قطر تستعد لاستضافة مؤتمر MWC25 الدوحة لأول مرة في المنطقة
الدوحة تحتضن أوّل نسخةٍ من مؤتمر الاتصالات العالمي في الشرق الأوسط، بمشاركة كبار المبتكرين العالميّين وشراكاتٍ استراتيجيّةٍ تدفع الاقتصاد الرّقميّ

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
تستعدّ دولة قطر لاستضافة فعالية MWC25 الدوحة، النّسخة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من "مؤتمر الاتصالات العالمي" (Mobile World Congress)، وذلك خلال الفترة من 25 إلى 26 نوفمبر 2025، في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.
وتُقام هذه الفعالية تحت رعاية سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجيّة، وبشراكةٍ مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويُنظمها الاتّحاد العالمي للاتّصالات المتنقلة (GSMA)، وهو الهيئة العالميّة المُمثّلة لمنظومة الاتّصالات المتنقّلة.
انطلق مؤتمر MWC لأوّل مرّةٍ في عام 1987 تحت اسم "مؤتمر GSM العالميّ"، ومنذ ذلك الحين تطوّر ليصبح الحدث الأبرز عالميّاً في قطّاع الاتّصالات والتّقنيات المتّصلة. يُعقد المؤتمر سنويّاً في مدينة برشلونة، مع نسخٍ إقليميّةٍ في شنغهاي ولاس فيغاس، وها هو الآن يدخل عامه الخامس والثّلاثين.
شاهد أيضاً: Sadhguru يخطب في دبي خلال مؤتمر COP28
وفي تصريح له حول فعالية MWC25 الدوحة، قال سعادة السيد محمد بن علي المناعي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قطر: "تتماشى هذه الفعاليّة مع توجيهات حضرة صاحب السّموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدّى، الرّامية إلى بناء اقتصادٍ مستدامٍ قائمٍ على المعرفة ومُحفّزٍ بالابتكار والتّقنيات المستقبليّة. ويُعدّ مؤتمر MWC25 الدوحة فرصةً محوريّةً للتّواصل مع نخبة المبتكرين العالميّين وبناء شراكاتٍ مؤثّرةٍ إقليميّاً وعالميّاً".
من جانبه، أضاف فيفيك بدريناث، المدير العام لـ GSMA: "نشعر بالحماس لجلب فعاليّة MWC إلى قطر للمرّة الأولى، في وقتٍ تسعى فيه المنطقة إلى تطوير الجيل القادم من المجتمعات الرّقميّة. إذ يُمثّل المؤتمر منصّةً قويّةً للمعارض والقيادة الفكريّة والشركات الناشئة وصنّاع السّياسات للتّعاون ودفع عجلة التّقدّم. ونتطلّع إلى دعم الدّور المتنامي للمنطقة في الابتكار والاستثمار التّقنيّ على الصّعيد العالميّ".
وسيتضمّن المؤتمر عدداً من القمم المتخصّصة التي تتناول التّحديات والفرص الرّئيسيّة في مجال التّحوّل الرّقميّ، وستشمل الموضوعات المطروحة: الذكاء الاصطناعي التوليدي، وشبكات الاّتصالات من الجيل القادم، ومستقبل التكنولوجيا المالية، والتّنقل الذّكيّ، ومراكز البيانات، والجيل الخامس (5G)، وإنترنت الأشياء (IoT)، والاتّصال عبر الأقمار الصّناعيّة. وستجمع كل قمّة خبراء عالميّين لتبادل الرّؤى حول الابتكارات الثّوريّة، والتّطبيقات العمليّة، والأطر السّياسيّة الّتي تُوجّه مستقبل الاقتصاد الرّقميّ المتصّل.
كما ستُركز الفعاليّة على ثلاثة محاور رئيسيّةٍ: محور "تقاطع الذكاء الاصطناعي"، الذي يستعرض الدّور التّحوليّ للذكاء الاصطناعي في الأعمال والحكومات والحياة اليوميّة؛ ومحور "الاقتصادات الذكية"، الّذي يتناول نموّ البنى التّحتيّة الرّقميّة وسيادة البيانات والشّبكات الذّكيّة؛ إلى جانب محور "الصناعات المتصلة"، الّذي يُسلّط الضوء على استخدام التّقنيات المتقدّمة في قطّاعاتٍ مثل: النّقل، والتّمويل، والطّاقة، واللّوجستيات.
ومن بين العارضين الّذين تم تأكيد مشاركتهم حتّى الآن، مجموعة "مناعي" (Mannai) القطرية، وشركة "سيسكو" (Cisco) الأميركية الرائدة في تقنيات الاتّصال الرّقميّ، بالإضافة إلى عملاق البنية التّحتيّة الرقمية والاتصالات "نوكيا" (Nokia). كما ستشهد الفعاليّة مشاركة أجنحةٍ وطنيّةٍ لعرض شركاتٍ من كوريا الجنوبيّة وتركيا. ومن اللّافت أنّ شركة الاتصالات القطرية "أوريدو" (Ooredoo) ستُشارك كشريكٍ استراتيجيٍّ، في حين ستنضمّ جامعة قطر كشريكٍ تعليميٍّ، وهي المرّة الأولى الّتي تشارك فيها مؤسّسةٌ أكاديميّةٌ بهذا الدّور في فعاليّة MWC.
كما ستشهد الدوحة استضافة عناصر أساسيّةٍ من نسخة برشلونة، من بينها منصة "4YFN" والبرنامج الوزاريّ التّابع لـ GSMA. مع العلم، تُعد منصة "4YFN" مركزاً حيويّاً للشركات الناشئة، تربط المستثمرين العالميّين بالمؤسّسيّن الّذين يقودون الابتكار التّقنيّ، بينما يجمع البرنامج الوزاريّ صناع السّياسات الإقليميّين والدّوليّين في مناقشاتٍ رفيعة المستوى واجتماعاتٍ خاصّةٍ وفرص تواصل موجّهةٍ، بهدف تعزيز التّعاون في السّياسات التي تُسهم في تحفيز الابتكار والاستثمار والنّموّ الرّقميّ الشّامل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويُجسّد المؤتمر التزام قطر الرّاسخ ببناء اقتصادٍ رقميٍّ مستدامٍ قائمٍ على الابتكار، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنيّة 2030، كما يُعزّز من جهود الدّولة الرّامية إلى تسريع التّحوّل الرّقميّ في قطّاعاتٍ حيويّةٍ تشمل الخدمات الحكوميّة، والتّعليم، والتّنقل، والتّجارة، والطّاقة.