الرئيسية التنمية العلوم العصبية تقدم لك سبباً مقنعاً آخر لشرب القهوة

العلوم العصبية تقدم لك سبباً مقنعاً آخر لشرب القهوة

اكتشافات جديدة تؤكّد على فوائد القهوة في تعزيز الذاكرة والقدرات المعرفية: كيف يغير هذا نظرتك لكوب القهوة الصباحي؟

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هل تجدُ نفسكَ تنسَى الأشياءَ بينَ الحينِ والآخر؟ عندمَا تبدأُ يومكَ بإعدادِ القهوةِ، ربّما تعدّ مكيالاتِ البنّ الّتي ترغبُ في وضعهَا في الجهازِ. لكن سرعانَ ما تنحرفُ أفكاركَ، فتفقدُ العدَّ، ليصبحَ عليكَ التّخلّصُ من القهوةِ والبدءِ من جديدٍ أو ربّما تنجحُ في العدِّ، لكن عِندما تعودُ إلى المطبخِ لتناولِ فنجانٍ جديدٍ، تكتشفُ أنّكَ نسيتَ تشغيلَ الجهازِ أو ربّما تنجحُ في صنعِ القهوةِ، وتصبُّ لنفسكَ فنجاناً آخرَ قبلَ مغادرةِ المنزلِ، لكنّكَ تضعُ الفنجانَ على سطحِ السّيارةِ وتنساهُ هناكَ، لتتذكّرهُ فقَط عندمَا يسقطُ على الشّارعِ أثناءَ الخروجِ من الممرّ.

نعَم، أُدركُ تماماً أنّ هذهِ أمثلةٌ دقيقةٌ جدّاً عن النّسيانِ من حياتي الشّخصيّةِ على مرِّ السّنين. لكنْ مَاذا لو قلتُ لكم إنّ هناكَ دراسةٌ جديدةٌ نُشرت في مجلّةِ "جيروساينس" (GeroScience) تشيرُ إلى أنّ هناكَ مادّةٌ موجودةٌ في القهوةِ قد تُسهمُ في تعزيزِ الذّاكرةِ مع تقدّمِ العمرِ.

أَجرى باحثونَ في جامعةِ تسوكوبا دراسةً حولَ تأثيرِ "تريجونيلين" (TG) -وهو قلويدٌ نباتيٌّ موجودٌ في القهوةِّ- على الذّاكرة والتعلّم المكانيّ، أيّ القدرة على اكتسابِ، واحتفاظِ، وهيكلةِ، وتطبيقُ المعلوماتِ المتعلّقةِ بالبيئةِ الماديّةِ المحيطةِ للفئرانِ في تجربةٍ معمليّةِ.

النتائجُ: بعدَ تناولِ الفئرانِ لـ TG لمدّةِ 30 يوماً، شهدتْ "تحسناً كبيراً" في أدائهَا في اختبارِ ماءِ موريس، وهوَ اختبارٌ سريريّ شائعُ الاستخدامِ. إذ يتضمّنُ الاختبارُ وضعَ الفئرانِ في حوضٍ مليءٍ بالماءِ الغائمِ، وتتبّعُ قدرتهَا على تذكّرِ موقعِ منصّةٍ مرتفعةٍ تحتَ السّطحِ، حتّى تتمكّنَ من السّباحةِ نحوَها، والصّعودُ على المنصّةِ، والخروجُ من الماءِ.

شاهد أيضاً: إن أدركت حل هذه المسألة الرياضية البسيطة، فقد تكون أنجح من معظم الناس

وفي الدّراسةِ اليابانيّةِ، أبدى الباحثونَ اهتماماً مُعمّقاً بالأثرِ العمليّ الملحوظِ من منظورينِ: الأوّلُ يتعلّقُ بالوجدانِ الإدراكيّ، وذلكَ عبرَ نتائجَ اختبارِ متاهةٍ موريسَ المائيّةَ، والثاني يُركّزُ على بيولوجيّا الجزيئاتِ.

وبالفعلِ، عقبَ فحصِ الفئرانِ الّتي خضعَت للدّراسةِ، خلصَ الباحثونَ إلى أنّ الفئرانَ الّتي استهلكتْ مادةَ TG قدْ شهدتْ تحسّناً في إطلاقِ النّاقلاتِ العصبيّةِ، وانخراطاً أقلّ في الالتهابِ العصبيّ، وهو ظاهرةٌ مُعتادةٌ تُرافقُ الشيخوخةَ الإدراكيّةَ. ولكن ليسَ معنى هَذا أنّنا يُمكنُ أن نُعطيَ الحكمَ النهائيّ بناءً على تجربةٍ واحدةٍ قائلينَ: "حسناً، هذا هَو، اشربوا المزيدَ من القهوةِ!".

لو كانَت هذهِ الدّراسةُ الوحيدةُ الّتي تشيرُ إلى وجودِ علاقةٍ بين مُركّبٍ موجودٍ في القهوةِ وتحسينِ الذّاكرةِ، لكنّا توقّفنَا عندَ هذا الحدّ. ومعَ ذلكَ، إذا كنتم مستعدّينَ لتجاوزِ هذه الأبحاثِ الحاليّةِ والتّركيزِ على سلسلةٍ طويلةٍ من الدّراساتِ العصبيّةِ الّتي تُشيرُ إلى علاقةٍ بين شربِ القهوةِ وتحسينِ الذّاكرةِِ والصّحةِ العامّةِ، فإنّ الموضوعَ يأخذُ منحىً أكثرَ إثارةً للاهتمامِ.

إذ تشمل الأمثلة الأخرى التي تمّ تغطيتها في السابق ما يلي:

  • دراسةٌ نُشرتْ في عامِ 2018 في مجلّةِ Frontiers in Neuroscience، حيثُ توصّلَ باحثونَ من معهدِ كريمبيل للدّماغِ في جامعةِ تورونتو إلى أنّ مادةً كيميائيّةً أُخرى تنتجُ أثناءَ تحضيرِ القهوةِ تُدعى "فينيليندان"، يبدو أنّها تُوقفُ تراكمَ بروتينينِ سامينِ في الدّماغِ وهمَا "التاو" و"بيتا-أميلويد"، المرتبطينِ بأمراضِ الزّهايمرِ وباركنسون.

  • تقريرٌ نُشرَ العامّ الماضي في مجلّةِ Annals of Internal Medicine، حيثُ خلُص إلى أنّ الرّجالَ والنّساءَ الّذينَ يشربونَ ما بينَ 1.5 و3.5 أكوابٍ من القهوةِ يوميّاً كانَ لديهِم فرصةً أقلُّ بنسبةٍ تصلُ إلى 30% للوفاةِ من أيّ سببٍ خلالَ فترةِ الدّراسةِ مقارنةً بأولئكَ الّذينَ لم يشربُوا.

  • وهناكَ العديدُ من الدّراساتِ الّتي تُشيرُ إلى علاقةٍ بين استهلاكِ القهوةِ وصحّةِ القلبِ، على سبيلِ المثالِ، باحثونَ من جامعةِ كولورادو درسوُا بياناتٍ صحيّةٍ عن 5,209 أشخاصٍ في دراسةٍ وبائيّةٍ يعودُ تاريخهَا إلى عامّ 1948، ووجدوا أنّ القهوةَ قد تكونُ مرتبطةً بـ "انخراطٍ أقلّ في مخاطرَ تطويرِ فشلِ القلبِ أو الإصابةِ بالجلطةِ".

من الجديرِ بالذّكرِ، القلويدُ "TG"، الّذي أُثيرَ حولهُ الجدلً العلميُّ على يدِ باحثينَ يابانيينَ، يُعدّ مُكوِّناً طبيعيّاً موجوداً ليسَ فقطُ في حبوبِ القهوةِ، بلْ أيضاً في بذورِ الحلبةِ والفجلِ. إذا كنتَ تحبّذُ بدءَ يومكَ بتناولِ أحدِ هذهِ الأطعمةِ بدلاً منَ القهوةِ، فالخيارُ متروكٌ لكَ تماماً.

بالنّسبةِ لي شخصيّاً، لا يحتاجُ الأمرُ لتحفيزٍ مُضاعفٍ ليجعلني أُفضلُ استهلاكَ المزيدِ من القهوةِ. عندَ التفاوضِ أو الحديثِ مع كبارِ قادةِ الأعمالِ، وبصفةٍ خاصّةٍ الّذين تعدّى عمرهُم متوسطَ العمرِ أو اقتربوا من سنّ الشّيخوخةِ، ستجدُ أنّ الكثيرَ منهم لا يتأخّرونَ كثيراً في الإقرارِ بأنّ أحدَ أكبرِ المخاوفِ الّتي تُعتريهُم هوَ التّدهورُ المحتملُ للقدراتِ الذّهنيّةِ والفقدانِ المستمرّ للذاكرةِ. إنّها فكرةٌ تحملُ في طياتها نوعاً من الرّهبةِ.

ولكنْ كمَا أسلفتُ في كتابيّ الإلكترونيّ المجانيّ، الّذي يحملُ عنوانَ "العلومِ العصبيّةِ: 13 طريقةٍ لفهمِ وتدريبِ دماغكَ على مَدى الحياةِ"، لا شيءَ يُوازي جاذبيّةَ وغموضَ الدّماغِ البشريّ، والسُبلَ غيرُ التّقليديّةِ الّتي يعملُ بَها.

إذا كانَ استهلاكُ القهوةِ، العادةُ الّتي قد تكونُ جزءاً من روتينكَ اليوميّ بالفعلِ، يمكنُ أن يُقلّلَ من مخاطرَ هذا التّدهورِ، فالأمر يُعتبرُ بمثابةِ مكسبٍ إضافيٍّ يستحقُ الاهتمامُ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: