الرئيسية الأخبار Code & State تضخ 3 ملايين دولار لتعزيز بنية العملات المستقرة

Code & State تضخ 3 ملايين دولار لتعزيز بنية العملات المستقرة

تشهد العملات المستقرة تحوّلاً جذريّاً في المشهد الماليّ العالميّ، مدفوعةً بتقنياتٍ جديدةٍ تسعى لسدّ الفجوات في الخصوصيّة، والكفاءة، والتّبنيّ الجماهيريّ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

في عام 2022، أُسِّسَت شركة "كود آند ستيت" (Code & State) على يد سيدريك فالدبورغر وأرتيا موغبيل (Artia Moghbel) في دبي، برؤيةٍ واحدةٍ وواضحةٍ: دعم المشاريع التّقنية الّتي تُواجه تحديّات العملات المستقرّة، سواء في مجالات المدفوعات، أو التّحويلات الماليّة، أو الامتثال، أو الأمن.

وقد جاء انطلاق مهمّة الشّركة في توقيتٍ حاسمٍ، حيث تجاوز حجم المعاملات العالميّة بالعملات المستقرّة 15 تريليون دولارٍ أمريكيٍّ في عام 2024، متفوّقاً بذلك على حجم المدفوعات السّنويّة لعمالقة مثل "فيزا" (Visa). ومع تنامي الزّخم حول العملات المستقرّة، نجحت الشّركة في جذب تمويلٍ قدره 3 ملايين دولارٍ في أبريل من شركة الاستثمار المغامر الأمريكيّة "ووربرغ سيريس" (Warburg Serres) وشركة الأصول الرّقمّية البريطانيّة "كي آر 1" (KR1).

وفي حديثه إلى مجلة "عربية .Inc"، كشف فالدبورغر، الّذي بدأ رحلته مع العملات الرّقميّة منذ أكثر من عقدٍ، كيف تحوّلت هوايته إلى مهنةٍ، إذ قال: "عندما اكتشفت البيتكوين عام 2012، انفتحت أمامي آفاق النّقود الرّقميّة اللّامركزيّة والمحدودة، وقد قادني هذا الفضول عميقاً في عالم التّشفير".

ومنذ ذلك الحين، شارك فالدبورغر في مشاريع كبرى، مثل: "ديفينيتي" (Dfinity - ICP) و"ليكويتي" (Liquity)، وأصبح لاحقاً أحد المستثمرين البارزين في مشاريع "ويب 3" (Web3). وقد عزّزت هذه التّجارب قناعته بأنّ العملات المستقرّة ليست مجرّد ابتكارٍ قائمٍ على البلوكشين، بل تمثّل حجر الأساس للجيل القادم من الأنظمة الماليّة.

البنية التحتية للعملات المستقرة: من النظرية إلى التطبيق

تتمحور رؤية كود آند ستيت حول تطوير بنيةٍ تحتيّةٍ تُتيح توسيع نطاق استخدام العملات المستقرّة عالميّاً، إذ تتعاون الشّركة مع روّاد الأعمال لتصميم حلولٍ عمليّةٍ لتحديّاتٍ حقيقيّةٍ، مثل: التّحويلات الماليّة، والامتثال التّنظيميّ، والخصوصيّة، وسهولة الاستخدام.

ويُشكّل برنامج "روّاد الأعمال المقيمين" (Entrepreneurs-in-Residence - EIR) محوراً أساسيّاً في هذه الاستراتيجيّة، حيث يُتيح للمؤسّسين المختارين تمويلاً مبدئيّاً، وإرشاداً تقنياً، بالإضافة إلى ربطهم بشبكةٍ واسعةٍ من المستثمرين والخبراء.

وقد حقّق هذا البرنامج نجاحاً لافتاً، إذ قاد العديد من المؤسّسين إلى ابتكار حلولٍ جديدةٍ في مجال العملات المستقرة. وتكمن قوّة نموذج كود آند ستيت في التزامه بثقافة الثّقة والتّمكين؛ فبعكس الاستوديوهات التّقليديّة الّتي تستحوذ على حصصٍ كبيرةٍ من الشّركات، تُمنح الشّركة مؤسّسي المشاريع سيطرةً كاملةً على شركاتهم، مع تقديم دعمٍ شاملٍ ومستمرٍّ.

دبي: الحاضنة المثالية لمستقبل العملات الرقمية

اختيار دبي كمقرٍّ رئيسيٍّ للشّركة لم يكن محض صدفةٍ، إذ توفّر الإمارات بيئةً تنظيميّةً واضحةً وطموحةً تهدف إلى تحويل البلاد إلى مركزٍ عالميٍّ للتّقنيات الرّقميّة والعملات المشفرّة، إذ يقول فالدبورغر: "دبي قاعدةٌ مثاليّةٌ، إذ يقدّم المنظمون إرشاداتٍ واضحةً، وتُوفّر البيئة الاقتصاديّة المؤيدة للأعمال تنفيذاً سريعاً".

ورغم تمركزها في دبي، إلّا أنّ رؤية كود آند ستيت تمتدّ عالميّاً، وتستند إلى تجارب مباشرةٍ من أسواقٍ ناشئةٍ. ومن بين أعضاء الفريق شخصٌ مقيمٌ في الأرجنتين، حيث تُستخدم العملات المستقرّة كوسيلةٍ للتّحوّط ضدّ التّضخم وضوابط العملة. ويعلّق فالدبورغر على هذا قائلاً: "كانت مساهمته محوريّةً في تشكيل فهمنا لاستخدامات الأسواق النّاشئة".

مستقبل العملات المستقرة في Web3 والأنظمة المالية

مع تزايد الحاجة إلى عملاتٍ رقميّةٍ مستقرّةٍ وموثوقةٍ، تُعدّ العملات المستقرّة عنصراً أساسيّاً في تطوّر مشهد التّمويل الرّقميّ، إذ يقول فالدبورغر: "العملات المستقرّة هي رموزٌ رقميّةٌ مرتبطةٌ بعملاتٍ تقليديّةٍ؛ فمعظمها مرتبطٌ بالدّّولار الأمريكيّ وتحافظ على قيمةٍ ثابتةٍ قدرها دولارٌ واحدٌ لكلّ رمزٍ. مثلاً، العملات مثل USDC وUSDT مدعومةٌ باحتياطاتٍ نقديّةٍ، في حين أنّ LUSD وBOLD تعتمد على آليّاتٍ لامركزيّةٍ ومضمونةٍ بأصولٍ، مثل: الإيثيريوم (ETH)".

ويضيف: "تكمن فائدتها الحقيقيّة في الاستقرار، ممّا يجعلها مثاليّةً في ويب 3، ليس فقط كوسيلةٍ للدّفع مقابل السّلع والخدمات، بل كمخزنٍ للقيمة بعيداً عن تقلّبات سوق العملات الرّقميّة".

وفي الواقع، أصبحت العملات المستقرّة أداةً ثوريّةً في النّظام الماليّ العالميّ، حيث تقدّم بدائل أكثر سهولةً وفعاليّةً للأنظمة التّقليديّة. ويؤكّد فالدبورغر: "ستتحوّل العملات المستقرة إلى بنيةٍ تحتيّةٍ أساسيّةٍ للأنظمة الماليّة، سواء شعر بها المستخدم أم لا؛ فهي تساهم بالفعل في تسريع التّحويلات الدّوليّة. والمرحلة القادمة ستشهد ظهور خدمات ائتمانٍ وبنوكٍ جديدةٍ لا تعتمد على مؤسّساتٍ تقليديّةٍ".

الخصوصية وسهولة الاستخدام: العقبات القادمة

رغم هذا النّموّ، تبقى الخصوصيّة وسهولة الاستخدام من أبرز التّحديّات الّتي تواجه مستقبل العملات المستقرّة، إذ يقول فالدبورغر: "من التّحديات الأساسيّة هي الخصوصيّة؛ فالمعاملات على البلوكشين علنيّةٌ بطبيعتها. على سبيل المثال، إرسال 10 دولاراتٍ رقميّة لتاجرٍ يمكن أن يكشف كامل تاريخ معاملاتك، وهذا خطرٌ كبيرٌ على الأفراد والشّركات معاً".

ويُتابع: "أحد مؤسّسينا في البرنامج يطوّر بروتوكولاً جديداً يُدعى "ميراج" (Mirage)، يُوفّر تحويلاتٍ مستقرّةً تحافظ على الخصوصيّة". كما تعمل الشّركة على ما تُسمّيه "شبكة أمانٍ رقميّة"، وهو حلٌّ تأمينيٌّ مبتكرٌ يُشبه مؤسّسة ضمان الودائع الفيدرالية (FDIC) ولكن للعملات المستقرّة. إذ يقول فالدبورغر: "نسعى لبناء نظام تأمينٍ يحمي المستخدمين. كما نعمل على تحسين تجربة المستخدم؛ محافظ العملات المستقرة حالياّ ًمعقّدةً جدّاً، ويصعب استخدامها بشكلٍ واسعٍ. ولهذا نطوّر واجهاتٍ جديدةً تسهّل الاستخدام الجماعيّ".

التبني المؤسسي والاستقلالية الإقليمية

يرى فالدبورغر أنّ التّبنيّ المؤسّسي للعملات المستقرة يقترب من التّحوّل إلى واقعٍ ملموسٍ. إذ يقول: "نلاحظ أنّ مؤسّساتٍ كبرى، مثل: فيزا، وبنك أوف أمريكا، وباي بال، قد بدأت بالفعل باستخدام العملات المستقرّة"، ويضيف: "هذا التّسارع في التّبنّي يدفع تطوير البنية التّحتيّة والأدوات والتّطبيقات الموجّهة للمستخدم النّهائيّ".

ويبرز أيضاً اتّجاهاً سريعاً نحو العملات المستقرّة المرتبطة بعملاتٍ إقليميّةٍ غير الدولار. إذ يقول: "نموّ العملات المستقرّة غير المرتبطة بالدّولار بلغ 115%، وتجاوزت قيمتها السّوقيّة الآن 500 مليون دولارٍ"، ويضيف: "في غضون عامين، أتوقّع أن نرى تمثيلاً قويّاً للعملات الإقليميّة في هذا القطّاع؛ فهذه الرّموز توفّر سيادةً ماليّةً وتحوّطاً ضدّ تقلّب العملات، وهو أمرٌ جوهريٌّ للأسواق النّاشئة".

المستقبل والوصايا للمؤسسين

ينظر فالدبورغر إلى المستقبل بعين التّفاؤل، قائلاً: "الفوائد الّتي تقدّمها العملات المستقرّة -من سرعة، وشفافيّة، وقابلية للبرمجة- لا يمكن تجاهلها، وأعتقد أنّها ستستبدل العملات الورقيّة في المعاملات اليوميّة بحلول عام 2035". أمّا نصيحته لمؤسّسي المشاريع في مجال البلوكشين فهي واضحةٌ: "ابدأ من احتياج المستخدم، وتأكّد من أنّ ما تبنيه يحلّ مشكلةً فعليّةً وملحّةً، فالكثير من مشاريع ويب 3 تبدأ بحلٍّ يبحث عن مشكلةٍ، وهذا نادراً ما ينجح".

ويشدّد أيضاً على أهميّة الاستعداد التّنظيميّ: "في مجال العملات المستقرّة، فهم اللّوائح التّنظيميّة أمرٌ أساسيٌّ. يجب أن تعرف الولاية القضائيّة الّتي تعمل بها، وهل تحتاج إلى تراخيص أم لا؟ فالوضوح المبكّر في هذا الجانب يُمكن أن يوفّر شهوراً من التّأخير وتكاليف كبيرةً. نحن في كود آند ستيت نساعد المؤسّسين في التّعامل مع هذه الجوانب من اليوم الأوّل".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: