الرئيسية التنمية استراتيجيات فعّالة للتعامل مع الذين يفرضون آراءهم باستمرار

استراتيجيات فعّالة للتعامل مع الذين يفرضون آراءهم باستمرار

تقنيات الإقناع الفعّالة وكيفية استخدام الاستماع النشط لتحقيق التواصل الأمثل في محيط العمل وما وراءه

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

أنت تقرأ الآن هذا المقال، إذن فأنت قارئٌ محظوظٌ؛ لأنَّك ستعرفُ من خلاله كُلَّ ما يخصُّ "فرض الرأي" كما لم تعرفه من قبل، دعك من كلِّ ما قرأته أو شاهدته من موادٍ مسموعةٍ ومرئيَّةٍ تحدَّثت عن هذا الموضوع، فأغلبها ليست كهذا المقال الذي بين يديك، وتميل أيضاً لما يمكن أن ينطبق عليها وصف مواد التَّنمية البشريَّة غير الواقعيَّة واللا منطقيَّة..

ليس ذلك فحسب، أيُّ سؤالٍ سوف يدور في رأسك أثناء القراءة إجابته موجودةٌ، وأيُّ سؤالٍ لن تسأله كذلك، وكلُّ ما سيردُ بشأنِ فرض الرأي في هذا المقال تعامل معه على أنَّه مُسَلَّمٌ به، لا ولن يحتمل الخَطأ، تأكَّد من أنَّه الصَّواب، وتأكّد بنفس الدَّرجة من عدم احتياجك لأيّ مصادرَ أُخرى لمعرفة المزيد، كما أنَّ إمكانيَّة التَّعليق على هذا المقال ستكون مُغلقةً ولن تكون متاحة للقرَّاء، فمضمون المقال ليس بحاجةٍ لأن يُثرَى بمشاركات تجاربهم حول هذا الموضوع.

لا شكَّ عزيزي القارئ أنَّك انزعجت من الفقرة السَّابقة، وهي فقرةٌ بدأَ بها المقالُ فقط لتصوير كيف يكون فرض الرأي مزعجاً، فالشَّخص الذي يفرض رأيه -مع فارق طريقة الطَّرح طبعاً- يبدو كذلك، فوحده الذي يعلم، رأيه لا يحتمل الخطأ ولو بنسبةٍ قليلةٍ، ويعرض رأيه بطريقةٍ غيرِ لائقةٍ، وحادَّةٍ، ومُنغَلِقَةٍ على نفسها لا يقبل بها أيَّ رأيٍ آخر ولو كان يحمل فكرةً جديدةً أو زاويةً مختلفةً جديرةً بالأخذ في الاعتبار.

رسائل حول "كيف تفرض رأيك!"

قبل عرض هذه الرَّسائل -والَّتي نأمل أن تُلمَّ بأغلب جوانب موضوع فرض الرَّأي- تجدر الإشارة إلى أنَّ الاستفهام في عنوان المقال هو استفهامٌ للتَّعجُّب من "فرض الرأي" وإمكانيَّة تصوُّره شيئاً عاديَّاً يجب أن يُقبَلَ من الآخرين، فهو ليس استفهاماً حقيقيَّاً، أو للتَّقرير سيعرض طرقاً أو آليةً ما تُساعد على فرض الرَّأي، ولو كنتَ قرَّرت قراءة هذا المقال بدافع معرفة هكذا آليَّاتٍ، فستجد من بين الرَّسائل ما هو مُوجَّه إليك.

بدايةً، لا يحتاج "فرض الرأي" إلى علاماتٍ يجدر توضيحها لمعرفته أو لرصده، فهو أمرٌ نواجهه بشكلٍ يكادُ يكون اعتياديَّاً، وبشكلٍ يوميٍّ، سواءً كان ذلك في حياتنا الشَّخصيَّة والاجتماعيَّة، أو كان في حياتنا المهنيَّة والعمليَّة، والأخيرة في الحقيقة هي الأهمُّ، إذ يمكننا في حياتنا الاجتماعيَّة تجنُّب الاحتكاك مع هذا النَّمط من الشَّخصيَّات بسهولةٍ وبدون خَسائرَ، أمَّا في حياتنا المهنيَّة وفي بيئة العمل فالتَّعامل مع "فارض رأيه" مسألةٌ حتميَّةٌ باعتباره زميل عملٍ، وبطبيعة حال ظروف العمل التي تستدعي هذا الاحتكاك، وسيعرض المقال رسائل تُفيد في كيفيَّة التَّعامل بطريقةٍ احترافيَّةٍ في بيئة العمل، في الحالات التي يحاول فيها أحد الزُّملاء فرض رأيه.  [2] [1]

الرَّسالة الأولى: تعاطف

من سمات الموظَّف "فارض رأيه" ظاهرة أنَّه يعرف كلَّ شيءٍ، تماماً كما في الحالات التي يَصدقُ فيها الوصف الدَّارج "أبو العُريَّف" على أحد الشَّخصيَّات التي نلقاها، وبعض هؤلاء الأشخاص تكون لديهم مشكلة ثقةٍ بالنّفس يعوضونه بإظهار هذه الصّفة في سلوكيَّاتهم، ولا يتعلَّق الأمر بمجرَّد فرض رأيه لذاته، وهنا من الأفضل أن تتعاطف معه، وهذا لأنَّ مشكلته هنا أعمق، ولتكن متفهِّماً لسلوكه، ولا تأخذه على محمل المُصادر على رأيك.   

الرّسالة الثَّانية: استخدم سلاح الإقناع

فرض الرَّأي عمليَّةٌ يمكن وصفها بـ"الكسولة"، يختزل فيها فارض رأيه مجهود الإقناع والصَّبر المفترض واللَّازم له؛ لذلك عند التَّعامل في موقفٍ يفرض من خلاله رأيَّاً ما عليك، يمكنك الرَّد بأسئلةٍ استقصائيَّةٍ بدلاً من طلب "الإقناع" منه صراحةً، فقط دع أسئلتك تطلبه بطريقةٍ غير مباشرةٍ، وثق أنَّ هذه الطَّريقة ستؤتي ثمارها حتَّى لو لم يكن ذلك من المرَّة الأولى، فهي مع الوقت ستجعل فارض رأيه يفكِّر قبل فرض رأيه ومراجعة حقائقه التي يعرضها، وستجعله يتجنَّبُ تكرار ذلك، خوفاً من توجيه الأسئلة التي تكشف ضعف رأيه، ومن أن تفضحَ عدم قدرتِه على الإقناعِ.

الرّسالة الثَّالثة: استخدم تقنيات الاستماع

ولكن هنا سيكون استخدامها بشكلٍ عكسيٍّ، بمعنى أنَّك ستدفعه لأن يستمع، و"فارض رأيه" مستمعٌ فاشلُ، ولا يُجيدُ الإنصات، ستجده لا يستمع إلى كامل ما تقوله، وسيقاطعك، أو سيقفز إلى موضوعٍ آخر يتحدَّث عنه؛ لذلك احرص على أن تكون ردودك خلال المحادثة قصيرةً ومختصرةً، وذكيَّةً بما يكفي بتضمُّنها ما يثير فضوله وجعله يتوقَّف عن حديثه ورأيه الذي يفرضه من خلاله.

الرّسالة الرَّابعة: ضع الحدود بجملة "شكراً لك"

إذا لم تكن لديك الطَّاقة لتوجيه أسئلةٍ تكشف بها عدم القدرة على الإقناع فأفضل طريقةٍ للتَّعامل في هذا الموقف هو إنهاء الحوار بجملة "شكراً لك"، وهي طريقةٌ سحريَّةٌ لوضع الحدود اللَّازمة لأن تكون بينك وبين هذا النَّوع من الشَّخصيَّات، مع مراعاة أن تأتي هذه الجملة في إطارٍ من اللَّياقةِ والدِّبلوماسيَّة.

وبهذه الطَّريقة أنت تعطي الإشارة لعدم الرَّغبة في إكمال الحديث أو الحوار، كذلك يمكنك أن تغيِّر الموضوع تماماً، فكلُّ هذه إشاراتٌ سيتلقَّفُها من كان لديه درجةٌ من الوعي الاجتماعيّ التي ستجعله ينتبَّه إلى أنَّ تصرُّفَه مزعجٌ، ولو لم تصله هذه الإشارات سواءً عن عمدٍ منه بتجاهلها أو عن عجزٍ في فهمها يبقى تجنُّب الدُّخول في حوارٍ معه هو الحلُّ الأمثل. 

الرّسالة الخامسة: عزيزي فارض رأيك..

تحيَّةً طيِّبةً وبعد، لا بدَّ أنَّك لاحظت أنَّ الرّسائل السَّابقة كانت موجَّهةً لمن تفرض عليهم رأيك؛ لذلك فهذه الرّسالة موجَّهةٌ إليك أنت.

احترام الرَّأي الآخر ثقافةٌ مهمَّةٌ، و"الاستماع" مهارةٌ يجب عليك أن تُنمِّيها لكي تتواصل بشكلٍ إيجابيٍّ ومثمرٍ مع الآخرين، خاصَّةً في محيط العمل، لكي لا تكون بيئة العمل مزعجةً بسببك، فتصوَّر أنَّ رأيك فقط هو الرَّأي الصَّواب دائماً يجعلك تبدو في صورة الأنانيّ، وافتراضك بأنَّك تعرف كلَّ شيءٍ يجعلك تبدو مثل "أبو العُريَّف"، كما أنَّك في نهاية الأمر ستجد نفسك وحيداً، يتجنَّبك زملاؤك في العمل.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: