Comfi تتعاون مع Wafeq لإطلاق برنامج تمويل فواتير ذكي

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

في خطوةٍ نوعيّةٍ تهدف إلى معالجة تحدّي السّيولة النّقديّة، الّذي تعاني منه الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة في دولة الإمارات، أعلنت شركة "كومفي" (Comfi)، المتخصّصة في حلول التّمويل المضمّن بين الشّركات، عن تعاونٍ استراتيجيٍّ مع منصّة المحاسبة السّحابيّة "وافق" (Wafeq) لإطلاق برنامجٍ تمويليٍّ بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي.

وتسعى هذه الشّراكة إلى تمكين أكثر من 10,000 شركةٍ تديرٍ حساباتها عبر منصّة وافق من الاستفادة من تمويلٍ فوريٍّ للفواتير بقيمةٍ تصل إلى مليوني درهمٍ إماراتيٍّ (نحو 545 ألف دولار) لكلّ شركةٍ، دون التّأثير على دوراتها البيعيّة أو الحاجة إلى تغيير أدواتها الرّقميّة المعتادة.

قال سانجار سامييف، المؤسّس الشّريك والرّئيس التّنفيذيّ لشركة كومفي، في تصريحاتٍ خاصّةٍ مع "عربية .Inc": "ما نلمسه يوميّاً من السّوق أنّ التّحدّي الأكبر أمام نموّ الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة هو التّدفّق النّقديّ؛ هذه الشّركات غالباً ما تتحمّل عبء تمويل عملائها من خلال تقديم منتجاتها وخدماتها بالآجل، في انتظار التّحصيل لمدّةٍ قد تمتدّ من 30 إلى 90 يوماً أو أكثر".

ولفت سامييف إلى أنّ منصّة وافق تعالج حاليّاً فواتير شهرية تتجاوز قيمتها 500 مليون درهم، وهو ما يخلق فرصةً فعليّةً لتقديم تمويلٍ فوريٍّ في مكان الحاجة، دون تغييرٍ في بيئة العمل المعتادة للمستخدمين.

كما أوضح سامييف أنّ هذه الشّراكة تعتمد على نموذج التّمويل المضمّن، ما يعني أنّ المستخدمين يمكنهم طلب التّمويل مباشرةً من داخل منصة وافق، دون الحاجة إلى تطبيقاتٍ إضافيّةٍ أو عمليّات تسجيلٍ معقّدةٍ: "نحن نوفّر التّمويل من داخل البرمجيّات الّتي يستخدمونها يوميّاً، ممّا يلغي الحاجة إلى عمليّات الإعداد اليدويّ أو الإجراءات الورقيّة التّقليديّة".

أمّا أمل عبدلاييف، المؤسّس الشّريك والمدير التّجاريّ لشركة كومفي، فشرح أنّ النّظام يعمل على مستويين؛ فالمستوى الأوّل هو خصم الفواتير، حيث يتمّ جلب بيانات الفواتير وسجلّ الدّفع المرتبط بها مباشرةً من واجهة برمجة التّطبيقات الخاصّة بوافق، بالإضافة إلى بياناتٍ إضافيّةٍ، مثل: رخصة التّجارة وبيانات شركة الاتّحاد للمعلومات الائتمانيّة، ما يسمح بتحديد سقوف التّمويل تلقائيّاً، دون الحاجة لأيّ وثائق يدويّةٍ.

ويظهر للمستخدمين سجلّ فواتيرهم الصّادرة مباشرةً في لوحة تحكّم كومفي، حيث يمكنهم طلب التّمويل بضغطة زرٍّ، مع استلام الأموال خلال 24 ساعةٍ فقط. ويُعدّ هذا النّظام تمويلاً كاملاً لما بعد البيع، مدمجاً بسلاسةٍ في سير عمل المستخدم، دون أي تعطيلٍ أو تعديلٍ على النّمط التّشغيليّ.

كما كشف عبدلاييف عن ميّزةٍ ثانيةٍ سيتم إطلاقها قريباً، وهي خاصيّة الدّفع لاحقاً المضمّنة مباشرةً في فواتير وافق، وعندما يختار المشتري هذا الخيار، تتولّى كومفي التّحقّق الائتمانيّ، وتقوم بسداد المبلغ للبائع، بينما تُحصَّل الأموال من المشتري في الموعد المتفق عليه. وقال: "نحن نمنح المورّدين القدرة على تقديم شروط دفعٍ مرنةٍ دون القلق من التّحصيل، وفي الوقت نفسه نسمح للمشترين الحصول على تمويلٍ دون عناءٍ".

وتطمح كومفي إلى توسيع نطاق حلولها الماليّة المضمّنة لتشمل قطّاعاتٍ جديدةً، مثل: تمويل الحسابات الدّائنة والتّمويل التّجاريّ، بما يدعم عمليّات الاستيراد والتّصدير والحماية من تقلّبات أسعار العملات. وكانت الشّركة قد حصلت على تسهيلاتٍ تمويليّةً بقيمة 5 ملايين دولارٍ من مكتبٍ عائليٍّ خاصٍّ في أبوظبي، ما مكّنها من تعزيز قدراتها في التّمويل الذّكيّ القائم على البيانات.

وفي السّياق ذاته، أشار سامييف إلى أنّ المملكة العربيّة السّعوديّة تُمثّل الوجهة التّالية للتّوسّع، قائلاً: "نحن في مراحل متقدّمةٍ من النّقاشات مع شركاء محليّين لتوسيع تكاملنا مع وافق، خاصّةً في ظلّ الطّلب المرتفع على حلول التّمويل بين الشّركات في مجالاتٍ، مثل: التّصنيع والتّوزيع".

من جانبه، أكد أكبرُف، المؤسّس الشّريك ومدير العمليّات، أنّ على مؤسّسي الشّركات النّظر إلى تمويل الفواتير كأداةٍ استراتيجيّةٍ مستدامةٍ، وليست مجرّد وسيلةٍ مؤقّتةٍ، وأضاف: "الشّركات الأذكى تستخدم هذا التّمويل لزيادة المخزون قبل المواسم، أو لتقديم شروط دفعٍ أطول لعملاء رئيسيّين، أو لاستثمارٍ فوريٍّ في التّسويق والتّوظيف بدلاً من انتظار تحصيل الإيرادات".

وفي ختام حديثهم، شدّد فريق كومفي على رؤيتهم المستقبليّة الّتي تتمحور حول إدماج الخدمات الماليّة في أدوات العمل اليوميّة، لجعل التّمويل أكثر سلاسةً ومرونةً، وفي خدمة النّموّ لا البقاء فقط.