الرئيسية الريادة كيف تتقدّم لمسرّعة أعمال أو صندوق استثماري في الخليج؟

كيف تتقدّم لمسرّعة أعمال أو صندوق استثماري في الخليج؟

عرضٌ احترافيٌّ، جهةٌ مناسبة، وتجنُّب الأخطاء المُكرَّرة... هذه مفاتيح القبول في برامج الاستثمار الخليجيّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

الإجابة باختصارٍ على سؤال "كيف يمكن التّقديم على صندوقٍ استثماريٍّ أو مسرّعة أعمالٍ في الخليج العربيّ؟": يبدأ التّقديم بتحضير عرضٍ استثماريٍّ احترافيٍّ، يبرز مشروعك من كافّة جوانبه الأساسيّة: المشكلة، الحلّ، السّوق المستهدف، الفريق، والنّموذج الماليّ.

بعد ذلك، تقدّم طلبك إلى الجهة المناسبة، سواءً كانت مسرّعة أعمالٍ مثل "فلات 6 لابز" (Flat6Labs) أو "فايف هندرد غلوبال" (500 Global)، أو صندوق رأس مالٍ جريءٍ مثل "شروق بارتنرز" (Shorooq Partners) و"فينتشر سوق" (VentureSouq)، مع الحرص على مراجعة شروط كلّ جهةٍ والالتزام بمتطلّباتها. وتجنّب الأخطاء الشّائعة مثل نقص المعلومات أو المبالغات ضروريٌّ لزيادة فرصك بالقبول، كما ينصح بالرّجوع إلى المصادر الرّسميّة للإرشاد والدّعم.

في الفقرات التّالية، سنأخذك في جولةٍ مفصّلةٍ حول خطوات التّقديم، مكوّنات العرض الاستثماريّ النّاجح، الفروقات بين الصّناديق والمسرّعات في دول الخليج (مع أمثلةٍ من السّعوديّة، الإمارات، قطر، والبحرين)، إضافةً إلى أبرز الأسئلة الشّائعة الّتي يطرحها روّاد الأعمال، وإجاباتٍ واضحةٍ تساعدك على اتّخاذ خطوتك التّالية بثقةٍ نحو الحصول على التّمويل.

الإجراءات الأساسيّة للتّقديم على صندوقٍ استثماريٍّ أو مسرّعة أعمالٍ

لضمان تقديمٍ فعّالٍ واحترافيٍّ إلى برامج الاستثمار، سواءً كانت صناديق رأس مالٍ جريءٍ أو مسرّعات أعمالٍ، ينبغي لروّاد الأعمال اتّباع الخطوات الأساسيّة التّالية:

1. البحث واختيار الجهة المناسبة

ابدأ بدراسة الجهات الاستثماريّة المتوفّرة في الخليج، وحدّد الأنسب لمجال مشروعك ومرحلته الحاليّة. إذ تركّز بعض المسرّعات على قطاعاتٍ محدّدةٍ مثل "التّقنيّة الماليّة" (Fintech) أو "الرّعاية الصّحّيّة" (Healthtech)، بينما تستهدف بعض صناديق الاستثمار مراحل معيّنةً من نموّ المشروع، كمرحلة الفكرة/البذرة أو مرحلة التّوسّع. احرص على مراجعة مطالب الأهليّة لكلّ برنامجٍ (مثل الجنسيّة، مقرّ المشروع، أو القطاع المستهدف) قبل إرسال طلبك. [1]

2. بناء العلاقات والتّشبيك

يمكن أن يحدث التّواصل المباشر مع مجتمع ريادة الأعمال في بلدك المستهدف فرقاً كبيراً. احرص على حضور الفعاليّات المحلّيّة الّتي تنظّمها مسرّعات الأعمال أو حاضنات المشاريع، فهي فرصٌ ذهبيّةٌ للقاء مستثمرين أفرادٍ وشركاء محتملين.

قد يساعدك بناء شبكة علاقاتٍ قويّةٍ على الحصول على توصيةٍ مباشرةٍ أو ترشيحٍ خاصٍّ بدلاً من الاكتفاء بالتّقديم البارد. كما تعزّز المشاركة في المعسكرات التّدريبيّة ومسابقات عرض المشروع (Pitch) من فرص ظهور مشروعك أمام الجهات التّمويليّة.

3. إعداد العرض الاستثماري (Pitch Deck)

قم بإعداد عرضٍ تقديميٍّ احترافيٍّ وموجزٍ يظهر جوهر مشروعك وقيمته السوقية. يجب أن يتضمن العرض شرحاً واضحاً للمشكلة التي تحلها، والسوق المستهدف، ونموذج الإيرادات، وفريق العمل، والخطط المالية.

عادةً ما يتكون العرض من 10 إلى 15 شريحةً، ويجب أن يكون جذاباً وسهل الفهم. تذكر أن هذا الملف هو أول ما يطلع عليه المستثمرون لتقييم فكرتك، لذٰلك من الضروري تخصيصه بما يتناسب مع كلّ جهةٍ تتقدم لها، وتجنب التّعميم أو المعلومات المكررة وغير الموجهة. [2] [3]

4. تعبئة الطّلب واتّباع التّعليمات بدقّة

لكلّ جهةٍ استثماريّةٍ آليّة تقديمٍ مختلفةٌ. بعضها يعتمد على نماذج إلكترونيّةٍ عبر الموقع، والبعض الآخر يطلب إرسال الملفّ عبر البريد الإلكترونيّ مرفقاً بمستنداتٍ مثل نموذج العمل أو الخطّة الماليّة.

اقرأ التّعليمات بعنايةٍ والتزم بها تماماً: أجب على جميع الأسئلة وقدّم كلّ البيانات المطلوبة بدقّةٍ ووضوحٍ. قد تطلب بعض البرامج مستنداتٍ إضافيّةً مثل رخصة السّجلّ التّجاريّ أو فيديو تقديميٍّ قصيرٍ للمؤسّسين، لذلك من الأفضل تجهيز هذه الموادّ مسبقاً. تجاهل أيّ من المطالب قد يؤدّي إلى إستبعاد طلبك مباشرةً. [4]

5. المتابعة والاستعداد للمقابلة بعد تقديم الطّلب

من المفيد متابعة الجهة المعنية للتأكّد من استلام الطلب و معرفة حالة التقييم. كن مستعدّاً لاحتمال إجراء مقابلةٍ (افتراضيّةٍ أو حضوريةٍ) لمناقشة تفاصيل مشروعك. في هذه المقابلات، قد تطرح أسئلةٌ دقيقةٌ حول نموذج عملك، والأداء الماليّ، واستراتيجيّة النموّ، لذا حضّر إجاباتٍ واضحةً مدعومةً بالبيانات.

كما ينصح بالتّدرّب مسبقاً على تقديم عرضٍ شفهيٍّ قصيرٍ، لإقناع المستثمرين خلال اللقاءات أو في فعاليّات يوم العرض (Demo Day) الّتي تنظّمها المسرّعات.

باتّباع هذه الخطوات وتنفيذها بشكلٍ منهاجيٍّ، تزيد فرص شركتك النّاشئة في القبول والحصول على الاستثمار المطلوب في برامج الخليج العربي. تذكّر أنّ العمليّة قد تستغرق وقتاً (أسابيع أو أشهراً) بين التّقديم والحصول على ردٍّ، لذا تحلّ بالصّبر واستمرّ في تطوير عملك خلال فترة الانتظار. [5]

المعلومات المطلوبة في ملفّ الشركة الاستثماريّ

يعدّ الملفّ الاستثماريّ أداةً أساسيّةً لإقناع المستثمرين، لذا يجب أن يحتوي على معلوماتٍ شاملةٍ ومختصرةٍ تعطي صورةً واضحةً عن مشروعك. فيما يلي العناصر الرئيسيّة التي ينبغي تضمينها في عرضك التقديميّ:

المشكلة الّتي يحلّها المشروع

وضّح ما هي المشكلة أو الحاجة القائمة في السّوق الّتي تستهدفها. اجعلها ملموسةً ومهمّةً بحيث يدرك المستثمر أنّ هناك ألماً حقيقيّاً لدى العملاء المحتملين. مثلاً: "صعوبة حصول المتسوقين الإلكترونيين على خدمة توصيلٍ سريعةٍ في المدن الصّغيرة".

الحلّ والمنتج المقدّم

 اشرح كيف يقدّم مشروعك حلاً مبتكراً للمشكلة المذكورة. بيّن مزايا منتجك أو خدمتك وكيفية عملها بصورةٍ مبسّطةٍ. من المهمّ إبراز القيمة المقترحة الّتي تميّز حلّك عن البدائل الأخرى.

حجم السّوق والفرصة المتاحة

أعرض لمحةً عن السّوق المستهدف وحجمه المتوقّع. استخدم أرقاماً وإحصائيّاتٍ موثوقةٍ لتقدير عدد العملاء المحتملين أو حجم الإنفاق في هذا القطاع داخل منطقتك (مثلاً السّوق الخليجيّ). هذا يوضح للمستثمر حجم الفرصة والعائد المحتمل في حال نجاح المشروع.

نموذج العمل (آليّة تحقيق الإيرادات)

بيّن بوضوحٍ كيف ستجني شركتك الأموال. هل هو عبر البيع المباشر، الاشتراكات، العمولات، الإعلانات، أم غير ذلك؟ قم بتضمين الهيكل التّسعيريّ المتوقع ومن هم عملاؤك المباشرون. حيث يهتم المستثمرون جدّاً بفهم خطة الرّبح الخاصة بك لضمان أنّ المشروع قابلٌ للاستدامة والنّموّ.

الفريق المؤسّس والخبرات

عرّف بالمؤسّسين وأعضاء الفريق الرّئيسيّين، مع ذكر خلفيّاتهم المهنيّة والتّعليميّة وإنجازاتهم المتعلّقة بالمشروع. يعطي فريقٌ قويٌّ ومكمّلٌ لبعضه ثقةً للمستثمر بأنّ لديهم القدرة على التّنفيذ. سلّط الضّوء على خبراتكم في المجال ومهاراتكم (مثل التّقنيّة، التّسويق، العمليّات) التي تدعم نجاح المشروع.

المنافسون والميّزة التنافسية

 قدّم نظرةً على المشهد التنافسي. من هم أبرز المنافسين أو البدائل الحاليّة التي يستخدمها العملاء المستهدفون؟ ثمّ وضّح تميّزك التنافسيّ– ما الذي يجعلك مختلفاً أو أفضل (مثل تقنيةٍ فريدة، نموذج عملٍ أرخص، خبرة فريقٍ خاصة). يريد المستثمر التأكّد أنّك مدركٌ للسوق وتعرف كيف تتفوّق. فيه. [6]

الإنجازات الحاليّة

إذا كان لديك أيّ تقدّمٍ محقّق حتّى الآن، اعرضه. قد يكون ذلك نموٌّ في عدد المستخدمين، أو إيراداتٌ محقّقةٌ خلال الأشهر الماضية، أو شراكاتٌ مهمّة، أو حتّى نموذجٌ أوّليٌّ ناجح. بحيث سيعزّز أيّ دليلٍ على تفاعل السّوق مع منتجك موقفك (وإن كنت في مرحلةٍ مبكّرةٍ جدّاً، يمكن ذكر نتائج بحوثٍ السّوق أو اختباراتٍ أوليّةٍ أجريتها).

الخطّة المستقبليّة والتّمويل المطلوب

أخيراً، بيّن رؤيتك للفترة القادمة: كيف ستستخدم الاستثمار المطلوب وما هي أهمّ المحطّات الّتي تنوي تحقيقها (Plan & Milestones). حدّد المبلغ الّذي تطلبه من الاستثمار وما الحصّة المقابلة (إن كنت في مفاوضات صندوقٍ جريءٍ) أو كيف ستستخدم هذا التّمويل (مثلاً: تطوير المنتج، التّسويق، التّوظيف). هذه الشّريحة مهمّةٌ خاصّةٌ عند مخاطبة الصّناديق الاستثماريّة لتوضيح العائد المتوقّع من الاستثمار في شركتك.

احرص أن تكون لغة العرض واضحةً ومباشرةً، مع تصميمٍ مرتّبٍ وخالٍ من الإطالة. تذكّر أنّ المستثمرين يتصفّحون عشرات العروض؛ يجب أن يترك عرضك انطباعاً قويّاً من أوّل نظرةٍ. كما يفضّل البعض إرفاق خطّة عملٍ تفصيليّةٍ أو ملخّصٍ تنفيذيٍّ من صفحةٍ واحدةٍ، لذا كن جاهزاً بمثل هذه الوثائق عند الطّلب.

ما الفرق بين شروط صناديق الاستثمار ومسرّعات الأعمال؟

قد يبدو التّقديم إلى مسرّعات الأعمال مشابهاً للتّقديم إلى صناديق الاستثمار الجريء، لكن هناك اختلافاتٌ جوهريّةٌ في الشّروط والمتطلّبات وطبيعة التّمويل الّتي تقدّمها كلّ جهةٍ. فيما يلي توضيحٌ لأبرز الفروقات، مع أمثلةٍ لبرامج بارزةٍ في السّعوديّة والإمارات وقطر والبحرين:

  • "صناديق رأس المال الجريء" (VC Funds): عادةً ما تستثمر صناديق رأس المال الجريء مبالغ أكبر مقابل حصص ملكيّةٍ في الشّركة الناشئة. يتفاوض على نسبة الأسهم بحسب تقييم الشّركة في جولة الاستثمار. لا تقدّم الصّناديق برنامجاً تدريبياً زمنيّاً محدداً، بل توفر التّمويل وقد تساعد في التّوجيه الاستراتيجيّ وربطك بشبكة علاقاتهم.

على سبيل المثال، يستثمر صندوق "شروق بارتنرز" في الإمارات في مراحل مبكرةٍ (ما قبل البذرة إلى النّموّ) ويركز على قطاعاتٍ مثل التّكنولوجيا الماليّة والمنصّات الرّقميّة. كذلك "فينتشر سوق" كصندوقٍ إقليميٍّ يدعم الشّركات في مرحلة النّموّ ويشارك أحياناً في عدة جولاتٍ استثمار. في السّعودية، صندوق "إس تي في" (STV) و"رائد فنتشرز" Raed Ventures)) من أبرز صناديق الاستثمار الجريء المحليّة الّتي تمول الشّركات التّقنيّة في مراحل متقدمةٍ نسبياً. تكون شروط "صناديق رأس المال الجريء" عادةً أكثر صرامةً من حيث التّدقيق؛ فهي تتطلب وجود مؤشرات أداءٍ واضحةٍ، مثل نمو قاعدة العملاء أو عقود موقّعةٍ، وتركّز بشكلٍ كبيرٍ على التّقييم الماليّ التّفصيليّ قبل اتخاذ قرار الاستثمار.

  • مسرّعات الأعمال (Startup Accelerators): توفّر المسرّعات برنامجاً مكثّفاً لفترة محدّدة (غالباً 3 إلى 6 أشهر) يتضمن تدريباً وإرشاداً وورش عمل، إضافة إلى مبلغ تمويل أوّلي مقابل حصّة ملكية عادةً. تتميّز الشروط بأنها تقبل شركات في مراحل أوّلية جداً (حتى مرحلة الفكرة بشرط وجود نموذج أوّلي).

على سبيل المثال، "فلات 6 لابز" (وهي شبكة إقليمية للمسرّعات تتواجد في البحرين وأبوظبي وغيرها) تستثمر حوالي 65,000 إلى 120,000 دولار في كل شركة ناشئة ضمن برامجها مقابل حصّة أسهم أقليّة، وتوفّر برنامج إرشادي وشبكة علاقات للمؤسّسين. أمّا "فايف هندرد غلوبال" فقد أدارت برنامج مسرّعة مسك 500 في السعودية، حيث كانت تقدّم $50,000 لكل شركة في الدّفعات الأولى مقابل 7% من الأسهم. [7] [8] [9]

شروط "مسرّعات الأعمال" غالباً أبسط وأكثر وضوحاً من شروط "صناديق رأس المال الجرئ" (VC Funds). في معظم الحالات، تحدّد المسرّعات مسبّقاً شروط التّمويل لجميع المقبولين، مثل تقديم مبلغٍ ماليٍّ ثابتٍ مقابل نسبةٍ محدّدةٍ من أسهم الشّركة، ما يسهّل عمليّة التّفاوض والاتّفاق. ومع ذلك، هناك استثناءاتٌ بارزةٌ في الخليج، حيث تقدّم بعض المسرّعات الحكوميّة الدّعم دون الاستحواذ على أيّ حصّةٍ من الشّركة النّاشئة. على سبيل المثال:

  • "مسرّعة مسك" (Misk Accelerator) في السّعوديّة، توفّر برنامجاً مكثّفاً مدّته 3 أشهرٍ بدون طلبٍ أيّ نسبة ملكيّةٍ من الشّركات المشاركة. [10]
  • "مسرّعة تقدّم" (TAQADAM) التّابعة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتّقنيّة (KAUST)، تمنح تمويلاً يصل إلى 40 ألف دولارٍ للشّركات السّعوديّة النّاشئة، أيضاً دون مقابل أسهمٍ. [11]

تعدّ هذه النّماذج استثناءاتٍ إيجابيّةً تهدف إلى دعم بيئة ريادة الأعمال محليّاً، وتشجيع نموّ الشّركات النّاشئة دون تحميلها أعباء ملكيّةٍ مبكّرةٍ.

أمثلة برامج في دول الخليج: فيما يلي بعض البرامج البارزة في دولٍ مختلفةٍ وشروطها:

  • السّعوديّة KSA)): تتميّز بوجود مسرعاتٍ حكوميّةٍ وخاصّةٍ. برنامج مسرعة مسك المدعوم من مؤسسة مسك الخيريّة يقدّم التّمويل والإرشاد دون حصّة أسهم. تقدّم مسرعة تقدم تمويلاً بلا مقابل أسهم وبرنامج إرشاديٍّ لمدّة 6 أشهرٍ بالشّراكة بين "جامعة الملك عبد الله للعلوم والتّقنية" (KAUST) "بنك ساب" (SABB – Saudi Awwal Bank).

 في المقابل، صناديق مثل "الشّركة السّعوديّة لرأس المال الجريء" و"سنابل للاستثمار" توفّر تمويلاً جريئاً تستثمر بشكلٍ غير مباشرٍ في الصّناديق الأخرى. أيضاً هناك مركزٌ واعدٌ "أرامكو السّعوديّة" (Saudi Aramco) الذي يقدّم احتضاناً وتمويلاً على شكل قرضٍ أو استثمارٍ بدون مشاركةٍ عاليةٍ بالمراحل المبكّرة. [12] [13] [14]

  • الإمارات UAE)): يوجد العديد من المسرّعات العالميّة والإقليميّة في الإمارات.في أبوظبي، تعدّ "فلات 6 لابز" جزءاً من برنامجٍ إقليميٍّ يدعم الشّركات النّاشئة في مراحلها الأولى، حيث يوفّر تمويلاً بذريّاً مقابل حصّةٍ من الأسهم، مع تركيزٍ خاصٍّ على مشاريع التّكنولوجيا. 

إلى جانب ذلك، يبرز "هاب 71" (Hub71) كبرنامج احتضانٍ واستثمارٍ متكاملٍ يقدّم بدعمٍ من "مكتب أبوظبي للاستثمار" (ADIO)، ويوفّر حوافز جذّابةً للشّركات النّاشئة التي تنتقل إلى الإمارة، مثل: دعم تكاليف السّكن، وتسهيل إصدار التّأشيرات، وتوفير التّمويل الأوّليّ.

أمّا على صعيد "صناديق رأس المال الجريء"، فتضمّ الإمارات مجموعةً بارزةً من الجهات الاستثمارية مثل:"شروق بارتنرز"، "مينا فنتشر بارتنرز" (MEVP – Middle East Venture Partners)، و"ومضة كابيتال" (Wamda Capital). تتّبع هذه الصّناديق نماذج استثمارٍ تقليديّةٍ شاملةً مبالغ أكبر، وتدقيقاً مالياً وقانونياً معمّقاً، وفي المراحل المتقدّمة قد تطلب مقعداً في مجلس الإدارة. [15]

  • قطر: تعزّز قطر بيئة ريادة الأعمال من خلال عددٍ من المبادرات والمؤسّسات الدّاعمة، أبرزها "بنك قطر للتّنمية" (QDB – Qatar Development Bank)، الّذي أطلق "صندوق الصّناديق" للاستثمار في صناديق عالميّةٍ تستهدف دعم روّاد الأعمال المحلّيّين وتمكينهم من الوصول إلى التّمويل والخبرة الدّوليّة.

ومن جهةٍ أخرى، يقدّم "مركز قطر لحاضنات الأعمال" (QBIC – Qatar Business Incubation Center) برامج احتضانٍ وتمويلٍ للمشاريع النّاشئة، غالباً على شكل قروضٍ قابلةٍ للتّحويل إلى أسهمٍ مستقبلاً، ممّا يخفّف الضّغط الماليّ عن المؤسّسين في المراحل الأولى. كما تحتضن قطر مسرّعاتٍ متخصّصةً مثل: "قطر سبورتس تك" (Qatar SportsTech)، وهي مسرّعةٌ تركز على الابتكارات في مجال الرّياضة. و"مسرّعة منتزه قطر للعلوم والتّكنولوجيا" (QSTP – Qatar Science & Technology Park)، الّتي توفّر دعماً ماليّاً وإرشاديّاً للشّركات التّقنيّة ذات الطّابع الابتكاريّ. [16] [17]

  • تعدّ البحرين بوّابةً مرنةً وجاذبةً للشركات الناشئة، بدعمٍ من مبادراتٍ حكوميةٍ مثل "تمكين" (Tamkeen). كما تعدّ "فلات 6 لابز البحرين" (Flat6Labs Bahrain) مثالاً على مسرّعةٍ إقليميةٍ بشراكةٍ محليةٍ، توفّر تمويلاً بذريّاً وإرشاداً مقابل حصةٍ من الأسهم.

كما يقدّم "برنامج برينك" (Brinc Bahrain) دعماً لمشاريع "إنترنت الأشياء" (IoT) من خلال تمويلٍ مقابل أسهمٍ وبرامج تدريبيةٍ متخصّصةٍ.
إلى جانب ذلك، يدعّم "صندوق الصناديق البحريني" و"صندوق العمل التطويري" عدّةً صناديق جريئةٍ محليةٍ. وتتميّز البحرين بشروط تأسيسٍ مرنةٍ، تملّكٍ أجنبيٍّ كاملٍ، ضرائب منخفضةٍ، وحوافز تشجيعيةٍ للمستثمرين وروّاد الأعمال.

باختصارٍ، تمنّحك مسرّعات الأعمال في الخليج دفعةً مبدئيّةً سريعةً وشبكة علاقاتٍ مقابل حصّةٍ صغيرةٍ غالباً، بينما صناديق الاستثمار الجريء توفّر مبالغ أكبر على دفعاتٍ تستهدف التّوسّع والنّموّ مقابل ملكيّةٍ أكبر وتدخّلٍ أعمق في قرارات الشّركة. تشارك الكثير من الشّركات النّاشئة أوّلاً في مسرّعةٍ للحصول على زخمٍ وإنجازاتٍ أوّليّةٍ، ثم تتّجه إلى صناديق الاستثمار في الجولات اللّاحقة.

أخطاءٌ شائعةٌ يجب تجنّبها في التّقديم

أثناء التّقديم على المستثمرين أو المسرّعات، هناك أخطاءٌ متكرّرةٌ قد تضعف فرص مشروعك في القبول. إليك بعض الأخطاء الشّائعة الّتي يجب الانتباه لعدم الوقوع فيها:

  • إرسال عرضٍ عامٍّ وغير مخصّصٍ: من الخطأ استخدام نفس خطاب البريد الإلكترونيّ أو نفس ملفّ العرض لكلّ المستثمرين دون تخصيصٍ. يجب تكييف خطاب التّقديم حسب الجهة؛ أذكر لماذا اخترت هذا الصّندوق أو المسرّعة تحديداً وكيف يتوافق مشروعك مع استراتيجيّتها الاستثماريّة أو مجال اهتمامها. تقديم عرضٍ عامٍّ يوحي بعدم جدّيّتك في بحثك عن المستثمر المناسب.
  • عدم توضيح المعلومات الأساسيّة بوضوحٍ: بعض المتقدّمين يفشلون في إيصال جوهر فكرتهم بسرعةٍ. إذا لم يفهم المستثمر ماذا تقدّم ومن هو عميلك وما مشكلتك خلال الدّقائق الأولى، فغالباً سيخسر الاهتمام. ابتعد عن الشّرح المطوّل جدّاً أو المصطلحات التّقنيّة المعقّدة دون حاجةٍ. اجعل عرضك واضح الهيكل: مشكلةٌ/حلٌّ ثمّ سوقٌ ونموذج عملٍ... إلخ بشكلٍ يسهل متابعته.
  • تجاهل الأرقام والحقائق: تفقد المبالغات التّسويقيّة غير المدعومة المصداقية. مثلاً، قول "السّوق ضخمٌ وسنحقّق ملايين خلال سنةٍ" دون إرفاق منهجيّةٍ أو دليلٍ يعتبر طرحاً ضعيفاً. قدّم إحصائياتٍ موثوقةً عن السّوق، واعرض توقّعاتٍ ماليةً واقعيةً مبنيّةً على فرضيّاتٍ واضحةٍ. أيضاً لا تتجاهل ذكر منافسيك ظناً أنّ هذا يبرزك؛ عدم ذكر المنافسين يعدّ سذاجةً لأنّ المستثمر يعرف أنّهم موجودون، والأفضل أن تظهر إدراكك لهم وخطّتك للتّفوّق عليهم.
  • ملفّ عرضٍ استثماريٌّ ضعيف الإعداد: يعطي التّصميم غير الاحترافيّ المليء بالنّصوص أو الأخطاء الإملائيّة انطباعاً سلبيّاً فوريّاً. تجنّب ازدحام الشّرائح بالمعلومات؛ استخدم نقاطاً مختصرةً وعناصر مرئيّةً (رسومٍ/أيقوناتٍ) لتوضيح الأفكار. دقّق العرض لغويّاً وتنسيقيّاً. كذلك تأكّد أنّ بيانات التّواصل معك واضحةٌ في الملفّ وفي طلب التّقديم (بريدٌ إلكترونيٌّ، هاتفٌ) – لا تعتمد فقط على أنّ الجهة ستردّ عبر بوّابة الموقع.
  • عدم اتّباع شروط البرنامج بدقّةٍ: مثلاً، إذا كان آخر موعدٍ للتّقديم 30 يونيو، فتقديمك بعد هذا التّاريخ يعني غالباً استبعادك تلقائيّاً. إذا طلبت الجهة فيديو 60 ثانيةً عن مشروعك، فلا ترسل فيديو أطول بكثيرٍ ظنّاً أنّك بذلك تثير إعجابهم. الالتزام بالحدود والتّعليمات يظهر انضباطك واحترامك لمتطلّبات المستثمر. أيضاً كن حذراً في الأسئلة المفتوحة في الطّلب؛ أعط معلوماتٍ صادقةً وشفّافةً. أيّ محاولةٍ للتجميل المفرط أو إخفاء حقائق جوهريّةٍ (مثل وجود شريكٍ تاركٍ أو ديونٍ كبيرةٍ) وقد تظهر لاحقاً خلال مرحلة "التّدقيق النّافي للجهالة" (Due Diligence)، مما قد يلحق ضرراً بسمعتك ويضعف فرصك في الحصول على الاستثمار.
  • سلبيّة المتابعة أو الإفراط فيها: بعد التّقديم، المتابعة الهادئة مطلوبةٌ كإشارة اهتمامٍ. أرسل بريداً يستفسر بأدبٍ عن حالة طلبك إن مرّ وقتٌ معقولٌ (3-4 أسابيع مثلاً ولم يصلك ردٌّ). ولكن تجنّب الاتّصالات المفرطة أو الضّغط الزّائد على مديري البرامج؛ قد يعطي هذا انطباعاً غير احترافيٍّ. كذلك، إن تلقّيت رفضاً، لا تردّ بانفعالٍ أو تجادل القرار – اشكرهم على الوقت واطلب بأدبٍ ملاحظات تحسينٍ إن أمكن، واستفد منها للتّقديم القادم.

بتجنّب هذه الأخطاء وغيرها، يمكنك تعزيز صورتك الاحترافية أمام الجهات التّمويليّة وزيادة احتمال أن يلقى طلبك قبولاً واهتماماً حقيقيّاً.

مصادر خليجيّةٌ موثوقةٌ وروابط رسميّةٌ

عند السّعي للتّقديم على برامج الاستثمار، ينصح بالرّجوع إلى مصادر رسميّةٍ للإرشادات وتفاصيل البرامج. فيما يلي بعض الرّوابط الخليجيّة المفيدة:

  • منصة منشآت السّعودية: توفر أدلةً وبرامج تمويليةً (مثل دليل منظومة الاستثمار وجولات الاستثمار) عبر موقع الهيئة العامة للمنشآت الصّغيرة والمتوسطة. يمكن زيارة قسم الاستثمار والتّمويل على موقع منشآتٍ للاطّلاع على البرامج الحكومية والمسرعات في السّعودية. [18]
  • مؤسسة مسك الخيرية (السّعودية): عبر منصة Misk Innovation تعرض تفاصيل برنامج مسرعة مسك والأسئلة الشّائعة حوله. يوضح الموقع أن المسرعة تمنح مزايا تدريبيةً دون أخذ حصص ملكيّةٍ، ويعلن عن مواعيد التّقديم للدّورات الجديدة. [19]
  • موقع "هاب 71" (الإمارات): يضم معلوماتٍ حول الحوافز والمتطلبات للشّركات النّاشئة الّتي ترغب بالانضمام إلى مجتمع "هاب 71" في أبوظبي، بالإضافة إلى قصص نجاحٍ لشركاتٍ حصلت على دعم مكتب أبوظبي للاستثمار. [20]
  • بنك قطر للتنمية (قطر): ويقدم عبر موقعه معلوماتٍ عن مسرعات قطر مثل "كيوبك" (QBIC) برامج التّمويل للشّركات الصّغيرة. كما يمكن الاطّلاع على منصّة قطر للتّطوير لمعرفة آخر المبادرات والمسابقات الرّياديّة.
  • تمكين (البحرين): يستعرض موقع تمكين الرّسمي برامج دعم الشّركات النّاشئة البحرينيّة، ومنها الشّراكات مع "فلات 6 لابز"وغيرها. يوفّر تفاصيل حول معايير الأهليّة وآليّة التّقديم للبرامج المموّلة من تمكين.

ختاماً، عمليّة التّقديم على الاستثمار تتطلّب منك جدّيّةً في الإعداد والتّخطيط، لكنّها خطوةٌ مهمةٌ في رحلة شركتك النّاشئة نحو النّموّ. احرص على التّحضير المسبق، اطلب المشورة من روّاد أعمالٍ نجحوا في الحصول على تمويلٍ، وطوّر من عرضك باستمرارٍ. إن كنت تؤمن بفكرتك وعملت على أساسٍ متينٍ، فلا تتردّد في طرق أبواب المسرّعات والصّناديق – ربّما تكون خطوتك القادمة هي انطلاقة شركتك إلى مستوًى جديدٍ من النّجاح. ابدأ الآن بصقل عرضك الاستثماريّ وتواصل مع البرامج المناسبة في الخليج لتحويل فكرتك إلى مشروعٍ ناجحٍ مدعومٍ بالاستثمار.

  • الأسئلة الشائعة

  1. هل أحتاج إلى تسجيل شركتي رسميًا قبل التقديم على مسرعة أو صندوق؟
    ليس بالضرورة في المراحل المبكرة. العديد من المسرعات تقبل المشاريع في مرحلة الفكرة أو النموذج الأولي حتى لو لم تكن مسجلة بعد. لكن بعض الصناديق قد تشترط وجود كيان قانوني للاستثمار فيه. تحقق من متطلبات البرنامج المحدد؛ في كل الأحوال، تأسيس شركة ذات كيان قانوني سيكون ضروريًا عند استلام الاستثمار.
  2. هل يمكنني التقديم على عدة برامج استثمارية في نفس الوقت؟
    نعم، يحق لك التقديم على أكثر من مسرعة أو صندوق بالتوازي لزيادة فرصك. لكن كن حذرًا في إدارة ذلك؛ فإذا حصلت على قبول من جهتين، تأكد من شروط كل منهما (خصوصًا نسبة الأسهم المطلوبة) وهل تسمح بالجمع أو يستلزم الاختيار بين عرضين. تجنب أيضًا نسخ ولصق نفس الإجابات لكل البرامج؛ خصص طلبك لكل جهة كما ذكرنا سابقًا.
  3. ما المدة التي تستغرقها عملية تقييم طلبي والرد عليّ؟
    يختلف ذلك حسب الجهة ودورة البرنامج. المسرعات ذات الدفعات (Batches) تعلن نتائج القبول عادة خلال 4-8 أسابيع من إغلاق باب التقديم. الصناديق الاستثمارية ليس لديها إطار زمني ثابت؛ قد تتواصل معك خلال أسابيع قليلة أو يستغرق الأمر عدة أشهر حسب سرعة الفحص والقرار الداخلي. إن تأخر الرد طويلًا يمكنك إرسال تذكير مهذّب كما أوضحنا.
  4. في حال تم رفض طلبي، هل يمكنني المحاولة مرة أخرى؟
    بالطبع. رفض الجهة طلبك لا يعني نهاية الطريق. استفد من التجربة لتحسين مشروعك أو عرضك، ثم تقدم مجددًا في الدورة التالية إن أمكن أو إلى جهة تمويلية أخرى مناسبة. كثير من الشركات الناشئة الناجحة تم رفضها في محاولاتها الأولى. المهم هو جمع أي ملاحظات بنّاءة ومضاعفة الجهد لسد الفجوات (سواء في النموذج أو الفريق أو العرض). أيضًا بناء علاقة طيبة مع الجهات – حتى التي رفضتك – قد يؤدي إلى دعوتك للتقديم مستقبلًا عندما تحقق مزيدًا من التقدم.
  5. هل تشترط المسرعات الانتقال إلى مقرها أو العمل من مكاتبها طوال فترة البرنامج؟
    تختلف باختلاف البرنامج. كثير من مسرعات الأعمال العالمية (مثل Y Combinator) تطلب الحضور الشخصي. في الخليج، بعض المسرعات كانت افتراضية أو هجينة خصوصًا بعد جائحة كورونا. مثلًا مسرعة مسك قدمت جلسات افتراضية مع معسكرات حضور قصيرةwamda.com. وبرامج أخرى كـ Flat6Labs قد تتطلب تواجدًا خلال فترة التدريب أو في يوم العرض النهائي. تحقق من متطلبات الإقامة لكل برنامج؛ إن كان مشروعك قابل للعمل عن بُعد فقد تتساهل بعض الجهات الخليجية في الحضور الجسدي الكامل وتكتفي بتواجد دوري أو فترات Bootcamp محددة.
  6. ما حصة الأسهم التي تطلبها المسرعات عادةً مقابل التمويل؟
    غالبية المسرعات تأخذ حصة ملكية تتراوح بين 5% إلى 10% مقابل التمويل وخدمات البرنامج. النسبة تختلف حسب مبلغ الاستثمار المقدم وسياسة المسرعة. مثلاً ذكرنا أن 500 Startups أخذت ~7% لقاء $50Karabnet.me، وFlat6Labs حدود 10% أو أقل مقابل ~$65-100K. بعض المسرعات الحكومية لا تأخذ أي نسبة (صفر٪) كما في مسرعة مسكhub.misk.org.sa، لكنها حالات خاصة. أما الصناديق الجريئة فتختلف بشكل كبير حسب تقييم الشركة وجولة الاستثمار (قد تتراوح حصتهم من 10% في جولات مبكرة إلى 20-30% أو أكثر في جولات أكبر).
  7. هل توفر المسرعات أو الصناديق دعمًا غير مالي (مثل الإرشاد أو الخدمات)؟
    نعم. مسرعات الأعمال بالذات تُبنى فكرتها على توفير حزمة متكاملة من الدعم غير المالي بجانب الاستثمار البسيط. خلال البرنامج ستحصل على إرشاد Mentorship من خبراء، وورش عمل في تطوير المنتج والتسويق وعرض المشاريع، وفرصة للتواصل مع شبكة واسعة من المستثمرين والعملاءwafeq.com. بعض المسرعات تقدم مزایا عينية: خدمات سحابية أو قانونية مجانية من شركاء، مساحات عمل مشتركة، وغيرها. حتى الصناديق الاستثمارية التقليدية تقدم أحيانًا إرشاد واتصالات (خاصة عندما يكون للمستثمر مقعد في مجلس الإدارة أو دور استشاري). لذا انضمامك لمسرعة أو حصولك على مستثمر يعني غالبًا الحصول على شريك يفتح لك أبواب الخبرة والسوق، وليس مجرد شيك مالي فقط.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: