تعفن الدماغ ونقاء الدماغ: نقيضان تفصلهما القراءة وخيال الكتب
تحسين الإدراك والخيال عبر القراءة، بعيداً عن التشتت الرقمي في عصر تعفن الدماغ



تعفن الدماغ ونقاء الدماغ: نقيضان تفصلهما القراءة وخيال الكتب
“تعفن الدماغ” Brain Rot هو مصطلح عامي جديد أضيف إلى قاموس اللغة الإنكليزية في عام 2024 يشير إلى التدهور الفكري الذي قد يحدث نتيجة الإفراط في استهلاك المحتوى التافه أو غير المحفز على الإنترنت، ومع أننا جميعاً أصبحنا نعلم بهذا المصطلح إلا أننا ما زلنا نعرّض أدمغتنا للتعفن في كل يوم وليلة، لن أقسو عليك في هذه المقالة فبعضاً من تصفح المحتوى قد يزيل التوتر والضغط بعد ساعات طويلة من العمل المضني، لكن لنتمرن على تنقية أدمغتنا واحياءها بقراءة الكتب.
ستساعدك الروايات، الكتب التوجيهية والمعرفية وحتى المقالات على استعادة دماغك لحقول الخيال والتصور التي بهتت وزالت مع مرور الوقت، فتصفح وسائل التواصل الاجتماعي قضت على احتمالية خلق أدمغتنا لعالم خيالي متجدد، لأن الصور والفيديوهات كانت جاهزة لتحل محلها. لكن ومع قراءة أي رواية، قصة قصيرة أو حتى شِعر سيكون لديك رفاهية التحكم في ما ستراه في خيالك عبر كلمات وأفكار شخص آخر لم تسمعه يتحدث ولم تقابله من قبل.
سأدرج فيما يلي ثلاث خطوات لتدمن القراءة، ستكون صعبة بالبداية لكنها كفيلة ولو لبعد حين لاستبدال تصفح وسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الجوال بكتب وروايات ممتعة.
الخطوة الأولى
- ابدأ باللغة السهلة، ابحث عن كاتب معروف بأسلوبه السردي السهل لأن آخر ما تحتاجه في هذه المرحلة هو كتاب معقد قد يبعدك عن القراءة، ولا تنسى بأن الأمر ينطبق أيضاً على اختيارك للمترجم في حال اخترت الكتب الأدبية والتوجيهية العالمية.
- اقرأ في بيئة هادئة: انهي أعمالك، وواجباتك وتجاهل كل ما يشغل بالك، وانزوي في ركن هادئ في منزلك، كخطوة أولى للاندماج بالقصة والأحداث التي ستقرأها.
الخطوة الثانية
- اجبر نفسك على القراءة: ستجد نفسك في الصفحة العشرين وأنت لا تفهم من القصة شيئاَ، ستشعر بالملل من تفاصيل قد تعتقد أنه لا داعي لها، لكن الأمر ليس كذلك، اجبر دماغك على تخيل المشاهد، قد يريد الكاتب منك أن تشعر بعزلة غرفة قديمة، أو رائحة سطح عربة خشبية بعد هطول مطر، أو يريدك أن تعرف أن البطل الذي يتحدث عنه لديه عادات غريبة، فاطلب من دماغك أن يتصورها ويستوعبها.
- لا تحرق الأحداث بقراءة النهاية، أو مشاهدة الفيلم المقتبس عنه، يمكنك الاطلاع على الملخص المكتوب على آخر الغلاف، عند اختيارك للكتاب ولا تنسى أن تختر الكتب الورقية المطبوعة وتجنب قراءتها من الشاشات الإلكترونية.
الخطوة الثالثة:
- ابحث عن أوقاتك المهملة، (أوقات انتظار، أو أوقات التنقل في الحافلات أو الميترو، قبل النوم) أو الأوقات التي تستخدم فيها جوالك لتصفح الانترنت واستبدله بالكتاب الذي تقرأه، قد تخبرني بأن الضجيج لن يسمح لك بالتمعن بالقراءة، لكن بما أنك وصلت إلى هذه المرحلة، ستتمكن من المطالعة بين الناس، وضمن الأحاديث الصاخبة، وفوضى الأطفال وحتى خلال استراحة غدائك في عملك، فدماغك الآن قادراً على الفصل مابين الواقع الصاخب والخيال الذي يخترعه لك بينما تقرأ كلمات وأفكار جديدة.
- الاستمرارية في القراءة: الآن وبعد أن انتهيت من قراءة كتابك الأول، يمكنك تدوين قائمة من الكتب التي تريد قراءتها، تابع صفحات دور النشر على الانستغرام أو فيسبوك، فعادة ما يذكرون اقتباسات لكتب جيدة، وتابع المؤثرين الهواة للقراءة فعادة ما ينصحون متابعيهم ببعض الكتب المهمة، زر معارض الكتاب الدولية وخذ بنصيحة العاملين هناك، لا تنقطع عن المطالعة واجعل الكتب ضمن أهدافك الشخصية السنوية.