الرئيسية التنمية كيف يدير القادة التوتر العاطفي في الشركات؟

كيف يدير القادة التوتر العاطفي في الشركات؟

بتوظيف الذكاء العاطفي، يحوّل القادة التوتر إلى محفّزٍ لتحسين أداء الفرق وبناء بيئة عملٍ مستقرّةٍ وإيجابيّةٍ داخل الشّركات

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في بيئة الأعمال المعقّدة والمتسارعة، يصبح التوتر العاطفي أحد أكبر التّحديّات الّتي تواجه القادة في الشّركات. ولكن يبقى السّؤال الحيويّ: كيف يدير القادة التوتر العاطفي في الشركات بفعاليّةٍ، بحيث لا يؤثّر على أداء فرقهم أو على اتّخاذ القرارات الاستراتيجيّة؟ فإدارة التوتر العاطفي ليست مجرّد مهارةٍ شخصيّةٍ، بل فنٌّ يحتاج إلى وعيٍ، وذكاء عاطفي، واستراتيجيّاٍت مدروسةٍ تساعد على خلق بيئة عملٍ صحيّةٍ وإيجابيّةٍ. في هذا المقال، سنكشف أسرار القادة النّاجحين في التّعامل مع التوتر العاطفي، ونستعرض أفضل الأساليب التي تجعل من الشّركات مكاناً أكثر توازناً وإنتاجيّةً.

ما هو التوتر العاطفي؟

التوتر العاطفي هو حالةٌ من الضّغط النّفسيّ والعاطفيّ النّاتج عن مواجهة مواقف صعبةٍ أو ضغوطٍ متكرّرةٍ تؤثّر على مشاعر الشّخص واستقراره الدّاخليّ، ويظهر في صورة قلقٍ أو غضبٍ أو إحباطٍ أو انفعالٍ سريعٍ، ما قد يؤثّر على التّفكير واتخاذ القرارات. في بيئة العمل، ينشأ التوتر العاطفي عند مواجهة ضيق الوقت أو ضغط الأداء أو صراعات الفريق أو مسؤوليّاتٍ كبيرةٍ، ما يجعل إدارة المشاعر جزءاً أساسيّاً من النّجاح المهنيّ. ويتطلّب التّعامل معه وعياً ذاتيّاً وتقنياتٍ لتنظيم المشاعر وتطوير الذكاء العاطفي لتحويل هذه الضّغوط إلى طاقةٍ إيجابيّةٍ بدلاً من السّماح لها بالسّيطرة.

كيف يدير القادة التوتر العاطفي في الشركات؟

يعدّ التوتر العاطفي تحديّاً رئيسيّاً يواجه القادة، ويؤثّر بشكلٍ مباشرٍ على قدرة الفرق على الأداء واتّخاذ القرارات الاستراتيجيّة. لذلك لا بدّ من الاعتماد على استراتيجيات الذكاء العاطفي الّتي تساعد القادة على فهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين، والتعامل معها بشكلٍ واعٍ. ومن هذه الاستراتيجيّات نذكر:

استراتيجية الوعي الذاتي

تعتمد هذه الاستراتيجية على قدرة القائد على التّعرّف على مشاعره وفهم تأثيرها على سلوكيّاته وقراراته. ومن خلال تطوير الوعي الذاتي، يمكن للقائد تحديد مصادر التوتر العاطفي لديه قبل أن تؤثّر على أداء الفريق. وتتضمّن ممارسات هذه الاستراتيجيّة تسجيل المشاعر اليوميّة، والتّأمل، وتحليل ردود الفعل تجاه المواقف المختلفة، ما يساعد على إدارة التوتر بشكلٍ أكثر فعاليّةٍ.

استراتيجية التحكم في العواطف

تركّز هذه الاستراتيجية على تعلّم القائد كيفيّة ضبط ردود أفعاله العاطفيّة، خاصّةً في المواقف الضّاغطة؛ فالقائد الّذي يتحكّم في عواطفه يستطيع اتخاذ قراراتٍ أكثر توازناً وتجنّب نقل التوتر إلى الفريق. وتشمل هذه الاستراتيجية تقنيات التّنفس العميق، وتأجيل الرّدود العاطفيّة، وإعادة صياغة المواقف السّلبيّة بطريقةٍ إيجابيّةٍ.

استراتيجية التحفيز الذاتي

تهدف هذه الاستراتيجية إلى استخدام المشاعر الإيجابيّة لدفع النّفس نحو تحقيق الأهداف رغم الضّغوط. ومن خلال التّحفيز الذّاتيّ، يستطيع القائد الحفاظ على تركيزه وإيجابيته، ممّا يؤثّر بشكلٍ مباشرٍ على معنويات الفريق. ويمكن تحقيق ذلك من خلال وضع أهدافٍ واضحةٍ، والاحتفال بالإنجازات الصّغيرة، والتّفكير في النّتائج الإيجابيّة للمواقف الصّعبة.

استراتيجية التعاطف

تتعلّق هذه الاستراتيجية بقدرة القائد على فهم مشاعر الآخرين والتّفاعل معها بشكلٍ مناسبٍ؛ فالتّعاطف يساعد على تخفيف التوتر العاطفي داخل الفريق وبناء علاقاتٍ مهنيّةٍ صحيّةٍ. ويمكن للقادة ممارسة التّعاطف من خلال الاستماع الفعّال للموظّفين، ومراعاة احتياجاتهم العاطفيّة، وتقديم الدّعم عند مواجهة ضغوط العمل.

استراتيجية إدارة العلاقات

تركّز هذه الاستراتيجيّة على بناء علاقاتٍ قويّةٍ ومستقرّةٍ داخل الفريق لضمان بيئة عملٍ متوازنةٍ؛ فالقائد الّذي يجيد إدارة العلاقات يستطيع تقليل مصادر التوتر العاطفي من خلال تعزيز التّعاون وحلّ النّزاعات بشكلٍ فعّالٍ. وتشمل هذه الاستراتيجيّة التّواصل الواضح، وتطوير الثّقة بين أعضاء الفريق، واستخدام أساليب حلّ النّزاعات البنّاءة.

أهمية الذكاء العاطفي في قيادة الفرق

أصبح دور الذكاء العاطفي في قيادة الفرق أمراً أساسيّاً لتحقيق النّجاح والاستدامة. باعتباره يساعد القادة على فهم مشاعرهم ومشاعر أعضاء الفريق، والتّعامل معها بشكل واعٍ، ممّا يعزّز التّعاون ويقلّل من الصّراعات الدّاخليّة. كما يمكّن القائد الّذي يمتلك ذكاء عاطفياً قويّاً من إدارة الضّغوط والتوتر العاطفي بفعاليّةٍ، واتّخاذ قراراتٍ مدروسةٍ تدعم الأداء الجماعيّ. بالإضافة إلى ذلك، يسهم الذكاء العاطفي في بناء ثقافة عملٍ إيجابيّةٍ، تحفّز على الابتكار والإبداع، وتعزّز ولاء الموظفين والتزامهم بأهداف المؤسّسة. بفضل هذه القدرات، يصبح الذكاء العاطفي أداةً استراتيجيّةً لا غنى عنها لأيّ قائدٍ يسعى إلى قيادة فرق عالية الأداء وتحقيق نتائج مستدامةٍ.

نصائح لتطوير الذكاء العاطفي لدى القادة 

يُعدّ الذكاء العاطفي من العوامل الأساسيّة لتعزيز فعاليّة القيادة وتحقيق أداء الفريق بأفضل شكلٍ ممكنٍ. لذلك إليك بعض من نصائح تطوير الذكاء العاطفي لديك:

  • ممارسة الوعي الذاتي: يجب على القائد مراقبة مشاعره وسلوكيّاته اليوميّة وتحليل ردود أفعاله تجاه المواقف المختلفة، ممّا يساعده على التّعرّف على مصادر التوتر والسيطرة عليها قبل أن تؤثّر على الفريق.
  • تعلّم التّحكّم في العواطف: يحتاج القائد إلى القدرة على ضبط انفعالاته، خاصّةً في المواقف الضّاغطة، لتجنب التّأثير السّلبي على الفريق واتّخاذ قراراتٍ أكثر توازناً. 
  • تطوير التّعاطف مع الآخرين: فهم مشاعر الفريق والتّفاعل معها بشكلٍ مناسبٍ يعزّز الثّقة والتّعاون ويقلّل من الصّراعات. ويمكن ذلك من خلال الاستماع الفعّال وتقديم الدّعم عند الحاجة.
  • التّحفيز الذّاتي: استخدام المشاعر الإيجابيّة لدفع النّفس نحو تحقيق الأهداف رغم الضّغوط يعزّز تركيز القائد ويحفّز الفريق. 
  • بناء علاقات قوية داخل الفريق: تخلق إدارة العلاقات بشكلٍ فعّالٍ بيئة عملٍ متوازنةً وتقلّل التوتر العاطفي. ويشمل ذلك التّواصل الواضح، وتعزيز الثّقة، واستخدام أساليب حلّ النّزاعات بطريقةٍ بنّاءةٍ.

يلعب الذكاء العاطفي دوراً محوريّاً في نجاح القادة وقدرتهم على إدارة التوتر العاطفي داخل الشّركات؛ فمن خلال تطوير الوعي الذّاتيّ، والتّحكم في العواطف، والتّعاطف، والتّحفيز الذّاتيّ، وبناء علاقاتٍ قويّةٍ مع الفريق، يمكن للقائد خلق بيئة عملٍ صحيّةً وإيجابيّةً تعزّز الإنتاجيّة وتحقّق أهداف المؤسّسة.

  • الأسئلة الشائعة

  1. كيف يساعد الذكاء العاطفي القادة في إدارة التوتر العاطفي؟
    يساعد الذكاء العاطفي القادة على فهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين، والتّحكّم في الانفعالات، والتّواصل بفعاليّةٍ، ممّا يقلّل من التوتر العاطفي ويخلق بيئة عملٍ إيجابيّةً وأكثر إنتاجيّةً.
  2. كيف يؤثر التوتر العاطفي غير المُدار على الشركات؟
    يؤدّي التوتر العاطفي غير المُدار إلى انخفاض الأداء،و زيادة الصّراعات، وضعف الرّوح المعنويّة، وارتفاع معدّلات الاستنزاف الوظيفيّ، ممّا ينعكس سلباً على إنتاجيّة الشّركة واستقرارها.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: