الرئيسية تكنولوجيا التسوّق بمساعدة الذكاء الاصطناعي: هل يغيّر تجربة موسم العطلات؟

التسوّق بمساعدة الذكاء الاصطناعي: هل يغيّر تجربة موسم العطلات؟

يشهد موسم التسوق 2025 ثورةً في استخدام الذكاء الاصطناعي، من البحث الذّكيّ وتتبّع الأسعار إلى الدّفع التّلقائيّ داخل التّطبيقات، ما يجعل تجربة الشّراء أكثر سهولةً وتخصيصاً

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

تسعى سلاسل التّجزئة الكبرى وشركات التّكنولوجيا إلى استثمار موسم التّسوّق في العطلات لعام 2025 بإطلاق أدواتٍ جديدةٍ ومحدّثةٍ تعتمد على الذّكاء الاصطناعيّ، في محاولةٍ لتسهيل تجربة شراء الهدايا على المستهلكين من جهةٍ، وزيادة حصصها من الإنفاق الإلكترونيّ المتنامي من جهةٍ أخرى. ومن خلال هٰذا السّباق المحموم نحو التّحديث، تحاول هٰذه الشّركات إعادة تعريف العلاقة بين التّكنولوجيا وسلوك الشّراء.

ثلاث طرق يغير بها الذكاء الاصطناعي تجربة التسوق في 2025

وعلى الرّغم من أنّ التّسوّق المدعوم بالذّكاء الاصطناعيّ لا يزال في مراحله الأولى، فقد استطاعت شركاتٌ مثل وولمارت (Walmart) وأمازون (Amazon) وغوغل (Google) أن تجعل المساعدين الرّقميّين والوكلاء الافتراضيّين أكثر ذكاءً وفاعليّةً من أيّ وقتٍ مضى. فقد صمّمت الإصدارات الجديدة لتقدّم للمستخدمين توصياتٍ شخصيّةً دقيقةً، وتتابع الأسعار في الزّمن الفعليّ، وتنفّذ الطّلبات من خلال محادثاتٍ طبيعيّةٍ غير مبرمجةٍ تقترب من أسلوب الحوار البشريّ.

البحث الذّكيّ وتجاوز شريط الاستعلامات

يتوقّع أن يختصر الذّكاء الاصطناعيّ رحلة البحث عن الهديّة المثاليّة بفضل أدواتٍ تدمج السّرعة والدّقّة والتّخصيص في آنٍ واحدٍ، فتقلّل من عدد النّقرات وتزيد من جودة النّتائج مقارنةً بالمتصفّحات التّقليديّة.

فقد طوّرت "أوبن إيه آي" (OpenAI) ميزة بحثٍ جديدةٍ داخل "شات جي بي تي" (ChatGPT) تتيح للمستخدمين إجراء بحوثٍ تسويقيّةٍ شخصيّةٍ تستند إلى صفحات المنتجات والمراجعات والأسعار وسجلّ التّفاعل السّابق مع المساعد الذّكيّ. وتعدّ هٰذه الأداة مثاليّةً للمنتجات المعقّدة مثل الأجهزة الإلكترونيّة أو الأدوات المنزليّة، وكذٰلك للعناصر الّتي تتطلّب مقارنةً دقيقةً كمستحضرات التّجميل والمستلزمات الرّياضيّة.

وفي المقابل، حسّنت أمازون مساعدها الذّكيّ "روفوس" (Rufus) ليصبح أكثر وعياً بسلوك المستخدم، إذ أصبح يتذكّر المعلومات السّابقة مثل عدد أفراد الأسرة أو اهتمامات الأطفال، ويستفيد من سجلّ التّصفّح والمشتريات لتقديم توصياتٍ مخصّصةٍ بدقّةٍ.

بينما طوّرت غوغل وضع البحث بالذّكاء الاصطناعيّ (AI Mode) ليتيح للمستخدم طرح أسئلةٍ بلغةٍ طبيعيّةٍ مثل: "أريد سترةً غير رسميّةٍ تناسب الشّتاء في نيويورك"، فيقدّم له نتائج من بين أكثر من 50 مليار منتجٍ تتضمّن مقارنةً فوريّةً للأسعار والمواصفات والتّقييمات.

كما أطلقت وولمارت مساعدها "سباركي" (Sparky) الّذي يقترح الهدايا وفق المناسبات ويحلّل مراجعات المستخدمين، بينما أضافت "تارغت" (Target) أداةً داخل تطبيقها تقترح خياراتٍ بناءً على عمر الشّخص المراد إهداؤه وهواياته المفضّلة.

أدوات تسعير وتنبيه أكثر ذكاء

وعلى الرّغم من أنّ أدوات تتبّع الأسعار ليست جديدةً، مثل (Honey) التّابع لـ "باي بال" (PayPal)، فإنّ موسم 2025 شهد جيلاً جديداً من التّقنيات الذّكيّة الّتي رفعت من كفاءة مراقبة الأسعار وتنبيه المستخدم بشكلٍ أدقّ وأسرع.

فقد قدّمت أمازون أداةً محدّثةً لمتابعة تاريخ الأسعار على مدى 90 يوماً، وتشمل معظم منتجاتها، مع ميزة إعداد تنبيهاتٍ فوريّةٍ عند انخفاض السّعر إلى المستوى الّذي يحدّده العميل. وفي الوقت ذاته، طوّرت غوغل أداة تتبّعها لتصبح أكثر دقّةً، من خلال إتاحة إضافة تفاصيل متقدّمةٍ مثل اللّون أو المقاس، فيما أضافت "مايكروسوفت" (Microsoft) أداةً مماثلةً داخل "كوبايلوت" (Copilot) هٰذا العام.

تجربة شراء متكاملة داخل التطبيق

تتسابق الشّركات الثّلاث الكبرى -أمازون، وغوغل، وأوبن إيه آي- نحو بناء منظوماتٍ ذكيّةٍ تسمح للمستخدم بالانتقال من مرحلة التّصفّح إلى الدّفع دون مغادرة التّطبيق، ممّا يجعل عمليّة التّسوّق أكثر سلاسةً وانسياباً من أيّ وقتٍ مضى.

فقد أطلقت أوبن إيه آي خاصّيّة الدّفع الفوريّ داخل شات جي بي تي، والّتي تتيح للمستخدم شراء المنتجات المقترحة مباشرةً من متاجر مثل "إيتسي" (Etsy) و"شوبفاي" (Shopify)، والّتي تضمّ علاماتٍ تجاريّةً شهيرةً مثل "غلوسييه" (Glossier) و"سكيمس" (Skims) وسبانكس. كما دخلت الشّركة في شراكةٍ مع وولمارت تمكّن مستخدمي "شات جي بي تي" من التّسوّق من معظم منتجات وولمارت — باستثناء الأغذية الطّازجة — فيما أضافت شراكتها مع "تارغت" إمكانيّة وضع منتجاتٍ عدّةٍ في السّلّة، مع إتمام عمليّة الدّفع عبر تطبيق «تارغت».

أمّا أمازون وغوغل فقد انتقلتا خطوةً أبعد، بتقديم ما يعرف بالذّكاء الاصطناعيّ الوكيليّ (Agentic AI)، القادر على اتّخاذ القرارات وتنفيذ عمليّات الشّراء تلقائيّاً. فتتيح أمازون الآن لمستخدمي روفوس خيار الشّراء التّلقائيّ، بحيث ينفّذ الطّلب تلقائيّاً عند انخفاض السّعر، ويخطر المستخدم فوراً مع منحه مهلةً لإلغاء العمليّة إن رغب.

كما أدخلت غوغل ميزة المكالمات الآليّة بالذّكاء الاصطناعيّ إلى متصفّحها، بحيث يتولّى النّظام الاتّصال بالمتاجر المحلّيّة نيابةً عن المستخدم للاستفسار عن توافر المنتجات، مع إعلام المتجر بأنّ المتّصل نظامٌ آليٌّ، ممّا يتيح له قبول المكالمة أو رفضها. وتشمل الخدمة مبدئيّاً فئات الألعاب ومنتجات الصّحّة والجمال والإلكترونيّات.

الخلاصة

وفي المحصّلة، يتوقّع أن يشكّل موسم التّسوّق لعام 2025 نقطة تحوّلٍ حقيقيّةً في دمج الذّكاء الاصطناعيّ داخل منظومة التّجارة الإلكترونيّة. فبعد أن كان دوره مقتصراً على التّوصيات أو المساعدة في البحث، أصبح اليوم جزءاً أساسيّاً من رحلة الشّراء الكاملة -من مرحلة الفكرة إلى الدّفع- في خطوةٍ واحدةٍ ذكيّةٍ ومتكاملةٍ تعيد رسم مستقبل التّجربة الاستهلاكيّة على مستوًى عالميٍّ.

  • الأسئلة الشائعة

  1. ما أبرز ميزة يقدمها الذكاء الاصطناعي في موسم التسوق لعام 2025؟
    الذكاء الاصطناعي يختصر رحلة التسوق بالكامل من البحث إلى الدفع، إذ يقدم توصيات مخصصة، ويتابع الأسعار، وينفذ عمليات الشراء تلقائياً داخل التطبيقات، مما يجعل التجربة أكثر سرعة وسلاسة.
  2. هل يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات الشراء بدلاً من المستخدم؟
    نعم، بفضل ما يعرف بـ الذكاء الاصطناعي الوكيلي أصبح بإمكان الأنظمة تنفيذ عمليات الشراء تلقائياً وفق ميزانية المستخدم وتفضيلاته، مع إشعاره وإتاحة خيار إلغاء الطلب في حال تغيّر قراره.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: