Property Finder تبيع حصة استثمارية بقيمة 525 مليون دولار

أعلنت منصة الإعلانات العقارية الإماراتية بروبِرتي فايندر (Property Finder) عن بيع حصة أقلية بقيمة 525 مليون دولار لشركة بيرميرا (Permira) البريطانية، المتخصصة في صناديق الاستحواذ ورأس المال النامي والاستثمارات الائتمانية، ولشركة بلاكستون (Blackstone Inc.) الأمريكية، أكبر مدير للاستثمارات البديلة مقرها نيويورك.

الصفقة، التي تنتظر موافقات الجهات التنظيمية، تمثل أول دخول لشركة بيرميرا إلى استثمارات منطقة الشرق الأوسط. في المقابل، قامت جنرال أتلانتيك (General Atlantic)، شركة الاستثمار العالمية التي دعمت بروبِرتي فايندر منذ عام 2018، ببيع جزء من حصتها، لكنها لا تزال تحتفظ بموقعها كمساهم أقلية.

تأسست بروبِرتي فايندر في الإمارات عام 2007 كسوق إلكتروني يتيح للمستخدمين البحث عن العقارات المخصصة للبيع والإيجار. وخلال سنوات قليلة، تحولت إلى واحدة من أكبر منصات الإعلانات العقارية في المنطقة، وهي اليوم تسعى إلى ترسيخ وجودها في السعودية وتركيا.

وفي حديثه إلى مجلة Inc. Arabia، قال مايكل لحیاني، المؤسس والرئيس التنفيذي لبروبِرتي فايندر، إن الصفقة البالغة 525 مليون دولار لا تمثل مجرد ضخ لرأس المال، بل تحمل في جوهرها رسالة ثقة. وأضاف: "إننا فخورون بانضمام مستثمرين عالميين مثل بيرميرا وبلاكستون وجنرال أتلانتيك إلى بروبِرتي فايندر. إن مشاركتهم تعكس تصويتًا قويًا بالثقة، ليس فقط في أعمالنا، بل في دولة الإمارات وما تختزنه من فرص استثنائية للمستقبل."

ويرى لحیاني أن دخول بيرميرا وبلاكستون يضيف بعدًا استراتيجيًا عميقًا، إذ يجلب معه شركاء على دراية تامة بدقائق القطاع. وقال: "الإعلانات المبوبة تختلف جذريًا عن شركات البرمجيات أو التجارة الإلكترونية، ووجود أموال ذكية تستند إلى خبرة عميقة في هذا المجال يعزز فرص النجاح. بيرميرا وبلاكستون تتعاونان بالفعل مع جنرال أتلانتيك في أدفينتا (Adevinta)، أكبر مجموعة إعلانات مبوبة في أوروبا، ما يعني أن مستثمرينا الثلاثة لديهم سجل خبرة مشتركة وقدرة مثبتة على بناء نجاحات واسعة النطاق."

وأكد لحیاني أن الشراكات الجديدة ستتجاوز نطاق التمويل التقليدي، لتفتح آفاقًا أوسع للشركة. وقال: "هذه الخطوة سترفع من مكانتنا لدى الكفاءات التي نسعى لاستقطابها، كما ستعزز علاقاتنا مع الحكومات والهيئات التنظيمية التي نتعامل معها. إنها المرحلة التالية في رحلتنا، التي تقوم على هدف واضح يتمثل في إحداث تغيير جذري ومستدام في أنماط المعيشة بالمنطقة."

وعند سؤاله عن سر تميز بروبِرتي فايندر عن منافسيها في السوق، أجاب لحیاني دون تردد: "كلمة واحدة: الثقة. إنها السبب الذي يدفع الباحثين عن منازل، والبائعين، والمستثمرين، والوكلاء إلى اختيار بروبِرتي فايندر. الثقة تعني عرض عقارات حقيقية متاحة، لا نسخ مكررة سبق أن شاهدوها، وتقديم خدمة متكاملة مدعومة ببيانات موثوقة تساعد على اتخاذ القرار بسهولة. قد يبدو الأمر بسيطًا، لكنه من أصعب ما يمكن تحقيقه، وهو ما يجعل المستهلكين وشركاءنا يضعون ثقتهم فينا."

ويأتي استثمار بيرميرا وبلاكستون عقب تمويل بالديون قدره 90 مليون دولار حصلت عليه بروبِرتي فايندر عام 2024 من فرانسيسكو بارتنرز (Francisco Partners)، شركة الاستثمار الأمريكية الخاصة، والذي مكنها من الاستحواذ على حصة مستثمرها المؤسسي الأول بيكو كابيتال (BECO Capital). وتعكس هذه الخطوة استمرار إقبال المستثمرين على المنصات العقارية الرقمية، في وقت يشهد فيه سوق دبي العقاري انتعاشًا بفضل تدفق الاستثمارات الأجنبية والإصلاحات الحكومية.

ويرى لحیاني أن دبي ستبقى القلب النابض للطفرة العقارية الإقليمية، رغم ظهور أسواق واعدة أخرى. وقال: "بلغت قيمة سوق العقارات في الإمارات نحو 160 مليار دولار عام 2024، وما يزال يشهد تزايدًا في الطلب والاستثمارات والابتكار. ومع ذلك، فإن دبي ظاهرة فريدة لا تتكرر كثيرًا؛ لقد أمضيت عشرين عامًا هنا ولم أر مدينة تنمو بهذا الشكل. وإذا سألتني عن الوجهة التالية، فإن رأس الخيمة تملك مقومات لتصبح سوقًا مميزة، لكنها تحتاج إلى وقت وصلابة لتبلغ مستوى استقرار دبي. كما أرى فرصًا لافتة في أسواق أصغر مثل جزيرة السعديات في أبوظبي، التي تتميز بخصوصية فريدة. أما خارج الإمارات، فما زلنا بعيدين عن مشاهدة نفس مستويات الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تتدفق إلى هذا البلد."

وأشار لحیاني إلى أن السعودية وتركيا، حيث تنشط بروبِرتي فايندر بالفعل، تمثلان فرصًا متباينة. ففي السعودية، سيكون نمو المعاملات الثانوية العامل الحاسم، وهو أمر لا يحدث بين ليلة وضحاها، مضيفًا أن الإصلاحات الأخيرة مثل السماح ببيع العقارات للأجانب — وهو نهج اتبعته الإمارات منذ ربع قرن — تعيد صياغة ديناميكيات السوق السعودي بسرعة. أما في تركيا، فأوضح أن الشركة توسع حضورها باستمرار وتعيد تقييم مستويات الاستثمار المناسبة، مؤكدًا أن التوقيت سيكون العامل الفارق بين مجرد التواجد وبين تحقيق نجاح حقيقي.

وبالنظر إلى المستقبل، يتوقع لحیاني أن يشهد القطاع العقاري تحولًا جذريًا نحو الرقمنة والشفافية. وقال: "أعتقد أن السنوات الخمس المقبلة ستجلب تغييرات عميقة في طريقة البحث عن العقارات وإبرام الصفقات. التكنولوجيا ستقلص الكثير من التعقيدات، بدءًا من توصيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وصولًا إلى معاملات رقمية سلسة تختصر الوقت والجهد الورقي. الشفافية ستكون أمرًا غير قابل للتفاوض: كل إعلان موثق، وكل خطوة قابلة للتتبع، ما يمنح المشترين والبائعين ثقة غير مسبوقة. أما دور بروبِرتي فايندر فسيكون قيادة هذا التحول، ليس فقط عبر تسهيل عملية البحث، بل ببناء بنية تحتية موثوقة تتيح للمستهلكين والوسطاء والمطورين والجهات التنظيمية تحقيق الازدهار