OCTA تحصل على تسهيل ائتماني بقيمة 20 مليون دولار
تمويلٌ جديدٌ لإحداث تحوّلٍ جذريٍّ في طريقة وصول الشّركات الصّغيرة للتّمويل قصير الأجل بالمملكة العربية السعودية

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أعلنت منصة "أوكتا" (OCTA) للتّكنولوجيا الماليّة، والّتي تتّخذ من أبو ظبي مقرّاً لها، والمتخصّصة في إعادة ابتكار طريقة إدارة الشّركات الصّغيرة لأموالها، عن حصولها على تسهيلٍ ائتمانيٍّ بقيمة 20 مليون دولارٍ أمريكيٍّ من صندوق "سُكنى للتمويل المباشر" (Sukna Fund for Direct Financing) والّذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له. ويُتوقّع أن يُحدث هذا التمويل نقلةً نوعيّةً في كيفيّة وصول الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة للتمويل قصير الأجل في المملكة العربية السعودية.
ويُعدّ هذا التّسهيل الائتمانيّ الأخير من صندوق سُكنى للتمويل المباشر -الّذي يُعدّ أوّل صندوق تمويلٍ مباشرٍ مفتوح المدّة ومتوافقاً مع الشّريعة الإسلاميّة في المملكة- امتداداً لجولة التّمويل الّتي حصلت عليها أوكتا في العام الماضي والّتي بلغت 2.2 مليون دولارٍ. وقد شارك في هذه الجولة كلّ من "كوانا كابيتال" (Quona Capital)، و"سدو كابيتال" (Sadu Capital)، و"500 غلوبال" (500 Global)، و"سكنى فنتشرز" (Sukna Ventures)، و"بلس في سي" (Plus VC)، إلى جانب عددٍ من المستثمرين الأفراد من شركاتٍ كُبرى مثل: "كريم" (Careem)، و"غوغل" (Google)، و"أمازون" (Amazon)، و"فريشا" (Fresha)، و"ساري" (Sary)، و"تاب بايمنتس" (Tap Payments).
من خلال منصّة أوكتا، ستتمكّن الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة المؤهّلة قريباً من الوصول إلى رأس المال العامل بشكلٍ مباشرٍ، وذلك عبر دمج التّمويل بسلاسةٍ ضمن سير عمل الحسابات المدينة لديها. ومن المقرّر أن يدخل هذا التّسهيل الائتمانيّ حيز التّنفيذ خلال الرّبع الثّالث من عام 2025.
ومنذ انطلاقتها في السّوق السّعوديّة مطلع عام 2025، شهدت أوكتا توسّعاً تدريجيّاً في عمليّاتها. وقد تأسّست الشّركة على يد "جون سانتيلان" (Jon Santillan) و"نوبور ميتال" (Nupur Mittal) في عام 2024. وخلال الأشهر السّتة الماضية، ارتفع عدد عملائها النّشطين ليصل إلى أكثر من 500 شركةٍ، من ضمنها كريم، و"لين تكنولوجيز" (Lean Technologies)، و"غيمبول" (Gameball)، و"زين إتش آر" (ZenHR)، و"موني هاش" (MoneyHash). وحتّى الآن، عالجت أوكتا ما يزيد عن 290 مليون دولارٍ من الفواتير، وأكثر من 50 مليون دولارٍ من المدفوعات.
وفي حديثٍ خاصٍّ مع مجلّة "عربية .Inc" أوضح الرّئيس التّنفيذيّ والمؤسّس المشارك سانتيلان أنّ الفكرة وراء الشّركة بسيطةٍ للغاية: ماذا لو التقى الائتمان بالشّركات في مكان عملها، بدلاً من أن تضطر لملاحقته؟ ولتحقيق ذلك، تعمل أوكتا على دمج التّمويل في صميم عمليّات الشّركات الصّغيرة، بما يُحدث تغيّيراً جذريّاً ليس فقط في إمكانيّة الوصول إلى رأس المال، بل في طريقة تفكير الشّركات في إدارة أموالها ونموّها.
وقال سانتيلان: "لم نرغب في ابتكار نموذجٍ تقليديٍّ جديدٍ لطلب القروض، بل أردنا أن يكون رأس المال جزءاً من النّشاط الّذي تقوم به الشّركات أصلاً: إصدار الفواتير، والمتابعة، والتّحصيل؛ لذا أعدنا تصميم المنتج من الصّفر ليبدو وكأنّه جزءٌ من سير العمل اليوميّ".
وفي جوهره، يدمج نظام أوكتا أدواتٍ ماليّةً مثل: إصدار الفواتير، والمدفوعات، والتّحصيلات -والآن التّمويل المدمج- ضمن طبقةٍ تشغيليّةٍ واحدةٍ للشّركات. فعندما تصدر الشّركة فاتورةً، يُمكنها فوراً الوصول إلى تمويلٍ مقابلها، مع ربط السّداد تلقائيّاً بالدّفعات الواردة. ويُعدّ هذا النّموذج وسيلةً لربط الوصول إلى رأس المال بالنّشاط التّجاريّ الفعليّ لحظيّاً، مع تقليل الاحتكاك لأدنى حدٍّ.
شاهد أيضاً: Forus تحصل على تمويل بقيمة 60 مليون دولار
وفيما يتعلّق بالتّحديّات الّتي تواجه الشّركات الصّغيرة، أشار سانتيلان إلى أنّ: "النّمط الأكثر تكراراً الّذي لاحظناه هو فجوة التّوقيت، إذ تقوم الشّركات بالعمل، وتُصدر الفاتورة، ثم تنتظر طويلاً للحصول على مستحقّاتها، ممّا يؤدّي إلى عواقب متسلسلةٍ: تأخير الرّواتب، وتعطّل الشّراء، وتباطؤ النّمو. ويسدّ التّمويل المدمج هذه الفجوة دون الحاجة لتغيير سلوك الشّركات، حيث تواصل الشّركات عملها كما هو، ولكن مع قدرةٍ فوريّةٍ على الوصول إلى رأس المال".
وقد بدأ هذا التّحوّل بالفعل في تغيير طريقة عمل الشّركات الصّغيرة، سواء من حيث عادات إصدار الفواتير، أو إدارة التّدفق النّقديّ. وأضاف سانتيلان: "لقد رأينا الأثر بأعيننا، إذ باتت الشّركات الصّغيرة تُصدر الفواتير بسرعةٍ أكبر، وتتابع بشكلٍ أكثر انتظاماً، وتتحكّم بشكلٍ أفضل في تدفّقاتها النّقديّة. وبالنّسبة للكثيرين، مجرّد معرفة أنّ رأس المال متاحٌ لهم، يغيّر الطّريقة الّتي يتّخذون بها قراراتهم".
ورغم أنّ أوكتا لا تقوم بعمليّة الاكتتاب الائتمانيّ بنفسها -شركاؤها في التّمويل يتولون هذه المهمّة- إلّا أنّها تقدّم قيمةً لا تقلّ أهميّةً: السّياق التّشغيليّ؛ فمن خلال التّواجد داخل سير عمل الحسابات المدينة، تستطيع أوكتا توفير مؤشّراتٍ دقيقةٍ للمموّلين، مثل: سلوك إصدار الفواتير، وأنماط السّداد، وسرعة التّحصيلات.
كما أوضح سانتيلان قائلاً: "يمنح هذا السّياق شركاء التّمويل رؤيةً أوضح بكثيرٍ عن كيفيّة أداء الشّركة في حياتها اليوميّة". ولكن، لم يكن بناء مثل هذا المنتج مجرّد تحدٍّ تقنيٍّ، بل كان عليه أيضاً كسر حواجز سلوكيّةً راسخةً؛ فقال: "تربط معظم الشّركات الصّغيرة التّمويل بالتّعقيد مثل: الأوراق، والمكالمات، والتّأخيرات. كان علينا أن نجعل التّجربة بسيطةً، وآمنةً، وسريعةً. وبمجرّد أن يمرّوا بها لمرّةٍ واحدةٍ، يتغيّر المفهوم الذّهنيّ: لم يعد الأمر اقتراضاً، بل إدارة أكثر كفاءةً للأعمال".
وبالنّظر إلى المستقبل، تمتدّ طموحات أوكتا إلى ما بعد المملكة، حيث أشار سانتيلان إلى أنّ السّوق الإماراتيّ يُظهر اهتماماً واضحاً، إذ قال: "نحن نركّز على التّعمّق قبل التّوسّع، لكنّنا بالفعل نلحظ طلباً قويّاً من الإمارات؛ فالمشاكل متشابهةٌ: تأخيراتٌ في السّداد، وسير عملٍ مجزّأ، وصعوبة الوصول إلى رأس المال بسرعةٍ".
أمّا نصيحته للمؤسّسين الّذين يبنون في فضاء التكنولوجيا المالية الموجّهة للشّركات الصّغيرة؛ فكانت واضحةً: "ابنِ ما يريده النّاس، وعالج ألماً حقيقيّاً، واجعل الحلّ سلساً، واكسب الثّقة من خلال تقديم نتائج ملموسةٍ".