الرئيسية الابتكار لاس فيغاس تستضيف أولى دورات Enhanced Games

لاس فيغاس تستضيف أولى دورات Enhanced Games

ثورة رياضيّة تجمع العلم والاستثمار والجدل وتُعيد تعريف الأداء البشري باستخدام مواد لتعزيز الأداء تحت إشرافٍ طبيٍّ، مع جوائز تصل إلى مليون دولار

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

تستعدّ مدينة لاس فيغاس الأمريكيّة لاحتضان أولى دورات ألعاب Enhanced Games في مايو 2026، معلنةً بذلك عن ميلاد نموذجٍ رياضيٍّ لا يشبه ما اعتاده العالم من قبل. ففي زمنٍ اعتاد فيه الجمهور الرّياضيّ على معايير المنافسة التّقليديّة وحظر الموادّ المعزّزة للأداء، تبرز هذه البطولة بوصفها تحوّلاً نوعيّاً، يثير الإعجاب والجدل معاً.

ومنذ اللّحظة الأولى للإعلان الرّسميّ، ظهر أنّ الفكرة لن تمرّ بسهولةٍ؛ إذ لم يسبق للمجتمع الرّياضيّ أن واجه حدثاً يشرّع استخدام الموادّ المعزّزة للأداء في بيئةٍ تنافسيّةٍ، ويفتح الباب أمام الرّياضيّين لتجربة حدود أجسامهم ضمن إطارٍ طبّيٍّ شفّافٍ وتحت رقابةٍ علميّةٍ دقيقةٍ.

دعمٌ استثماريٌّ إقليميٌّ وعالميٌّ

أحد المستثمرين في هذه الفكرة، صاحب السّموّ الملكيّ الأمير خالد بن الوليد بن طلالٍ آل سعودٍ، مؤسّس "كيه بي دبليو فينتشرز" (KBW Ventures) ورئيس الاتّحاد السّعوديّ للرّياضة للجميع، والّذي يعدّ المستثمر العربيّ الوحيد حتّى الآن في هذه البطولة. يرى الأمير خالدٌ في "Enhanced Games" منصّةً لتحدّي المألوف، ويؤمن بأنّ العالم، وإن لم يكن مستعدّاً بعد لمثل هذه الثّورة، لم يكن مستعدّاً أصلاً لأيّ ابتكارٍ غيّر وجه التّاريخ.

يرتبط هذا النّهج بقناعته الشّخصيّة الّتي يلخّصها بقوله: "دائماً ما يراهن رأس المال المغامر على الأفكار الّتي تغيّر المجتمع. لم يكن العالم جاهزاً لخدمات النّقل الذّكيّة، ومع ذلك أصبحت جزءاً من يومنا. كذلك، لم يتقبّل كثيرون الفنون القتاليّة المختلطة، لكنّها اليوم في صدارة الرّياضات الجماهيريّة".

لا يقف الاستثمار عند حدود الأمير خالدٍ، إذ يشارك في رعاية البطولة أسماءٌ بارزةٌ مثل بيتر ثيل، بالاجي سرينيفاسان، كريستيان أنغماير ودونالد ترامب الابن عبر صندوق "1789 Capital". تعكس هذه الشّراكة الاستثماريّة الضّخمة إيماناً عالميّاً بأنّ زمن التّجريب الرّياضيّ قد حان.

بطولةٌ تعيد تعريف معنى الإنجاز

لم تكتف "Enhanced Games" بتغيير قواعد اللّعب فحسب، بل قدّمت حوافز ماليّةً غير مسبوقةٍ، إذ تصل قيمة الجائزة الكبرى في كلّ فئةٍ إلى مليون دولارٍ أمريكيٍّ، وتخصّص محفظة جوائز بقيمة 500,000 دولارٍ في كلّ فعاليّةٍ رئيسيّةٍ. شجّع هذا الحجم من الدّعم رياضيّين مثل السّبّاح الأولمبيّ كريستيان غكولومييف على المشاركة؛ حيث تمكّن من تحطيم الرّقم القياسيّ العالميّ في سباق 50 مترٍ سباحةٍ حرّةٍ بزمنٍ 20.89 ثانيةً، ليحصل مباشرةً على جائزةٍ بقيمة مليون دولارٍ.

يشير غكولومييف إلى أنّ هذه التّجربة تمنحه فرصةً فريدةً لاختبار أقصى إمكاناته، مؤكّداً أنّ الدّعم الطّبّيّ والفنّيّ الّذي يحظى به في "Enhanced Games" يفوق ما عاشه طوال مسيرته في البطولات التّقليديّة. يقول: "سنةٌ واحدةٌ هنا تمنحني من الدّعم الماليّ والطّبّيّ أكثر ممّا حقّقته في ستّ دوراتٍ أولمبيّةٍ مجتمعةٍ".

جدلٌ أخلاقيٌّ ومواقف متباينةٌ

لم يمرّ هذا التّحوّل من دون اعتراضٍ، فقد أصدرت اللّجنة الأولمبيّة الدّوليّة، والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، واللّجنة الدّوليّة للّعب النّظيف بياناتٍ تدين فيها البطولة، وتصفها بأنّها تحمل مخاطر صحّيّةٍ "كارثيّةٍ" للرّياضيّين.

ويواجه الأمير خالدٌ هذه الاعتراضات بالتّأكيد على أنّ المشاركة طوعيّةٌ بالكلّيّة، وأنّ بروتوكول الإفصاح الطّبّيّ يضمن الشّفّافية والمساواة. ويوضّح أنّ غياب الغموض في القواعد، ومشاركة الجميع في التّجربة نفسها، يلغي أيّ مجالٍ للتّمييز أو الاستهداف السّياسيّ، مشيراً إلى حوادث سابقةٍ شعر فيها رياضيّون من بعض الدّول أنّهم تعرّضوا للظّلم بسبب سياسات المنشّطات.

منهجٌ علميٌّ صارمٌ: رقابةٌ وحوكمةٌ طبّيّةٌ شاملةٌ

تعتمد "Enhanced Games" على بروتوكولٍ طبّيٍّ معتمدٍ من لجنةٍ مستقلّةٍ، حيث يخضع الرّياضيّون لفحوصاتٍ طبّيّةٍ متكرّرةٍ، ويُلزمون بالإفصاح الكامل عن كلّ مادّةٍ أو تقنيةٍ معزّزةٍ للأداء. ينقسم المشاركون إلى فئتين:

  1. فئةٌ تعتمد على فرقها الطّبّيّة الخاصّة.
  2. فئةٌ تخضع مباشرةً لإشراف اللّجنة الطّبّيّة للبطولة، حيث تطبّق أحدث تقنيات الرّعاية والمراقبة الحيويّة.

ويؤكّد الأمير خالدٌ أنّ هذه الحوكمة العلميّة تمنح جميع الرّياضيّين فرصاً متساويةً للوصول إلى الرّعاية الأفضل، وتكسر الحواجز الماليّة الّتي طالما أعاقت كثيرين عن دخول عالم النّخبة الرّياضيّة.

استثماراتٌ في التّقنيات الحيويّة

انطلقت فكرة الاستثمار في "Enhanced Games" بعد لقاءاتٍ رفيعة المستوى جمعت مستثمرين وعلماء في الرّياض، ضمن مبادرة مستقبل الاستثمار (FII)، حيث نوقشت مسارات دمقرطة الوصول إلى تقنيات إطالة العمر والصّحّة المستدامة.

ويمتدّ أثر هذه الرّؤية عبر استثمارات "كيه بي دبليو فينتشرز" في شركاتٍ طبّيّةٍ رائدةٍ، من بينها "كولوسال بيوساينسز" (Colossal Biosciences) الّتي بلغت قيمتها 10.2 مليار دولارٍ، ما يعكس إيماناً بأنّ البيانات النّاتجة عن البطولة ستسهم في تطوير علوم الطّبّ الرّياضيّ، وربّما إعادة تعريف الشّيخوخة والعلاج في المستقبل.

منصّةٌ جدليّةٌ أم مستقبلٌ محتّمٌ؟

منذ لحظة الإعلان، تحوّلت "لاس فيغاس" إلى نقطة جذبٍ عالميٍّ للنّقاش حول الحدود الفاصلة بين الابتكار والضّوابط الأخلاقيّة. فبينما يرى المؤيّدون أنّ البطولة توفّر مختبراً حيّاً لاستكشاف قدرات الجسد البشريّ في أقصى صورها، يؤكّد المعارضون أنّ المساس بمفهوم "النّزاهة الرّياضيّة" يفقد المنافسة معناها وقيمتها.

لكنّ الحقيقة المؤكّدة أنّ "Enhanced Games" فرضت على الجميع إعادة التّفكير في أسئلةٍ عميقةٍ:

  • هل العدالة تكمن في توحيد القواعد أم في إتاحة حرّيّة التّجربة للجميع ضمن رقابةٍ معلنةٍ؟
  • هل ستغيّر البيانات الطّبّيّة الضّخمة النّاتجة عن البطولة طريقة تعاملنا مع الطّبّ الرّياضيّ والشّيخوخة؟
  • وأخيراً، هل يستعدّ العالم لقبول أنّ الإنجاز الرّياضيّ ليس محصوراً في حدود "الطّبيعيّ" بل في شجاعة التّجريب والشّفّافية؟

مع اقتراب انطلاق البطولة في مايو 2026، يبقى الجدل محتدماً، وتستعدّ "لاس فيغاس" لاستضافة تجربةٍ رياضيّةٍ لم يشهدها العالم من قبل. بين تشكيك المؤسّسات التّقليديّة، ودعم المستثمرين الجرئين، وطموح الرّياضيّين لكسر كلّ سقفٍ، تضع "Enhanced Games" العالم أمام اختبارٍ غير مسبوقٍ:
هل نكتفي بما اعتدناه أم نجسر المسافة نحو آفاقٍ لم تطرقها الرّياضة من قبل؟

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: