الرئيسية التنمية تجد كلمة "خبير" في معظم ملفات LinkedIn، فكيف تُميّز الخبير من المدّعي؟

تجد كلمة "خبير" في معظم ملفات LinkedIn، فكيف تُميّز الخبير من المدّعي؟

كشفُ النّقاب عن طبيعة الخبرة الحقيقية في عالمٍ مليءٍ بالمدعين.

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

راجع أيّ قائمة لأكثر الكلمات الدّلاليّة شيوعاً واستخداماً في ملفات LinkedIn، ستجدُ كلمةَ "خبير" تظهر بشكلٍ مستمرٍّ. لا ينبغي أن يكونَ ذلك مفاجئاً، خاصّةً عندما تنظرُ إلى الاستطلاع الشهير الذي أظهر أنّ أكثر من 80% من المستجيبين ادّعوا أنّهم سائقون بمستوى أفضل من المتوسّط، على الرّغم من أنّ ذلك مستحيل من النّاحية الرّياضيّة، وعلى الرغم من أنّ الكثيرين من المستجيبين كانوا، في مرحلةٍ ما من حياتهم، قد تعرّضوا لإصاباتٍ في حوادث سيّاراتٍ. ووجدت دراسةٌ أخرى أن أقلّ من 1% من المستجيبين يعتبرون أنفسهم "أسوأ من المتوسّط" كسائقين. [1]

في الواقع، يعتقدُ معظم النّاس أنّهم أفضل من المتوسّط في كلّ شيء تقريباً. إذ تظهر تحليلاتٌ فرعيّةٌ لعددٍ من الدراسات أنّ النّاس يقيّمون أنفسهم كأفضل من المتوسط في الإبداع، والذّكاء، والمسؤوليّة، واللّياقة البدنية، والصّدق، والودّ، وتطول القائمة.

قَدّم للنّاس استطلاعاً حول أي صفةٍ، وسيقيّم الغالبية العظمى منهم أنفسهم كأفضل من المتوسّط. يطلق علماء النّفس الاجتماعيّ على هذا تأثير "أفضل من المتوسط": اسألني أن أقيّم نفسي في أيّ شيءٍ تقريباً، وسأكون مقتنعاً أننّي أفضل من المتوسّط (على الرّغم من أنّني بالتّأكيد لست كذلك).

شاهد أيضاً: عبارة ثلاثية يلجأ لها المتحدثون المهرة حسب خبير الاتصال في ستانفورد

قد أعتبر نفسي خبيراً، خاصّةً إذا كنتُ رائد أعمال ٍأحاول التسويق لنفسي. والنّتيجة؟ من جهةٍ، أصبحت كلماتٌ مثل "خبير" مستخدمةٌ بشكلٍ شائعٍ لدرجة أنّها أصبحت بلا معنى. الأمر نفسه صحيح بالنّسبة لأوصاف مثل "متحمّس"، و"مخلص"، و"متحفّز"، وما إلى ذلك. لأنّك رأيتها مراتٍ لا تعدّ ولا تحصى في هذا السّياق، فإنّك تتجاوزها وتتجاهلها مباشرةً.

ومن جهةٍ أخرى، هذا هو شكلُ الخبير الحقيقيّ.

قام فريق موقع Drumeo، المختصُّ في توفيرِ دروسِ الطبّول عبر الإنترنت، بتقديم تحدٍّ لعازف الطّبل من فرقة Megadeth، ديرك فيربيورن، حيث شغّلوا مقطعاً موسيقياً من أغنيةٍ لم يكن قد سمعها من قبل، وهي "Mr. Brightside" من فرقة القتلة. تميّز المقطع بأنّه كان يحتوي على جميعِ الآلات الموسيقيّة باستثناء الطّبول. وكان على فيربيورن، بعد الاستماع للأغنيّة مرّةً واحدةً، أن يبتكرَ ويؤدّي جزء الطّبول بنفسه لهذه الأغنيّة.

نعم: استمع إلى أغنيةٍ تدوم ثلاث دقائق وثلاث وأربعون ثانية لمرّةٍ واحدةٍ، ثم عزفَ الطّبول، مباشرةً، على هذه الأغنية. وخلال هذه الجولة الأولى، أنشأ فيربيورن رسماً بيانياً من صفحة واحدة يُلخّص بنية الأغنية.

"أقوم بهذا الأمر عندما أشارك في جلسات تسجيلٍ بالاستوديو"، يشير فيربيورن. "قد طورت طريقةً، عندما أستمع إلى أغنية لأوّل مرّة، لحساب وتسمية الأجزاء وعدد القضبان، حتّى أتمكّن على الأقل من تحديد بنية الأغنية. لا أقول أنّني سأفهم كل تفصيلٍ بشكلٍ مثاليٍّ، ولكن على الأقل سأملك فكرةً عن مكاني".

- هل كانت التّجربة ناجحةً؟ شاهد بنفسك. (إذا كنت ترغبُ في الانتقالِ مباشرةً إلى جزء الطّبول الذي أدّاه فيربيورن، انتقل إلى الوقت 3:18 في الفيديو.) سأنتظر.


- بالتأكيد، العرضُ كان مدهشاً، أظهر فيربيورن خبرته الحقيقيّة بلا شكٍّ.

ومن هنا، يبرز الفرق بين الخبير وغير الخبير. فالخبيرُ يعترفُ بالخطأ الذي قد يرتكبه، حتّى قبل أن يتمّ تصحيحه. يقول بتواضعٍ قبل أن يسمعَ الأغنيّة مع عودة الدّرمر روني فانوتشي إلى المزيج، "روني، لا تكرهني، لقد بذلت قصارى جهدي، يا رجل".

لأنّ الخبراء لا يطلقون على أنفسهم لقب الخبير أبداً. كما تناولت جيسيكا ستيلمان في مقالتها بـ Inc. لا يرى جيف بيزوس الأشخاص الأذكياء بأنّهم على حق دائماً، بل يعتقد أن الأذكياءَ هم الذين يعترفون بأخطائهم، ويعيدون تقييم آرائهم، بتكرارٍ.

حسب رؤية بيزوس، "الأذكياء هم الذين يعودون لإعادةِ تقييم ما فهموه بشكلٍ دائمٍ، ويعودون للنّظر في المشكلات التي ظنّوا في السّابق أنّهم قد حلّوها، إنّهم مستعدون لاستقبال الآراء الجديدة، والمعلومات الجديدة، والأفكار الجديدة، ويتقبّلون التّناقضات والتّحديات التي تأتي في طريقِ تفكيرهم."

ببساطةٍ، يعانقون التّواضع الفكريّ بصدقٍ، فكلّما ازدادت معرفتكَ، ازدادت إدراككَ لمدى قلّة ما تعرف. وهذا يعني أن كلّما ارتفعت درجة خبرتكَ، كلّما انخفضت درجةُ شعوركَ بأنّك خبيرٌ، أو بأنّك تحتاج للتّباهي بها.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: