الرئيسية المفاهيم تقدير التكاليف: سلاح المشاريع في وجه المخاطر

تقدير التكاليف: سلاح المشاريع في وجه المخاطر

تحليلٌ ماليٌّ متقدّمٌ يرسم حدود الإنفاق، ويُتيح توازناً بين الطّموح والموارد، ممهدّاً لقراراتٍ رشيدةٍ ومسارٍ خالٍ من المفاجآت المُكلفة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يُعدّ تقدير التكاليف، أو ما يُعرف بـ"Estimate Costs"، من أهمّ الأدوات الّتي تعتمد عليها المؤسّسات لتوجيه المشاريع نحو النّجاح؛ فهو لا يتوقّف عند حساب الأرقام، بل يتخطّى ذلك ليصبح منهجاً استراتيجيّاً في صنع القرار الماليّ، وبوصلةً تُرشد فرق العمل نحو مسارٍ واضح التّكاليف والمعالم. ففي بيئةٍ تتّسم بالتّقلّب والمنافسة، يُصبح التّخطيط الدّقيق للموارد الماليّة ضرورةً، لا خياراً، وتقدير التكاليف هو القاعدة الّتي تُبنى عليها تلك الاستراتيجيّة الرّشيدة.

ما هو تقدير التكاليف؟

تقدير التكاليف هو عمليّة تحديد القيمة الماليّة المطلوبة لتنفيذ مشروعٍ أو نشاطٍ معيّنٍ من بدايته حتّى نهايته. ويتضمّن ذلك فحصاً دقيقاً لمختلف جوانب المشروع، مثل: تكاليف المواد، والأيدي العاملة، والمعدّات، والتّكاليف غير المباشرة الّتي قد لا تكون ظاهرةً بشكلٍ مباشرٍ. يُستخدم هذا التّقدير لتحديد الميزانيّة، وللمقارنة بين البدائل، ولمراقبة الأداء الماليّ أثناء التّنفيذ. وتزداد دقّته بمرور الوقت، بدءاً من التّقديرات التّقريبيّة في المراحل الأولى، إلى الحسابات الدّقيقة قبيل الانطلاق الفعليّ.

أهمية تقدير التكاليف

تكمن أهمية تقدير التكاليف في قدرته على تحويل التّصوّرات الطّموحة إلى خططٍ قابلةٍ للتّنفيذ؛ فالمشروع الّذي يفتقر إلى تقديرٍ واضحٍ للتكاليف يُصبح عرضةً للانحرافات، سواء من حيث الجدول الزّمنيّ أو الموارد أو الجودة. ومن خلال هذه العمليّة، تتمكّن الإدارة من ضبط النّفقات، وضمان توزيع الموارد بالشّكل الأمثل. كما يُسهم في تقليل الفاقد، وزيادة الكفاءة التّشغيليّة، وتعزيز ثقة الأطراف المعنيّة بالمشروع. ومن خلال فهم التّكاليف، تتضح الصّورة الكاملة حول جدوى المشروع، ما يمنح المؤسّسة قدرة على التّفاوض واتّخاذ قراراتٍ ماليّةٍ أكثر وعياً ورشداً.

 أهداف تقدير التكاليف

تهدف تقدير التكاليف إلى تحقيق ما يلي:

  • تقديم صورةٍ شاملةٍ ودقيقة للتكاليف المتوقّعة للمشروع.
  • دعم إدارة الميزانيّة ومتابعة النّفقات بشكلٍ دوريٍّ.
  • مساعدة الإدارة العليا على اتّخاذ قراراتٍ مبنيّةٍ على وقائع ماليّةٍ.
  • تقليل الفاقد والتّكاليف غير المتوقّعة.
  • توفير أدوات مقارنةٍ بين الخيارات والسّيناريوهات المختلفة.
  • تعزيز القدرة على التّنبؤ الماليّ والاستعداد لأيّ تغيّراتٍ.

 أساليب تقدير التكاليف

  • الأسلوب التّناظريّ: يعتمد على مقارنة المشروع الحاليّ بمشاريع سابقةٍ مشابهةٍ.
  • الأسلوب البارامتريّ: يستخدم معادلاتٍ رياضيّةٍ تعتمد على العلاقة بين المتغيّرات المختلفة.
  • الأسلوب التّصاعديّ: يقدّر تكلفة كلّ جزءٍ من المشروع ثم يُجمّعها للوصول إلى الكلّ.
  • التقدير الثّلاثيّ: يجمع بين أسوأ وأفضل سيناريو واقعيٍّ للوصول إلى متوسّطٍ منطقيٍّ.
  • تكلفة دورة الحياة: يُقدّر التّكلفة الكاملة للمشروع منذ بدايته حتّى نهايته، بما في ذلك الصّيانة والتّحديثات.

مكوّنات تقدير التكاليف

يتضمّن تقدير التكاليف مجموعةً من العناصر الّتي تُكوّن الصّورة النّهائيّة لتكلفة المشروع، منها:

  • التكاليف المباشرة: الرّواتب، والمواد الخامّ، والإيجارات المتعلّقة بالمشروع.
  • التكاليف غير المباشرة: كالكهرباء، والمرافق، والخدمات الإداريّة.
  • المخصّصات والاحتياطيات: لمواجهة التّغيّرات أو الطّوارئ المحتملة.
  • الرّسوم والتّراخيص: الّتي تُفرض من الجهات التّنظيميّة أو الحكوميّة.
  • تكاليف المعدّات والصّيانة: اللّازمة لتشغيل المشروع أو المنشأة.

تقدير التكاليف ليس رفاهيّةً إداريّةً، بل حجر الأساس الّذي يُبنى عليه نجاح المشروع بأكمله. إذ إنّه أشبه بخريطة طريقٍ ماليّةٍ تُرشد صاحب القرار نحو الاستدامة والكفاءة. 

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: