الرئيسية الأخبار Aria Ventures تطلق صندوقاً جديداً بقيمة مليون دولار

Aria Ventures تطلق صندوقاً جديداً بقيمة مليون دولار

مبادرةٌ استثماريّةٌ تسعى لترجمة الابتكارات العلميّة إلى مشاريع تجاريّةٍ، عبر تمويلٍ مخصّصٍ للتّقنيات العميقة ومرافقة مؤسّسيها في خطواتهم الأولى

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

أعلنت شركة "آريا فنتشرز" (Aria Ventures)، وهي استوديو مشاريع متخصّصٍ مقرّه مصر، عن إطلاق صندوقٍ جديدٍ بقيمة مليون دولارٍ أمريكيٍّ (50 مليون جنيه مصري) يهدف إلى دعم الشّركات النّاشئة ذات الإمكانات العالية في مجال التّكنولوجيا العميقة.

وقد صُمّم هذا الصندوق خصيصاً لدعم شركات التكنولوجيا العميقة النّاشئة في مصر، بهدف ردم الهوّة بين الأبحاث العلميّة والتّطبيقات الواقعيّة في السّوق. كما تسعى الشّركة من خلال هذا الصّندوق إلى دفع عجلة الابتكار العميق في المنطقة، مع خطّةٍ مستقبليّةٍ لتوسيع حجم الصّندوق إلى نحو 4 ملايين دولارٍ أمريكيٍّ (200 مليون جنيه مصري) خلال السّنوات الأربع القادمة.

تأسّست آريا فنتشرز على يد عمرو العوامري في عام 2024، وهي استوديو مشاريع يركّز على تحفيز الابتكار في مجالات التّكنولوجيا العميقة عبر طيفٍ واسعٍ من القطّاعات، تشمل: الرعاية الصحية، والزّراعة، التّصنيع المتقدّم، والأنظمة الصّناعيّة.

وفي مقابلةٍ مع مجلة "عربية .Inc"، أكّد العوامري، الّذي يشغل منصب الرّئيس التّنفيذيّ لآريا فنتشرز، على النّهج العمليّ الّذي تتبّعه الشّركة في بناء شركات التكنولوجيا العميقة، مشيراً إلى أنّ الشّركة نشأت من شعور بالإحباط إزاء الطّريقة الّتي يتجاهل بها المستثمرون التّقليديّون الابتكار العلميّ الحقيقيّ؛ لأنّه لا يتماشى مع نموذج العوائد السّريعة، بحسب وصفه.

وعلى عكس حاضنات الأعمال التّقليديّة أو شركات رأس المال المغامر، تتدخّل آريا فنتشرز في مراحل مبكّرةٍ جدّاً من رحلة الشّركات النّاشئة، حتّى قبل مرحلة التّأسيس الرّسميّ؛ فقال العوامري: "نحن نتدخّل في وقتٍ مبكرٍ جدّاً، غالباً قبل التّأسيس، حيث نرصد التّقنيات الواعدة داخل المختبرات ونسعى لترجمتها إلى سرديّاتٍ تجاريّةٍ قابلةٍ للتّطبيق". وأضاف: "لا نقدّم مساحات عملٍ مشتركةً أو حصصاً نمطيّةً من الإرشاد كما تفعل الحاضنات التّقليديّة، بل نبني مسارات مشاريع مخصّصةٍ: من مواءمة التّقنية مع السّوق، إلى التّخطيط التّنظيميّ، وصولاً إلى تنفيذ استراتيجيّات دخول السوق. وغالباً ما ندخل القّطاع الصّناعيّ منذ اليوم الأوّل. لذلك، فكّر فينا كشركاء مؤسّسين يملكون رأس المال وخارطة طريق".

وأوضح العوامري أنّ الفجوة المستمرّة بين البحث العلميّ وجاهزيّة السّوق ناتجةً عن ثلاثة أسبابٍ رئيسيّةٍ، تشمل: تضارب الحوافز بين الاعتراف الأكاديميّ والنّجاح التّجاريّ، وغياب نظم الدّعم الّتي تساعد الباحثين على تحويل اختراعاتهم إلى أعمالٍ قابلةٍ للحياة، وضعف التّوافق مع التّحديّات الواقعيّة الّتي تواجهها الصّناعة. ولمعالجة هذه التّحديّات، تتبنّى آريا فنتشرز دوراً فاعلاً في بناء الشّركات من نقطة الصّفر. إذ قال العوامري: "نحن نحلّ هذه المشكلة من خلال إشراك الصّناعة منذ اللّحظة الأولى، والتّحقّق من وجود حالات استخدامٍ حقيقيّةٍ، وبناء المشاريع على أساس طلبٍ حقيقيٍّ، وليس مجرّد دفعٍ نظريٍّ".

كما يرى العوامري أنّ ما يُميّز آريا فنتشرز عن غيرها هو التّورّط التّشغيليّ العميق والالتزام الحقيقيّ بالبناء المشترك إلى جانب المؤسّسين؛ فأضاف قائلاً: "فريقنا لا يقف على الهامش. نحن نشارك في تصميم التّجارب، ومراجعة الخطط التّقنيّة، والمساعدة في تقديم طلبات براءات الاختراع، والتفاوض مع الشّركاء الصّناعيين بشأن إثباتات المفهوم". وتابع موضّحاً: "على سبيل المثال، إذا كانت شركةٌ ناشئةٌ تطوّر مستشعراً بصريّاً لسلامة الأغذية، فإنّنا نحضّر شريكاً من قطّاع الأغذية والمشروبات للتّحقّق من المواصفات، بينما يقوم فريق الملكيّة الفكريّة لدينا بصياغة البراءة، ويضع مخطّط المنتج خارطة طريقٍ للمنتج الأوّليّ".

وشدّد العوامري على أنّ دور آريا فنتشرز يتجاوز النّصائح التّقليديّة، قائلاً: "هذا ليس مجرّد إرشادٍ، بل هو تقاسمٌ حقيقيٌّ للحِمل التّشغيليّ". وأضاف: "في إحدى الحالات، استطعنا تحويل نموذج أوّليٍّ تم تطويره في مختبرٍ جامعيٍّ إلى مشروعٍ تجريبيٍّ خلال أقلّ من 4 أشهرٍ؛ فهذا هو مستوى الدّفع الذي نقدّمه".

وفيما يتعلّق باختيار الشركات الناشئة الّتي تستحقّ التّمويل، أشار العوامري إلى أنّ آريا فنتشرز تتبّع فلسفةً تضع المؤسّس أوّلاً، مركّزةً على المواهب الاستثنائيّة قبل أيّ شيءٍ آخر؛ فأضاف: "نحن نبحث عن مؤسّسين يملكون معرفةً عميقةً، ويُظهرون قابليّة للتّعلّم والتّوجيه، ويعملون على مشكلاتٍ كبيرةٍ غالباً ما تُهمل رغم أنّ لها طلباً واضحاً في السّوق". كما شدّد على أنّ التّقنية نفسها يجب أن تكون محوريّةً وقابلةً للدّفاع عنها، مع إمكانيّاتٍ قويّةٍ لحماية الملكيّة الفكريّة. وأضاف أنّ من الضّروريّ أن تكون الشّركة قادرةً على التّحرّك بسرعةٍ، وأن يكون لديها مسارٌ واضحٌ نحو إثبات المفهوم أو التّشغيل التّجريبيّ خلال فترةٍ تتراوح بين 6 إلى 9 أشهرٍ.

كما أشار العوامري إلى أنّ آريا فنتشرز تعمل على بناء شراكاتٍ فاعلةٍ مع الجامعات ومؤسّسات البحث العلميّ لاكتشاف وتقييم التّقنيات ذات الأثر العالي في مراحلها المبكّرة؛ فقال: "نحن نؤسّس برامج رصدٍ داخل الجامعات المصريّة والإقليميّة، تتضمّن مراحل الدّفاع عن الرّسائل العلميّة أو التّعاون مع مكاتب نقل التّكنولوجيا، كما نقدّم طلبات تمويلٍ مشتركةً حيث توفّر آريا فنتشرز مساراتٍ تجاريّةً متكاملةً، إلى جانب ترتيباتٍ مُشتركةٍ للملكيّة الفكريّة تقلّل من تعقيدات التّرخيص".

كما أكّد على أهميّة التّعاون العمليّ مع المختبرات، مضيفاً: "نتعاون أيضاً مع المختبرات على البنية التّحتيّة المشتركة لتطوير النّماذج الأوّليّة وإجراء التّجارب التّجريبيّة". وأردف أنّ هذه المبادرات تُشكّل جزءاً من رؤيةٍ بعيدة المدى، وقال: "على المدى البعيد، نطمح إلى تحويل هذه المنهجيّة إلى بروتوكولٍ وطنيٍّ مؤسسيٍّ لاكتشاف التّكنولوجيا العميقة".

وفي شهر يونيو، أطلقت آريا فنتشرز مسابقة :ديب تيكر" (DeepTecher)، والّتي تهدف إلى تحويل الأبحاث الرّائدة إلى شركات تكنولوجيا عميقة قابلةٍ للحياة تجاريّاً. وتُقدّم المبادرة منصّةً للمشاركين لعرض أفكارهم، مع الحصول على التّوجيه والدّعم اللّازمين لتحويل تلك الأفكار إلى شركاتٍ ناشئةٍ واعدةٍ.

وفي تعليقه على إطلاق المسابقة، أوضح العوامري أنّ هذه المبادرة تتجاوز إطار مسابقات الشركات الناشئة التّقليديّة، قائلاً: "ديب تيكر ليست مسابقة شركاتٍ ناشئةٍ؛ إنّها جهاز كشف إشاراتٍ. صمّمناها لاكتشاف المؤسّسين التّقنيّين الّذين لا يزالون في المختبر، ويُكافحون لصياغة أبحاثهم في إطار مشروعٍ تجاريٍّ".

وتوفّر المسابقة مساراً منظّماً يتضمّن مراحل تقييم وإرشاد متعدّدةٍ، وتمنح المشاركين الفائزين جوائز ماليّةً تبلغ 50000 جنيه مصري (1040دولاراً)، و30000 جنيه (625 دولاراً)، و20000جنيه (415 دولاراً) على التّوالي، إلى جانب إمكانيّة الوصول الفوريّ إلى موارد دعمٍ تقنيٍّ وتجاريٍّ تشمل الحماية الفكريّة، وتمويل إثبات المفهوم، والتّحقّق من قِبل شركاء صناعيّين. كما تتيح المسابقة للفرق المتقدّمة فرصة الحصول على تمويلٍ يصل إلى 50000 دولارٍ مرتبطٍ بمراحل التّطوير، بالإضافة إلى إدراجٍ سريعٍ في مسار استوديو المشاريع التّابع لآريا فنتشرز، مع إمكانيّة البناء المشترك مع فريقها المتخصّص.

وفي ختام تصريحاته، قدّم العوامري نصيحةً لروّاد الأعمال الطّموحين في مجال التكنولوجيا العميقة، قائلاً: "توقّف عن انتظار أن يكتشف أحدهم اختراعك، وابنِ سرديّة مشروعٍ حوله؛ فابدأ من حالة استخدامٍ حقيقيّةٍ، لا من خوارزميّةٍ تحبّها. لا تستهلك وقتك في مطاردة التّمويل، بل ركّز على حلّ مشكلةٍ حقيقيّةٍ ومؤلمةٍ. والأهم: ابحث عن شريكٍ يفهم كلاً من العلم والسّوق؛ لأن التكنولوجيا العميقة لا تنجو بالإلهام فقط، بل تحتاج إلى ترجمةٍ وسرعة وتنفيذٍ لا يلين.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: