غدي ريّس: حين كاد غياب التّركيز أن يضيّع FOO
من التشتّت إلى التفرّد: يروي غدي ريّس كيف غيّرت لحظة إدراكٍ واحدةٍ مسار شركةٍ كاملةٍ، وجعلت التّركيز السلاح الأقوى للنموّ

في هذا الإصدار من سلسلة "أسئلة شائعة للمؤسّسين"، الّتي تستضيف فيها "عربية .Inc" روّاد أعمالٍ من المنطقة للإجابة عن أسئلة نظرائهم، يجيب غدي ريّس، الشّريك المؤسّس والمدير التّنفيذيّ لشركة "فو" (FOO) الإماراتيّة المتخصّصة في التكنولوجيا الماليّة، عن السؤال التالي:
ما الخطأ الأكثر أثراً الّذي ارتكبته في مسيرتك الرّياديّة؟ سواءٌ من حيث تكلفته أو الدّرس الذي تعلّمته منه؟
"إنّ أحد أكبر الأخطاء الّتي وقعنا فيها في رحلتنا الرّياديّة في "فو" كان غياب التّركيز. في عام 2009، عندما بدأنا، كنّا نطوّر حلولاً مخصّصةً لقطاعاتٍ عديدةٍ، ونوزّع جهودنا على الإعلام، والصّحّة، والاتّصالات، والمصارف، وغيرها. وقتها، كنّا نعتقد أنّ التّنوّع يقلّل المخاطر ويزيد الفرص. استثمرنا الموارد والأفكار في منتجاتٍ متعدّدةٍ، وظننّا أنّ انتشارنا الواسع سيرفع فرص النّجاح.
ولكنّ النّتيجة كانت أنّنا نحارب على جبهاتٍ كثيرةٍ، دون أن نحقّق الرّيادة في أيٍّ منها. تعاملنا مع مشاريع متعدّدةٍ في قطاعاتٍ مختلفةٍ أدّى إلى تشتّت فريقنا، وضعف الهويّة التّجاريّة للمنشأة، وعدم القدرة على التّعمّق في مجالٍ واحدٍ. وبدلاً من التّميّز في منتجٍ واحدٍ واكتساح سوقه، وجدنا أنفسنا نتخبّط بين أولويّاتٍ متعدّدةٍ، وأثرٌ ذلك كان محدوداً.
استمرارنا في إدارة مشاريع متنوّعةٍ كان يعني تغيّر البوصلة دائماً، وانعدام الخبرة العميقة، وانخفاض الكفاءة التّشغيليّة، وصعوبة التّميّز في أيّ سوقٍ. أسفر هذا التّشتّت عن تعثّر النّموّ، وضعف الهويّة القياديّة، حتّى أدركنا حاجتنا إلى التّركيز، وتحديد قيمتنا المضافة، وتسخير الموارد لصالح قطاعٍ واحدٍ: الفنتك.
الدّرس؟ التّركيز قوّةٌ. إنّ اتقان قطاعٍ واحدٍ وتحقيق قيمةٍ فيه أفضل ألف مرّةٍ من التّوسّع المبكّر. ومنذ أعدنا هيكلة استراتيجيّتنا، لاحظنا تحسّناً في قبول السّوقّ لنا، وارتفاعاً في الوعي بالعلامة التّجارية الخاصّة بنا، ونموّاً أكثر استدامةً.
1. أتقن قطاعاً واحداً أوّلاً
اكتسب خبرةً عميقةً في صناعةٍ واحدةٍ واسع إلى الرّيادة فيها، قبل التّفكير في التّوسّع. فالانتشار المبكّر يؤدّي إلى تشتّت الجهود وضعف الفعاليّة.
2. تعلّم أن تقول "لا"
لا تستحقّ كلّ فرصةٍ المطاردة. فإذا لم تكن الفكرة الجديدة منسجمةً مع رؤيتك الجوهريّة، كن حازماً في الرّفض.
3. ابن إطاراً راسخاً
استخدم أدواتٍ منهجيّةً، مثل تحليل عائد الاستثمار أو مصفوفات التّرتيب، لتحدّد أين تستثمر وقتك ومواردك.
4. التزم بالنّموذج الرّشيق والمرن
فالأداء المركّز يمكّنك من التّجربة السّريعة، والتّوزيع الأفضل للموارد، وترسيخ العلامة التّجاريّة الشّخصيّة في السّوق الّذي اخترته.
نُشرت هذه المقالة لأول مرة في عدد أبريل/ مايو من مجلة "عربية .Inc". لقراءة العدد كاملاً عبر الإنترنت، يُرجى النقر هنا.
شاهد أيضاً: السّؤال الذي طرحه ستيف جوبز وغيّر مسار حياته