الرئيسية تكنولوجيا يجتمع خبراء الأمن السيبراني في Black Hat MEA: ما الذي يكشفه مشهد التهديدات؟

يجتمع خبراء الأمن السيبراني في Black Hat MEA: ما الذي يكشفه مشهد التهديدات؟

حين تتّجه الأنظار إلى أبرز خبراء الأمن السيبراني، يبرز الدّور الحيويّ للقيادة وإدارة المخاطر في حماية البيانات وتعزيز القدرة على مواجهة التّهديدات الرّقميّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

يجتمع كبار صُنّاع المشهد العالمي للأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية خلال النسخة الرابعة من فعالية بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا Black Hat MEA، التي تُقام في الرياض من 2 إلى 4 ديسمبر 2025، ومن بين أبرز الأصوات المنتظرة على المنصة سيكون Bjorn Watne، كبير مسؤولي أمن المعلومات CISO في الإنتربول INTERPOL.

في الإنتربول، أكبر منظمة شرطية في العالم والتي تربط 196 دولة عضو لمكافحة الجريمة العابرة للحدود، يتمحور دور Bjorn حول حماية سرية وسلامة وتوافر الأنظمة المعلوماتية العالمية للمنظمة، وضمان إمكانية تبادل البيانات الشرطية الحساسة عبر الحدود بأمان. وهذا الدور يضعه في موقع فريد يسمح له بتقييم واقع الأمن السيبراني اليوم. ووفقاً له، فإن أحد أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعاً هو الاعتقاد بأن الأمن السيبراني مشكلة تقنية بالدرجة الأولى. وهو يشير إلى أن الأمر ليس كذلك، لأنه في جوهره انضباط قيادي وإداري قائم على إدارة المخاطر. كما يرى أن من الأخطاء المتداولة أيضاً مساواة الامتثال التنظيمي بالأمن الحقيقي؛ فالامتثال هو الحد الأدنى، وليس السقف.

ورغم هذه المفاهيم الخاطئة، يقول Bjorn إننا نشهد اليوم تحولاً تدريجياً وحتمياً في كيفية إدراك الأمن السيبراني ودمجه داخل المؤسسات. فالأمن السيبراني بات يُنظر إليه عالمياً باعتباره وظيفة حيوية للأعمال وليست مجرد فرع من فروع تقنية المعلومات. كما أن الاستخدام المتنامي للذكاء الاصطناعي AI من قِبل المدافعين والمهاجمين على حد سواء يعيد تشكيل مشهد التهديدات. أما هجمات سلسلة التوريد، وقضايا سيادة البيانات، ومتطلبات الصمود أمام المخاطر الجيوسياسية، فقد أصبحت جميعها محاور مركزية في اجتماعات مجالس الإدارة.

ويشير Bjorn إلى أن أكبر الفرص في مجال الأمن السيبراني اليوم تتمثل في الأتمتة، وإثراء معلومات التهديدات، والتحليلات السلوكية، واعتماد الذكاء الاصطناعي الآمن. كما يشهد القطاع موجات ابتكار متسارعة في مجالات أمن الهوية، وهندسة انعدام الثقة Zero Trust، وهندسة الصمود، والتي تعمل على سد الفجوة بين الوقاية والاستجابة السريعة. وفيما يخص الشرق الأوسط، يلفت النظر إلى أن قطاع الأمن السيبراني في المنطقة يشهد تبنياً سريعاً للحلول المبتكرة لمواكبة وتيرة التغيير الاستثنائية، وأن فعاليات مثل بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا تعكس بوضوح أنه أصبح أولوية وطنية لحكومات المنطقة.

ويضيف Bjorn أن التحول الرقمي السريع في المنطقة، وارتفاع أهمية الحوسبة السحابية السيادية، ونمو منظومات التقنية المالية، قد رفع الأمن السيبراني إلى مستوى أولوية وطنية واقتصادية. ويشير إلى أن حضور الفعاليات الكبرى مثل بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا والتجول في مساحتها يكشف بوضوح أن الحكومات والمؤسسات تستثمر في أنظمة كشف متقدمة، وتشارك استخباراتي، وتنمية قدرات، مما يجعل المنطقة مساحة اختبار عالمية لنماذج الأمن السيبراني القادمة.

كما يبرز Bjorn أن المملكة العربية السعودية، في سعيها لتسريع الرقمنة، أصبحت مركزاً عالمياً متصاعداً للابتكار في الأمن السيبراني. ويرى أن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لاسيما في السعودية، استثنائي. إذ أصبح الأمن السيبراني جزءاً من الإستراتيجية الوطنية، ومكوّناً رئيسياً في رؤية 2030 وأجندة التحول الرقمي الشامل. وتجمع المنطقة بين تشريعات قوية واستثمارات طموحة وتعاون متزايد بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى قاعدة مواهب آخذة في التوسع. ويصف المشهد هنا بأنه مشحون بدافع القفز فوق الأساليب التقليدية وبناء قدرات عالمية المستوى تُدمج فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي والسحابة وتحليلات المخاطر منذ البداية، وهو ما يجعل المنطقة قوة مؤثرة في مستقبل الأمن السيبراني العالمي.

وسيظهر Bjorn على منصة بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا 3 مرات خلال هذا العام، متناولاً موضوعات يعتقد أنها تقع في قلب مستقبل الأمن السيبراني، كاشفاً اتجاهات التهديدات الرقمية وكيف يمكن للمجتمع أن يواجهها بمزيج من الصمود والواقعية. ففي الجلسة التي تحمل عنوان "القوى السيبرانية العظمى: المال والجريمة والسيطرة في عالم متشظٍّ" سيستعرض كيف تتقاطع القوة والمال والجريمة في الفضاء الرقمي، وما الذي تعنيه السيطرة في عالم مترابط ومتنازع عليه. وفي جلسة "الفدية كخدمة RaaS من الشيفرة إلى الكارتل" سيحلل كيف أصبحت هجمات الفدية منظومة إجرامية ناضجة تستند إلى الربح، ويشارك استراتيجيات عملية تساعد المدافعين على الحد من تأثيرها. أما في كلمته الرئيسية "دروس من الميدان: عادات الأمان الشخصية التي يستخدمها محترفو الأمن السيبراني فعلياً" فينتقل إلى الجانب الشخصي، مستعرضاً الروتين الأمني اليومي الذي يعتمد عليه المحترفون لحماية أنفسهم وعائلاتهم، بعيداً عن النظريات ومركزاً على ما يثبت فعاليته في الواقع.

ويمكن متابعة كلمات Bjorn في نسخة هذا العام من بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا، أكبر تجمع عالمي لمحترفي الأمن السيبراني، والذي يُقام من 2 إلى 4 ديسمبر 2025 في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم. وتشكل "عربية .Inc"  شريكاً إعلامياً للفعالية، ويمكن التسجيل لحضورها عبر الرابط المخصص لذلك من هنا.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: