منصة Best Kept Shared تحصل على استثمار استراتيجي جديد
لدعم أعمالها في مجال الأزياء وتأجير الموضة الفاخرة عبر نموذجٍ مجتمعيٍّ يركّز على السّوق المحليّ في الشّرق الأوسط

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
حصلت منصة "بيست كبت شيرد" (Best Kept Shared)، ومقرّها الإمارات، والمتخصّصة في تأجير وبيع الأزياء الفاخرة عبر نموذج النّظير للنّظير، على استثمارٍ من شركة "موف ذا نيدل كونسلتنسي" (Move the Needle Consultancy)، وهي شركةٌ استشاريّةٌ أسّستها "ماري غبريال" (Mary Ghobrial)، التّنفيذيّة المعروفة بخبراتها في عددٍ من منصّات التّجارة الإلكترونيّة الإقليميّة مثل "أمازون" (Amazon).
تأسّست موف ذا نيدل كونسلتنسي على يد غبريال في الولايات المتّحدة عام 2018، وتقدّم خدماتها الاستشاريّة لعددٍ من مشاريع التجارة الإلكترونية، من بينها "نمشي" (Namshi) في الخليج، و"نايكا" (Nykaa) في الهند. ويأتي هذا الاستثمار تماشياً مع تركيز موف ذا نيدل على قطّاع الموضة الدّائريّة، كما يهدف إلى ترسيخ مكانة بيست كبت شيرد كلاعبٍ مميّزٍ في سوق إعادة البيع المتطوّر في الشرق الأوسط.
تأسّست بيست كبت شيرد في دبي عام 2023 على يد كيلي باور وصوفي كولر، وتُمكّن المنصّة النّساء من استئجار أزياءٍ فاخرةٍ مباشرةً من خزائن منتقاةٍ بعنايةٍ في أنحاء المنطقة. وتعتمد المنصة على نموذج النّظير للنّظير، وتعرض قطعاً من شخصيّاتٍ عامّةٍ، مثل: نادية حسن، وروزمين مانجي، وليسا ميلان، إلى جانب مصممّات أزياءٍ مستقلّاتٍ.
وفي مقابلةٍ مع "عربية .Inc"، شرحت باور كيف نشأت الشّراكة مع غبريال، قائلةً: "تعرّفنا على ماري من خلال معارف مشتركةٍ في مجال التّجارة الإلكترونيّة، وكان هناك انسجامٌ فوريٌّ. وسجلّها الحافل في أمازون وسوق ونمشي يتحدّث عن نفسه، لقد أدركت أنّ التّحوّل نحو الموضة القائمة على الوصول -وليس التّملّك- لم يعد مجرّد توجّهٍ مستقبليٍّ، بل هو واقعٌ قائمٌ بالفعل. كما تفهم ماري تماماً كيفيّة توسيع نطاق المنصّات الّتي تعتمد على لوجستياتٍ عالية التّردّد، وتعقيداتٍ متعدّدة القنوات، وطموحاتٍ عابرةٍ للحدود، ولهذا كانت الشّريكة المثاليّة لبيست كبت شيرد".
ومع التّوقّعات بأن تمثّل سوق إعادة البيع نحو 23% من سوق الأزياء العالميّ بحلول عام 2030، ومع اشتداد المنافسة بين قنوات التّأجير التّابعة للعلامات التّجاريّة الفاخرة العالميّة، شدّدت باور على تميّز بيست كبت شيرد من خلال نموذجها المجتمعيّ الّذي يضع السّوق المحليّ في قلب عمليّاته. وقالت: "نحن نعتمد على نموذج النّظير للنّظير، ما يمنحنا قدرةً على التّوسّع في الخزائن دون الحاجة لتوسيع المخزون، ونوفّر تنوّعاً حقيقيّاً في الأسلوب، كما نتيح لعشّاق الموضة أن يتحوّلنَ إلى رائدات أعمالٍ في هذا المجال. ونحن أيضاً نركّز على السّوق المحلي؛ فنقدم خدمات توصيلٍ في نفس اليوم، وضمانات مناسبة المقاسات، ومجموعاتٍ مختارةٍ من أسماءٍ تتبّعها النّساء في هذه المنطقة فعليّاً".
كما أكّدت باور أنّ بيست كبت شيرد تواكب التّغيّرات في سلوك كلّ من المستهلكين والعلامات التجارية، موضّحةً: "مع تحوّل التّأجير إلى قناة اكتشافٍ وإيرادٍ، وليس فقط قصّة استدامةٍ، بدأنا نلحظ تغيّراً في كيفيّة تفاعل العلامات التجارية والمستهلكين مع هذا النّموذج. وهنا يأتي دور نموذجنا الهجين الّذي يجمع بين خزائن الأفراد، وخزائن مدارَةٍ، وشراكاتٍ مع العلامات التجارية، ما يمنحنا مرونةً حقيقيّةً للتّكيّف".
كما أشارت إلى أنّ العلامات التجارية الفاخرة كانت في البداية متحفّظةً تجاه سوق تأجير الأزياء، لكنّها تؤمن الآن أنّ التّجربة أثبتت أنّ التّأجير لا يقلّل من قيمة العلامة، بل يعزّز من اكتشافها. وقالت: "لطالما ساد اعتقادٌ في قطّاع الفخامة بأنّ الحصريّة هي ما يصنع القيمة، لكن ما نلاحظه هو أنّ التّأجير لا يضعف قيمة العلامة، بل يعزّز من اكتشافها. بالنّسبة للعديد من المستهلكين، يكون التّأجير بوابتهم الأولى نحو الوقوع في حبّ علامةٍ تجاريّةٍ لم يسبق لهم اختبارها".
شاهد أيضاً: Khazna تحصل على تمويل بقيمة 16 مليون دولار
وأضافت باور أنّ بعض العلامات شهدت ارتفاعاً في الطّلب بعد ظهورها على المنصّة، وتابعت: "يمكن أن يتكامل التّأجير مع البيع بالتّجزئة كقناةٍ مرافقةٍ، تحقّق الإيرادات من مخزونٍ خامدٍ، وتبنّي الوعي بالعلامة التجارية، وتوفّر بديلاً للتّخفيضات أو البضائع غير المباعة. ومع انتقال سلوك المستهلكين من التّملّك إلى الوصول، فإنّ أذكى العلامات هي من تتكيّف، لا من تقاوم".
أمّا نصيحتها لروّاد الأعمال في مجال تكنولوجيا الموضة في المنطقة، كان التّركيز على الفهم العميق للسّوق المحليّ، إذ قالت: "ستكون مضطرّاً لفعل شيئين في آنٍ واحدٍ: بناء المنتج وبناء السّوق، ممّا يعني فهماً دقيقاً لكيفيّة تسوّق النّاس، ولبسهم، وتفاعلهم مع الموضة؛ فهذا ليس مجرّد نسخ نماذج نجحت في أماكنٍ أخرى، والتّكنولوجيا الرّائعة لن تُحدث فرقاً ما لم تكن طبيعيّةً، ومفيدةً، ومُتجذّرةً ثقافيّاً".