الرئيسية التنمية أتريدُ أن تزيد إنتاجيتك بحيلةٍ سحريةٍ؟ استخدم ورقةً وقلماً!

أتريدُ أن تزيد إنتاجيتك بحيلةٍ سحريةٍ؟ استخدم ورقةً وقلماً!

طريقةٌ بسيطةٌ، يمكن أن تتحوّل إلى عادةٍ مفيدةٍ قادرةٍ على تحقيق أثرٍ ملموسٍ في إدارة الوقت والإنتاجية

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

بقلم جيسون آيتن Jason Aten، كاتب عمود في التكنولوجيا

لقد كتبتُ سابقاً عن حيلةٍ بسيطةٍ لزيادةِ الإنتاجيّةِ، والّتي وجدتها دائماً مفيدةً. ومع ذلكَ، أدركتُ أنّني لم أكن أقوم بها بانتظامٍ كافٍ للتّحدّثِ عنها بقوّةٍ. إذ كانت شيئاً أعتقد أنّه مفيدٌ، وكانت شيئاً فعلتُه، ولكنّها لم تصبح جزءاً من روتيني. [1]  

لذا، في ديسمبر الماضي، قرّرتُ أن أجربها كلّ يومٍ لمدّةِ عامٍ. بالتّأكيد، كانت هناك أيام كنّا فيها في عطلةٍ، وكانت هناك 52 عطلةٍ نهايةِ أسبوع طوال تلك السّنة، وعلى الرّغم من أنّني أحاولُ عدم العملِ كلّ يومٍ، إلّا أنّ هذه الحيلة لزيادةِ الإنتاجيّة أصبحت في الواقعِ أكثر من عادةٍ. لذلكَ، حتّى في تلكَ الأيام، حاولت الالتزامَ بها، والآن نحن هنا نتكلّمُ عنها بقوّةٍ.

الحيلةُ بسيطةٌ: كلّ ليلةٍ، قبل أن تنامَ، خذ ورقةً واقضِ خمس دقائق في كتابةِ كلّ الأفكارِ الّتي تدورُ في ذهنكَ. وعادةً، تكون هذه هي الأمور الّتي تقولُ لنفسكَ إنّكَ بحاجةٍ لتذكّرها، كي تفعلها في الصّباحِ أو مجرّد أفكارٍ عشوائيّةٍ أخرى تجمعّت في ذهنكَ طوالَ اليومِ.

في هذه المرحلةِ، ليس عليكَ محاولةُ تنظيمها أو حلّ أيّ من المشكلاتِ الّتي واجهتكَ خلال اليومِ. فالأمرُ ليس محاولةً للتفكيرِ، أو القيامِ بأيّ شيءٍ أو محاولةِ أيّ شيءٍ. فقط اكتب كلّ شيءٍ، هذا كلّ ما في الأمرِ. الهدفُ هو التّوقفُ عن التّفكيرِ في تلكَ الأمورِ حتّى تتمكّن من الذّهابِ إلى النّومِ.

ثم، اتّجه إلى السّريرِ ونَمْ، إذ يجبُ أن تكونَ هذه الحيلة لزيادةِ الإنتاجيّة آخر شيء تقوم به قبل أن تنامَ. إذا كنت من الأشخاصَ الذين يقرؤون أو يشاهدون التّلفاز قبلَ النّوم، فذلكَ ممتازٌ، ولكن اكتب تلكَ البطاقةَ الورقيّة في النّهايةِ حتّى يكون عقلكَ صافياً، وأنت تغرقُ في النّومِ.

شاهد أيضاً: 5 طرق بسيطة وفعّالة لتخفيف ضغوط الحياة اليومية ورفع الإنتاجية

لهذه الحيلة فائدتان: الأولى هي أنّكَ ستغفو أسرع -هذا ما سيحدثُ حقّاً- فالفعلُ البدنيّ لكتابةِ أفكاركَ على الورقِ يُحرّر دماغكَ من محاولةِ الاحتفاظِ بها، وما يترتّبُ على ذلكَ من تزاحمِ الأفكارِ في ذهنكَ أثناء اللّيلِ، كما تمنحكَ كتابتها إذناً لتركها، لأنّك تعلمُ أنّ بإمكانكَ التّفكير فيها لاحقاً، دون أن تنساها فعليّاً.

أمّا الفائدة الثّانيةُ: أنّها تمنحكَ قائمةً بالأشياء الّتي قرّرتَ بالفعلِ أنّك بحاجةٍ لإنجازها في الصّباحِ. إذ إنّ تخطيطَ يومك مسبقاً هو وسيلةٌ قويّةٌ لتحقيقِ الإنتاجيّةِ وتوفيرِ الوقتِ لنفسكَ، فبدلاً من أن تستيقظَ وتنتظرَ حتّى ينشط عقلكَ قبلَ أن تتمكّن من تخطيطِ ما تريدُ فعلهُ، يُمكنك ببساطةٍ النّظر إلى قائمتكَ وتقدير أهمّ الأمورِ لتختارَ الأَوْلى.

وبالطّبع، من هنا أتى معظمُ الوقتِ الذي وفّرتهُ لي هذه الحيلة لزيادةِ الإنتاجيّةِ؛ في حقيقة لديّ قائمةٌ بالأشياء جاهزةٌ كي أتعاملَ معها في الصّباح. إذ كنتُ أقضي السّاعة الأولى كلّ يومٍ في التّفكيرِ في يومي وتخطيطِ الأمورِ. ولكن، لا محالة، كُنت سأنشغلُ بالبريدِ الإلكترونيّ الواردِ في اللّيلِ أو الانشغالِ بمشتّتاتٍ أخرى.

عوضاً عن ذلكَ، استعدتُ تلكَ السّاعةَ في الصّباح، واستطعتُ أن أبدأَ مباشرةً بالأمورِ الّتي كان يتعيّنُ عليّ إنجازها. على مدى عامٍ، كان الوقتُ الّذي استطعتُ استعادتهُ كبيراً. وفي بعض الأحيان، كان ذلكَ يعني ساعةً إضافيّةً لأعوّضَ ما فاتني من عملٍ. وفي بعضِ الأحيانِ، كان ذلك يعني التّقدم، وفي أحيان أخرى، كانت مجرّد فرصةٍ لاستعادةِ بعض الوقتِ للقيامِ بأنشطةٍ غير متعلّقةٍ بالعملِ.

شاهد أيضاً: طريقة سهلة، بسيطة ومجانية لزيادة الإنتاجية والابتكار في اجتماعاتك

سأقدّم اقتراحاً لتحقيقِ أقصى استفادةٍ من هذه العادة. قد يغريكَ الأمرُ بأن تمسكَ هاتفكَ الـ iPhone كي تنشئ القائمةَ، إيّاك أن تفعلَ ذلك. الورقُ أفضل من محاولةِ إنشاءِ قائمةٍ رقميّاً. لنكن صريحين: لا يأتي مع الورقِ أيّ من الأمورِ المُشتتةِ الموجودةِ على الهاتفِ. إذا حاولت استخدام تطبيقٍ لإدارةِ المهامِ أو تطبيق الملاحظات أو شيءٍ من هذا القبيلِ على iPhone أو الكمبيوتر، فإنّكَ بالتّأكيدِ ستنتهي بمشاهدةِ مقاطع فيديو على YouTube حتّى تغفو.

كما أنّ استخدامَ تطبيقٍ لإدارةِ المهام يَفترِض أنّ كلّ ما تُفكّر فيه هو مهمّةٌ. في بعضِ الأحيانِ، هو فقط فكرةٌ تحتاجُ إلى كتابتها لكي لا تنساها، ولكن ذلكَ لا يعني أنّها شيءٌ يجبُ أن تقومَ به. وأخيراً، يؤدّي الفعلُ البدنيّ لسحبِ الحبرِ عبر الورقِ إلى إطلاقِ شيءٍ في دماغكَ لتحريرِ أفكاركَ بطريقةٍ لا تحدثُ دائماً عندما تكونُ يداكَ على لوحةِ المفاتيحِ أو الشّاشةِ.

بعد عامٍ، أصبحت هذه العادةُ مجرّد نمطِ حياةٍ. إذ استفدتُ من ساعةٍ كلّ صباحٍ، وكلّ ذلكَ كلّفني خمسَ دقائق فقط في اللّيلةِ السّابقة؛ إنّها عائدةٌ كبيرةٌ جداً على الاستثمارِ مهما كان القياسُ الذي تستخدمهً، فالوقت هو -في النهاية- أثمنَ شيءٍ لديكَ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: