الرئيسية التنمية 5 عوامل غير متوقعة يمكنها تعزيز صحتك النفسية وإنتاجيتك

5 عوامل غير متوقعة يمكنها تعزيز صحتك النفسية وإنتاجيتك

الصحة النفسية ليست مجرد مسألة شخصية، بل هي أيضاً أحد الأصول القيّمة في بيئة العمل

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

لروّاد الأعمال الّذين يواجهون مهامّ لا تنتهي، ويعانون ضغوطاً متواصلةً، ويتّخذون قراراتٍ مصيريّةً، فإنّ فهم الطّرق غير المتوقّعة الّتي تؤثّر بها الصّحّة العقليّة على النّجاح يمكن أن يفتح آفاقاً جديدةً من الإنتاجيّة والمرونة.

على مدى أكثر من عقدٍ من الزّمان، كنت أقود شركاتٍ، وأدير مشاريع ناشئةً، متغلّباً على المطالب المستمرّة لريادة الأعمال. لقد واجهت ساعاتٍ طويلةً من العمل، وقراراتٍ حاسمةً ذات مخاطر عاليةٍ، والتّوتّر الّذي يصاحب بناء مشروعٍ من الألف إلى الياء. لذلك، عندما يتحدّث روّاد الأعمال عن ضرورة التّوفيق بين المهام الّتي لا تنتهي، فأنا أدرك تماماً المقصود. لقد بحثت واختبرت ونقّحت استراتيجيّاتٍ عديدةً لتعزيز الصّحّة النّفسيّة، وهذه هي الخمس الأكثر فعّاليّةً الّتي وجدتها لتحقيق مستوياتٍ جديدةٍ من الإنتاجيّة والمرونة:

1. قد يكون التّوتّر مفيداً - إذا تعلّمت كيف تستغلّه

في عالم ريادة الأعمال، يبدو التّوتّر كأنّه رفيقٌ دائمٌ لا يفارقك. والخبر المفرح هو أنّ ليس كلّ أنواع التّوتّر سلبيّةً؛ إذ يوجد ما يعرف بـ "التّوتّر الإيجابيّ" أو "اليوسترس"، الّذي يساعدك على البقاء مركّزاً ومتحفّزاً عند مواجهة تحدّيات عملٍ حيويّةٍ مثل عروض المستثمرين أو إطلاق المنتجات. ومع ذلك، إذا استمرّ التّوتّر لفترةٍ طويلةٍ دون سيطرةٍ، فقد يتحوّل بسرعةٍ إلى حالة احتراقٍ وظائفيٍّ. لذلك، يتوجّب على روّاد الأعمال تعلّم كيفيّة التّمييز بين التّوتّر الإيجابيّ والضّارّ، واستغلال الأوّل مع تقليل تأثير الثّاني. ومن بين الاستراتيجيّات الّتي يمكن اتّباعها: إعادة صياغة التّحدّيات لتظهر كفرصٍ، وممارسة التّأمّل واليقظة الذّهنيّة لتحويل التّوتّر من عدوٍّ إلى حليفٍ.

2. صحّة جهازك الهضميّ تشكّل مرونتك

المقولة "أنت ما تأكل" ليست مجرّد تعبيرٍ مجازيٍّ؛ فهي حقيقةٌ تنطبق على الجميع، خاصّةً فيما يتعلّق بوظائف الدّماغ والصّحّة النّفسيّة. فالميكروبيّوم المعويّ، وهو النّظام البيئيّ المتنوّع الّذي يضمّ تريليّون من البكتيريّا، يؤثّر بشكلٍ مباشرٍ على صحّتك النّفسيّة. إذ ينتج الجهاز الهضميّ حوالي 90% من السّيروتونين و50% من الدّوبامين، وهما مركّبان كيميائيّان أساسيّان لتنظيم المزاج. وكشفت أبحاثٌ حديثةٌ نشرت في مجلّة "نيتشر للصحة العقلية" (Nature Mental Health) أنّ الأفراد الّذين يتميّزون بميكروبيّوماتٍ معويّةٍ صحّيّةٍ، والّتي تميّزها نشاطٌ بكتيريٌّ مضادٌّ للالتهاباتٍ وسلامة حاجز الأمعاء، يكونون أكثر قدرةً على مواجهة التّوتّر. ورغم أنّ العلم لم يحدّد بعد حلولاً دقيقةً، إلّا أنّك تستطيع الاستفادة من تجربة تناول أطعمةٍ صديقةٍ للأمعاء مثل الكيمتشي، والزّبادي، ومخلّلات المفلوف.

3. تعزّز تمارين القوّة الصّحّة النّفسيّة

غالباً ما يواجه روّاد الأعمال مواقف عالية الضّغط تجعل القلق رفيقاً معتاداً. ومع ذلك، تعدّ تمارين القوّة أداةً فعّالةً، ولكنّها لا تزال غير مستغلّةٍ بشكلٍ كافٍ لإدارة الصّحّة النّفسيّة. تُظهر الدّراسات أنّ كلا من الجلسات الفرديّة والتّدريب المستمرّ يمكن أن تقلّل أعراض القلق بشكلٍ ملحوظٍ. يكمن السّرّ في أداء التّمارين بشدّةٍ منخفضةٍ إلى متوسّطةٍ، عادةً بنسبةٍ تتراوح بين 40% و70% من الحدّ الأقصى للوزن الّذي يمكنك رفعه في تكرارٍ واحدٍ. إذ تحدث هذه تمارين تغييراتٍ جذريّةً في الأنظمة العصبيّة البيولوجيّة، وهي الأساس في إدارة القلق. والأفضل من ذلك، أنّك لست بحاجةٍ إلى أوزانٍ ثقيلةٍ أو حتّى إلى اشتراكٍ في صالة ألعابٍ رياضيّةٍ؛ فبإمكانك اتّباع روتينٍ بسيطٍ باستخدام أحزمة المقاومة، أو تمارين وزن الجسم مثل القرفصاء وتمارين الضّغط، أو باستخدام الأوزان الخفيفة لتقليل القلق وبناء مرونتك.

4. تؤثّر الأطعمة شديدة التّصنيع سلباً على مزاجك

قد تبدو الأطعمة شديدة التّصنيع مثل الوجبات الخفيفة السّكريّة، والمشروبات الغازيّة، والوجبات السّريعة خياراً ملائماً في أيّام العمل المزدحمة، ولكنّها تحمل في طيّاتها تكاليف باهظةً. إذ ترتبط الأنظمة الغذائيّة الّتي تعتمد على هذه الأطعمة بزيادة خطر ظهور أعراض الاكتئاب بنسبةٍ تتراوح بين 20% و50%. ومن خلال استبدال هذه الأطعمة بخياراتٍ غذائيّةٍ كاملةٍ وغنيّةٍ بالمغذّيات، مثل الخضروات الطّازجة، والبروتينات الخالية من الدّهون، والدّهون الصّحّيّة، يمكنك تحسين مستويات الطّاقة والتّركيز والقدرة على اتّخاذ القرارات. فتغييراتٌ بسيطةٌ في النّظام الغذائيّ قد تحدث فروقاً كبيرةً في صحّتك النّفسيّة.

5. فوائد ممارسة الامتنان

الامتنان ليس مجرّد شعورٍ إيجابيٍّ، بل هو ممارسةٌ مدعومةٌ علميّاً يمكنها تحسين الصّحّة النّفسيّة بشكلٍ كبيرٍ. فقد أظهرت الدّراسات أنّ الأفراد الّذين يحتفظون بمفكّرة الامتنان يلاحظون تحسّناً ملحوظاً في رفاهيّتهم العاطفيّة. وبالنّسبة لروّاد الأعمال الّذين يسعون باستمرارٍ لتحقيق أهدافٍ كبيرةٍ، فإنّ تخصيص بعض الدّقائق للتّأمّل فيما تمّ إنجازه بالفعل يساعد في تحويل التّركيز من التّحدّيات المسبّبة للتّوتّر إلى النّتائج الإيجابيّة. كما تسهم ممارسات الامتنان في تعزيز العلاقات الشّخصيّة، وهي عاملٌ أساسيٌّ في نجاح المشاريع الرّياديّة. سواءً كان ذلك من خلال عبارة شكرٍ بسيطةٍ لعضوٍ في الفريق أو رسالة تقديرٍ لمرشدٍ، فإنّ هذه اللّفتات الصّغيرة ترفع من معنويّات الفريق وتعزّز التّعاون. ومع مرور الوقت، يؤدّي تبنّي ثقافة الامتنان إلى خلق بيئة عملٍ إيجابيّةٍ، وتحسين الرّفاهيّة العاطفيّة، وبناء ثقافةٍ تشجّع على النّموّ الشّخصيّ والمهنيّ معاً.

بصفتي شخصاً عاش تقلّبات ريادة الأعمال، أفهم جيّداً مدى صعوبة إعطاء الأولويّة للصّحّة النّفسيّة أثناء بناء مشروعٍ تجاريٍّ. ولذلك، سعيت جاهداً إلى تطبيق العديد من هذه الاستراتيجيّات في حياتي اليوميّة. وقد أحدثت هذه التّغييرات المتعمّدة فرقاً ملموساً في مستوى تركيزي، ومرونتي، وأدائي العامّ، ممّا ساعدني على مواجهة التّحدّيات وتحقيق نجاحٍ مستدامٍ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: