أتريد إبطاء شيخوخة الدماغ؟ عليك بمزيد من القيلولة
دراسة حديثة أُخرى تضاف إلى القائمة الطويلة من الأبحاث التي تظهر الفوائد المبهرة للقيلولة في الحد من شيخوخة الدماغ وتعزيز الإنتاجية.
سيعرفُ المطالعونَ الدّائمونَ لهذا العمودِ أنّني من محبي القيلولةِ، وليس فقطْ لكوني أعيشُ في مكانٍ قد نمّى ثقافةَ التّعسيلةِ للتعاملِ مع قيظِ الصّيفِ الشّديدِ (على الرّغم من أنَّ ذلك جزءٌ منها بالتأكيد). فيضٌ من العلمِ المُحتّمِ، يشيرُ إلى أنّ القيلولةَ تحسّنُ الوظائفَ الإدراكيّةِ، والإبداعَ، والذّاكرةَ، والأداءَ العمليّ، وتحدُّ أيضاً من التّوترِ والقلقِ.
تضيفُ دراسةٌ جديدةٌ فائدةً محتمَلةً أخرى إلى هذه القائمةِ المثيرةِ للإعجابِ بالفعل ولربّما تقنعُ أخيراً روّاد الأعمالِ المتفانين في العملِ بالتّريّث وأخذِ جلساتِ نومٍ نهاريّةٍ متفرّقةٍ. لقد وُجدَ أيضاً أنّ القيلولاتِ تساعدُ على إبطاءِ شيخوخةِ الدّماغِ.
دراسة معدَّة بذكاء
كان فريقُ الباحثينَ المشرفينَ على الدّراسةِ ـ والّذينَ يعملونَ في جامعةِ هارفاردْ وجامعةِ كوليدج لندن ـ على درايةٍ تامّةٍ بجميعِ الدّراساتِ التّي تشيرُ إلى الفوائدِ الإدراكيّةِ قصيرةِ الأمدِ للقيلولةِ القصيرةِ على المدى القصيرِ للقدرةِ الإدراكيّةِ. لكنّهمْ تساءلوا، هل يمكنُ أنْ تحسّنِ قيلولةٌ قصيرةٌ في فترةِ ما بعدَ الظّهيرةِ صحةَ الدّماغ على المدى الطّويل؟
قدْ يكونُ استجلاءُ مثلُ هذهِ الأسئلةِ صعباً، بطبيعةِ الحال. على سبيلِ المثال، ليسَ باستطاعتكَ مجرّدُ إجراءِ مقارنةٍ بين الأشخاصِ الّذين يقيّلونَ وأولئكَ الّذين لا يفعلونَ ذلكَ ومعرفةُ من يقومُ بعملهِ أفضل. بعضُ النّاسِ يأخذونَ قيلولاتٍ متواترةٍ لأنّهم يعانونَ بالفعلِ من مشاكلَ صحيّةٍ. تلك التّعسيلاتُ هي نتيجةُ عوارضهم الصّحيّةِ، وليست سببها، إلّا أنَّ الدّراساتِ سيّئةُ الإعدادِ يمكنُ أنْ تقلبَ الأمرَ وتعكسَ الأسبابَ.
للتغلّبِ على مشاكلَ من هذا القبيلِ، استخدمَ الباحثونَ تقنيةً تسمّى "العشوائيّةُ المندليّةُ". على نحوٍ أساسيّ، عمدوا إلى تدقيقِ قاعدةِ بياناتٍ طبيّةٍ تضمُّ أكثرَ من 350،000 شخصٍ وقسّموها إلى مجموعتَين - أولئك الّذين وُلدوا بجيناتٍ يعرفُ العلماء أنَّها تمنحُ النّاس قابليةً لنومِ القيلولةِ وأولئكَ الّذين يفتقرون إلى هذه الجيناتِ. كانَ الأملُ في أن تكونَ هاتانِ المجموعتانِ متشابهتين فيما عدا ذلك، ولكنْ مع اختلافٍ واحدٍ فقط ـ تكراريةُ القيلولةِ لديهم.
الآن بعدَ أنْ توصّل الفريقُ إلى كيفيةِ فكِّ تأثيراتِ القيلولةِ على الصّحةِ والشّيخوخةِ مقابلَ عواملَ أخرى، ماذا وجدوا؟ "اكتشفْنا أنَّ الأشخاصَ الّذينَ لديهمْ تغيّراتٍ وراثيّةٍ مرتبطةٍ بالقيلولةِ، لديهمْ أيضاً حجمُ الدّماغِ الإجماليّ أكبر في المتوسطِ"، كما يقولُ ثلاثةٌ من واضعي الدّراسةِ في حديثهم لمجلّةِ The Conversation.
شاهد أيضاً: 5 طرق للنجاح خارج منطقة الراحة الخاصة بك
استنتاج مذهل حول القيلولة وشيخوخة الدماغ
باختصار، يبدو أنّ القيلولة تحدّ من انكماش دماغك بقدر ما تتقدّم في العمر. يبدو هذا أمراً جيداً، وبالفعل، يشرح الخبراء بالتّفصيل لماذا ترغب حقاً في الحفاظ على دماغك بأكبر قدرٍ ممكنٍ ولأطول فترةٍ ممكنةٍ.
"تتقلص أدمغتنا تدريجياً بشكل طبيعي مع تقدّمنا في العمر. لكنّ هذه العمليّة تستفحل في الأشخاص الّذين يعانون من أمراض تنكّسيّة عصبيّة مثل الزّهايمر. أظهرت بعض الدّراسات كذلك أن الأشخاص الّذين يعانون من اعتلال إدراكيّ قد يعانون تقلّصًا في حجم الدّماغ"، وفقًا لإفادة الباحثين أيضًا. "بالإضافة إلى ذلك، أشارت أبحاث سابقة إلى وجود ارتباط بين مشاكل النّوم وتضاؤل حجم الدّماغ في مناطق مختلفة من الدّماغ، ما يمكن إقرانه بالانتكاس المعرفيّ."
في حين يشدد الباحثون على الحاجةِ لمزيدٍ من البحثِ لتأكيد مُكتَشَفاتهم والتّعمّق في الصّلة بين القيلولة وحجم الدّماغ، فإنّ الدّرس البدَهيّ المُستفاد لروّاد الأعمال المنهمكين لا يمكن أن يكون أوضح. إن بدت القيلولة كمضيعةٍ للوقت بالنسبة لك يومًا ما، فالوقت قد حان لإعادة التّفكير. إن غفوةً واحدةً لن تُحسن غالبًا من إنتاجيّتك فحسب -أو إنتاجية موظّفيك- بل من المحتملِ أيضاً أن تساعد في الحفاظِ على دماغكَ معافىً وقويّاً.
أَقتنعتْ؟ إذا كنتَ ترغبُ في الحصولِ على الاستفادةِ القصوى من عادتكَ الجديدةِ في القيلولةِ، فلدى الخبراء نصائح حولَ كيفيةِ أخذِ الغفوةِ المثاليةِ.