تشينشي وانغ من Rain Capital: كيف يتشكّل الابتكار السيبراني المحلي في قلب التحول العالمي؟
حين تفرض التّحوّلات العالميّة في التّكنولوجيا والبنية التّحتيّة واقعاً جديداً، يبرز الابتكار السيبراني المحلّيّ في المنطقة بوصفه استجابةً استراتيجيّةً تعيد تشكيل المشهد الرّقميّ
تُولي شركة "رين كابيتال" (Rain Capital)، وهي شركة رأس مال مغامر مقرّها ولاية كاليفورنيا وتركّز على الاستثمارات في المراحل المبكرة في مجالي الأمن السيبراني والذّكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence – AI)، اهتماماً بالغاً بكيفية تطوّر المنظومة السيبرانية في الشرق الأوسط، لا سيّما في ظلّ تزايد تقاطع أولويات المنطقة مع التحوّلات العالمية الأوسع في مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية.
وفي حديثها إلى "عربية .Inc" على هامش مؤتمر بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا (Black Hat MEA 2025)، أشارت تشينشي وانغ (Chenxi Wang)، المؤسِّسة والشريكة العامة في رين كابيتال، إلى أنّ المؤتمر نفسه يُجسّد مدى اتّساع وتعقّد النقاش الدائر حول الأمن السيبراني عبر دول مجلس التعاون الخليجي وأفريقيا.
وقد وصفت وانغ اللحظة الراهنة بأنّها نتاج تداخل قوى متعدّدة تعيد صياغة الطريقة التي يُتناوَل بها الأمن السيبراني على مستوى العالم، خصوصاً مع بدء التقنيات الناشئة في إعادة تشكيل الأنظمة والهياكل التقليدية الراسخة. وقالت في هذا السياق: "إذا نظرنا إلى المشهد عالميّاً، نجد أنّ الأمن السيبراني يمرّ بمرحلة لافتة، لأنّ الذّكاء الاصطناعي بوصفه ابتكاراً جديداً أحدث اضطراباً واسعاً في كثير من البنى التحتية والأنظمة التقليدية، وهي أنظمة باتت تتطلّب مقاربات جديدة في التعامل مع الأمن السيبراني، وهذا عامل أوّل. أمّا العامل الثاني، فيتمثّل في حالة الانقسام أو التمحور المحلي. فأوروبا تتّجه إلى بناء حزمة تقنياتها الخاصّة بمعزل عن الولايات المتحدة، والصين تسلك مساراً مستقلّاً، بينما تعمل دول مجلس التعاون الخليجي على إنشاء مراكز بياناتها الخاصة بالذّكاء الاصطناعي وبُناها السحابية. ونحن إذن أمام وفرة من فرص الابتكار المحليّ، إلى جانب رؤىً ذات طابع عالمي".
وإلى جانب التكنولوجيا ذاتها، شدّدت وانغ على أنّ تطوّر مجال الأمن السيبراني يُعيد أيضاً تعريف الفئات القادرة على الانخراط فيه، متحدّياً الافتراض السائد بأنّه حكر على أصحاب الخلفيات التقنية البحتة. وقالت: "ليس من الضروري أن تكون متخصّصاً في علوم الحاسوب، ولا أن تكون خريج تخصّص تقني، كي تعمل في مجال الأمن السيبراني"، مبرزةً التنوّع الواسع في الأدوار التي تتجاوز نطاق الهندسة.
