الرئيسية تكنولوجيا كيف تستخدم تقرير Meta الربعي لتحسين نمو شركتك؟

كيف تستخدم تقرير Meta الربعي لتحسين نمو شركتك؟

تقرير ميتا لا يعرض بيانات فقط، بل يكشف ما يتشكّل قبل أن يظهر للعلن. هذا التحليل يقدّم توصيات مباشرة لما ينبغي أن تفعله الآن

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

أوردت شركة "ميتا" (Meta) في تقريرها للربع الأوّل من عام 2025 أنّ أكثر من 3.4 مليار شخصٍ يستخدمون أحد تطبيقاتها يوميّاً، أي ما يعادل نحو ثلث سكّان العالم. هذا الرّقم لا يمثّل مجرّد نموٍّ في عدد المستخدمين، بل يؤشّر إلى تحوّلٍ استراتيجيٍّ في طبيعة الوصول الرّقميّ، وفرص التّوسّع أمام الشركات. [1] 

في ضوء هذا الحضور العالميّ الكثيف، ومع تطوّر الخوارزميّات المعتمدة في الإعلانات والمحتوى، أصبح من الضّروريّ على العلامات التّجاريّة في مختلف القطاعات أن تعيد ضبط أولويّاتها واستثماراتها داخل منظومة "ميتا"، بما في ذلك فيسبوك، إنستغرام، واتساب، وتطبيق ثريدز.

يستعرض هذا التّحليل أبرز ما ورد في التّقرير، ويقدّم توصياتٍ عمليّةً حول كيفيّة الاستفادة من هذا النّظام البيئيّ، لا سيّما في التّسويق، وخدمة العملاء، وإنتاج المحتوى المدعوم بالذّكاء الاصطناعيّ.

جمهور ضخم وانتشار عالميّ

حين يستخدم 3.4 مليار شخص تطبيقاً واحداً أو أكثر من تطبيقات "ميتا" يوميّاً، فإنّ القيمة التّسويقيّة لا تكمن فقط في الرقم، بل في القدرة الفعليّة على تفعيل هذا الجمهور ضمن أهداف أعمال قابلة للقياس.

هذا الرقم يعني فعليّاً أنّ الشركات لا تحتاج إلى البحث عن منصّات جديدة لتوسيع نطاقها الجغرافي أو الدّيموغرافي، بل إلى تحسين آليّات الاستفادة ممّا هو قائم بالفعل.

نقطة القوّة هنا لا تكمن فقط في الحجم، بل في التّوزيع:

  • الوصول اليومي يشمل أسواقاً ناضجة وأسواقاً ناشئة في الوقت نفسه.
  • المستخدمون موزّعون عبر شرائح متباينة من حيث العمر، واللّغة، وسلوك الاستهلاك، ممّا يمنح مرونة قصوى في تخصيص الحملات.
  • إمكانيّة الوصول بتكلفة تنافسيّة مقارنة بمنصّات أصغر ذات عائد جزئي.

لهذا، فإنّ الرهان الحقيقي لا ينبغي أن يكون على زيادة عدد القنوات الرقميّة، بل على رفع عمق الاستفادة من كل دقيقة يقضيها الجمهور على هذه المنصّات. وهنا يظهر دور الإعلانات المخصّصة، وأدوات الذّكاء الاصطناعي، وتكامل المراسلة، والتّي سنتناولها في المحاور التّالية.

فرص التّسويق والإعلان

تشير بيانات "ميتا" إلى أنّ الزّمن الّذي يقضيه المستخدمون على المنصّات في تزايدٍ مستمرٍّ: 7٪ على فيسبوك، 6٪ على إنستغرام، و35٪ على ثريدز [1]. هذا الارتفاع لا يعبّر فقط عن تحسّنٍ في معدّلات الاستخدام، بل يعني فعليّاً أنّ نوافذ التّفاعل بين الشّركات والجمهور أصبحت أطول وأغنى.

إلى جانب ذلك، أظهرت تجارب الشّركة أنّ إدماج خوارزميّة توصيةٍ جديدةٍ داخل محتوى "ريلز" أدّى إلى رفع معدّلات التّحويل بنسبة 5٪ في ربعٍ واحدٍ [1]، وهو تحوّلٌ مؤشّرٌ على فاعليّة النّموذج الجديد في دفع المستخدم نحو الإجراء.

أضف إلى ذلك زيادةً سنويّةً في عدد مرات ظهور الإعلانات (+5٪) ونموّاً ثابتاً في الإيرادات، على الرّغم من التّحدّيات التّنظيميّة المتعلّقة بالخصوصيّة [2].

ماذا تعني هذه المؤشّرات إستراتيجيّاً؟

1. الفيديو القصير لم يعد خياراً تكميليّاً.

  • محتوى مثل "ريلز" و"ستوريز" بات المساحة الأساسيّة للتّفاعل والإعلان.
  • المنصّات تعطي أولويّةً تلقائيّةً لهذا النّوع من المحتوى ضمن الخوارزميّات.

2. الخوارزميّات الجديدة توفّر قدرةً أعلى على الاستهداف التّلقائيّ.
أدواتٌ مثل Advantage+ توفّر للمعلني، حتّى من أصحاب الميزانيّات الصّغيرة، إمكانيّة الوصول بدقّةٍ وبتكلفةٍ أقلّ.

3. التّحسين في الأداء الإعلانيّ ناتجٌ عن الدّمج بين الخوارزميّات وسلوك المستخدم.
وهذا يوفّر بيئةً أكثر نضجاً لتجريب الحملات، وقياس أثرها الحقيقيّ على الزّيارات والتّحويلات.

التّوصية:

على الشّركات أن تتعامل مع محتوى الفيديو القصير والإعلانات المؤتمتة بوصفها عنصراً أساسيّاً في خطط النّموّ، لا مجرّد أدواتٍ تجريبيّةٍ. الاستثمار هنا ليس في الإنتاج فقط، بل في التّوزيع الذّكيّ داخل المنصّة.

أدوات الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى

ارتفعت نسبة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الإبداعية بين المعلنين على "ميتا" بنسبة 30٪ خلال الربع الأخير [1]. هذا النموّ لا يعكس توجّهاً تجريبيًّا، بل تحوّلاً في منهجية العمل الإعلاني: أصبح الذكاء الاصطناعي أحد مكوّنات البنية الإنتاجية للمحتوى، لا مجرّد أداةٍ مساعدةٍ.

تعمل "ميتا" على إتاحة أدوات توليدٍ مرئيٍّ ونصيٍّ تعتمد على الذكاء الاصطناعي التّوليدي، ما يتيح للمعلنين إنتاج صورٍ مخصّصةٍ، ونصوصٍ دعائيةٍ قابلةٍ للتعديل، بل ونماذج ثلاثية الأبعاد، من خلال أوامرٍ بسيطةٍ [3].

ما الذي يتغيّر فعلاً؟

  • زمن الإنتاج ينخفض دون أن تنخفض القدرة على التّخصيص.
    يمكن للشركات توليد عشرات النسخ من إعلانٍ واحدٍ خلال دقائق، وتجريب زوايا مختلفة دون الحاجة إلى فرق تحريرٍ وتصميمٍ.

  • مرونةٌ أكبر في تكييف الرسائل حسب السّوق أو الفئة المستهدفة.
    ماركةٌ واحدة يمكنها عرض المنتج ذاته في سياقاتٍ ثقافيةٍ ولغويةٍ متعدّدةٍ دون تكاليف إضافيّةٍ.

  • توسيع الحملات لم يعد مشروطاً بتوسيع الفريق.
    يمكن لوكالةٍ صغيرةٍ أو فريقٍ داخليٍّ محدودٍ أن ينتج محتوى بكفاءة مؤسسةٍ كبرى، إذا استثمر في الأدوات الصّحيحة.

تعدّ تجارب شركاتٍ مثل "بيبسي" و"يونيليفر" مع النماذج الإعلانية التّوليدية دليلاً على أنّ هذا التّوجّه أصبح خياراً استراتيجيًّا معتمداً، لا مجرّد مرحلةٍ انتقاليةٍ [3].

التّوصية:

على الشركات دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في خطوط الإنتاج الإبداعي، ليس لتوفير الوقت فقط، بل لبناء نموذجٍ تسويقيٍّ قادرٍ على التّوسّع بسرعةٍ وبتكلفةٍ قابلةٍ للإدارة.

المراسلة التّجاريّة ودعم العملاء

أكّد مارك زوكربيرغ أنّ "الرّسائل التّجاريّة هي الرّكيزة التّالية لأعمالنا"، مستنداً إلى أرقامٍ لافتة: أكثر من 3 مليارات مستخدمٍ نشطٍ شهريًّا على واتساب، وأكثر من مليار على مسنجر [1]. هذه القنوات، الّتي نشأت بوصفها أدوات تواصلٍ شخصي، أصبحت اليوم بنية تحتيّة تجاريّة قابلة للتوسّع والتّخصيص.

ما الّذي تغيّر؟

  • المراسلة لم تعد قناة دعم، بل قناة مبيعات.
    من خلال "واتساب للأعمال" (WhatsApp Business API)، يمكن للشّركات إرسال عروض، تأكيد الطّلبات، تنبيهات الشّحن، وحتّى إتمام العمليّات الشّرائيّة داخل التّطبيق.

  • الخدمة اللّحظيّة أصبحت توقّعاً أساسيًّا لا ميزة إضافيّة.
    تشير تقارير إلى أنّ نصف فرق خدمة العملاء باتت تفضّل الرّسائل المباشرة على الوسائل التّقليديّة، نظراً لسرعتها وكفاءتها في إدارة الاستفسارات المتكرّرة. [4]

  • المراسلة تقلّل التّكلفة وترفع الرّضا.
    بحسب "غارتنر"، 40٪ من خدمات الدّعم ستتحوّل إلى مصادر ربح بحلول 2025 [4] ، بفضل اعتماد الشّركات على قنوات تراسل مرنة ومؤتمتة.

ما الّذي ينبغي فعله؟

  • دمج المراسلة ضمن تجربة العميل، بدءاً من التّفاعل الأوّلي وحتّى ما بعد البيع.

  • إنشاء قنواتٍ نشطة على واتساب ومسنجر، مدعومة بوبوتات ذكيّة أو فرق مخصّصة.

  • استثمار التّخصيص اللّحظي لإرسال محتوى تجاريّ سريع، موجّه، ومرتبط بسلوك العميل.

التّوصية:

الشّركات الّتي لا تستخدم المراسلة كمسار رئيسي في التّسويق والدّعم، تفوّت واحدة من أكثر القنوات فعّاليّة في خفض التّكاليف وتعزيز التّفاعل

وتحفيز القرار الشّرائي.

أهمّيّة التّواجد على "ثريدز"

أشارت "ميتا" إلى أنّ عدد المستخدمين النّشطين شهريّاً على "ثريدز" تجاوز 350 مليون مستخدم [1]، وأنّ 75٪ منهم يتابعون على الأقلّ علامة تجاريّة واحدة [5]. هذه الأرقام، إلى جانب فتح الإعلانات لجميع المعلنين على المنصّة، تظهر أنّ "ثريدز" لم يعد مجرّد تجربة اجتماعيّة، بل مساحة تسويقيّة ذات قابليّة نموّ مرتفعة. [5]

ما الّذي يميّز "ثريدز" عن غيره؟

  • قربه البنيويّ من "إنستغرام" يوفّر ميزة تكامل جاهزة: يمكن للحسابات التّجاريّة الانتقال بسلاسة، مستفيدة من جمهورها القائم دون الحاجة إلى بناء جديد من الصّفر.

  • المنصّة تعتمد على تحديثات سريعة وتفاعل مباشر: وهذا يناسب الشّركات الّتي تملك منتجات ديناميكيّة أو عروضاً دوريّة أو محتوىً متجدّد.

  • إدماج الإعلانات مبكّراً يعزّز فرص الوصول العضويّ والمدفوع: الشّركات الّتي تبادر بالتّواجد الإعلانيّ على "ثريدز" قد تحظى بأولويّة خوارزميّة على المدى القصير.

التّوصية:

ينبغي للشّركات الّتي تستهدف جمهوراً شبابيّاً أو رقميّاً نشطاً أن تنشئ حساباً رسميّاً على "ثريدز"، وتبدأ بنشر محتوىً خفيف، منتظم، ومرتبط بالسّياق اللّحظيّ.

كما ينصح بتجريب الإعلانات في وقت مبكّر، حيث لا تزال مستويات المنافسة على المساحات الدّعائيّة منخفضة نسبيّاً.

آخر تحديث:
تاريخ النشر: