الرئيسية الريادة كيف تكسب الجمهور في النقاشات: 3 نصائح فعّالة من مهدي حسن

كيف تكسب الجمهور في النقاشات: 3 نصائح فعّالة من مهدي حسن

استراتيجيات مهدي حسن من كتابه "Win Every Argument"، لمعرفة جمهورك، جذب انتباههم، والتواصل الفعّال معهم لتحقيق نجاح أكبر في نقاشات العمل

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

شاهدتُ مؤخّراً فيديو على إنستغرام للمدوّنة ومعدّة البرامج اللّبنانيّة الشّهيرة، لانا مدور، وهي تنصحُ بقراءة كتاب "Win Every Argument: The Art of Debating" لمهدي حسن، وهو صحفيٌّ وإعلاميٌّ وكاتبٌ سياسيٌّ بريطانيٌّ أمريكيٌّ من أصلٍ هنديٍّ ويعمل حاليّاً مذيعاً في قناة الجزيرة الإنجليزية، كما سبق له العمل مع بي بي سي، وهو خرّيج جامعة أوكسفورد.

تحدّثت لانا بشغفٍ عن الكتاب وكيف ساعدها في تحسين مهاراتها في النّقاش. وبما أنّني لطالما وجدت صعوبةً في النّقاشات العمليّة وخاصّةً في بيئة العمل، قرّرت قراءة الكتاب وتطبيق النّصائح التي قدّمها. وفي هذا المقال، سأشارككم بعض النّصائح التي تعلّمتها من الكتاب عن أهمّية كسب الحضور، وسأتابع في مقالاتٍ لاحقةٍ النّصائح الأخرى وكيف يمكنها أن تساعدكم في تحسين مهاراتكم في النقاشات العملية.

وفي هذا الفصل، يركّز مهدي حسن على أهمّية كسب الجمهور كخطوةٍ أساسيّةٍ للنّجاح في أيّ جدالٍ أو نقاشٍ. ويوضّح أن كسبهم هو المفتاح لبناء حجّةٍ قويّةٍ وإقناع الآخرين. فيُقدّم حسن ثلاث نصائح رئيسيّة لتحقيق هذا الهدف:

1. اعرف جمهورك

في البداية، نصح مهدي حسن بمعرفة الجمهور؛ لأنّه أمرٌ حاسمٌ لتكييف حججك بشكلٍ فعّالٍ، ويُوضّح أهمّية الأمر بقوله:

Designing a presentation without an audience in mind is like writing a love letter and addressing it ‘to whom it may concern.

تصميم عرض تقديمي دون وضع الجمهور في الاعتبار يشبه كتابة رسالة حب وتوجيهها إلى "من يهمه الأمر".

وفي بيئة العمل، هذا يعني أنّك تحتاج إلى معرفة من هم الحضور وما هي اهتماماتهم وخلفيّاتهم. على سبيل المثال، إذا كنتَ تستعدّ لتقديم عرض تقديمي لفريق من المحلّلين الماليّين، ركّز على تقديم بياناتٍ وإحصاءاتٍ دقيقةٍ ومدروسةٍ؛ لأنّ هذا ما يهمّهم. أمّا إذا كنت تتحدّث مع فريق تسويق، فاستخدم أمثلةً وحالاتٍ دراسيّة تُوضّح نجاح حملات تسويقية سابقة وكيف ساهمت في تحقيق أهداف الشّركة. فهذا التّكييف في العرض سيساعدك على جذب انتباه الجمهور والحفاظ عليه.

عندما تعرف جمهوركَ، يُمكنك التّحدّث بلغتهم ومعالجة قضاياهم المحدّدة. على سبيل المثال، إذا كنتَ تتحدّث أمام فريقٍ متعدّد الثّقافات، فقد تحتاج إلى استخدام مصطلحاتٍ وأمثلة تكون شاملةً وتُعبّر عن احترامٍ وتقديرٍ للتّنوع الثّقافي.

تخيّل أنّك في اجتماعٍ مع فريقٍ من الخبراء التّقنيين الذين يهتمّون بالتّفاصيل الدّقيقة والبيانات التقنية. وفي هذه الحالة، يُمكنك البدء بعبارةٍ مثل: "لقد أجريت بحثاً شاملاً حول هذا الموضوع، ووجدت أنّ 85% من المستخدمين يُفضّلون الحلول التّقنيّة التي نقدّمها". هذا سيثير اهتمامهم ويجعلهم يشعرون بأنّك تفهم احتياجاتهم وتُقدّر خلفيتهم التّقنيّة.

فمعرفة جمهوركَ ليست مجرّد خطوة أوليّة، بل هي أساسٌ لتبني عليه كلّ جوانب نقاشك. وتذكّر دائماً أنّ الجمهور هو الحكم النّهائي على نجاحكَ في إيصال رسالتكَ؛ لذا اعمل على فهمه جيداً وتقديم ما يهمّه.

2. اجذب انتباههم

من أولى النّصائح التي يُقدّمها مهدي حسن هي ضرورة جذب انتباه الجمهور منذ البداية. ولجذب انتباه الجمهور، من المهمّ استخدام جملٍ افتتاحيّةٍ قويّةٍ، وطرح أسئلةٍ مثيرةٍ، أو سرد قصصٍ شخصيّةٍ. فهذا يساعد على جذب انتباه الجمهور من البداية وجعلهم يتابعون ما تقوله. ويشدّد الكاتب على ذلك بقوله: "يجب عليك جذب انتباه جمهوركَ في الدّقيقة الأولى، ويفضّل أن يكونَ ذلك في أوّل عشر أو عشرين ثانيّةٍ". ويضيف: "ابدأ بجملةٍ افتتاحيّةٍ قويّةٍ، أو شيءٍ غير متوقّعٍ، مثيرٍ، أو حتّى متناقضٍ".

على سبيل المثال، يُمكنك أن تبدأ عرضك التّقديميّ بسؤال مثل: "هل تعلمون أنّ 70% من المشروعات التي تعتمد على التسويق الرقمي تحقق زيادة في المبيعات بنسبة 50%؟" هذا السّؤال لا يجذب انتباه الجمهور فحسب، ولكنّه يثير فضولهم لمعرفة المزيد كذلك. وإذا كنت تُقدّم عرضاً لفريقك حول مشروعٍ جديدٍ، ابدأ بقصّةٍ حول كيفيّة نشوء فكرة المشروع والتّحديّات التي واجهتها في البداية، وكيف تغلّبت عليها. وهذا النّوع من القصص يُمكن أن يجذبَ انتباه فريقك ويجعلهم يشعرون بالحماس للمشروع.

3. تواصل معهم

يُمكن أن يُعزّز التّواصل البصريّ مع الجمهور ومدحهم ومشاركة القصص الشّخصيّة من ارتباط الجمهور بك وبما تقوله. وهذا يساعد في بناء علاقةٍ أقوى مع الجمهور ويجعلهم أكثر تقبّلاً لحججك. يوقول مهدي حسن: "يجب عليك أن تنظرَ في عيون النّاس عندما تتحدّث إليهم". كما يضيف: "لا توجد طريقةٌ أفضل للتّأثير على الجمهور أو تحفيزه مباشرةً، بقوّةٍ، وبصدقٍ من أن تبدأ حديثك بقصّةٍ شخصيّةٍ أو حكايةٍ".

في العمل، يُمكن للاتّصال الشّخصيّ أن يكونَ ذا تأثيرٍ كبيرٍ على كيفيّة استقبال الآخرين لحججك. وعندما تشارك تجاربك الشّخصيّة وكيف تغلّبت على تحديّاتٍ مشابهةٍ لتلك التي يناقشها فريقك، فإنّ ذلك يُعزّز من مصداقيّتكَ ويجعل الآخرين يشعرون بأنّك معهم على ذات القاربِ.

على سبيل المثال، يُمكنكَ أن تقولّ: "عندما بدأت مسيرتي في هذه الشّركة، كنت أواجه تحديّاتٍ كبيرةٍ في إدارة الوقت، وكنت أشعرُ بأنّني لا أستطيع إنجاز المهام المطلوبة منّي. ولكن بعد أن اعتمدت بعض الاستراتيجيّات الجديدة، مثل استخدام قائمة المهام اليوميّة وتحديد أولويّات العمل، تمكّنت من تحسين إنتاجيّتي بشكلٍ كبيرٍ". وهذا النّوع من القصص يخلق ارتباطاً عاطفيّاً مع الجمهور ويجعل حججكَ أكثر تأثيراً.

يُؤكّد مهدي حسن أيضاً على أهمّية أن تكونَ صادقاً ومتواضعاً عند مشاركة قصصك الشّخصية. لا تحاول أن تظهرَ كأنّك تعرف كلّ شيءٍ أو أنّك لم ترتكب أي أخطاء. بدلاً من ذلك، اعترف بتحديّاتك وأخطائك وكيف تعلّمت منها. وهذا يُعزّز من إنسانيّتك ويجعل الآخرين يشعرون بأنّهم يمكنهم الوثوق بك.

لا يتطلّب التّواصل الشّخصي بالضّرورة قصصاً طويلةً أو معقّدةً. أحياناً، مجرّد الإشارة إلى تجاربكَ اليوميّة والتّحديات الصّغيرة التي تواجهها يُمكن أن يتركَ أثراً كبيراً.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: