الرئيسية الريادة الاستثمار في مواهب الإدارة التنفيذية: 3 علامات تُنبئك متى يصبح ضرورة

الاستثمار في مواهب الإدارة التنفيذية: 3 علامات تُنبئك متى يصبح ضرورة

المساعدة على مستوى الإدارة أمرٌ هامٌّ لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية والصحة النفسية

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

بقلم برينسس آوسلي Princess Ousley، مؤسِّسة Elite Business Strategies ورئيستها التَّنفيذيّة

في عالم ريادة الأعمال، قد يبدو إيجاد التَّوازن هدفاً بعيد المنال، فأصحاب الأعمال الصَّغيرة يدفعهم شغفهم بمنتجاتهم أو خدماتهم، وتصبح أعمالنا امتداداً لهويّتنا، وفي كثيرٍ من الحالات، تصبح هويتَنا ذاتها. ولكن نتيجةً لذلك، غالباً ما نكافحُ من أجل توفير وقتٍ لأنفسنا، ونحن نقضي ساعاتٍ لا حصر لها في أعمالنا، ونتولَّى أدواراً مثل الرَّئيس التَّنفيذيّ، والمدير الماليّ، والمدير التَّنفيذيّ للتّسويق، ومندوب المبيعات، من بين أدوارٍ أخرى، وأعلم أنَّني ارتديت كلَّ القبعات في المراحل الأولى من شركتي النَّاشئة، ولكن لكي تتمكَّن من تحقيق نموٍ مستدامٍ وطويل الأمد في مجال الأعمال، فإنَّك تحتاجُ إلى جلب الخبرة المتخصِّصة. [1]

شاهد أيضاً: كلمة واحدة تشرح ببراعة السبب الخفي للاحتراق الوظيفي

كثيراً ما كانت جدّتي تقتبسُ المثل الأفريقيّ: "إذا كنتَ تُريد السُّرعة، فاذهب وحدكَ، وإذا كنت تريدُ الوصول لمكانٍ بعيدٍ، فاذهب في جماعةٍ"، ولقد كانت محقَّةً؛ لذلك وإدراكاً للحاجة إلى تحوُّلٍ استراتيجيٍّ، اتَّخذت القرار الجريء بالنِّسبة لي (ولكَ على الأرجح) بالاستثمار في مواهب كبار المسؤولين التَّنفيذيين، وعلى الرَّغم من أنَّ أرباحي النِّهائيَّة قد تأثَّرت في البداية من توظيف تلك المواهب عالية المستوى، إلا أنَّها سرعان ما أثبتت أنَّه واحدٌ من أفضل القرارات التي اتَّخذتها كصاحبة عملٍ، ولقد أصبحنا مؤسَّسةً بثمانية أرقامٍ؛ لأنَّني تمكَّنت من إطلاق العنان للعديد من الفرص وتحقيق نتائج قياسيَّة بالنِّسبة للشَّركات.

لكنَّني أعلمُ أيضاً أن توظيفَ الشَّخص المناسب ليس سهلاً، مثل مجرِّد اتِّخاذ القرار للقيام بذلكَ، إذ يتساءل الكثير من النَّاس عن كيفيّة تحديد الوقت المناسب لاتِّخاذ قرار التَّوظيف، وبالنِّسبة لي، كان ذلك في عام 2013، بعد عامين من بدء عملي، عندما أصبحت الإجابة واضحةً، وكنت أجلس في غرفة المستشفى مع جدّتي خلال لحظاتها الأخيرة.

وبينما كنتُ هناك ممسكةً بيدها، لم أستطع إلَّا أن ألاحظَ السَّاعة، كان لديَّ مكالمةٌ مهمَّةٌ مع أحد أكبر عملائي في السَّاعة الواحدة ظهراً، وكانت هذه المكالمة بمثابة تتويجٍ لمفاوضاتٍ مكثَّفةٍ بشأنٍ أكبر عقدٍ حصلت عليه على الإطلاق حتَّى تلك اللَّحظة، وجدت نفسي ممزَّقةً، وأردت أن أكونَ، لا، كنت بحاجةٍ إلى أن أكونَ حاضرةً بكلٍّ وعيي ومشاعري مع جدّتي، لكنَّ مستقبل شركتي يتوقَّف على هذه المكالمة الحاسمة.

توفيت جدتي في الساعة 10:48 صباحاً، وفي السَّاعة 1:00 ظهراً، وجدت نفسي ما أزالُ في غرفة المستشفى، متَّصلةً في مؤتمر هاتفيّ، وفي ذلك اليوم، توصَّلت إلى إدراكٍ مهمٍّ، لقد حان الوقت للاستثمار في عملي وتوظيف مساعدةٍ إضافيَّةٍ. ولحسن الحظِّ، ليس من الضَّروري أن تتعرّضَ لخسارةٍ ما لتتحرَّكَ دافعيتُك للتَّصرُّف الصَّحيح، إذ هناك علاماتٌ داخل مؤسَّستك تشيرُ إلى "متى" هو الوقت المناسب، وفيما يلي ثلاثٌ من أهمِّها:

  • عبء العمل الهائل الذي يثقل عليكَ ويجعلكَ تشعر بالإرهاق، فباعتبارنا روَّاد أعمالٍ متحمِّسين، وغالباً ما نقضي ساعاتٍ لا حصر لها في أعمالنا، ومع ذلك، إذا أصبح عبء العمل غير قابلٍ للإدارة إلى الحدِّ الذي يؤثِّر فيه على صحتك الجسديَّة والعقليَّة، فهذا مؤشرٌ واضحٌ على ضرورة المساعدة الإضافيَّة.
  • عدم القدرة على تحديد أولويّات الاستراتيجيَّة، إذ مع توسُّع الشَّركات، تزداد أهميَّة التَّفكير والتَّخطيط الاستراتيجيّ لتحقيق النُّموِّ المستدام، وإذا وجدت نفسكَ منهمكاً باستمرارٍ في المهام التَّشغيليَّة اليوميَّة، مع قليلٍ من الوقت للتَّركيز الاستراتيجيّ، فهذه علامةٌ على أنَّ الوقتَ قد حان للتَّوظيف.
  • عقليَّة العمل الدَّائم دون لعبٍ أو متعةٍ، إذ لا ينبغي أن يأتي امتلاككَ لعملٍ على حساب حياتك الشَّخصيَّة وعلاقاتك، وإذا كانت إدارة الأعمال لا تتركُ سوى القليل من الوقت لعائلتكَ وأصدقائكَ واهتماماتكَ الشَّخصيَّة -ناهيكَ عن أصعب لحظات الحياة، كما اكتشفت- فهذا مؤشِّرٌ على أنَّ الوقتَ قد حان للتَّوظيف وتحقيق توازنٍ صحيٍّ بين العمل والحياة، ربَّما سمعت المثل القائل: "ضحِّ بيومكَ من أجل غدٍ أفضل"، وصحيحٌ أنَّ العملَ الجادَّ ضروريٌّ للنَّجاح، لكن من المهمِّ أيضاً أن تعيشَ الحياة على أكمل وجهٍ، كي تستمتعَ حقَّاً بكلِّ ما تقدِّمه الحياة، إذ عليكَ أن تكون حاضراً في جميع مجالات حياتكَ.

شاهد أيضاً: بيل جيتس: ينصح شباب اليوم بالمرح والاستمتاع في حياتهم. والعلم يؤكد!

الآن، أعلم أن فكرةَ توظيف مواهب الإدارة التَّنفيذيَّة قد تثيرُ على الفور مخاوف بشأن الموارد الماليَّة والقدرة على تحمُّل التَّكاليف، ولكن يجب أن تدركَ أنَّ عدم التَّوظيف، عند الضَّرورة، يمكن أن يكون أكثر ضرراً لنجاح عملك، وأنا أفهمُ التَّطبيق العمليّ لتمويل مثل هذه التَّعيينات، فهو مصدر قلقٍ مشتركٍ للعديد من أصحاب الأعمال. ومع ذلك، إنَّ الاستثمارَ في المواهب المناسبة يخلق الفرصة لتحقيق الإنجاز والرِّضا على المستوى الشَّخصيّ، مع دفع عملكَ نحو آفاقٍ أعلى.

لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: