الرئيسية الريادة فن الإلقاء: 9 نصائح ستُساعدك على صقل مهاراتك في الخطابة

فن الإلقاء: 9 نصائح ستُساعدك على صقل مهاراتك في الخطابة

لكلِّ شخصٍ يشغل موقعاً قياديَّاً، سواء كان ذلك ضمن فريقٍ، في مركزٍ إداريٍّ، أو على قمَّة الهرم الوظيفيّ، فالبراعة في فن الإلقاء تعدُّ ركيزةً أساسيَّةً تُسهم في تعزيز مسيرته المهنيَّة بشكلٍ جوهريٍّ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

تعدُّ مهارة الخطابة أساساً يمكن من خلاله تعزيز فرصك المهنيَّة، وزيادة ثقتك بنفسك، وبناء مصداقيَّتك كمحترفٍ، وهذا ينطبق على الجميع، من قادة الفرق الذين يقدِّمون خِطاباتٍ تحفيزيَّةٍ، إلى المسوِّقين الذين يجرون العروض التَّقديميَّة، إلى المديرين الذين يسعون لتحفيز فرقهم، بحسب ما ذكرته دينا أبو سيف، المدرِّبة المصريَّة-الأمريكيَّة في فن الخطابة. 

تقول أبو سيف: "لا يمكن فصل الخطابة عن القيادة، فالقيادة الفعَّالة تستلزم بالضَّرورة إتقان مهارات الخطابة والتَّواصل"، ودينا أبو سيف هي الرَّئيسة السَّابقة لمنظَّمة Toastmasters الدُّوليَّة، وهي منظَّمةٌ غير ربحيَّةٍ، تهدف إلى مساعدة الأفراد على تطوير مهاراتهم في الخطابة والتَّواصل والقيادة، بدأت أبو سيف في توجيه المديرين والتَّنفيذيين الكبار في مجال الخطابة منذ عام 2018، حيث لاحظت أنَّ الخطابة لم تكن تُعدُّ مهارةً ذات قيمةٍ كبيرةٍ في مصر، حيث تقيم وتعمل. 

وأضافت: "إنَّ أيَّ مسارٍ مهنيٍّ في العالم يتطلَّب منك قيادة فريقٍ وإلقاء عروض تقديميَّة أو خطاباتٍ من وقتٍ لآخر أمام جمعٍ من النَّاس، ولو كان صغيراً، وكقائدٍ في مجالك، لا بدَّ لك من أن تتمتَّع بالقدرة على إقامة جسور التَّواصل مع النَّاس، والتَّعبير بوضوحٍ، وتوجيه الرُّؤى، وإقناع الآخرين، ونقل المعلومات، وإحداث التَّغيير". 

إليك 9 نصائح قد تُساعدك على صقل مهاراتك في الخطابة: 

1: التحضير 

حسب أبو سيف، حتَّى أمهر المتحدِّثين بحاجةٍ إلى التَّحضير. وتشدُّد أبو سيف على ذلك قائلةً: "هناك 5 متطلَّباتٍ في الخطابة: التَّحضير الجيّد يمنع الأداء الضَّعيف، بغضِّ النَّظر عن براعتك في التَّواصل، فكلُّ موقفٍ يختلف عن الآخر، ومن الضَّروريِّ الاستعداد لكلِّ ظرفٍ". 

التَّأكُّد من معرفتك بحجم المكان، سواءً كان داخليَّاً أو خارجيَّاً، وعدد أفراد الجمهور، والتِّقنيَّات والموارد المتاحة، كلُّها عوامل تساعد في الإعداد النَّاجح للخطاب. 

وتؤكِّد أبو سيف: "كلنا كمتحدِّثين نعاني من بعض القلق، واللَّحظات الأولى قبل صعود المنصَّة قد تكون مليئةً بالتَّوتُّر، ولكن بمجرَّد أن تبدأ في كسر حاجز الصَّمت واستقطاب انتباه الجمهور، وتصبح في حالةٍ لا يمكن السَّيطرة عليها، والسَّبيل الوحيد لبلوغ هذه الحالة هو الشُّعور بأنَّك قد أعددت نفسك إعداداً كافيَّاً". 

2. المحتوى يتربَّع على العرش، لكنّ البنية أساس الحكم 

عند الوقوف أمام الجمهور، يكون للهيكل الواضح أهميَّة قصوى لإيصال خطاباتٍ ذات مغزى، ويعني هذا تقديم رسائل واضحةً وموجزةً بترتيبٍ يتضمَّن مقدِّمةً، ومتناً، وخاتمةً، مع انتقالاتٍ سلسةٍ بينها. 

وتوضِّح أبو سيف: "من الضَّروريِّ جذب انتباه الجمهور منذ اللَّحظات الأولى، بطرح سؤالٍ، أو بمشاركة اقتباسٍ مؤثِّرٍ، أو بسرد قصَّةٍ شخصيَّةٍ ". 

ثمَّ، عليك العمل على هيكل خطابك، مع التَّركيز على تسليط الضَّوء على نقاط الانتقال واللَّحظات التَّحويليَّة في خطابك. 

وأخيراً، لا تستهن بأهميَّة الخاتمة، وتنصح أبو سيف: "قد يركِّز بعضهم كثيراً على المقدِّمة والمتن بحيث يهملون الخاتمة، ولكن من الأساسيّ ترسيخ الخاتمة؛ لأنَّ كلماتك الأخيرة تخلق انطباعاً دائماً، لذا تأكَّد من أنَّك تُلخِّص كلَّ النِّقاط المهمَّة التي أردت إيصالها بإيجاز في الخاتمة وأن تترك جمهورك مع دعوةٍ للعمل". 

3. إتقان فن الإصغاء 

للتَّبرُّع في ميدان الخطابة العامَّة، يتعيَّن عليك أن تصقل مهارة الإصغاء بعنايةٍ، وهذا لا يعني التقاط الإشارات اللَّفظيَّة وغير اللَّفظيَّة من جمهورك فحسب، بل قراءة أجواء القاعة بدقَّةٍ لضمان استمرارية انتباههم أيضاً. 

وتشرح أبو سيف: "الخطابة عمليَّة متبادلة، وعلى الرَّغم من أنَّنا قد نكون نحن المتحدّثين الرّئيسيين على المنصَّة، إلَّا أنَّ العمليَّة لا تقف عند هذا الحدِّ، ويشاركنا الجمهور بردود فعلٍ غير لفظيَّةٍ، وعلينا بمهارةٍ استقراءَ هذه الإشارات لضمان استمرار اهتمامهم بما نقول". 

4. الاهتمام بلغة الجسد 

لغة الجسد تمثِّل ركناً أساسيَّاً في تعزيز الخطاب أو إضعافه، وذلك وفقاً لما تقوله أبو سيف، والإشارات غير اللَّفظيَّة، مثل التَّواصل البصريِّ، وحركات اليدين، وتعابير الوجه، وتنوِّع الصَّوت، تلعب دوراً حاسماً في تقوية الصِّلة بين المتحدِّث والجمهور. 

يتضمَّن ذلك كلَّ شيءٍ من اختيار مكان وقوفك على المسرح، إلى الإقامة والحفاظ على اتصالٍ بصريٍّ مع الحضور، واستكشاف القاعة بنظراتك، إذ تنوِّه أبو سيف: "قوَّة المحتوى الذي تقدِّمه قد تضمحلُّ إذا لم تكن قادراً على إتقان إشارات التَّواصل غير اللَّفظيّ، فتلك الإشارات تعزِّز بشكلٍ كبيرٍ من قوَّة توصيل رسالتك". 

وتضيف أبو سيف: "في عملنا مع الأفراد، نعمل على تعميق فهمهم لكيفيَّة استخدام إشارات التَّواصل غير اللَّفظيِّ لتحقيق تواصلٍ أكثر فاعليَّةٍ مع جمهورهم، وهذا يشمل ضمان توافق تعابير وجههم مع الرِّسالة التي يريدون توصيلها، والحفاظ على وضعيَّةٍ جسديَّةٍ مفتوحةٍ وموجَّهةٍ نحو الجمهور".  

5. اعرف جمهورك 

إذا كنت ستقدِّم خطاباً عاماً، فإن جزءاً من الاستعداد يتضمَّن معرفة من ستتحدَّث إليه، ويشمل ذلك فهم الديموغرافيات، مثل الجنس والعمر، وكذلك معرفة اهتماماتهم وخلفيَّتهم التَّعليميَّة، إذ تقول أبو سيف في ذلك: "من الضَّروريِّ معرفة جمهورك حتَّى تتمكَّن من تكييف محتواك بما يناسبهم". 

وتضيف أيضاً: "لكلّ جمهورٍ توقُّعاته وطريقته الخاصَّة في التَّفاعل معك، ولا تفترض أنَّك ستنجح في الخطابة العامَّة بمجرَّد تقديم معلوماتٍ لا يمكن لجمهورك استيعابها بسهولةٍ". 

إنَّ فهم جمهورك والتَّحدِّث بلغةٍ تلامس اهتماماتهم يساعدك على إيصال رسالتك بفعاليَّة أكبر. 

6. كن أصيلاً 

أبو سيف تؤكِّد أنَّها، بينما تساعد العملاء على تنظيم محتواهم وإدارة الانتقالات، لا توجِّههم حول ما يجب أن يقولوه بالضَّبط، وتقول في ذلك: "لا أقوم بتخصيص محتوى العملاء، لأن المحتوى يجب أن يعكس أصالة المتحِّدث، ومن الضَّروري أن يكونوا على طبيعتهم". 

إذا سعى المتحدِّث لإرضاء الجمهور أكثر من التَّواصل بصدقٍ، قد يفقد جوهره ويظهر بمظهرٍ غير أصيلٍ. 

وتقول: "عليك أن تعرف جمهورك لتجعل رسالتك ذات صلةٍ، ولتستطيع جذبهم وإشراكهم، وفي الوقت ذاته، عليك أن تعرف نفسك، وسبب وجودك هنا، وما الذي تقدِّمه، حتَّى تتمكَّن من بناء علاقةٍ شخصيَّةٍ أصيلةٍ مع جمهورك". 

وتضيف: "جمهورك سيقدِّرك إذا كنت واضحاً وحقيقيَّاً، وليس إذا كنت تتظاهر بأنَّك شخصٌ آخر، أو تغيّر من نفسك للحصول على التَّفاعل الذي تريده". 

7. التَّدريب 

الخطابة العامَّة ليست مهارةً نظريَّةً يمكن تعلُّمها فقط من الكتب أو المشاهدة وذلك وفقاً لأبو سيف، وإذا كنت ترغب في أن تكون متحدثِّاً عامَّاً جيداً، يجب عليك التَّدرُّب، وتوضِّح أبو سيف: "من المهمِّ المشاهدة والتَّعلُّم، ولكن في النِّهاية، لكي تنمو وتتطوَّر، ويجب عليك خوض تجربتك الخاصَّة، وهذا يتطلَّب التَّدريب". 

مدربو الخطابة العامَّة الَّذين يعملون مع المجموعات يوفِّرون الفرصة للمتحدِّثين لتقديم خطاباتهم ومن ثمَّ تقييم خطابات الآخرين، وهذا التَّقييم كما تشدِّد أبو سيف هو تقييمٌ حيويٌّ؛ لأنَّه يساعد المتحدِّثين على تطوير مهارات الاستماع لديهم ويعلّمهم كيفيَّة تقييم خطابٍ جيدٍ. 

وتُضيف: "لا أؤمن بأنَّ التَّدريب يؤدِّي إلى الكمال، التَّدريب يؤدِّي إلى التَّقدُّم، ونحن بحاجةٍ إلى تقييمٍ بنّاءٍ لأدائنا في كلِّ مرَّةٍ". 

8. تبنّي عقليَّة مثمرة 

توضِّح أبو سيف: "فن الخطابة يتجاوز بكثير حدود الكلمات التي ننطق بها أو الإشارات غير اللَّفظيَّة التي نستخدمها؛ إنَّه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعقليَّة المتحدِّث، فمن الضَّروري أن تؤمن بأهليَّتك للنَّجاح وبأنَّك تمتلك معلوماتٍ قيّمة تستطيع مشاركتها مع الآخرين"، وهذا يعني غرس نزعةٍ إيجابيَّةٍ وبناءة في نفسك، والاعتراف بأنَّ الوقوع في الأخطاء هو جزءٌ لا يتجزَّأ من مسيرة التَّعلُّم. 

تلفت أبو سيف الانتباه إلى أنَّها عند العمل مع أفرادٍ يعانون من الخجل أو نقص الثِّقة بالنَّفس، تعمل على صقل طريقة تفكيرهم، محفِّزةً إيَّاهم على اعتناق منظورٍ إيجابيٍّ تجاه ذواتهم، ومساعدتهم على إدراك قيمتهم الفريدة. 

9. استثمار البُعد الشَّخصي 

القصص الشَّخصيَّة تمكِّنك من تعزيز الصِّلة العاطفيَّة مع جمهورك، وتشييد جسور التَّواصل التي تدوم لفتراتٍ طويلةٍ. 

وتشير أبو سيف: "السَّرد الذَّاتيّ يحمل أهميَّةً بالغةً، إذ يمثِّل أحد العناصر التي تبرز تفرُّدك، والاكتفاء بقراءة المعلومات من كتابٍ أو إعادة صياغتها بطريقةٍ روتينيَّةٍ لا يكفي لخلق تواصلٍ حقيقيٍّ مع الجمهور". 

وتختم أبو سيف نصائحها: "تذكَّر أنَّ الأشخاص لن يحتفظوا فقط بذكرى ما قلته، بل بالأثر الذي تركته في نفوسهم، والتَّعبير عن ذاتك بصدقٍ يعدُّ جزءاً أساسيَّاً من هذه التَّجربة". 

نُشر هذا المقال في الأصل في عدد مارس/أبريل من مجلة عربية .Inc الرقمية، تصفّحها من هنا
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: