شركة FlyNow Arabia تحصل على دعم لتشييد مصنع طائرات eCopter في السعودية
حين تتسارع الابتكارات في مجال التّنقل الجويّ الكهربائيّ، يفتح التمويل الجديد الباب أمام تطوير البنية الصّناعيّة محليّاً وتحقيق حلول طيرانٍ مستدامةٍ وفعّالةٍ في السعودية
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
في خطوةٍ جديدةٍ نحو مستقبل التّنقّل الجويّ المستدام، أعلنت شركة "فلاي ناو أرابيا" (FlyNow Arabia)، النّاشئة في مجال التّنقّل الجويّ الكهربائيّ بالسعودية، عن حصولها على دعمٍ استثماريٍّ جديدٍ من شركة رأس المال المغامر "دين في سي" (Den VC)، المتخصّصة في دعم المشاريع التّقنيّة في الشرق الأوسط. تعمل الشرّكة على تطوير طائراتٍ كهربائيّةٍ عموديّة الإقلاع والهبوط (eVTOL) ذات تصميمٍ معياريٍّ لنقل الرّكاب والبضائع والمهامّ المتخصّصة، في رؤيةٍ تسعى إلى إحداث نقلةٍ نوعيّةٍ في قطّاع النّقل الجوي داخل المملكة وخارجها.
ضمّت الجولة التّمويليّة كذلك "مجموعة المهيدب" (Al Muhaidib Group) السعودية، ذات الأنشطة الاستثماريّة المتنوّعة، إضافةً إلى مكاتب عائلتي "رسلان" (Reslan) و"محشي" (Mehchi)، وهما منصّتان إقليميّتان لدعم الابتكار والشّركات في مراحل النّموّ. هذه الجولة تفتح الباب أمام تعزيز رؤية فلاي ناو أرابيا في الارتقاء بقطّاع التّنقّل الجويّ في السعودية إلى مستوياتٍ غير مسبوقةٍ.
تأسّست فلاي ناو أرابيا في عام 2024 على يد "إيفون وينتر" (Yvonne Winter) باعتبارها الذّراع الإقليميّ لشركة "فلاي ناو أفييشن" (FlyNow Aviation) النمساوية، لتطوير حلولٍ للتّنقّل الجويّ الكهربائيّ مصمّمةٍ خصيصاً لسوق الخليج.
سيمهّد التّمويل الجديد الطّريق لإطلاق بيئةٍ تنظيميّةٍ تجريبيّةٍ (Regulatory Sandbox) لاختبارات الطيران، ويضع الأساس للتّصنيع المحليّ لطائرة "فلاي ناو إيكوبتر" (FlyNow eCopter)، طائرةٌ كهربائيّةٌ عموديّة الإقلاع والهبوط تجمع بين مرونة نقل الرّكاب وقدرات الشّحن في تصميمٍ معياريٍّ واحدٍ.
وفي حوارٍ مع مجلة "عربية .Inc"، أوضحت المؤسِّسة والرّئيسة التّنفيذيّة إيفون وينتر أنّ قرار الشركة بالتمركز في السعودية تجاوز فكرة الفرصة التجارية البحتة. وقالت: "السعودية اليوم منظومةٌ متكاملةٌ لبناء المستقبل. وتقدّم المملكة مزيجاً فريداً من الرّؤية والسّرعة والحجم لا مثيل له عالميّاً. جذبنا إلى هنا وضوح وطموح رؤية 2030 الّتي تضع التّنقّل المستدام والابتكار الصّناعي في قلب التّحوّل الوطنيّ".
وأضافت وينتر أنّ علاقة فلاي ناو أرابيا بالمملكة بدأت قبل سنواتٍ، وهو ما منحها موطئ قدمٍ مبكّراً في بيئة الابتكار المحليّة: "نحن موجودون في السعودية منذ أكثر من ثلاث سنواتٍ، بدءاً من مشاركتنا في برنامج (Destination DeepTech) لعام 2022، الّذي أطلقته جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST). ذلك الاحتكاك المبكّر أتاح لنا فهماً عميقاً للمشهد الابتكاري المحلي، ومنذ ذلك الحين لمسنا انفتاحاً واسعاً على الأفكار الجديدة ودعماً مؤسسيّاً قويّاً من شركاء مثل المركز الوطنيّ للتّنمية الصّناعيّة (NIDC) ووزارة الاستثمار (MISA)".
صُمّمت طائرة "فلاي ناو إي-كوبتر" نفسها لتعيد صياغة التّوقّعات: منخفضة الكلفة إلى حدٍّ يُشبه أجرة سيارة أجرةٍ، شديدة الهدوء بأقلّ من 55 ديسيبل (A-weighted)، فائقة الخفّة، وقادرة على الطّيران الآليّ بالكامل من خلال أنظمة طيّارٍ آليٍّ مثبتة الكفاءة.
وتشير وينتر إلى أنّ رأس المال الجديد سيُعزّز جدول أعمال الشّركة الصّناعيّ في السّنوات المقبلة: "سنبدأ خلال العام القادم بإنشاء أوّل منشأة تصنيعٍ لنا في السعودية بالتّعاون الوثيق مع شركاء صناعيّين محليّين والاندماج في المنظومة الصّناعيّة الأوسع للمملكة".
شاهد أيضاً: كيف تبرر اقتناءك طائرة خاصة أو سائقاً خاصاً
وترى وينتر أنّ الطّريق نحو اعتماد هذا النّوع من التّنقّل الجويّ لن يُعبَّد بأحلامٍ مستقبليّةٍ بل بتلبية احتياجاتٍ واقعيّةٍ عاجلةٍ، مشيرةً إلى أنّ نقل البضائع لمسافاتٍ قصيرةٍ يُعدّ من أكثر التّطبيقات تأثيراً للطّائرة: "بفضل القدرة على تجاوز الازدحام الحضريّ والوصول إلى مناطق نائيٍة أو صعبةٍ، تصبح الـ eCopter مثاليّةً للوجستيّات في البيئات المكتظّة أو الموزّعة. وبصمتها الصّغيرة الّتي لا تتجاوز 7 أمتارٍ مربّعة تُتيح لها الهبوط في أيّ مكانٍ تقريباً، ما يفتح خياراتٍ غير مسبوقةٍ للتّوصيل في الميل الأخير".
وتكشف النّماذج المتخصّصة -مثل الإخلاء الطّبيّ الطّارئ (Medevac) ومكافحة الحرائق- عن الإمكانات الكبيرة للتّنقّل الجويّ ثلاثي الأبعاد في الخدمات العامّة المنقذة للحياة. وتشدّد وينتر على أنّ الاستجابة الطّارئة، وخصوصاً مكافحة الحرائق، من المجالات الّتي ترى فيها أثراً مباشراً: "مهام مكافحة الحرائق تستفيد من سرعة النشر ودقة الوصول، خاصةً في المناطق الصّناعيّة أو الأماكن محدودة البنية التّحتيّة. هذه الاستخدامات العمليّة ذات الأثر الكبير هي الّتي تثبت قيمة التّنقّل الجويّ الآن، لا في المستقبل فحسب".
وترى وينتر أنّ هذه التّطبيقات الفوريّة تُبرهن كيف يمكن للتّنقّل الجويّ أن يقدّم قيمةً ملموسةً اليوم، ويمهّد الطّريق لتوسيع الإنتاج والتّسويق التّجاريّ مستقبلاً. وبينما تُشكّل السعودية منصّة الانطلاق، ترسم فلاي ناو أرابيا بالفعل أفقاً أوسع على مستوى الخليج؛ فتقول وينتر: "نرى فلاي ناو أرابيا مركزاً استراتيجيّاً للتّوسّع في منطقة الخليج الأوسع. وتتشارك دول مجلس التعاون أهدافاً متقاربةً حول التّنقّل الأخضر، ونحن بالفعل في محادثاتٍ أوّليّةٍ مع جهاتٍ إقليميّةٍ".