الرئيسية التنمية اجعل كلماتك لا تُنسى: 9 طرق لترك أثر في عقول الآخرين

اجعل كلماتك لا تُنسى: 9 طرق لترك أثر في عقول الآخرين

حين تبذل جهداً مضنياً في تقديم المعلومات، لا يكفي أن يسمعك الآخرون فحسب، بل عليك تصميم رسالتك لتظلّ محفورةً في الذّاكرة طويلة الأمد

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

تُمضي ساعاتٍ طويلةً تعدّ فيها العروض التّقديـميّة والبريد الإلكترونيّ وتجري التّدريبات المتكرّرة، حتّى ترهق عيناك من شدّة التّركيز، وتغوص في أبحاثٍ دقيقةٍ لتقدّم عرضاً مثاليّاً. غير أنّ الحقيقة المفاجئة تظهر أنّ الجهد العظيم الّذي تبذله لا يضمن بالضّرورة أن يتذكّر الآخرون ما قلته؛ إذ تشير دراسات «منحنى النّسيان» للعالم إبّينغهاوس إلى أنّ نصف ما تنقله من معلوماتٍ ينسى خلال ساعـةٍ واحدةٍ، وأنّ ثلاثة أرباعه تتلاشى في غضون يومين فقط.

وهكذا، تضيع الرّسائل وتتبدّد الجهود، وكأنّها لم تكن. لذلك، إذا أردت أن تترك في الأذهان أثراً لا يمحى، وأن يتذكّرك جمهورك كما يتذكّر كلماتك، فعليك أن تتحوّل إلى مهندسٍ للذّاكرة؛ فبدلاً من أن تنتظر من النّاس أن يحتفظوا بما تقول، صمّم طريقةً تجعلهم يفعلون ذٰلك. 

اجعل كلماتك لا تنسى: 9 طرق لترك أثر في عقول الآخرين

اجعل كلماتك لا تنسى، ودع أفكارك تعيش في أذهان الآخرين طويلاً؛ تعرّف إلى تسع طرقٍ فعّالةٍ تمكّنك من ترك أثرٍ حقيقيٍّ في الذّاكرة الإنسانيّة.

ضع السياق المناسب قبل أن تبدأ

يؤثّر المكان والزّمان في قوّة التّذكّر تأثيراً حاسماً، لأنّ العقل البشريّ يربط المعلومة تلقائيّاً بالظّروف الّتي تلقّاها فيها؛ فكلّما ارتبطت المعلومة بمشهدٍ واضحٍ أو حدثٍ مميّزٍ، سهل على الدّماغ استدعاؤها لاحقاً. لذلك، ضع نفسك وجمهورك في الإطار الزّمانيّ والمكانيّ المناسب، واصنع مشهداً ذهنيّاً يغرس المعلومة في الوجدان لا في السّمع فقط. فعندما تربط فكرتك بلحظةٍ محسوسةٍ، تضمن أن تصبح أكثر رسوخاً في الذّاكرة.

استفد من الإشارات المحفزة لتنشط الذاكرة

تساعد الإشارات الصّغيرة كالصّور أو الكلمات أو الأنماط البصريّة في تثبيت المعلومة، لأنّها تفعّل ما يعرف بالروابط الذّهنيّة. لذلك، ضع تذكيراتٍ ملموسةً ترتبط بمضمونك الأساسيّ، فتصبح مفتاحاً للاستدعاء عند الحاجة. كلّ تفصيلٍ بصريٍّ أو لفظيٍّ يمكن أن يعمل كإشارة إيقاظٍ للعقل، تعيد إليه المعلومة في اللّحظة المناسبة.

عزز التجربة الحسية لترسخ الفكرة

تنشط الذّاكرة بشكل أكبر حين تُستثار الحواسّ معًا، إذ إنّ تفعيل أكثر من حاسة في الوقت نفسه يضاعف فرص الحفظ. فالصورة النابضة، أو النغمة المميّزة، أو الرائحة اللطيفة تعمل معًا على ترسيخ المعلومة في الذّهن أضعافاً مضاعفةً. لذلك، اجعل رسالتك تجربةً حسيّةً متكاملةً تستخدم الألوان والأصوات والتّعبيرات الجسديّة، بحيث تُرى وتُسمع وتُلمَس في آنٍ واحدٍ، فكلّما تضافرت الحواس، أصبح الأثر أكثر رسوخاً وثباتاً.

أحكم كمية المعلومات التي تقدمها

يفقد القليل الرّسالة قوّتها، ويرهق الكثير الذّاكرة؛ فالتّوازن في نسبة المضمون إلى القدرة على الاستيعاب هو مفتاح التّذكّر الفعّال.لذلك، قدّم معلوماتٍ كافيةً لإثارة الفضول، لكن دون أن تثقل المتلقّي بتفاصيلٍ مرهقةٍ، واجعل كلّ جملةٍ تضيف معنى جديداً، فالتّنوّع في المضمون ينشّط الانتباه ويقلّل فرص النّسيان.

اربط المعلومات بما يهم الجمهور

كلّما لامست المعلومة اهتمامات الجمهور أو أهدافهم، زادت فرص تذكّرها. لذلك، اجعل رسالتك ترتبط بواقعهم أو طموحاتهم أو تجاربهم الشّخصيّة، فما يمسّ الذّات يرسخ في العقل، ولا تلق المعلومة كحقيقةٍ مجرّدةٍ، بل أظهر كيف تفيدهم أو تغيّر واقعهم؛ هٰكذا تنتقل من مجرّد متحدّثٍ إلى ملهمٍ.

استند إلى الحقائق لتكسب ثقة الذاكرة

تبقى المعلومات الواقعيّة أطول في الأذهان من الآراء العابرة؛ فما يرى أو يجرّب أو يلاحظ يصبح مرسى الذّاكرة. واستخدم الأدلّة والأمثلة الواقعيّة والتّجارب الملموسة لتدعم كلماتك؛ فالعقل يحتاج إلى نقطة ارتكازٍ حقيقيّةٍ يبني عليها استدعاءه للمعلومة، وكلّما كانت الحقيقة أوضح، كان التّذكّر أعمق.

اخلق المفاجأة لتصنع الأثر

تثير المفاجأة الانتباه وتطلق دفعةً عاطفيّةً تثبّت المعلومة في الذّاكرة. قدّم مضمونك بطريقةٍ غير متوقّعةٍ، أو أضف تفصيلاً غير مألوفٍ يكسر النّمط؛ فحين يفاجأ العقل، يعيد ترتيب أولويّاته ليفهم الجديد، وبذٰلك تتحوّل رسالتك إلى تجربةٍ تروى وتستعاد.

خاطب المشاعر بذكاء عاطفي

تسكن المعلومة في القلب قبل أن تستقرّ في العقل؛ فالعاطفة تضاعف قوّة الذّاكرة، وتجعل ما يقال أكثر عمقاً وتأثيراً. لذلك، اربط كلماتك بأحاسيس جمهورك، واستعمل لغةً توقظ التّعاطف أو الدّهشة أو الفخر، فما يلامس الإحساس يبقى أطول في الوعي من أيّ معلومةٍ منطقيّةٍ.

كرر بحكمة لترسخ رسالتك

يحتاج الدّماغ إلى التّكرار المنتظم ليدخل المعلومة في الذّاكرة الطّويلة الأمد. ولٰكنّ التّكرار الفعّال لا يعني الإعادة الحرفيّة، بل العرض المتجدّد في سياقاتٍ مختلفةٍ. للك، أعد طرح أفكارك بطرقٍ متنوّعةٍ تحافظ على الانتباه وتنشّط الفهم، حتّى يتحوّل التّكرار إلى ترسيخٍ لا إلى مللٍ.

وبهٰذا الأسلوب، تستطيع أن تتجاوز منحنى النّسيان وتحوّل التّواصل إلى فعلٍ مستدامٍ في الذّاكرة؛ فليس الهدف أن يسمعك النّاس فحسب، بل أن يتذكّروك بعد أن يغادروا القاعة، وأن تبقى كلماتك حيّةً في عقولهم، كما لو أنّهم يسمعونها الآن.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: