زميل العمل الخبيث: كيف تتعامل معه وتتجنّب تأثيره؟
من الاستيلاء على الأفكار إلى رفض التَّعاون زنقل التَّعليقات السَّلبيَّة بين الزُّملاء إلى مستوياتٍ أعلى من التَّحرُّش اللَّفظيّ أو البدنيّ، تتنوَّع بشدَّةٍ أنماط زملاء العمل السَّامين
زميل العمل الخبيث أو السَّامُّ جزءٌ لا يتجزَّأ من أيّ عملٍ تمارسه عموماً، ففي حين أنَّه من المفترض أن يتمتَّعَ الفريقُ الواحدُ بعلاقاتٍ صحيَّةٍ مبنيَّةٍ على الثِّقة والتَّعاون المُتبادل وحُسن النّية، فهذا للأسف لا يتوفَّر في بعضٍ أو الكثير من الأحيان، فمن الاستيلاء على الأفكار إلى رفض التَّعاون أو نقل التَّعليقات السَّلبيَّة بين الزُّملاء إلى مستوياتٍ أعلى من التَّحرُّش اللَّفظيِّ أو البدنيِّ تتنوَّع بشدَّةٍ أنماط زملاء العمل السَّيئين.
فما هي صفات الشَّخص المؤذي في العمل وما تأثيراته المختلفة على المكان عموماً، وعلى موظَّفٍ محدَّدٍ خصوصاً، وهل الإدارة مسؤولةٌ عن انتشار الزُّملاء الحاقدين في العمل؟ وكيف تتخلَّصُ من إزعاجهم؟ وأفضل طريقةٍ للحفاظ على صحَّتك النَّفسيَّة وإنتاجيَّتك والتَّطوُّر المهنيّ في عملك، سواء كان الشَّخص السَّامُّ زميلك أو مديرك أو أيضاً مرؤوسك؟ كلُّ هذا وأكثر سنتعرَّف عليه الآن.
من هو زميل العمل الخبيث؟
زميل العمل الخبيث أو السَّامُّ هو من يسلكُ عن عمدٍ، أو من دون تعمُّد سلوكيَّاتٍ مهنيَّةٍ ضارَّةٍ تُؤدّي إلى بيئة عملٍ غير صحيَّةٍ لجميع أصحاب المصلحة المعنيّين، هو الشُّعور بعدم الارتياح في وجوده، سواء كثير الشَّكوى أو الانتقادات أو التَّعليقات غير اللَّائقة أو الاتّسام بالغيرة الشَّديدة مع عدم الاهتمام بالمشاعر الإنسانيَّة أو احترام الخبرات المهنيَّة، فهو شخصٌ صعبٌ عليك التَّعامل معه يوميّاً تقريباً دون قدرةٍ على تجنُّبه. [1]
وقد أظهر استطلاع رأي لجمعيَّة علم النَّفس الأمريكيَّة أن 76% من العمَّال الَّذين تعاملوا مع شخصٍ سامٍّ في العمل تعرَّضوا إلى مشكلاتٍ عقليَّةٍ ونفسيَّةٍ.
أنماط زملاء العمل السيئين
زملاء العمل السَّيئين يُمكن أن يكونَ لهم أكثر من نمطٍ، وكلُّ شكلٍ بهم قد يتطلَّب طريقة تصرُّفٍ مختلفةً، سواء من المدير أو الزُّملاء والمرؤوسين، وفيما يأتي أشهر أنماط العمل السَّيئين الَّذين قد تمرُّ بهم في حياتك: [2]
الزميل الذي ينسب مجهود الآخرين لنفسه
سوف تجد نمطاً من الزُّملاء الماهرين للغاية في الاستيلاء على التَّقدير لأنفسهم عند إنجاز أيّ عملٍ في الفريق، على الرَّغم من أنَّ مساهمتهم الفعليَّة قد تكون الأقلَّ على الإطلاق، وبالطَّبع من الضَّروريّ أن يحتفلَ الفريق بعد إنجاز مشروعٍ ضخمٍ أو التَّغلُّب على مجموعةٍ من التَّحديَّات، ولكن عندما يأخذ فردٌ كلَّ الإشادة على مجهودٍ بذله الآخرون، فإنَّ هذا يُؤدِّي إلى صراعاتٍ لا نهائيَّةٍ في مكان العمل وتقويض ثقة بقيَّة الموظَّفين.
الرّافض للتّعاون
هناك الكثير من الوظائف الَّتي تعتمدُ تماماً على مدى التَّعاون بين أفراد الفريق لتحقيق أهدافٍ مرتفعة المستوى، ولكن هناك نمطاً يرفض تماماً مشاركة أفكاره أو تقبُّل أيّ اقتراحاتٍ من الآخرين أو تقديم المساعدة لمن يطلبها، ممَّا يُؤثِّر سلباً على نتائج المجموعة بأكملها، وبالتَّالي يظهر العمل بجودةٍ أقلّ، وفي مدَّةٍ زمنيَّةٍ أطول.
النمط كثير الثرثرة، ونقل الحديث
ربَّما يكون هذا هو النَّمط الأكثر وضوحاً في الذّهن عندما نتحدَّث عن زميل العمل الخبيث، فهو يأخذ كلمةً من موظَّفٍ، وينقلها بطريقةٍ ملتويَّةٍ إلى آخرٍ، أو إلى المدير أو أحد العملاء، ممَّا يُؤثِّر سلباً على صورة الموظَّفين الآخرين ليظهر هو فقط بالشَّكل الأكثر مثاليّةً، فالنَّمط الَّذي يُثير الشَّائعات والضَّغائن يخلق أكثر بيئة عملٍ سميَّةً على الإطلاق.
الزميل الذي يتدخّل في كل التّفاصيل الّتي لا تعنيه
هناك نمطٌ من الزُّملاء السَّيئين لديهم رغبةٌ مستمرّةٌ في الإشراف على كلِّ شيءٍ والتَّعبير عن رأيهم دائماً في أيّ مشروعٍ أو مهمَّةٍ، دون أن يُطلبَ منهم، صحيحٌ أن تبادلَ الأفكار والاقتراحات مفيدٌ لسير العمل، ولكن لا يجب على أيّ شخصٍ أن يناقشَ مهمَّةً ليست من اختصاصه، أو يذكر رأيه باستمرارٍ، أو يتدخَّل في عمل الآخرين دون طلبٍ منه، فهذا يُعيق التَّركيز، ويمنع الزُّملاء من الوفاء بمواعيد العمل النِّهائيَّة، ويزيد من التَّشتُّت في بيئة العمل.
الرّافض لأيّ تعديلاتٍ على عمله
وهو على العكس تماماً من النَّمط السَّابق، وهو الزَّميل الَّذي يرفضُ تماماً أيَّ تعديلاتٍ أو تعليقاتٍ إيجابيَّةٍ تماماً على عمله، ومن أهل الاختصاص، وقد يتطوَّر الرَّفض إلى المشرفين أنفسهم، وهذا يخلقُ بيئة عملٍ غير مريحةٍ، فعندما تكون المهمَّة قائمةً على جمع التَّعليقات المختلفة ودمج الآراء، ثُمَّ يرفض شخصٌ أيَّ رأي لزميلٍ آخر، سواء للاستهانة به أو للظَّنِّ أنَّه فقط الَّذي يملك العلم والمهارة، فهذا يُؤثِّر سلباً على بيئة العمل وبقيَّة الموظَّفين.
الزميل الذي يُخفي تفاصيل عمل ضروريّةٍ
فهناك نمطٌ من الزُّملاء الحاقدين الَّذين قد يمتلكون معلوماتٍ ثريَّةٍ تُسهِّل من إنجاز العمل للكثيرين، ولكن يحتفظون بها لأنفسهم، أو لا ينقلون تعليمات المشرفين كاملةً، ممَّا يُعيق زملاءهم عن تحقيق أهدافهم وتأدية أدوارهم كاملةً، فيُتهمُّون بالتَّقصير.
المُتحرّش والمُتنمّر وصاحب الألفاظ السّيئة
يحتاج الجميع إلى الشُّعور بالأمان في بيئة العمل، ولكن عندما يظهر زميلٌ يُزعج زملاءه دائماً، سواء بعبارات الغزل أو السُّخريَّة من شكلٍ، أو من طريقة ملبسٍ، أو من تفضيلات أطعمةٍ معيَّنةٍ، ويقدِّم تعليقاتٍ سلبيَّةً دائماً، فهذا يجعل من الصَّعب على موظَّفٍ محدَّدٍ أو أيضاً مجموعةٍ من الموظَّفين التَّركيز في العمل مع انعدام الرَّاحة، خصوصاً إذا كان هذا الزَّميل يتمتَّع بسلطةٍ إداريَّةٍ أو إشرافيَّةٍ، فإنَّ الأمرَ يكون هنا أكثر صعوبةً بكثيرٍ.
كثير الشّكوى والتّذمّر
وهو الَّذي يُقدِّم الكثير من التَّعليقات السَّلبيَّة عن بيئة العمل، وأنَّ الأجور مجحفةٌ أو ساعات العمل ظالمةٌ أو غيرها من آراء تُثير السّخط في النُّفوس، فطالما ارتضيت ببيئة العمل، فيجب بذل كلِّ جهدٍ ممكنٍ بها مع محاولة التَّطوير أو البحث عن فرصٍ أفضل، لكنَّ كثرة الشَّكوى والتَّذمُّر تتسبَّب في انتشار بيئة عملٍ سامَّةٍ وغير مريحةٍ.
شاهد أيضاً: كيف تكتشف إن كان زميلك أو رئيسك شخصيّةً سامّةً؟ إليك 5 دلائلٍ حاسمةٍ
تأثير التّعامل مع الشّخص المؤذي في العمل
بدءاً من انخفاض معنويات الفريق إلى ارتفاع مستوى التَّوتُّر مع زيادة دوران الموظَّفين، يُمكن لتأثير الموظَّف الخبيث أو السَّامّ أن يمتدَّ إلى مجموعةٍ ضخمةٍ من الجوانب، ومن أهمّ تأثيرات وجود زملاء عملٍ سيئين:
- الإلهاء وتشتيت الذَّهن: عندما تكون بيئة العمل مشحونةً بالصِّراع، ستتأثّر قدرة أعضاء الفريق على مشاركة أفكارهم أو التَّركيز في عملهم أو التَّعاون بفاعليَّةٍ للحفاظ على نظرةٍ إيجابيَّةٍ للعمل.
- انخفاض مستوى الثِّقة: تصرُّف أحد الزُّملاء بطريقةٍ غير لائقةٍ مع آخرين، يُضعف ثقة الموظَّفين في بعضهم بعضاً، ويُعيق أيَّ أنشطةٍ تعاونيَّةٍ يُمكن أن تزيدَ من مصلحة الشَّركة.
- ارتفاع معدَّلات التَّوتُّر: التَّعرُّض إلى شخصٍ سامٍّ أو مؤذٍ أو خبيثٍ يوميَّاً، يؤثِّر على الصِّحَّة العقليَّة والبدنيَّة للموظَّفين، ويرفع من مستويات التَّوتُّر، وبالتَّالي تنخفض الإنتاجيَّة بشكلٍ ملحوظٍ مع انعدام الرّضاء الوظيفيّ مع زيادة معدَّل دوران الموظَّفين.
- تهديد سمعةٍ وقيم المنظَّمة: عندما يتزايد السُّلوك السَّامّ في أحد الفرق دون تدخلٍ حاسمٍ من الإدارة، فهذا يعني موافقتهم الضِّمنيَّة على هذه السُّلوكيَّات، ممَّا يُقوِّض قيماً متنوِّعةً مثل النَّزاهة والمساءلة والانضباط الأخلاقيّ وغيرها.
كيف تتعامل مع زميل العمل الخبيث بكفاءة؟
إنَّ السَّيطرةَ على حياتك العمليَّة مهمَّتك أنت فقط، فسلوك الموظَّف السَّامِّ مهما كان موقعه بالنّسبة لكَ، سواء زميل عملٍ عاديٍّ أو مُشرفٍ عليك، أو تُشرف أنت عليه لا يجب أن يُؤثِّر على عزيمتك أو احترافيَّتك في التَّعامل، ومن أهمّ طرق التَّعامل مع زميل العمل الخبيث:
وضع حدودٍ ثابتةٍ لتقليل الاحتكاك معه
إنَّ الرُّدود الحاسمة على التَّصرُّفات السَّامَّة بأنواعها من أفضل طرق التَّعامل مع زميل العمل السَّامِّ، فإذا كان كثير التَّعليقات، فيمكنك الرَّدُّ بالقول أنا أُقدِّر توجيهاتك، ولكن يُمكنك التَّركيز أكثر في عملك، وإذا كان يثرثر في إشاعاتٍ، فيُمكنك أن تذكر بوضوحٍ أهميَّة التَّركيز على مهام المشروع، كما يمكنكَ تحديد الرَّسائل لتكون عبر البريد الإلكترونيّ أو أحد تطبيقات تنظيم العمل الجماعيّ بحيث يكون كلُّ شيءٍ مدوَّناً وواضحاً دون الكثير من الثَّرثرة، وغيرها من أفكار يُمكن معها تقليل الاحتكاك لأقلّ درجةٍ مع هذا الزَّميل.
استخدام نظريّة الصّخرة الرّماديّة
وهي ببساطةٍ تعني عدم إبداء أيّ ردِّ فعلٍ عاطفيٍّ على السُّلوك السَّامّ من الشَّخص المؤذي، فبعض الأشخاص يحصلون على الوقود اللَّازم لهم من إزعاج الآخرين ليستمرُّوا في هذا السُّلوك، ولكن عندما تبدو باهتاً في ردود أفعالك، فإنَّكَ تحرمهم من المتعة الَّتي يشعرون بها من الانتقاد أو النَّميمة أو السُّخريَّة وغيرها، صحيحٌ أنَّ الأمرَ قد يكون صعباً في البداية، ولكن مع التَّدريب والإصرار وتعلُّم مهارات ضبط النَّفس يُمكنك السَّيطرة تماماً على سلوكهم، دون أن تتأثَّر عاطفيّاً.
اجعل التّطوير المهنيّ أولويّتك
تركيزك على هدفكَ وعملكَ ووضع خطَّةٍ قويَّةٍ تُشغِل بها نفسك، سيُقلِّل من التَّأثير العاطفيّ للشَّخص السَّامِّ عليك، كما أنَّ تعزيزَ مهاراتكَ الوظيفيّة، سواءً عبر دوراتٍ احترافيَّةٍ أو ورش عمل سترفع من ثقتكَ بنفسك؛ لتواجه زملاء العمل الحاقدين بقوَّةٍ ومهنيَّةٍ حقيقيَّةٍ.
البحث عن المساعدة
إذا لم يتحسِّن الوضع، أو كانت الانتهاكات والإساءات مباشرةً وغير مريحةٍ بالفعل، وتحتاج إلى تدخُّلٍ حاسمٍ، فيُمكنك توثيق بعض أنواع هذه الإساءة، سواء عبر كاميرات المراقبة في المكان أو عبر التَّسجيل الصَّوتيّ على هاتفك المحمول وتقديم شكوى إلى قسم الموارد البشريَّة إلى المدير المباشر، مع بيان تأثير هذه السُّلوكيَّات على إنجازك في العمل والالتزام بالمواعيد النّهائيَّة.
ابحث عن فريقٍ داعمٍ لك
لقد مرَّ الجميع تقريباً بسلوكٍ أو أكثر يتَّسم بالسُّميَّة والأذى في مجال العمل، سواءً في بداية حياتهم المهنيَّة، أو في أيّ مرحلةٍ منها، ويُمكن للتَّنفيس عن مشاعر الغضب مع عائلتك ومحيطك أن يجعلك تشعر بالتَّحسُّن بالإضافة إلى إمكانيَّة طرح حلول بناءً على موقعكَ الوظيفيّ وتأثير هذا الشَّخص على ترقيَّتك أو تطوُّرك المهنيّ.
لا تنجرف مطلقاً خلف مشاعركَ
يُمكن للسُّلوك السَّامّ أن يجعلكَ تفقد صوابكَ وتُخطئ في عملك أو تصيحَ غاضباً، أو تستقيلَ أو يجعلك تتصرَّف بطريقةٍ غير مهنيَّةٍ، وهذا أسوأ ما قد تقوم به لنفسك؛ لذا حافظ دائماً على هدوئك، حتَّى لا تكون أنت المُخطِئ في النِّهاية، على الرَّغم من كونكَ ضحيّةً في الأساس.
اعتن جيّداً بنفسكَ
قد تعتقدُ أنَّ العناية الذَّاتيَّة أمرٌ بعيدٌ تماماً عن كيفيَّة التَّعامل مع زميل العمل الخبيث، ولكن هذا غير حقيقيٍّ على الإطلاق، فعندما تعتني بجسدكَ وبعقلكَ من خلال التَّغذية الصّحيَّة والابتعاد عن العادات السَّيئة قدر الإمكان والنَّوم المبكّر وممارسة القليل من الرّياضة والحفاظ على رطوبة الجسم، فإنَّ هذا يُضفي الكثير من الهدوء عليك فلا تكون مشغولاً دائماً بالتَّفكير في هذه السُّلوكيَّات السَّامَّة، بل قد لا تلتفت لها من الأساس.
شاهد أيضاً: تأثير بيئة العمل على الإنتاجية بطريقةٍ إيجابية وبناءة؛
هل للإدارة دور في الحدّ من الزملاء الحاقدين في العمل؟
بالطَّبع نعم، فإذا كنت مديراً أو مشرفاً على فريق، فإنَّ من أهمِّ واجباتك رفض السُّلوك السَّامّ بكلِّ أنواعه والتَّصرُّف تجاهه بحسمٍ وقوَّةٍ، وإلَّا ستكون هذه بمثابة رسالةٍ بأنَّ هذه السُّلوكيَّات السَّيئة مرحَّبٌ بها في مكان العمل، وللأسف الشَّديد تعتمد بعض الشَّركات والمؤسَّسات على زيادة المنافسة بين الموظَّفين عبر نشر الشَّائعات أو تمييز موظَّفٍ عن آخر دون كفاءةٍ فعليَّةٍ أو غيرها من تصرُّفاتٍ قد لا يكون الحلُّ المتاح لها إلّا مغادرةُ هذه البيئة، ولكن في حالٍ كانت مؤسَّسةً طبيعيَّةً ترغب في زيادة الإنتاجيَّة والأرباح على المدى الطَّويل، فإنَّ من أهمِّ مهام المُشرفين والمديرين تهيئة بيئة عملٍ صحيَّةٍ، وإليك ما يمكنك تنفيذه كمديرٍ للحدِّ من تأثير الموظف السام: [3]
توثيق السّلوك السامّ
لا يجب اتِّخاذ أيُّ قرارٍ بناءً على الشَّائعات، بل يجب إنشاء سجلٍ للسُّلوكيَّات السَّامَّة الصَّادرة من أحد الموظَّفين، أو من مجموعةٍ منهم للتَّأكُّد من التَّعامل مع نمطٍ ثابتٍ من السُّلوك السَّامّ العامِّ، وليس حوادث شخصيَّة معزولة بين اثنين من الموظَّفين بناءً على مواقف خاصَّةٍ.
تحديد مصدر المشكلة
بمجرَّد جمع مجموعةٍ من الأدلَّة على وجود نمطٍ سامٍّ ممَّا سبق، فيجب تحديد مصدر هذا السُّلوك على الفور باستدعاء الموظَّف المذكور ومحاولة فهم الأسباب الكامنة وراء هذا السُّلوك، ويمكن أن تكونَ المواجهة مباشرةً أو غير مباشرةٍ، فقد تجد أنَّه يعمل لساعاتٍ إضافيَّةٍ مثلاً، ويشعر بالضَّغط الشَّديد، فينفّثُ غضبه في زملائه، أو لا يكون لديه التَّدريب المناسب، ويشعر بالغيرة فيخرجها في سلوكيَّاتٍ سامَّةٍ مثل النَّميمة أو تقويض مجهود الآخرين.
البحث عن حلول فوراً
بمجرَّد فهم السَّبب الكامن يُمكنك البحث عن حلولٍ فوراً، والَّتي قد تكون في تقليل ساعات العمل الإضافيَّة أو منح الموظَّف تدريباً خاصّاً أو اقتراح ورش عملٍ ملائمةٍ له تساعد على تطويره مهنيّاً، كما يُمكن نقله إلى مكانٍ آخر بعيداً عن الفريق الأساسيّ.
الاستعداد لاتّخاذ قراراتٍ صعبةٍ
يُمكن أن يؤدِّي نقل الموظَّف السَّامِّ إلى تحسين سلوكيَّاته ومنحه إنذاراً قويّاً، ولكن قد لا يتحسَّن الوضع، بل تزيد المساوئ، وينتقل السُّلوك السَّامّ إلى مستوياتٍ أُخرى، وهنا يجب اتِّخاذ قرارٍ بإنهاء عمله في حالة الرّغبة في حماية بقيَّة الفريق وزيادة التَّركيز والإنتاجيَّة.
وفي الختام، إنَّ الموظف السّامّ قد يكون شديد الكفاءة في جانبٍ مهنيٍّ مُحدَّدٍ يجعل المشرفين يتردَّدون كثيراً في طرده، ولكنَّ تقليل تأثيره السَّيئ مهمَّة لا ينبغي تجاهلها، سواء كان هذا بتقليل احتكاكه بالآخرين أو تغيير طرق الاتّصال أو أيضاً تعويض المتأثّرين معنويّاً وماديّاً في حالة كانت هناك صعوبةٌ شديدةٌ في التَّخلُّص منه.