PayPal تفتتح مركزها الإقليمي الأول في دبي
خطوةٌ استراتيجيّةٌ تعزّز توسّع باي بال العالميّ، لدعم 80 دولةً في المنطقة وتمكين الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة من الوصول للأسواق العالميّة

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أعلنت شركة "باي بال" (PayPal)، العملاقة العالميّة المتخصّصة في التكنولوجيا الماليّة ومقرّها كاليفورنيا، عن افتتاح مركزها الإقليميّ الأوّل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، باختيارها مدينة دبي للإنترنت، لتكون القاعدة الّتي ستخدم منها أكثر من 80 دولةً عبر المنطقة. ويمثّل هذا الافتتاح توسّعاً محوريّاً في حضور باي بال العالميّ، ويؤكّد التزامها المتجدّد تجاه عملائها وشركائها في الشرق الأوسط وأفريقيا. وتسعى الشّركة من خلال مركزها الجديد إلى تمكين ملايين المستهلكين والشّركات للوصول إلى الاقتصاد الرّقميّ العالميّ بصورةٍ أكثر سلاسةً وكفاءةً.
تأسّست باي بال عام 1998 في الولايات المتّحدة الأمريكيّة على يد كلٍّ من ماكس ليفشين وبيتر ثيل، لتقدّم حلولاً متطوّرةً للدّفع الرّقميّ تُتيح للأفراد والشّركات إرسال الأموال واستلامها بأمانٍ عبر أكثر من 200 سوقٍ عالميٍّ.
وفي حديثه مع "عربية .Inc"، أوضح أوتو ويليامز، المدير الإقليميّ والمدير العامّ لباي بال في منطقة الشّرق الأوسط وأفريقيا، أنّ قرار إنشاء مركزٍ في دبي جاء بدافع الفرص المتاحة والحاجة الملّحة. وقال: "تُعَدّ منطقتا الشرق الأوسط وأفريقيا من أسرع الأسواق الرّقميّة نموّاً عالميّاً، لكنّها في الوقت ذاته من أكثر المناطق تفتتاً من حيث البنية التّحتيّة الماليّة، وقد رأينا فرصةً لخلق التّماسك والتّوسّع. ومن التّحويلات الماليّة إلى التّجارة الإلكترونيّة والدّفع عبر الهواتف المحمولة، تزخر هذه المنطقة بحالات استخدامٍ ديناميكيّةٍ تتطلّب تفهُّم السّياق المحليّ".
وأشار ويليامز إلى أنّ المزايا الاستراتيجيّة الّتي توفّرها دبي كانت العامل الحاسم في اختيارها كمقرٍّ إقليميٍّ، قائلاً: "تُمثّل دبي، بما تتمتّع به من عقليّةٍ تضع الابتكار أوّلاً وموقعٍ استراتيجيٍّ متميّزٍ، نقطة انطلاقٍ مثاليّةً لنا. نحن نُعيد تشكيل إمكانيّات باي بال العالميّة لتناسب احتياجات منطقة الشّرق الأوسط وأفريقيا، من خلال الاندماج مع الأنظمة المحليّة، سواء عبر دمج المحافظ الرّقمية بالشّراكة مع "تيراباي" TerraPay، أو الاستثمار في شركات التّكنولوجيا الماليّة الواعدة، مثل: "تابي" (Tabby) و"بايموب" (Paymob)، أو بناء بنيةٍ تحتيّةٍ متوافقةٍ مع الأطر التّنظيميّة الإقليميّة. ومركزنا الجديد ليس مجرّد مكتبٍ، بل التزامٍ طويل الأمد نحو بناء مستقبلٍ رقميٍّ مشرقٍ".
ويعتزم مركز باي بال الجديد تعزيز قدرات الوصول إلى التّجارة العالميّة، من خلال توفير حلول دفعٍ سلسةٍ، وإجراءاتٍ أمنيّةٍ متطوّرةٍ، وربط أوسع بشبكات المدفوعات الدّوليّة. ومن المتوقّع أن تسهم هذه الخدمات في دعم الشّركات الكبرى والصّغيرة على حدٍّ سواء لزيادة قدرتها على البيع عبر الحدود بسهولةٍ ويسرٍ.
وفي سياقٍ موازٍ، أشار ويليامز إلى أنّ الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة، الّتي تُشكِّل العمود الفقريّ لاقتصاد المنطقة، ستجد في باي بال شريكاً حيويّاً لدفع عجلة نموّها العالميّ. وأضاف: "تمثّل الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة نبض اقتصاد منطقتنا. ومع ذلك، تواجه العديد منها تحديّاتٍ في التّوسّع عالميّاً، سواء في إدارة المعاملات العابرة للحدود، أو بناء الثّقة مع العملاء، أو تأمين رأس المال العامل".
وتابع قائلاً: "من خلال منصّتنا، نزيل هذه العوائق، حيث نتيح للشّركات الصّغيرة والمتوسّطة الوصول الفوريّ إلى أكثر من 430 مليون مستهلكٍ حول العالم، مع توفير حمايةٍ مدمجةٍ ضدّ الاحتيال، ممّا يمنحها فرصاً عادلةً للمنافسة. كما نقدّم خدمات التّسجيل السّلس، وواجهات برمجة تطبيقاتٍ قويّةً للمطوّرين، وخيارات تسويةٍ محليّةً مناسبةً".
وفي إطار دعمها الأوسع لروّاد الأعمال والشّركات النّاشئة في المنطقة، أشار ويليامز إلى شراكاتٍ جديدةٍ تهدف إلى تمكين هذه الفئة، حيث أوضح: "من خلال مبادراتٍ، مثل: شراكتنا مع "إغنايت" (Ignyte)، نوفّر للشّركات النّاشئة والأعمال في مراحل النّموّ الأدوات اللّازمة، والإرشاد العمليّ، والتّعرّض العالميّ الّلازم لتحقيق النّجاح؛ هذه المبادرات لا تقتصر على خدمات الدّفع فقط، بل تهدف لبناء منظومة دعمٍ متكاملةٍ تساعد الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة على عبور الحدود وتحقيق الازدهار".
وبالنّظر إلى المستقبل، ترى باي بال عدّة اتّجاهاتٍ ستعيد تشكيل ملامح التّجارة الرّقميّة في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث أكّد ويليامز أنّ التّنقّل الرّياديّ يمثّل إحدى القوى الصّاعدة الّتي غالباً ما يتمّ تجاهلها. وأضاف: "واحدةٌ من القوى الأكثر إغفالاً هي صعود روّاد الأعمال المتنقّلين، الّذين يبنون شركاتٍ ذات طابعٍ عالميٍّ منذ اليوم الأوّل. هؤلاء المؤسّسون لا يرون الحدود، بل الفرص. ونحن في باي بال نمكِّن هذا الفكر عبر بناء منظومة دفعٍ تتّسم بالحركة والمرونة والعالميّة".
كما سلّط الضّوء على الاندماج بين الذكاء الاصطناعي والثّقة الرّقميّة باعتباره تحوّلاً جوهريّاً آخر، موضّحاً: "هناك أيضاً قوّةٌ صاعدةٌ تتمثّل في التقاء الذكاء الاصطناعي مع الثّقة. ومع تحوّل تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لطريقة تسوّقنا وتفاعلنا واتّخاذنا للقرارات، نستثمر في أدواتٍ ذكيّةٍ لتعزيز التّخصيص، والوقاية من الاحتيال، وتجارب التّجارة الذّكيّة".
وفي ختام حديثه، أكّد ويليامز على أنّ التّقنيات النّاشئة ستلعب دوراً رئيسيّاً في إعادة رسم المشهد الماليّ، قائلاً: "الهويّة الرّقمية وتقنيات "ويب 3" (Web3) ستعيد تعريف كيفيّة وصول الأفراد للخدمات الماليّة، خاصّةً في الأسواق الّتي تعاني من ضعف الخدمات؛ هذا هو مستقبلنا القادم. ولا تكتفي باي بال بردّ الفعل تجاه هذه التّغيّرات، بل تبني البنية التّحتيّة اللّازمة لدعمها، ودورنا هو ضمان أن يكون مستقبل التّجارة عالميّاً، شاملاً، وسهل الوصول للجميع".