع بقدر اهتمامها بتقديم التّرفيه، وهو القيمة الحقيقيّة الّتي يحصل عليها المستخدم للتّطبيقات.
ومع مقاطع فيديو تثير الضّحك أوّلاً مع الاستفادة من بعض الاتّجاهات المنتشرة مثل دمج أكثر موسيقى رائجةٍ، يحافظ دولينجو على محتواه جذّاباً وقابلاً للمشاركة على نطاقٍ واسعٍ. [2]
شركة ومحتوًى تحفيزيٌّ يثير الضّحك
نجحت شركة Gymshark الرّائدة في مجال الملابس الرّياضيّة في ترسيخ مكانتها من خلال الاعتماد على الإلهام مع قصصٍ ملائمةٍ من الصّالة الرّياضيّة الّتي يتردّد صداها لدى الجمهور المستهدف.
ومع مقدّماتٍ تثير الفضول مع المزج بين المشاعر المختلفة وإدراج رسائل تحفيزٍ، أصبح المحتوى المتكامل ديناميكيّاً، ويخاطب جميع الفئات سواءٌ مبتدئين أو مختصّين في عالم الرّياضة، وبالتّالي التّفاعل أكثر مع المحتوى.
تطبيق Slack ومزجٌ مثاليٌّ بين المعلومات والتّجارب الإنسانيّة
احترف تطبيق Slack في مقاطع الفيديو التّسويقيّة مزج تجارب المستخدم الحقيقيّة مع العروض المتنوّعة والوظائف التّي يوفّرها التّطبيق، مع عدم زيادة طول الفيديو عن 60 ثانيةً، وهو ما يتلاءم تماماً مع عادات الاستهلاك السّريع. كما أنّ المحتوى الحقيقيّ للغاية والمعتمد على أشخاصٍ واقعيّين ارتبط بسهولةٍ بالمستخدمين، وحقّق تفاعلاً واسعاً منهم.
شركة كوكاكولا واللمسة الإنسانيّة المؤثّرة
أطلقت كوكاكولا مقاطع فيديو تركّز على العمّال خلال موسم الأعياد، وكيف أنّ هذا الموسم، الذّي يتّسم بالتّقارب العائليّ بشدّةٍ، قد يمثّل لآخرين العمل الشّاقّ والممتدّ لساعاتٍ طويلةٍ. وفي نهاية الفيديو، كانت تقدّم الهدايا للعمّال، ممّا لامس القلوب، وذكّر الجمهور بأهميّة العطاء، ورفع قيمة العلامة التّجاريّة لينظر إليها بطريقةٍ أكثر إيجابيّةً من ذي قبل. [3]
"إل جي" ومشاركة التّجارب السّلبية
من الحملات التّسويقيّة الناجحة التّي أطلقتها علامة LG تلك التّي ركّزت على أسوأ مقابلات العمل في العالم. ومن خلال رصد التّوتر خلال هذه المقابلات، بدأ الجمهور يروي تجاربه، وما الذّي سيفعله في المواقف المشابهة مستقبلاً. وقد استفادت "إل جي" من رغبة الناس الطبيعيّة في رواية القصص لتروّج لإصداراتها الجديدة.
شركة دوف وتغيير الأفكار
حقّق فيديو تسويقيٌّ لشركة دوف أكثر من 69 مليون مشاهدةٍ بعد أن طلب من مجموعةٍ من النساء وصف أنفسهنّ لفنّانٍ ليرسمهنّ وفقاً لوصفهنّ، دون أن يراهنّ. وبالطبع كانت النتيجة مختلفةً تماماً عن تلك التّي ظهرت عندما رسمهنّ بعد رؤيتهنّ. وقد حقّقت هذه الحملة نجاحاً كبيراً نتيجة قدرتها على تغيير أفكار النساء بشأن مظهرهنّ، وأنهنّ أكثر جمالاً ممّا يعتقدن. وقد استفادت دوف من الاتجاه التّقليديّ للنساء لانتقاد أنفسهنّ بقسوةٍ، وبالتّالي حقّق الفيديو الانتشار؛ لأنّه لامس وتراً حساساً في القلوب ومشكلةً شديدة الانتشار بين الجمهور المستهدف.
حملة أولويز وحلّ مشكلةٍ اجتماعيةٍ
حقّقت حملة أولويز #LikeAGirl انتشاراً فيروسيّاً بعد أن طلبت من بعض الأولاد والرّجال التّصرّف مثل الفتيات في مواقف محدّدةٍ مثل ممارسة الرياضة أو الغناء أو غيرها، فما كان منهم إلا أن قلّدوا الفتيات بحركات مضحكة رغم عدم تعمّدهم هذا!.
وقد سلّطت أولويز بهذا الضوء على المساواة بين الجنسين وطريقة النّظر السّلبيّة إلى المرأة، وكيف أنّ بعض التّلميحات والتّصورات يراها البعض فكاهيّةً، ولكنّها في المقابل تكون مؤذيةً للفتيات، وتضرّ بتقديرهنّ لذواتهنّ. ممّا رفع من شعبيّة أولويز بأنّها تبحث عن أكثر من مجرّد المال، وأنّها تتطلّع إلى ترك تأثيرٍ إيجابيٍّ على العالم.
شاهد أيضاً: كيف غيّرت "التّكتكة" قواعد التّسويق الرّقمي؟
ما الذّي يجعل هذه الاستراتيجيات ناجحةً؟
حملات الفيديو التّسويقيّة السّابقة وغيرها المئات حقّقت صدىً كبيراً وتفاعلاً ونجاحاً متزايداً نتيجة الاعتماد على عنصرٍ واحدٍ أو أكثر من الآتي:
- تصوير مقاطعٍ تشويقيّةٍ للمنتج أو الخدمة، فهي تثير الشّهيّة لما هو مقبلٌ مع تسليط الضوء على المميّزات الخاصّة، ممّا يزيد الفضول والتّرقّب.
- التّركيز على محتوى خلف الكواليس، وما قبل الإصدار، ممّا يبرز العنصر البشريّ سواءً في حياة الفريق أو خلال الإنتاج أو إطلاق الخدمة.
- التّعليم الجزئيّ المختصر، وهو مثاليٌّ تماماً لجذب الجمهور وشرح الأفكار المعقّدة بأسلوبٍ بسيطٍ وسريعٍ وسهل الفهم، ممّا يزيد من القيمة الاجتماعيّة للحملات التّسويقيّة.
- الاستفادة من المحتوى الذّي ينشئه المستخدمون، ممّا يشجّع الأصالة، ويزيد من مشاركة الجمهور المستهدف.
- تصوير مقاطع فيديو تجيب عن الأسئلة الشّائعة، عن المنتج أو المخاوف المتعلّقة به أو غيرها، فهي وسيلةٌ مباشرةٌ للتفاعل مع الجمهور المستهلك.
- التّعاون مع المؤثّرين، وهي طريقةٌ قد تفيد بعض المجالات وفقاً لمستوى الثّقة في المؤثّر ومدى شعبيّته، وإن كانت أكثر تكلفةً.
كيف تصمّم فيديو مميّزاً باستخدام الذّكاء الاصطناعيّ؟
يمكنك تصميم فيديو توضيحيٍّ عن خصائص المنتج، أو فيديو يروي تجارب واقعيّةً للعملاء، أو آخر يحكي قصّةً. ولكنّ المهمّ أن يحتوي الفيديو القصير على قيمةٍ للعميل ورسالةٍ واضحةٍ ومباشرةٍ، مع اختيار منصّتين على الأقلّ لنشر المحتوى. كما يجب أن تحدّد هدفك من الفيديو وهل هو زيادة الوصول إلى الجمهور؟ أم رفع الوعي بالعلامة التّجاريّة؟ أم زيادة المبيعات؟ [4]
فكلّ هدفٍ من هذه الأهداف يحتاج إلى استراتيجيّةٍ تسويقيّةٍ مختلفة، وتتيح لك أدوات الذّكاء الاصطناعيّ إنتاج مقاطع فيديو قصيرة مميزة دون تكلفة، ومن أفضل المواقع التّي تساعدك في هذا الشّأن:
- موقعChatGPT : يعدّ الأداة الأكثر شهرةً لابتكار أفكارٍ ومقاطع فيديو قصيرةٍ بناءً على البيانات المدخلة.
- أداة Canva Magic: تساعد في تصميم مقاطع فيديو إبداعيّةٍ بسهولةٍ.
- منصّة :Opusتبسّط عمليّة إنتاج مقاطع فيديو واقعيّةٍ.
- منصّة :Hour One تتيح إنشاء مقاطع فيديو لأشخاصٍ يتحدّثون باستخدام الذّكاء الاصطناعيّ.
- أداة Fliki: لإنشاء فيديو مخصّصٍ لمنصّات التّواصل الاجتماعيّ الّتي تختارها.
- موقع Opus Clip: يعيد تقسيم مقاطع الفيديو الطّويلة إلى ريلز مميّزةٍ.
- موقع :Synthesia يتيح إنشاء صورٍ رمزيّةٍ رقميّةٍ بدلاً من الاستعانة بأشخاصٍ حقيقيّين إذا كانت الميزانيّة محدّدةً.
- أداة AdCreative.ai: تركّز على زيادة الوعي بالعلامة التّجاريّة والتّرويج لها بمقاطع متنوّعةٍ.
وفي الختام، فإن التّسويق بالفيديو القصير يمنحك الكثير من الشّرعيّة والانتشار. ومهما كانت الشّركة مبتدئةً أو صغيرةً، فإنّ هذا النّوع من المحتوى يزيد من التّفاعل والجذب، لذلك:
- ابتكر أفكاراً إبداعيّةً تناسب جمهورك المستهدف.
- اختر المنصّة المناسبة لنشر الفيديو.
- حافظ على الاتّساق في المنشورات لتجنّب الرّسائل المتضاربة.
- أضف رسائل واقعيّةً تبرز جاذبيّة المحتوى.
- راجع المحتوى الّذي ينشئه الذّكاء الاصطناعيّ للتّأكّد من تطابقه مع معاييرك.