الرئيسية الذكاء الاصطناعي كيف يحسن الذكاء الاصطناعي إدارة المخاطر في الشركات؟

كيف يحسن الذكاء الاصطناعي إدارة المخاطر في الشركات؟

حين يُدمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة العمل، تتحوّل الشّركات إلى كياناتٍ أكثر مرونةً وكفاءةً، قادرةٍ على التّنبؤ بالتّحديات واستغلال الفرص بذكاءٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

شكّل إدخال الذكاء الاصطناعي في أنظمة العمل ثورةً غير مسبوقةٍ في مجال إدارة المخاطر داخل الشّركات؛ فلم يعد التّحكّم في الأزمات مسألةً تعتمد على الخبرة البشريّة وحدها، بل أصبحت التّقنيّات الذّكيّة تؤدّي دوراً أساسيّاً في تحليل البيانات، واكتشاف التّهديدات، ووضع حلولٍ وقائيّةٍ قبل وقوع الخطر. كما مكّن الذكاء الاصطناعي الشّركات من تقليل التّحدّيات وتعزيز القدرة على مواجهة الأخطار بمرونةٍ أكبر، ممّا ضمن الاستمراريّة وزاد من ثقة المستثمرين والعملاء.

مفهوم إدارة المخاطر بالذكاء الاصطناعي

يعرف مفهوم إدارة المخاطر بالذكاء الاصطناعي بأنّه توظيف التّقنيّات الذّكيّة لتحليل البيانات واكتشاف التّهديدات قبل حدوثها. يقوم النّظام بجمع معلوماتٍ ضخمةٍ من مصادر متعدّدةٍ ثمّ يحلّلها بدقّةٍ للكشف عن أنماطٍ غير مرئيّةٍ. يساعد هٰذا النّهج الشّركات على التّنبّؤ بالمخاطر الماليّة أو التّشغيليّة أو الأمنيّة بشكلٍ استباقيٍّ. وبذٰلك يتحوّل التّعامل مع الأزمات من ردّ فعلٍ متأخّرٍ إلى إدارةٍ وقائيّةٍ تدعم الاستمراريّة والنّموّ. [1]

كيف يحسن الذكاء الاصطناعي إدارة المخاطر في الشركات؟

يحوّل الذكاء الاصطناعي إدارة المخاطر من مجرّد استجابةٍ تقليديّةٍ إلى نهجٍ استباقيٍّ شاملٍ؛ فعندما تطبّق الخطوات بوعيٍ، تصبح الشّركات أكثر قدرةً على مواجهة الأزمات وتقليل آثارها:

جمع البيانات وتحليلها بفعالية

جمّع الذكاء الاصطناعي كميّاتٍ ضخمةً من البيانات من مصادر داخليّةٍ وخارجيّةٍ مثل الأسواق والعملاء والمورّدين، ثمّ يحلّل هٰذه البيانات بدقّةٍ عاليةٍ لكشف الأنماط الخفيّة. يؤدّي هٰذا التّحليل إلى توفير أساسٍ متينٍ لاتّخاذ قراراتٍ واقعيّةٍ تحمي الشّركة من المخاطر. ويساعد دمج مصادر متعدّدةٍ على تقديم رؤيةٍ شاملةٍ تقلّل من احتماليّة إغفال مؤشّرات خطرٍ مبكرةٍ.

التنبؤ بالأزمات قبل وقوعها

يطبّق الذكاء الاصطناعي خوارزميّات التّعلّم الآليّ لرصد التّغيّرات غير العاديّة في الأداء والسّوق، ممّا يساعد على بناء نماذج تنبّؤيّةٍ تكشف التّهديدات المحتملة مبكّراً. وبذٰلك تستطيع الإدارة اتّخاذ إجراءاتٍ وقائيّةٍ تقلّل من تأثير الأزمة قبل أن تبدأ. ويمنح هذا التّوجّه الشّركات ميّزةً استباقيّةً تجعلها أكثر استعداداً من منافسيها.

تعزيز أمن المعلومات والبيانات

يراقب الذكاء الاصطناعي حركة البيانات على الشّبكات والأنظمة بشكلٍ مستمرٍّ. ويكشف المحاولات المشبوهة الّتي قد تشير إلى هجومٍ إلكترونيٍّ أو خرقٍ أمنيٍّ. يؤدّي هٰذا إلى تقوية الحماية وتقليل احتماليّة فقدان بياناتٍ حساسةٍ أو تعرّض الشّركة للابتزاز الرّقميّ. كما يمكنه التعلّم من الهجمات السّابقة لبناء أنظمةٍ أكثر صلابةً مع مرور الوقت.

دعم القرارات الاستراتيجية

يقدّم الذكاء الاصطناعي تحليلاتٍ عميقةً وتقارير دقيقةً تستند إلى ملايين النّقاط من البيانات. ويمكّن هٰذا القادة من تقييم جميع الاحتمالات بدقّةٍ قبل اتّخاذ القرار. ويقلّل ذٰلك من الاعتماد على الحدس الشّخصيّ ويزيد موضوعيّة الخيارات الاستراتيجيّة. وبذلك يتحوّل القرار إلى عمليّةٍ مدعومةٍ بالبيانات تجعل نتائجه أكثر أماناً وفعاليّةً.

تحسين إدارة سلاسل التوريد

يتابع الذكاء الاصطناعي تدفّق الموادّ الخام والمنتجات في سلسلة التّوريد لحظةً بلحظةٍ. ويحلّل احتماليّة وقوع تأخيرٍ أو انقطاعٍ في أيّ مرحلةٍ. يساعد ذٰلك الشّركات على التّخطيط المسبق لتجاوز الخلل وضمان استمراريّة العمليّات دون توقّفٍ. كما يمكّنها من التّنبؤ بتقلّبات العرض والطّلب لتعديل استراتيجيّاتها بسرعةٍ.

تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة

يسهم الذكاء الاصطناعي في أتمتة العديد من العمليّات المتكرّرة الّتي كانت تستهلك وقتاً وجهداً بشريّاً كبيراً. ويكشف كذٰلك مواطن الهدر في الموارد والتّكاليف. ويؤدّي هٰذا إلى رفع كفاءة الأداء وتوجيه الأموال نحو استثماراتٍ تحقّق عائداً أعلى. ويتيح هذا النّهج للشّركات تخصيص مواردها للابتكار والنّموّ بدلاً من الأعمال الرّوتينيّة.

أنواع الذكاء الاصطناعي المستخدمة في إدارة المخاطر

يوفّر الذكاء الاصطناعي مجموعةً من الأدوات والتّقنيات المتنوعة، ولكل نوعٍ منها دورٌ محددٌ في دعم إدارة المخاطر وتعزيز قدرة الشّركات على الاستجابة بفعاليّةٍ للتّحديات.

  •  التّعلّم الآليّيحلّل الذكاء الاصطناعي البيانات التّاريخيّة والحديثة ليكشف أنماطاً خفيّةً تساعد على التّنبّؤ بالمخاطر الماليّة أو التّشغيليّة. ويمكّن هٰذا النّهج الشّركات من اتّخاذ قراراتٍ استباقيّةٍ تقلّل الخسائر.
  •  التّعلّم العميقيعالج النّظام بياناتٍ معقّدةً مثل الصّور أو الإشارات التّشغيليّة ليرصد الاحتيال أو الأعطال التّقنيّة قبل تفاقمها. يساعد هٰذا النّوع في تحسين استمراريّة العمل وتقليل المخاطر التّشغيليّة.
  •  معالجة اللّغة الطّبيعيّةيفسّر الذكاء الاصطناعي النّصوص الواردة من الأخبار أو تقارير السّوق أو تعليقات العملاء على وسائل التّواصل. يساعد هٰذا التّحليل على رصد المخاطر المرتبطة بالسّمعة والكشف المبكّر عن تهديداتٍ خارجيّةٍ.
  •  الأنظمة التّنبّؤيّة: يطبّق الذكاء الاصطناعي نماذج محاكاةٍ للتّوقّعات المستقبليّة، فيتنبّأ بالسّيناريوهات المحتملة للأزمات. يساعد ذٰلك الإدارة على بناء خطط طوارئ تقلّل من آثار المخاطر قبل وقوعها.
  •  الرّوبوتات الذّكيّةتراقب الرّوبوتات العمليّات التّشغيليّة بشكلٍ مستمرٍّ وتسجّل البيانات بدقّةٍ عاليةٍ. ويمكّن هٰذا الأسلوب المصانع والشّركات من تقليل الأخطاء البشريّة وضمان جودة العمليّات.

تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر

وضع إدخال الذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر الشّركات أمام فرصٍ عظيمةٍ، لكنّه في الوقت نفسه جلب تحدّياتٍ لا يمكن تجاهلها؛ فقد ارتفعت تكلفة بناء أنظمةٍ ذكيّةٍ متكاملةٍ وصيانتها بشكلٍ مستمرٍّ، وهو ما يضع ضغطاً على الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة الّتي لا تمتلك ميزانيّاتٍ كبيرةً. وللتّغلّب على هٰذا التّحدّي، يجب على المؤسّسات أن تبدأ بتطبيقاتٍ بسيطةٍ منخفضة التّكلفة، ثمّ تتدرّج في التّوسّع وفق قدراتها الماليّة.

ظهر أيضاً تحدّي نقص الكفاءات البشريّة القادرة على تشغيل هٰذه الأنظمة وتحليل مخرجاتها. وأصبحت الشّركات بحاجةٍ إلى تدريب موظّفيها على أدوات الذكاء الاصطناعي أو استقطاب خبراء متخصّصين. ولمعالجة هٰذا التّحدّي، يجب الاستثمار في برامج تعليميّةٍ داخليّةٍ، وبناء شراكاتٍ مع الجامعات ومراكز البحث لتأهيل الكوادر. [2]

الخلاصة

الذكاء الاصطناعي أداةٌ استراتيجيّةٌ قادرةٌ على تحسين إدارة المخاطر في الشّركات، حيث عزّز القدرة على التّنبّؤ، وضمن استمراريّة الأعمال، وحسّن أمن المعلومات؛ فعندما يستخدم القائد الذكاء الاصطناعي إلى جانب التّخطيط البشريّ، يضمن أن تتحوّل الأخطار من تهديداتٍ إلى فرصٍ للنّموّ.

  • الأسئلة الشائعة

  1. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلغي دور الإنسان في إدارة المخاطر؟
    لا يمكن أن يلغي الذكاء الاصطناعي دور الإنسان تماماً، بل يعمل كمكمّلٍ يقدّم تحليلاتٍ دقيقةً بينما يظلّ القرار النّهائيّ بحاجةٍ إلى الخبرة البشريّة والحسّ الإداريّ.
  2. ما الفرق بين إدارة المخاطر التقليدية وإدارة المخاطر بالذكاء الاصطناعي؟
    تعتمد إدارة المخاطر التّقليديّة على ردّ الفعل بعد وقوع الأزمة، بينما الذكاء الاصطناعي يعمل بشكلٍ استباقيٍّ عبر التّنبؤ بالتّهديدات ومنعها قبل أن تتفاقم.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: