الرئيسية ستارت أب بناء وكالة مستقلة في الخليج: كيف صنعت Melon Online مسارها الخاص؟

بناء وكالة مستقلة في الخليج: كيف صنعت Melon Online مسارها الخاص؟

حين تتحوّل الفكرة الصّغيرة إلى وكالةٍ مستقلّةٍ تنمو بالثّقة لا بالحجم، وتُبنى بالإبداع المتجذّر ثقافيّاً، والعلاقات طويلة الأمد، والعمل المتقن خطوةً بخطوةٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّر باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

عندما أطلقت "ميلون أونلاين" (Melon Online) كوكالة مستقلة في دولة الإمارات عام 2020، بدأت الفكرة صغيرة، وُلدت بين طاولات المقاهي وليالٍ طويلة امتلأت بالأمل أكثر من اليقين. لم يكن لديّ فريق كبير ولا دعم من مستثمرين. ما امتلكته آنذاك كان الإيمان، وحاسوباً محمولاً، وقناعة راسخة بأن الإبداع يمكن ممارسته على نحو مختلف في دول مجلس التعاون الخليجي.

جاء أوائل عملائنا عبر الثقة لا عبر الحجم. واليوم، عملنا مع أكثر من 170 علامة تجارية في المملكة العربية السعودية والإمارات، شملت جهات حكومية، وعلامات أسلوب حياة، وقطاع الضيافة، والسلع الاستهلاكية سريعة التداول. ولم تكن الرحلة سريعة أو سهلة؛ بل تشكّلت خطوةً خطوة، من خلال البشر، والثقافة، والاستمرارية.

إن تنمية وكالة مستقلة في هذه المنطقة علّمتني دروساً لم يكن أي كتاب أعمال قادراً على الإعداد لها. وفيما يلي خمسة دروس شكّلت مسار ميلون أونلاين، ولا تزال ترشد طريقة عملنا ونمونا حتى اليوم:

  1. الفريق المبدع والماهر هو الأساس لكل شيء

في صناعتنا، لا يُعدّ الإبداع قسماً مستقلاً؛ بل هو المنتج ذاته. يمكن امتلاك العمليات، والأدوات، والاستراتيجية، لكن من دون فريق مبدع، واستراتيجي، ومتطلّع دائماً إلى عمل أفضل، يظلّ النمو محدوداً. كثير من أفكارنا الأكثر تأثيراً وُلدت من محادثات مفتوحة، لا من اجتماعات مُهيكلة.

على سبيل المثال، عند تطوير عالم المحتوى لعلامة "ميلف كولا" (MILAF Cola)، أول مشروب كولا أُطلق تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، صمّم فريقنا الهوية البصرية والسرد القصصي بطريقة تخاطب مباشرة ما يُعرف بـ«ترايب زيرو»، وهي شريحة شبابية محددة تضم فئة الشباب والجيل Z. ومن خلال مواءمة الإبداع مع اللغة الثقافية لهذه الفئة، وُلدت العلامة بروح حيّة وذات معنى.

الخلاصة هنا واضحة: وظّف المفكّرين، لا المنفّذين؛ فالفريق القوي يضاعف النمو.

  1. الفرق متعددة الثقافات ترى ما تعجز عنه الفرق أحادية المنظور

تتميّز منطقة الخليج بتنوّعها الثقافي، واختلاف العقليات والسلوكيات. فما يثير اهتمام المستهلك في الرياض قد لا يلقى الصدى نفسه في دبي. وغالباً ما تصدر أفضل القرارات الإبداعية عن طاولة تجمع خلفيات متعددة.

في ميلون أونلاين، يقدّم تنوّع المواهب لدينا غرائز ومرجعيات مختلفة. فالمصمّم الكويتي ينظر إلى أسلوب الحياة بصورة تختلف عن مدير فني لبناني، والاستراتيجي السعودي يلتقط إشارات ثقافية قد يغفل عنها المقيم الأجنبي. وبهذه الطريقة تتحوّل الحملات إلى أعمال أصيلة، لا نماذج عامة مكرّرة. لذلك، لا يُعدّ التنوع خانة تُعلَّم، بل ميزة تنافسية حقيقية.

  1. العلاقات تنمو أسرع من العملاء الباردين

النجاح في دول الخليج قائم على العلاقات. فالناس يتعاملون مع من يثقون بهم. قد تساعد العروض التقديمية، لكن الألفة هي التي تُغلق الصفقات. في بداياتنا، جاء معظم عملائنا عبر علاقات بدأت بمحادثات، لا عبر طلبات عروض رسمية.

غير أن بناء شبكة علاقات في هذه المنطقة يتطلّب حضوراً دائماً، وموثوقية، وقدرة على التنفيذ. ويُكتسب الاحتفاظ بالعملاء عبر الشفافية، وجودة العمل، والاستمرارية على مدى أشهر، لا من خلال حملة واحدة. ولا يزال كثير من عملائنا يعملون معنا عاماً بعد عام، لأنهم يعلمون أننا نكون حاضرين حين يكون الأمر مهماً. في هذه المنطقة، الولاء عملة. فاحرص على تنميته.

  1. التواصل قيادة، لا عملاً إدارياً

الخليج منطقة متصلة على الدوام. يُتوقّع الرد السريع، وغالباً ما يتم التعاون في الوقت الفعلي. إن القدرة على التواجد، والوضوح، والمبادرة، تميّز الوكالة عن غيرها. فالصمت يزرع الشك، بينما يخلق التواصل الثقة.

في ميلون أونلاين، لا يأتي التواصل في نهاية العمل، بل يُدمج منذ البداية: من الإحاطة، إلى توليد الأفكار، إلى الإنتاج، ثم الإطلاق. يشعر العملاء بأنهم مطّلعون، ومدعومون، ومشاركون. وهذا وحده كفيل بتحويل المشاريع إلى شراكات. لذا، تواصل مبكراً، وباستمرار، وبوضوح؛ فالاستجابة السريعة تبني الثقة.

  1. الخدمات المتفرّدة تنتصر في سوق مزدحم

الجميع يقول إنه يقدّم الإبداع، والرقمنة، وصناعة المحتوى. لكن السؤال الحقيقي هو: ما الذي يجعل وكالتك غير قابلة للاستبدال؟ في ميلون أونلاين، يكمن تميّزنا في السرد القصصي المتجذّر ثقافياً والمصمّم لتحقيق نمو قابل للقياس. نحن نفكّر كاستراتيجيين ونبدع كفنّانين.

يعني التميّز امتلاك بصمة خاصة. قد تكون أسلوباً إبداعياً، أو سرعة تنفيذ، أو تخصّصاً دقيقاً، أو ابتكاراً مختلفاً. افعل شيئاً واحداً أفضل من الجميع، ودع السوق يتحدّث عنك. وفي نهاية المطاف، لا تحاول أن تكون كل شيء. كن استثنائياً في شيء واحد.

علّمتني تجربة توسيع وكالة مستقلة في الخليج أن النمو لا يعني أن تكون كبيراً، بل أن تكون ذا قيمة؛ فالنمو يأتي من أشخاص يهتمون، وأفكار تبرز، وتواصل يبني الثقة، وعلاقات تدوم. تكافئ هذه المنطقة من يحضر باستمرار، ويتحسّن بلا انقطاع، ويبني بوعي وقصد.

مستقبل الوكالات هنا للأكثر جرأة، لا للأكبر حجماً، بل للأكثر حدّة وذكاء، إذ ينتصر الإبداع حين يكون إنسانياً، وينمو العمل حين يكون شخصياً.

نبذة عن الكاتب
ماجد فخري هو الشريك الإداري في ميلون أونلاين، ويقود مشاريع التحوّل الإبداعي والرقمي في مختلف أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي. يتخصّص في بناء علامات تجارية متجذّرة ثقافياً، وسرد قصصي موجّه للشباب، وتحقيق نمو استراتيجي للعلامات التجارية في السعودية والإمارات.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: