الرئيسية الذكاء الاصطناعي تجنب الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي في علامتك التجارية!

تجنب الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي في علامتك التجارية!

تعلّم كيفية التعامل بالشّكل الصّحيح مع ثورة الذكاء الصناعي، ممّا يضمن إضافة قيمةٍ حقيقيّةٍ للعلامات التجارية وخدماتها المُقدّمة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

إنّ ثورةَ الذكاء الاصطناعي مستمرّةٌ فعليّاً، مع زيادةِ عددِ الرّؤساء التّنفيذيّين للذكاء الاصطناعي (Chief AI Officers) في المناصبِ الإداريّةِ العُليا في مختلفِ القطّاعاتِ الصّناعيّةِ. بالإضافةِ إلى انتشارِ أدوات الذكاء الاصطناعي في كلِّ مكانٍ. بدءاً من مُساعدي الدّردشة على واتساب وسناب شات، إلى اقتراحاتِ الذكاء الاصطناعي لطلباتِ شراء الحاجيّاتِ عبر الإنترنت، كذلكَ أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة القويّة الّتي تعملُ على تبسيطِ استراتيجيّاتِ التّسويقِ وإدارة العملاءِ والعلاقاتِ العامّةِ.

بعبارةٍ أُخرى، إذا كُنتَ لم تُفكّر بعد في دمجِ الذكاء الاصطناعي في نموذجِ عملكَ، فأنتَ في صفوفِ الأقليّةِ.

الذكاء الاصطناعي ليس حلّاً سحريّاً

على الرّغم من الشّعبيّةِ المُتزايدةِ للذكاء الاصطناعي، أو ربّما بسببها، قد شهدنا العديدَ من إخفاقاتِ الذكاء الاصطناعي في السّنواتِ الأخيرةِ، بدءاً من تقاريرِ الذكاء الاصطناعي الكارثيّة المُبكّرةِ لشركةِ Google إلى المشاكلِ الّتي واجهتها خدمةُ الأخبارِ من Microsoft، الّتي أطلقت العنانَ للذكاء الاصطناعي في غرفِ الأخبارِ في العامِ 2020. وعلى الرّغم من أنّ هذه العلامات التّجاريّة أكبر من أن تنهارَ بسببِ فشل ِتكاملِ الذكاء الاصطناعي، إلّا أنّ العديدَ من العلاماتِ التّجاريّةِ الأُخرى قد لا تكون كذلكَ.

واحدٌ من الأسبابِ الرّئيسيّةِ الّتي تجعلُ الذكاء الاصطناعي سبباً للمشاكلِ بدلاً من تقديمِ الحلولِ لها، هو عدمُ تناسبهُ مع العلامة التّجاريّة، سواء كان ذلك يتعلّقُ بمهمّتها أو أسلوبِها أو نغمتِها. فإذا كُنتَ تستخدمُ الذكاء الاصطناعي لمجرّد مجاراةِ الجميعِ في ذلكَ، دون النّظرِ فيما إذا كانت الأدواتِ التي تستخدمها مناسبةً لعلامتكَ التّجاريّة، فمن المحتملِ أن تقعَ في موقفٍ حرجٍ حقّاً.

يعتبرُ الاتّساقُ مفتاحَ العلامة التجارية القويّة، ومع تطوّرِ التّكنولوجيا، قد تحتاجُ إلى إلقاءِ نظرةٍ فاحصةٍ على هويّةِ علامتكَ التّجاريّةِ والنّظر في كيفيّةِ تعزيزِ التّقنياتِ الجديدةِ لها، بدلاً من الإضرارِ بها. وفيما يلي بعضُ الدّروس المُستفادة حول التّكاملِ السّلسِ للذكاء الاصطناعي عندَ إعادةِ إنشاءِ علامتي التّجاريّةِ في الوقتِ الذي شغلَ فيه الذكاء الاصطناعي بالَ الجميعَ تقريباً.

تكامل التكنولوجيا يتطلّب إعادة التفكير في العلامة التجارية

يجبُ التّعبير عن رسالةِ العلامة التّجاريّة وقيمها في جميع خياراتِ رسائلكَ وأسلوبكَ، وصولاً إلى لوحةِ الألوانِ والطّباعةِ. كلّ ذلكَ يُضيف بياناً واضحاً عن هويّتكَ. كما يُؤدّي في نهايةَ المطافَ إلى التّعرُّفِ المُباشر على علامتكَ التّجاريّة في أذهان العملاء، ممّا يعني أنّ عملكَ التّجاريّ هو الحلّ الأوّل الذي يتبادرُ إلى أذهانهم عندما يواجهون مشكلةً ما.

بينما ينبغي أن تكونَ عمليّات التّدقيق المُنتظمة للعلامةِ التّجاريّة جزءاً من مشروعِ بناء علامتكَ التّجاريّة، فمن المهمّ أيضاً تقييم المسارِ التّقنيّ لعملكَ. وهذا يعني مراجعةَ اسمكَ ومنتجاتكَ وهويّةَ علامتكَ التّجاريّة واستراتيجيّتكَ التّسويقيّة؛ للتّأكّدِ من أنّ كلّ شيءٍ متوافقٌ لتقديمِ رسالةٍ قويّةٍ للعملاءِ، بالإضافةِ إلى الأخذِ بعينِ الاعتبارِ "كيف يُمكن للتّكنولوجيا الجديدة تحسينَ ذلكَ؟"

على سبيلِ المثالِ، يُمكن أن يُوفّرَ الذّكاء الاصطناعيّ خدماتٍ مُخصّصةً بشكلٍ مُتزايٍد للعملاء بناءً على البياناتِ والشّخصيّاتِ. كما يُمكنُ أن يكونَ هذا التّخصيص أمراً حاسماً في تحديدِ موقع علامتكَ التّجاريّة المُستقبليّ. وقد طبّقنا في شركة Atom هذا الأمر مع تحسينِ اقتراحاتِ أسماءِ النّطاقات واختيارها بفعاليّةٍ بفضلِ مشروعِ الشّخصيّات الّذي يُمكن دمجهُ في عمليّة التسويق لعلامتنا التّجاريّة.

طرق مباشرة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في بناء العلامة التجارية بدقّةٍ

يُمكن للعلاماتِ التّجاريّةِ أن تدمجَ الذّكاء الاصطناعيّ في كلّ من نماذجِ أعمالها ومشاريع بناءِ العلامةِ التّجاريّة؛ بشرطِ المُحافظةِ على مسارهما المتوازي. فالذّكاء الاصطناعيّ ليس مجرّد أداة، بل هو محرّكٌ للإبداعِ والابتكارِ المُستمرّ. وهذا يعني أنّه يُمكنُ توفير أدواتِ الذكاء الاصطناعي للمستخدمين وفي الوقتِ نفسه، يُمكنكَ بناء علامتكَ التّجاريّةِ بمساعدةِ الذّكاء الاصطناعيّ في النّقاطِ الصّحيحةِ.

وفيما يلي بعضُ الطّرقِ الّتي يُمكن أن يُساهمَ بها الذكاء الاصطناعي في بناءِ العلامةِ التّجاريّةِ:

إنشاء المحتوى: يُمكن للذّكاء الاصطناعي التوليدي أن يُساعدَ في استراتيجيّتكَ للمحتوى من خلالِ إنشاءِ صورٍ فريدةٍ من نوعها، كما يُمكن للنّماذج اللّغويّة واسعةِ النّطاقِ (LLMs) إنشاء محتوىً جذّابٍ للجمهورِ المُستهدفِ. وعلى الرّغم من تقدّمِ هذه الأدواتِ على مدارِ العامِ الماضي، إلّا أنّهُ من المهمّ عدم إغفال أنّها ليست مبدعةً مثل البشرِ. فإذا كانت علامتكَ التّجاريّة تفتخرُ بكونها مبدعةً أو غنيّةً بالمعلوماتِ، فاستخدمُ الذكاء الاصطناعي التوليدي بحذرٍ وتأكّد دائماً من وجودِ إبداعٍ شخصيٍّ بشريٍّ في العمليّةِ.

تحسين الحملة الإعلانية: يُمكن للذكاء الاصطناعي تحسين حملاتكَ الإعلانيّةِ في الوقتِ الفعليّ بناءً على سلوكِ العميلِ، ويُمكنُ للذكاء الاصطناعي تعديلُ نصوصِ الإعلاناتِ ومستوياتها الهرميّةِ واستهدافها لتحسينِ مُعدّلات النّقرِ إلى الظّهور والأداء العامِّ. وعلى الرّغم من أنّ هذه التّقنية كانت موجودةً منذ فترةٍ، إلّا أنّ الأدواتِ الجديدةِ تُوفّرُ التّخصيصَ الدّيناميكيّ، الذي يُتيح لكَ الإعلان والتّسويق لشرائح مختلفةٍ من قاعدة المُستخدمين لديكَ بأكثرِ الطّرق فعاليّةً لكلٍّ منها. ولقد اختبرنا مؤخّراً التّخصيصَ الدّيناميكي؛ لتوفيرِ نتائج بحثٍ أكثر ملاءمةً في سوقِ النّطاقاتِ، ولاحظنا زيادةً بنسبةِ 12% في التّحويلاتِ.

التسمية: يُمكن لأدواتِ التّسميةِ الحديثةِ القائمةِ على الذكاء الاصطناعي أن تأخذَ مدخلاتِ الكلماتِ الرّئيسيّة، وتُنشئ قائمةً قويّةً من أسماء العلاماتِ التّجاريّة التي تُناسبُ وضع علامتكَ التّجاريّة والصّدى العاطفيّ المطلوب منها. وقد لا تكونُ التّسميّة النّهائيّة، ولكنّها تُوفّر جذباً مُمتازاً. كما يُمكنُ لأدواتِ التّسميةِ أن تساعدكَ في تسمية عملكَ التّجاريّ، إذا أردت إطلاقَ علامةٍ تجاريّةٍ جديدةٍ بالكامل، فضلاً عن استخدامها لتسميّةِ منتجاتٍ وأدواتٍ جديدةٍ.

فهم ما ينجح وما لا ينجح: قد يبدو الأمرُ وكأنّه أفعى تأكلُ ذيلها، ولكن يُمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للتّحقّق من نجاحِ مبادراتِ العلاماتِ التّجاريّةِ الجديدةِ ومبادراتِ نموّ العلامة التّجاريّة الجديدةِ للذّكاءِ الاصطناعيّ. كما يُمكن استخدام أدواتٍ، مثل Sprig، لتحديدِ الاختناقاتِ والتّسريباتِ في مسارِ التّسويقِ الخاصِّ بكَ، علاوةً عن توفير Caplena تحليلاً لمشاعر وتجميع الموضوعات وغير ذلك في الرّدودِ النّصيّة، سواء كانت استبياناتٍ رسميّةً أو مجرّد الطّريقة المُعتادة؛ لتلقّي ملاحظاتِ العملاءِ، مثل المراجعاتِ والشّهاداتِ.

لا تحتاجُ جميعُ الشّركاتِ إلى إعادةِ بناءٍ حول الذّكاء الاصطناعيّ، ولكن يُجبُ على الشّركاتِ الّتي تُركّزُ على تحسين أنشطتها التّسويقيّة أن تُفكّرَ في أفضل السّبلِ الّتي يُمكن أن يساهمَ بها الذّكاء الاصطناعيّ في استراتيجيّة علامتها التّجاريّة.

تزايد شعبية العلامات التجارية المدعومة بالذكاء الاصطناعي

وفقاً لمبادئ هويّة العلامةِ التّجاريةِ، قد يحتاجُ وضعُ العلامةِ التّجاريّةِ إلى إعادةِ تعيين موقعها، إذا تغيّرت عروضها. إذ تُظهرُ البياناتُ الحديثةُ حول اتّجاهاتِ العلاماتِ التّجاريّة، انجذاب العديد من المُستهلكين إلى العلاماتِ التّجاريّةِ الّتي تتميّزُ بالذكاء الاصطناعي. لذا، إذا كانت هذه الميّزةُ موجودةً، فلماذا لا يتمّ التّرويج لها؟

تُظهرُ الأبحاثُ الأخيرةُ حولَ اتّجاهاتِ العلاماتِ التّجاريّة أنّ الاهتمامَ بالعلاماتِ التّجاريّةِ الجديدةِ الّتي تُركّز على التّكنولوجيا، وخاصةً تلك الّتي تتميّزُ بالذكاء الاصطناعي، مستقرٌّ بشكلٍ معقولٍ عبر الفئاتِ العمريّة: وجدَ 31% من الأشخاصِ الذين تتراوحُ أعمارهم بين 18 و34 عاماً، أنّ العلاماتِ التّجاريّةِ الّتي تتميّزُ بالذكاء الاصطناعي مختلفةً، بينما يجدها 37% منهم مثيرةً للاهتمامِ، أمّا الأشخاص الذين تتراوحُ أعمارهم بين 55 و64 عاماً (أكبر مجموعةٍ شملها الاستطلاعُ)، فقد وجدَ 33% منهم أنّها مثيرةٌ للاهتمامِ، و28.6% وجدوها مختلفةً.

ونظراً لآراء 43% ممن تزيدُ أعمارهم عن 55 عاماً الذين يروون نادراً استخدام العلاماتِ التّجاريّةِ للذّكاء الاصطناعيّ، و15.4% يروون أنّها لا تستخدمهُ أبداً، فمن الواضحِ أنّ هناك مجالاً كبيراً لجذبِ الجمهورِ المُهتمّ. لذا، إذا كانت علامتكَ التّجاريّة تدمجُ الذّكاء الاصطناعيّ في منتجاتها وخدماتها، فهناك فرصةٌ للاستفادةِ من موجةِ الذكاء الاصطناعي في التّسويقِ.

التّفكير الجيّد في دمج الذكاء الاصطناعي بدقّةٍ

قبلَ أن تُغيّرَ علامتكَ التّجاريّة حولَ الذكاء الاصطناعي، توقّف للحظةٍ -الذّكاء الاصطناعيّ هو اتّجاهٌ حاليٌّ، ولكن وضعَ علامتكَ التّجاريّة هو استراتيجيّةٌ طويلة الأجلِ- وتساءل هل الذكاء الاصطناعي مهمٌّ حقّاً لك ولعملائكَ؟ فقد يبدو مجرّد إضافة الذكاء الاصطناعي إلى منتجٍ أو خدمةٍ جديدةٍ، أمراً مُثيراً للإعجاب في ذلكِ الوقتِ، ولكن عندما يُصبحُ العملاء أكثر درايةً بالذّكاء الاصطناعيّ، سيفهمون بسرعةٍ ما إذا كانت خدمتكَ في طليعةِ التّكنولوجيا حقّاً أو لا.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: