انطلاق WHX Tech لتسريع الابتكار في مجال الصحة الرقمية

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

افتُتحت النّسخة الأولى من منصة "دبليو إتش إكس تك" (WHX Tech)، المنصّة الجديدة المكرّسة للابتكار في مجال الصّحّة الرّقميّة، في مركز دبي التجاري العالمي (Dubai World Trade Centre) يوم 8 سبتمبر 2025، وسط كلماتٍ أكّدت على القيمة الفريدة الّتي يقدّمها الإنسان مدعوماً بالذكاء الاصطناعي (AI) لقطّاع الرّعاية الصّحيّة.

وتستمرّ الفعاليّة من 8 إلى 10 سبتمبر في مركز دبي التجاري العالمي، بالشّراكة الاستراتيجيّة مع جمعيّة نظم المعلومات وإدارة الرّعاية الصّحيّة (Healthcare Information and Management Systems Society – HIMSS)، حيث يشارك فيها أكثر من 200 متحدّثٍ و300 عارضٍ، مع توقّع استقطاب نحو 5,000 من قادة الرعّاية الصّحيّة من مختلف أنحاء العالم.

وفي كلمة الافتتاح، أكّد معالي الدكتور علوي الشيخ علي، المدير العامّ لهيئة الصحة بدبي (Dubai Health Authority)، أنّ هذه النّسخة الأولى تعكس تسارع وتيرة التّطوّر التّكنولوجيّ في مجال الرعاية الصحية. وأوضح أنّ الحلول الرّقميّة المعروضة تهدف إلى تعزيز الخدمات والنّتائج، بما يتماشى مع رؤية صاحب السّموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدّولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبتوجيه من سموّ الشّيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدّفاع ورئيس المجلس التّنفيذيّ لإمارة دبي.

وشهدت قاعة المؤتمر حضوراً مكتمل العدد خلال كلمة معالي الدكتور أمين الأميري، الوكيل المساعد لقطّاع التّنظيم الصّحيّ في وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية (UAE Ministry of Health and Prevention)، الّذي طرح سؤالاً محوريّاً: من سيقود مستقبل الرعاية الصحية الإنسان أم الذكاء الاصطناعي؟

وقال الدكتور الأميري: "نحن نقول الإنسان، فالإنسان هو من يقود الذكاء الاصطناعي. في دبي نثمّن عقول البشر وأفكارهم وابتكاراتهم، وما نحتاجه منكم هو أن تجلبوا كلّ أفكاركم المبدعة وابتكاراتكم وتقنياتكم إلينا؛ فبصمتنا الوراثيّة هي تبني واستضافة هذه التّقنيات معاً من أجل مستقبل الصّحّة والإنسانيّة".

كما ألقت معالي الدكتورة فاطمة الكعبي، المدير العام لمؤسسة الإمارات للدواء (Emirates Drug Establishment – EDA)، كلمةً أبرزت فيها تسريع المؤسّسة لعمليّات اعتماد المنتجات الطّبيّة المطوّرة محليّاً. وقد أشارت إلى أنّ برنامج المؤسّسة المسمّى داخليّاً "Turbo Track" أسهم بالفعل في اعتماد 23 دواءً جديداً خلال عام 2025، رغم تأسيس المؤسّسة قبل أقلّ من عامين.

وأضافت: "نستخدم الذكاء الاصطناعي كأداةٍ لا كبديلٍ، تماماً كما أسهمت الآلة الحاسبة في تعزيز قدرات البشر على حلّ المشكلات المعقّدة. سيبقى الإنسان هو الأصل، ولهذا فإنّ المؤسّسة ستمضي في توسيع قدراتها في الذكاء الاصطناعي، وزيادة الاستثمارات في التّصنيع، وتعميق التّعاون الدّوليّ، مع الالتزام بمعايير منظمة الصحة العالمية (WHO) من المستوى الرّابع. لقد تأسّست المؤسّسة لتمكين القطّاع لا لمجرّد تنظيمه، ونرى في دبليو إتش إكس تك منصة للشّراكات الّتي تحوّل الابتكار إلى أثرٍ ملموسٍ، بما يضمن وصولاً أفضل، ومرونة أقوى، وأمناً صحيّاً طويل الأمد للإمارات وخارجها".

أما هارولد "هال" وولف، الرّئيس والمدير التّنفيذيّ لجمعيّة نظم المعلومات وإدارة الرعاية الصحية (HIMSS)؛ فقد ركّز في كلمته على المشهد المتغيّر للرعاية الصحية، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط؛ فقال: "التّحدّيات هنا ليست استثنائيّةً، بل الأرقام مرتفعة لسببين: أوّلاً، لدينا سكان متقدّمون في العمر، وهذا أمرٌ إيجابيٌّ لكنّه يزيد احتماليّة الأمراض المزمنة. وثانياً، تتحسّن قدرتنا على فهم وتشخيص الأمراض المزمنة بشكلٍ مستمرٍّ، ما يعني أنّ الأعداد ستزداد حتّى مع تحسن المنظومة الصّحيّة. وهنا تأتي أهميّة الذكاء الاصطناعي والتّقنيات الأخرى لتزويدنا بالمعرفة وسبل التّشغيل اللّازمة للنّجاح".

وبدوره، قال بيتر هال، رئيس منطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا في "إنفورما ماركتس" (Informa Markets)، إنّ اختيار دبي لاستضافة النّسخة الأولى لم يأتِ من فراغٍ، مضيفاً: "دبي مدينةٌ تمثّل الابتكار والطّموح والتّقدّم، وهي القيم الّتي تتناغم تماماً مع رسالة دبليو إتش إكس تك. يركّز الحدث على القيادة الفكريّة، وبناء الرّوابط، وتوسيع شبكات العلاقات، وتجربة شاملةٍ تدعو للعمل الجماعيّ، لتكون منصّةً يجتمع فيها أصحاب المصلحة العالميّون لمناقشة وحلّ التّحدّيات المعقّدة في مجالي الصّحّة والتّكنولوجيا".

وفي جلسةٍ لاحقةٍ بعنوان "تحويل الوصول إلى الرعاية الصحية وكفاءتها عبر الابتكار الرقمي"، قاد شيم بيسين، رئيس مركز الصّحّة والرّعاية الصّحيّة في المنتدى الاقتصاديّ العالميّ (World Economic Forum)، نقاشاً حول كيفيّة مساهمة الحلول الرّقميّة في تبسيط تقديم الرّعاية الصحيّة، ودعم العمليّات التّأمينيّة، وتوسيع وصول المرضى في المنطقة العربيّة.

وقال بيسين: "تعدّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السّوق الأسرع نموّاً في مجال الصّحّة الرّقميّة على مستوى العالم، مع امتلاكها لعددٍ من المزايا الفريدة، خصوصاً في الصّحّة الرّقميّة. وهذا يشمل الدّعم الحكوميّ القوّيّ، والاستراتيجيّات الواضحة للتّحوّل الرّقميّ في الصّحّة، والاستثمارات العامّة الكبيرة في الاقتصاد الرّقميّ المتطوّر بسرعةٍ، مع تركيز خاصٍّ على تطوير الذكاء الاصطناعي وبنية البيانات التّحتيّة".

ولمزيد من المعلومات أو للتّسجيل لحضور دبليو إتش إكس تك دبي، يمكن زيارة: worldhealthexpo.com/events/healthcare/tech/en/home.html.