الرئيسية الأخبار Qlik تطلق منطقة سحابية جديدة في الإمارات

Qlik تطلق منطقة سحابية جديدة في الإمارات

لدعم الذكاء الاصطناعي وحلول البيانات في الشّرق الأوسط، مع التّركيز على السّيادة المحليّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

في الوقت الّذي لا تزال فيه العديد من دول العالم تسعى لتحديد طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، حدّدت دولة الإمارات العربيّة المتّحدة موقعها مبكّراً: في الصّدارة. وهذا الطّموح لم يمرّ مرور الكرام على شركة "كليك" (Qlik)، الرّائدة عالميّاً في تكامل البيانات، وجودتها، والتّحليلات، والذكاء الاصطناعي. إذ كانت هذه الرّؤية الواضحة من الإمارات ومنطقة الشّرق الأوسط دافعاً أساسيّاً وراء قرار الشّركة بتعزيز التزامها تجاه هذه المنطقة المتسارعة في التّحوّل الرّقميّ.

في أبريل 2025، أعلنت كليك، بالشّراكة مع "أمازون ويب سيرفيسز" (Amazon Web Services - AWS)، الذّراع السّحابيّة لشركة "أمازون" (Amazon)، عن إطلاق منطقةٍ سحابيّةٍ جديدةٍ في الإمارات لخدمة منطقة الشّرق الأوسط.

تهدف هذه المنطقة السّحابيّة إلى دعم المنظّمات الإقليميّة الّتي تحتاج إلى حلولٍ متكاملةٍ تشمل الذكاء الاصطناعي، وتكامل البيانات، والتّحليلات، مع الحفاظ على سيادة البيانات الكاملة. وهذا من شأنه تمكين الشّركات العاملة في قطّاعاتٍ متعدّدةٍ، مثل: التّمويل، والرّعاية الصّحيّة، والطّاقة، والقطاّع العامّ من تبنّي الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعليّ، وتقليل التّأخيرات، وضمان الامتثال التّنظيميّ التّام.

في مقابلة مع منصة "عربية .Inc"، أوضح جيمس فيشر، المدير التّنفيذيّ للاستراتيجيّة في كليك، أسباب اختيار الشّركة للإمارات كنقطة انطلاقٍ توسعيّةٍ جديدةٍ. إذ قال فيشر: "أتذكّر أنّه قبل نحو 10 سنواتٍ، رأيت إعلاناً في الإمارات عن المدن المفتوحة والبيانات المفتوحة والاستثمار في الأتمتة. واليوم، نرى ثمار تلك الاستثمارات حيث تتصدّر الإمارات العالم في مجالات التّكنولوجيا والذكاء الاصطناعي".

وصف فيشر المنطقة السّحابيّة الجديدة بأنّها تطوّرٌ استراتيجيٌّ يهدف إلى تمكين الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسّسات، مشيراً إلى أنّها تُمثّل بنيةً تحتيّةً ضروريّةً لتحويل الذكاء الاصطناعي من مجرّد وعودٍ إلى أداءٍ فعليٍّ. بالنّسبة إلى كليك، فإنّ هذه الخطوة تمثّل تتويجاً لسنواتٍ من النّموّ العالميّ. وأضاف: "نحن نقدّم البيانات للذكاء الاصطناعي، وفي الوقت نفسه، نوفّر الذكاء الاصطناعي للبيانات؛ هذا التّلاقي هو ما يميّز منصّتنا.

اللعب على المدى الطويل

تأسّست كليك في السويد منذ أكثر من 30 عاماً، وكانت تقنيتها الأولى نتيجةً لحاجةٍ ملحّةٍ من شركاتٍ متعدّدة الجنسيّات، مثل: "أسترازينيكا" (AstraZeneca) و"تيترا باك" (Tetra Pak)، لفهم بياناتها التّشغيليّة. وقد جاء الحلّ عبر تطوير محرّكٍ يجمع بين الإدراك البشريّ والحساب الآليّ.

يقول فيشر: "عند العودة إلى تلك السّنوات، نرى أنّها في جوهرها قصّة ذكاء اصطناعي"، وأضاف: "كان محرّك كليك، منذ بدايته، يعتمد على التّعلم الآليّ، ما يجعلنا نرى كيف تأسّست الشّركة على هذا الدّمج بين الإنسان والآلة".

واليوم، تقدّم كليك منصّةً سحابيّةً موحّدةً تُغطّي كامل دورة حياة البيانات: من التّكامل والتّحويل إلى التّحليلات والأتمتة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. كما يؤكّد فيشر أن هذه القدرات جاءت نتيجةً لنموٍ مدروسٍ، شمل 13 عمليّة استحواذٍ منذ عام 2016 لتعزيز قدرتها على تقديم حلولٍ متكاملةٍ للعملاء.

النّتيجة هي منصّةٌ قادرةٌ على استيعاب البيانات من أيّ مصدرٍ تقريباً، وتحويلها، وإدارتها، وتحليلها ضمن واجهةٍ واحدةٍ. تُعرف هذه المنصّة باسم "كليك كلاود" (Qlik Cloud)، وقد صُمّمت لتغطية سلسلة القيمة الكاملة للبيانات، من البيانات الخام إلى الرّؤى القابلة للتّنفيذ.

يوضّح فيشر: "الرّؤية لا تعني شيئاً إذا لم تؤدِّ إلى فعل"، وأضاف: "نحن لا نكتفي بإظهار التّحليلات، بل نمكّن المؤسّسات من اتّخاذ قراراتٍ وتنفيذها عبر تدفّقات عملٍ مؤتمتةٍ".

Qlik تطلق منطقة سحابية جديدة في الإمارات

الرهان على الشرق الأوسط

القرار بإطلاق منطقةٍ سحابيّةٍ في الشرق الأوسط هو خطوةٌ تكنولوجيّةٌ واستراتيجيّةٌ في آنٍ واحدٍ، إذ يقول فيشر: "رأينا أن هذا هو الوقت المناسب ليس فقط من منظورٍ عالميٍّ، ولكن أيضاً لتوسيع حضورنا الإقليميّ بدءاً من الإمارات".

ويضيف أنّ صناعاتٍ كبرى في المنطقة -من الحكومات إلى المستشفيات- لديها كمٌّ هائلٌ من البيانات، لكنّها تحتاج إلى أدواتٍ محليّةٍ لمعالجتها بكفاءةٍ. ويتابع: "إذا كُنت تريد تحقيق قيمةٍ حقيقيّةٍ من الذكاء الاصطناعي، فإنّ التّأخير الزّمنيّ هو عدوّك، إذ إنّ وجود بنية حوسبةٍ في المنطقة يقلّل هذا التّأخير ويضمن أفضل بيئةٍ للبيانات".

علاوةً على ذلك، فإنّ البنية السّحابيّة المحليّة تستوفي متطلّباتٍ تنظيميّةً متزايدةً تتعلّق بسيادة البيانات وحوكمتها، لا سيما بالنّسبة للحكومات والصّناعات المنظّمة.

من الحذر إلى العمل

يمكن اعتبار عرض كليك الحالي أيضاً انعكاساً لكيفيّة تغير مواقف الأعمال تجاه الذكاء الاصطناعي، إذ يشير فيشر إلى كيف أنّ التّفويضات في غرف الاجتماعات المدفوعة بالصّخب قد أعطت مكانها لاستراتيجيّاتٍ أكثر تعمداً وموجّهةً بالقيمة. ويذكر قائلاً: "كان هناك خوفٌ من القيام بشيءٍ والخطأ فيه، يعارضه الخوف من عدم القيام بشيءٍ والفوات عليه، ممّا أدّى إلى الكثير من التّجارب، وفي النّهاية، الكثير من الاستثمارات الّتي لم تحقّق القيمة الّتي كان يُفترض أن تحقّقها".

ولكن الشّركات تتطوّر في مقاربتها اليوم، كما يشعر فيشر. فوفقاً له، يركّزون على حالات الاستخدام الحقيقيّة، وعائد الاستثمار القابل للقياس، والأهمّ من ذلك، بناء الأساسيّات الصّحيحة للبيانات.ويضيف قائلاً: "إنّهم يبدأون بحالة الاستخدام والبيانات المطلوبة لدعم هذه الحالة. ويستثمرون للحصول على هذا الأساس من البيانات، سواء كانت بياناتٍ منظّمةً أو غير منظّمةٍ في المكان الصّحيح، بالتّنسيق الصّحيح، محكومةً، موثوقةً، ومحميّةً".

تلعب هذه التّطوّرات دوراً محوريّاً في صالح شركة كليك، إذ جاءت منصّتها السّحابيّة مصمّمةً، ليس فقط لدعم ذكاء الأعمال التّقليديّ، بل لتواكب أيضاً حالات الاستخدام الحديثة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، عبر مختلف القطّاعات والصّناعات.

يختم فيشر هذا المحور قائلاً: "نحن اليوم نملك القدرة على تمكين عملائنا من تحديث بيئاتهم الرّقميّة والانتقال إلى السّحابة بالوتيرة الّتي تناسب احتياجاتهم، مع تحقيق وفوراتٍ ملموسةً في التّكاليف، وضمان الامتثال الكامل لمتطلّبات الحوكمة، والسّيادة، والتّنظيم، الّتي تمثّل أهميّةً قصوى لقاعدة عملائنا".

Qlik تطلق منطقة سحابية جديدة في الإمارات

الطريق إلى الأمام

يتطلّع فيشر إلى ترسيخ الحضور الإقليميّ لشركة كليك، بدءاً من الإمارات كنقطة انطلاقٍ استراتيجيّةٍ، مع نيّة التّوسع نحو أسواقٍ واعدةٍ أخرى، مثل: السعودية، استجابةً لنموّ الطّلب وتسارع وتيرة التّحوّل الرّقميّ. ويضيف: "سندرس افتتاح مناطق جديدةً في المستقبل. ونحن متحّمسون للغاية لما نحقّقه اليوم في الإمارات، ونسعى جاهدين لتحقيق النّجاح هنا أوّلاً، ونرى أمامنا فرصةً حقيقيّةً للنّجاح، ثم التّوسّع إلى باقي أنحاء المنطقة".

وفي ظلّ بيئةٍ تتسارع بخطىً واثقةٍ نحو مستقبل يقوده الذكاء الاصطناعي، يرى فيشر أنّ العنصر الفاصل والحاسم في هذا التّحوّل هو البيانات الّتي تتّسم بالموثوقيّة، وسهولة الوصول، والقابليّة للتّفعيل.

ويختتم حديثه قائلاً: "لدينا الشّغف، والاستثمار، والتّعليم، والمهارات، والموارد، والقيادة. ولكن يبقى الأساس هو البيانات. وهنا يأتي دور كليك: أن نوفّر البيانات ونمنحها الحياة".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: