ADQ تعقد شراكة مع Gates Foundation لتعزيز التعلّم في أفريقيا
شراكةٌ تمتدّ لأربع سنواتٍ بقيمة 40 مليون دولارٍ لدعم حلول الذّكاء الاصطناعيّ وتقنيات التّعليم وتحسين مخرجات التّعلّم للأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء
أعلن صندوق أبوظبي السيادي "إيه دي كيو" (ADQ)، بالتعاون مع "مؤسسة غيتس" (Gates Foundation)، إحدى أكبر المنظمات الخيرية في العالم، عن شراكة تمتدّ لأربع سنوات بقيمة 40 مليون دولار أمريكي، تهدف إلى تسريع اعتماد حلول الذّكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence – AI) وتقنيات التعليم (EdTech)، بما يسهم في تحسين مخرجات التعلّم للأطفال في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
وجاء الإعلان عن هذه الشراكة خلال أسبوع أبوظبي للتمويل (Abu Dhabi Finance Week)، تزامناً مع زيارة بيل غيتس (Bill Gates)، رئيس مجلس إدارة مؤسسة غيتس (Gates Foundation)، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وستُوجَّه استثمارات الشراكة عبر برنامجين محوريين صُمّما لمعالجة النقص المزمن في التمويل وضيق نطاق انتشار تقنيات التعليم المثبتة الفاعلية في أفريقيا جنوب الصحراء. يتمثّل البرنامج الأوّل في مبادرة الذّكاء الاصطناعي من أجل التعليم (AI-for-Education)، التي أُطلقت عالميّاً عام 2022، وتعمل على تطوير نماذج تعليمية عملية مدعومة بالذّكاء الاصطناعي، إلى جانب تقديم إرشادٍ وخبرةٍ متخصّصة للحكومات في دول الجنوب العالمي. أمّا البرنامج الثاني، فهو صندوق تقنيات التعليم والذّكاء الاصطناعي (EdTech and AI Fund)، الذي جرى استحداثه حديثاً ومن المقرّر إطلاقه العام المقبل، ليكون أوّل أداة استثمارية مكرّسة لتوسيع نطاق التدخّلات التعليمية ذات الأثر المثبت على التعلّم الأساسي على المستوى الوطني.
ومن المقرّر أن تُسهم إيه دي كيو بما يصل إلى 20 مليون دولار أمريكي في هذه المبادرة، التي تستهدف تحدّياً تعليميّاً بالغ الأهميّة، يتمثّل في أنّ 9 من كلّ 10 أطفال في المنطقة غير قادرين حاليّاً على القراءة أو إجراء العمليات الحسابية الأساسية بحلول سنّ العاشرة.
وفي بيانٍ رسميّ، قال معالي محمد حسن السويدي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمجموعة في إيه دي كيو: "في إطار التزام دولة الإمارات بتعزيز حلول الذّكاء الاصطناعي والتقنيات الممكنة، تؤكّد هذه الشراكة التزام إيه دي كيو بإحداث أثرٍ ملموسٍ للأجيال الحالية والمستقبلية عبر الأسواق العالمية. وبصفتنا مستثمرًا مسؤولاً، ركّزنا على تمكين البنية التحتية الداعمة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وفتح مساراتٍ للنموّ الشامل. وإذا كان هذا التركيز قد انصبّ تقليديّاً على الأصول المادية، فإنّ الأنظمة التي تدعم التعلّم والبيانات والتقنيات الذكية باتت اليوم لا تقلّ أهميّةً في مسار التنمية الوطنية. ومن خلال الجمع بين قدراتنا الاستثمارية وخبرات مؤسسات رائدة، نهدف إلى تعزيز أنظمة التعليم، وتوسيع آفاق الفرص، وتجهيز ملايين الشباب في القارة الأفريقية بالمهارات اللازمة للازدهار في عالمٍ يتّجه بوتيرة متسارعة نحو الرقمنة".
من جانبه، قال بيل غيتس: "يمتلك الذّكاء الاصطناعي قدرةً هائلةً على إحداث تحوّل جذري في التعلّم وتوسيع آفاق الفرص. تجمع هذه الشراكة الخبرات الضرورية لتطبيق هذه الأدوات بمسؤولية، وتوسيع نطاق المقاربات التي بدأت بالفعل في تحقيق نتائج ملموسة. وقد أظهرت دولة الإمارات ريادةً واضحةً في توظيف الابتكار لتوسيع الفرص، ومن خلال هذا التعاون سنبني على هذا الزخم لمساعدة الأطفال على اكتساب المهارات الأساسية التي تشكّل مستقبلهم".
شاهد أيضاً: شراكة بين G42 و Nvidia لتعزيز تكنولوجيا المناخ
وتأتي هذه الشراكة امتداداً لإعلان مؤسسة غيتس في وقتٍ سابق من هذا العام عن توسيع برنامجها العالمي للتعليم باستثمارٍ قدره 240 مليون دولار أمريكي، وهو جهدٌ يمتدّ لأربع سنوات ويستهدف 15 مليون طفل في أفريقيا جنوب الصحراء والهند. كما تتماشى المبادرة مع الالتزامات التي أُقِرّت خلال قمة الاتحاد الأفريقي 2025 (African Union Summit 2025) للقضاء على فقر التعلّم بحلول عام 2035.
ومع بلوغ إجمالي أصولها 251 مليار دولار أمريكي حتى 31 ديسمبر 2024، باتت إيه دي كيو تنظر على نحوٍ متزايد إلى منصّات التعلّم الرقمي والحلول المدعومة بالذّكاء الاصطناعي بوصفها بنيةً تحتيةً أساسية، لا تقلّ أهميّةً عن شبكات النقل والطاقة والخدمات اللوجستية، في بناء رأس المال البشري وتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية على المدى الطويل.