الرئيسية الريادة بين التذكير والتأجيل: كيف تجعل الإشعارات تعمل لصالحك؟

بين التذكير والتأجيل: كيف تجعل الإشعارات تعمل لصالحك؟

حين يغدو ضبط الإشعارات فنّاً، تتحوّل التّنبيهات المتدفّقة من مصدر تشويشٍ إلى أداة إنتاجيّةٍ ذكيّةٍ تزيد التّركيز وتدعم الإنجاز اليوميّ بشكلٍ متوازنٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

تغمّر الإشعارات حياتنا اليوميّة، إذ تقفز على شاشة الهاتف أو الحاسوب لتذكّرنا بمهمّةٍ أو تنبّهنا برسالةٍ جديدةٍ أو تسرق انتباهنا من عملٍ مهمٍّ. وهنا يبرز السّؤال: هل تعمل الإشعارات كوسيلةٍ فعّالةٍ للتّذكير أم تتحوّل إلى عبءٍ يسبّب التّسويف والتّأجيل؟ سرّ التّحكّم يكمن في كيفيّة إدارتها بذكاءٍ عبر جدولة الإشعارات أو تخصيصها بما يخدم أولويّاتنا. حين يضبط الإنسان تدفّق هذه التّنبيهات، يحوّلها من مصدر تشويشٍ إلى أداةٍ إنتاجيّةٍ تساعده على الإنجاز وتحقيق التّوازن بين عمله وحياته الخاصّة.

مفهوم جدولة الإشعارات

يشير مفهوم جدولة الإشعارات إلى عمليّة تنظيم مواعيد وصول التّنبيهات بحيث تعرض في أوقاتٍ محدّدةٍ تتوافق مع أولويّات المستخدم. يساعد هٰذا المفهوم على تقليل التّشتّت النّاتج عن تدفّق التّنبيهات العشوائيّة، ويعزّز التّركيز أثناء إنجاز المهامّ. يتيح أيضاً فرصة التّحكّم في نوع الإشعارات الّتي تصل، ما يجعل الفرد يحدّد ما هو مهمٌّ فعلاً وما يمكن تأجيله. وبذٰلك تتحوّل الإشعارات من مصدر إزعاجٍ إلى أداةٍ فعّالةٍ تدعم الإنتاجيّة والتّوازن بين العمل والحياة. [1]

كيف تجعل الإشعارات تعمل لصالحك؟

حتّى تتحوّل الإشعارات من مصدر إزعاجٍ إلى وسيلةٍ إنتاجيّةٍ، يحتاج الإنسان إلى اتّباع نهجٍ منظّمٍ يقوم على خطواتٍ واضحةٍ تساعده على ضبط التّنبيهات وتوجيهها لخدمته.

حدد أولوياتك قبل استقبال التنبيهات

تبدأ السّيطرة على الإشعارات من معرفة ما هو مهمٌّ فعلاً في يومك. عندما يضع الإنسان قائمةً بأهدافه الأساسيّة، يستطيع أن يميّز أيّ إشعارٍ يخدمه وأيّها يشتّته، ممّا يساعد على توجيه الانتباه نحو ما يدعم الإنتاجيّة، ويمنع الانغماس في تفاصيل جانبيّةٍ.

اعتمد جدولة الإشعارات بذكاء

تشكّل جدولة الإشعارات أداةً فعّالةً لتقليل التّشتّت؛ فعبر تخصيص أوقاتٍ محدّدةٍ لوصول التّنبيهات، يجمع الفرد ما يحتاجه من رسائل أو تذكيراتٍ في نافذةٍ زمنيّةٍ واحدةٍ، ممّا يتيح له العمل بتركيزٍ أكبر. بهٰذه الطّريقة، يتحكّم الإنسان في وقته بدلاً من أن يتحكّم فيه الجهاز.

فعل خاصية عدم الإزعاج في أوقات التركيز

يحتاج العقل إلى فترات عملٍ عميقٍ دون أيّ مقاطعةٍ، وهنا تأتي أهمّيّة خاصّيّة عدم الإزعاج. ومن خلال تفعيل هٰذا الخيار، يضمن الفرد بيئةً صافيةً لإنجاز مهامّه المهمّة دون إزعاجٍ متكرّرٍ. تسمح هٰذه الاستراتيجيّة بتحقيق نتائج أفضل خلال وقتٍ أقلّ.

اجمع التنبيهات المتشابهة في فترات محددة

يؤدّي استقبال إشعاراتٍ متفرّقةٍ من نفس النّوع إلى استنزاف الانتباه؛ لذٰلك من الأفضل جمع التّنبيهات المشابهة، مثل البريد الإلكترونيّ أو الرّسائل، في فترةٍ واحدةٍ مخصّصةٍ للمراجعة. يساعد هٰذا الأسلوب على تقليل الانقطاع المستمرّ وتحقيق انسيابيّةٍ في سير العمل.

اربط كل إشعار بخطوة عملية

يفقد الإشعار قيمته حين يظلّ عالقاً دون ردٍّ أو إجراءٍ؛ لذا ينبغي ربط كلّ تنبيهٍ بخطوةٍ عمليّةٍ واضحةٍ، مثل الرّدّ، التّنفيذ، أو التّأجيل المبرّر بموعدٍ محدّدٍ، ممّا يساعد على منع تراكم المهامّ وتحويل الإشعارات من مصدرٍ للتّسويف إلى محفّزٍ للعمل.

راقب تأثير الإشعارات وعدل إعداداتك باستمرار

لا تكفي إدارة الإشعارات لمرّةٍ واحدةٍ، بل تحتاج إلى مراجعةٍ دوريّةٍ. ومن خلال مراقبة أثر التّنبيهات على إنتاجيّتك، تستطيع أن تحدّد التّطبيقا‌ت المفيدة وتقلّل من غير الضّروريّة. يساعد هٰذا التّقييم المستمرّ على إبقاء الإشعارات وسيلة دعمٍ فعّالةٍ بدلاً من أن تصبح عبئاً متزايداً.

جدولة الإشعارات وأهميتها في الإنتاجية

تزيد جدولة الإشعارات من السّيطرة على الوقت، لأنّ الإنسان يقرّر متى يستقبل التّنبيه بدلاً من أن يفاجئه في لحظةٍ غير مناسبةٍ. ومن خلال وضع أوقاتٍ محدّدةٍ للتّنبيهات، يمكن تجميع الرّسائل أو التّذكيرات في نافذةٍ زمنيّةٍ واحدةٍ بحيث لا تتقطّع المهامّ باستمرارٍ. على سبيل المثال، يستطيع الموظّف أن يحدّد فترةً كلّ ساعتين لمراجعة بريد العمل، بدلاً من الانقطاع المتكرّر مع كلّ إشعارٍ جديدٍ. يتيح هٰذا الأسلوب مساحةً أوسع للتّركيز العميق ويمنح الدّماغ فرصةً للعمل بصفاءٍ.

تسهم جدولة الإشعارات في بناء روتينٍ منظّمٍ يساعد الفرد على إدارة وقته بوعيٍ أكبر؛ فحين يضع الإنسان خطّةً مسبقةً لمواعيد استقبال التّنبيهات، يقلّ الضّغط النّفسيّ النّاتج عن المفاجآت المستمرّة. كما تمنحه هٰذه الآليّة شعوراً بالتّحكّم والسّيطرة على يومه، ويتقدّم نحو إنجاز أهدافه بخطواتٍ أكثر ثباتاً واستقراراً. [2]

تأثير الإشعارات العشوائية على الإنتاجية والتركيز

تضعف الإشعارات العشوائيّة قدرة الإنسان على التّركيز، لأنّها تقطع تدفّق التّفكير في منتصف العمل وتفرض عليه الانتقال بين المهامّ دون تخطيطٍ. تبدو كلّ مقاطعةٍ صغيرةٍ ثانويّةً، لكنّها تراكميّاً تستهلك وقتاً طويلاً وتقلّل من جودة الأداء. أثبتت الدّراسات أنّ العودة إلى حالة التّركيز بعد كلّ انقطاعٍ قد تحتاج إلى دقائق وربّما إلى أكثر من عشرين دقيقةً في بعض الأحيان. لذٰلك، حين يزداد تدفّق التّنبيهات غير المنظّمة، يفقد الفرد السّيطرة على يومه، ويصبح عرضةً للتّأجيل وانخفاض الإنتاجيّة. وهنا يبرز دور جدولة الإشعارات كوسيلةٍ أساسيّةٍ لتقليل المقاطعات وتحقيق بيئة عملٍ أكثر صفاءً وانسيابيّةً.

الخلاصة

تتحكّم الإشعارات في إيقاع حياتنا أكثر ممّا نتصوّر، لكنّ الإنسان يملك القدرة على إعادة السّيطرة من خلال جدولة الإشعارات وتخصيصها بما يخدم أهدافه؛ فحين يدير الفرد تنبيهاته بعقلانيّةٍ، تتحوّل إلى أداةٍ إنتاجيّةٍ تساعده على الإنجاز بدلاً من أن تكون سبباً للتّأجيل والتّسويف.

  • الأسئلة الشائعة

  1. ما الفرق بين جدولة الإشعارات وإيقافها بشكل كامل؟
    تعني جدولة الإشعارات التّحكّم في مواعيد وصولها لتناسب أولويّاتك، بينما إيقافها يعني منعها تماماً؛ فالإيقاف الكامل قد يؤدّي إلى فقدان رسائل مهمّةٍ أو تفويت مواعيد، في حين أن الجدولة تمنحك توازناً بين البقاء على اطلاع وتقليل المقاطعات.
  2. كيف يمكن استخدام جدولة الإشعارات في بيئة العمل الجماعي؟
    في بيئة العمل، تساعد جدولة الإشعارات على توحيد أوقات التّواصل، حيث يتفق الفريق على فتراتٍ محدّدةٍ لمراجعة الرّسائل أو الّتحديثات، ممّا يقلّل من المقاطعات المتكرّرة ويعزّز الإنتاجيّة الجماعيّة، خاصّةً في الأعمال الّتي تتطلّب تركيزاً عالياً.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: