سيارات مستعملة تتفوق سعراً على الجديدة... هذه أسباب المفارقة
ما جرى في سوق السّيارات بعد كوفيد ليس مجرّد أزمة إمداد، بل درسٌ عميقٌ في إدارة النّدرة وبناء السّمعة واغتنام التّوق
في عالمٍ يعرف فيه النّاس أنّ السّيّارة تفقد جزءاً كبيراً من قيمتها بمجرّد خروجها من المعرض، تظهر حقيقةٌ جديدةٌ وصادمةٌ: هناك سيّاراتٌ مستعملةٌ تباع بسعرٍ أعلى من سعرها وهي جديدةٌ! في ظلّ التّغيّرات الّتي هزّت الاقتصاد العالميّ بعد جائحة كوفيد-19، شهدت أسواق السّيّارات تحوّلاً غير مسبوقٍ. لم يعد "المستعمل" مرحلةً ثانيةً بعد "الجديد"، بل أصبح، في بعض الحالات، خياراً أغلى وأفضل! [1]
فما الّذي يجري؟ ولماذا يرتفع سعر السّيّارة بعد أن يقودها صاحبها لأشهرٍ قليلةٍ؟ وما العبر الّتي يمكن لروّاد الأعمال والمبتكرين أن يستنبطوها من هذه الظّاهرة؟
سوقٌ مقلوبةٌ... لماذا يرتفع سعر السّيّارة المستعملة؟
من المعروف أنّ السّيّارات – مثل معظم المنتجات – تفقد قيمتها مع الاستعمال. وهذا يعرف بـ"استهلاك القيمة" (Depreciation). لكنّ ما شهده العالم بعد أزمة كوفيد-19 قلب هذه المعادلة على رأسها. وهذه هي الأسباب: [6]
1. نقص الرّقائق الإلكترونيّة
تحتوي السّيّارة الواحدة اليوم على أكثر من 100 رقيقةٍ إلكترونيّةٍ (Microchips)، تساعد في تشغيل كلّ شيءٍ، من النّوافذ حتّى نظام التّوجيه. وخلال فترة الجائحة، أجبرت المصانع على إغلاق أبوابها، ممّا أدّى إلى نقصٍ شديدٍ في توافر هذه الرّقائق. وبدونها، لم تعد الشّركات قادرةً على إنتاج سيّاراتٍ جديدةٍ بالشّكل المخطّط له. [2]
2. تعطّل سلاسل التّوريد
لم يقف الأمر عند حدّ نقص القطع، بل شمل أيضاً مشكلاتٍ في نقل السّيّارات المصنّعة، بسبب ندرة سائقي الشّاحنات وتكدّس الحاويات في الموانئ. وهذا زاد الطّين بلّةً، فقلّ المعروض الجديد أكثر.
3. فجوةٌ في سوق السّيّارات المستعملة
في أعقاب الأزمة الماليّة في 2008، قلّلت الشّركات من إنتاج السّيّارات الجديدة، وهذا خلق فراغاً طويل الأمد في المعروض المستعمل اليوم. لذلك، أصبحت السّيّارات الحديثة الّتي لم تستخدم طويلاً، بديلاً ذهبيّاً لمن يبحث عن جودةٍ عاليةٍ وفوريّة التّوافر.
4. برامج تشجيع تخريد السّيّارات
في الولايات المتّحدة، أطلقت الحكومة برامج مثل "نقدٌ مقابل الخردة" (Cash for Clunkers)، الّتي حفّزت المستهلكين على تسليم سيّاراتهم القديمة مقابل دعمٍ ماليٍّ. وبهذا، تقلّص المعروض المنخفض التّكلفة من السّيّارات المستعملة في السّوق.
5. وكلاء السّيّارات نفسهم ينافسون على المستعمل!
مع قلّة السّيّارات الجديدة، بدأ الوكلاء بنفسهم يشترون المستعملة بسعرٍ أعلى، ليعيدوا بيعها في صالات العرض. وفقاً لمؤسّسة Edmunds، بلغ متوسّط قيمة الاستبدال (Trade-in) أكثر من 21,000 دولار في يونيو 2021 – زيادةً تفوق 75% عن العام السّابق. [3]
هذه هي أبرز 10 سيّاراتٍ مستعملةٍ تفوق سعرها وهي جديدةٌ!
اعتمد التّصنيف التّالي على بياناتٍ وقائماتٍ حقيقيّةٍ للبيع في السّوق الأمريكيّة خلال ذروة نقصان المعروض (2021 – 2022)، حسب ما رصدته منصّاتٌ مثل Edmunds وKelley Blue Book ومواقع متخصّصةٍ في متابعة أسواق السّيّارات. [3]
1. تويوتا تاكوما TRD سبورت 2021 (Toyota Tacoma TRD Sport)
-
سعرها وهي جديدةٌ: نحو 41,862 دولاراً
-
سعرها مستعملةً: نحو 42,998 دولاراً
تعدّ "تويوتا تاكوما" من أكثر شاحنات الـ"بيك-أب" وثوقاً في السّوق، وخاصّةً في الفئة المتوسّطة. أمّا فئة TRD Sport فتجمع بين القدرة والرّاحة والتّجهيزات الإضافيّة، ممّا جعلها طلباً شعبيّاً.
مع قلّة الطّرازات الجديدة في السّوق، تسابق المشترون على النّسخ المستعملة، وحصل بعض البائعين على هامش ربحٍ حقيقيٍّ بعد استخدامها لفترةٍ قصيرةٍ. تجدر الإشارة إلى أنّ الإقبال على شاحنات الحمل لم يتأثّر بالأزمة، بل تعزّز، خاصّةً في أمريكا الشّماليّة.
2. تسلا موديل 3 ستاندرد رينج بلس 2021 (Tesla Model 3 Standard Range Plus)
-
سعرها وهي جديدةٌ: نحو 41,190 دولاراً
-
سعرها مستعملةً: نحو 49,950 دولاراً
ليس غريباً أن تتصدّر "تسلا" هذه القوائم؛ فالنّقاش حول مكانتها كرائدةٍ في السّيّارات الكهربائيّة قد حسم. أمّا نسخة "ستاندرد رينج بلس" من "موديل 3"، فقد غدت مرادفةً للتّقدّم التّقنيّ والثّقة في المستقبل.
الطّلب الكبير على هذا الطّراز، مع قوائم الانتظار الطّويلة للحصول على واحدةٍ جديدةٍ، دفع المشترين لدفع علاوةٍ تفوق 21% في سوق المستعمل. ويشير هذا إلى قوّة مكانة المنتج واستعداد الجمهور لدفع المزيد لتجاوز فكرة "الانتظار".[4]
3. تويوتا راف 4 هايبرد XSE 2021 (Toyota RAV4 Hybrid XSE)
-
سعرها وهي جديدةٌ: نحو 38,781 دولاراً
-
سعرها مستعملةً: نحو 44,998 دولاراً
"راف 4" الهجينة أصبحت، بكلّ معايير الموثوقيّة والاقتصاد، أيقونةً في فئتها. مع استهلاكٍ وقوديٍّ يتجاوز 40 MPG وسعرٍ منافسٍ، زادت جاذبيّة هذه السّيّارة أثناء فترة ندرة العرض.
الطّلب الزّائد على الهجين في السّوق، وخاصّةً في السّوق الأمريكيّة، جعل النّسخ المستعملة تباع بفارق سعرٍ يتجاوز 5,000 دولار عن الجديدة. هذه الظّاهرة تعزّز مكانة "تويوتا" كعلامةٍ تجاريّةٍ يراهن عليها الجمهور حتّى في ظروف الاضطراب.
4. هوندا سيفيك Si 2020 (Honda Civic Si)
-
سعرها وهي جديدةٌ: نحو 24,602 دولاراً
-
سعرها مستعملةً: نحو 31,998 دولاراً
"هوندا سيفيك Si" طرازٌ رياضيٌّ لفئة الشّباب والمهتمّين بالأداء والقيمة. غياب نسخة 2021 بسبب قرار "هوندا" أوجد فراغاً في السّوق، فارتفع الطّلب على نسخة 2020، خصوصاً أنّها تعدّ آخر إصدارٍ في جيلها.
في ولاية أوهايو، على سبيل المثال، بيعت نسخٌ بفارق 7,000 دولار عن السّعر الأصليّ، وذلك لمجرّد أنّ السّوق لم يكن يحتوي على بدائل في الفئة نفسها.
5. كيا ريو LX 2020 (Kia Rio LX)
-
سعرها وهي جديدةٌ: نحو 16,566 دولاراً
-
سعرها مستعملةً: نحو 20,590 دولاراً
ربّما يكون وجود "كيا ريو" في هذه القائمة هو الأكثر دهشةً. فبوصفها سيّارةً صغيرةً واقتصاديّةً، كان المفترض أن تكون الأولى في قائمة الاستهلاك، لا الزّيادة. ولكن ندرة الإنتاج في فترة ما بعد الجائحة، وتركيز الشّركات على الطّرازات الأعلى ربحاً، جعل نسخ "ريو" نادرةً ومطلوبةً.
حتّى في مناطق فاخرةٍ كبيفرلي هيلز، وجدت عروضٌ لسيّاراتٍ مثل "ريو" بسعرٍ أعلى من الجديد بـ 4,000 دولار، لأنّها قطعت مسافاتٍ قليلةً وتمتاز بضمانٍ طويلٍ.
6. كيا تيلورايد SX 2021 (Kia Telluride SX)
-
سعرها وهي جديدةٌ: نحو 50,648 دولاراً
-
سعرها مستعملةً: نحو 53,999 دولاراً
لم تحصد "كيا تيلورايد" جوائز نقديّةً فقط، بل نالت مكانةً مثاليّةً في فئة السّيّارات العائليّة رباعيّة الدّفع. الطّراز SX في نسخة 2021 خصوصاً حظي بطلبٍ متزايدٍ، وذلك بفضل تجهيزاته العالية وتقييمه المتقدّم.
قفز سعر المستعمل منه نحو 900 دولار فوق سعر الوكيل الأصليّ (MSRP)، في ظلّ ندرة توافره جديداً. فقد كان يباع بالطّلب فقط، وبكمّيّاتٍ محدودةٍ. هذه الحالة تثبت قيمة السّمعة والطّراز، حتّى عند حدوث اضطرابٍ في السّوق.
7. هوندا أوديسي EX 2020 (Honda Odyssey EX)
-
سعرها وهي جديدةٌ: نحو 33,944 دولاراً
-
سعرها مستعملةً: نحو 37,590 دولاراً
على الرّغم من تقلّص شعبيّة سيّارات "الميني فان" أمام "SUV"، لكنّ "هوندا أوديسي" ظلّت محافظةً على جودتها وجاذبيّتها للعائلات. نسخة EX من 2020، خصوصاً، جمعت بين السّعر المتوسّط والمزايا الرّاقية.
في ولاية بنسلفانيا، بيعت نسخةٌ مستعملةٌ بفارقٍ يفوق 3,600 دولار عن الجديد. ويبدو أنّ سمعة "هوندا" في الاعتماديّة وطول عمر السّيّارة لعبت دوراً حاسماً في جعل المشترين يرون في النّسخة المستعملة خياراً أفضل حتّى وإن كان أغلى.
8. دودج تشالنجر SXT 2020 (Dodge Challenger SXT)
-
سعرها وهي جديدةٌ: نحو 27,869 دولاراً
-
سعرها مستعملةً: نحو 32,999 دولاراً
سيّارةٌ عضليّةٌ أمريكيّةٌ بلغة الهواة. "دودج تشالنجر" تجمع بين التّصميم الرّجعيّ والقوّة والمساحة. وعلى الرّغم من أنّها ليست نادرة الإنتاج، إلّا أنّ ندرة بعض النّسخ، مع تقليص دودج للإنتاج في ظلّ قيود الانبعاثات، جعل نسخة 2020 في فئة SXT مطلوبةً بشدّةٍ.
في مدينة مينيابوليس، على سبيل المثال، سعّرت نسخٌ بفارقٍ يفوق 5,000 دولار عن السّعر الأصليّ، وذلك بسبب إقبال الجمهور على تصاميمها الكلاسيكيّة وتوازنها بين الأداء والاستخدام اليوميّ.
9. شيفروليه كورفيت ستينغراي كوبيه 2020 (Chevrolet Corvette Stingray Coupe)
-
سعرها وهي جديدةٌ: نحو 81,000 دولار
-
سعرها مستعملةً: نحو 98,000 دولار
طراز "C8" من "كورفيت" كان نقلةً نوعيّةً؛ فهي أوّل نسخةٍ محركها وسطيٌّ، وذلك جعلها مرادفةً للسّبركر في نسخةٍ أمريكيّةٍ صريحةٍ.
الحجز المسبق، والإنتاج المحدود، وقوائم الانتظار الطّويلة جعلت السّوق المستعمل يشتعل. دفع بعض المشترين ما يقرب من 17,000 دولار زيادةً لشراء نسخةٍ مستعملةٍ وفوريّة التّوافر، خاصّةً في مناطق كبوسطن.
10. سوبارو فورستر سبورت 2021 (Subaru Forester Sport)
-
سعرها وهي جديدةٌ: نحو 32,987 دولاراً
-
سعرها مستعملةً: نحو 34,649 دولاراً
"فورستر" من "سوبارو" تجمع بين الدّفع الرّباعيّ الدّائم والكفاءة والموثوقيّة، وفي ولاياتٍ ككولورادو وميشغان – حيث يكثر الثّلج والطّرق الوعرة – تعدّ خياراً مثاليّاً.
في تلك البيئات، كان المشترون مستعدّين لدفع فارقٍ يقرب من 1,500 دولار لشراء نسخةٍ مستعملةٍ بحالةٍ ممتازةٍ. وهذا يثبت أنّ المنتج الّذي يوفّي بوعوده يستطيع أن يباع فوق قيمته الأصليّة.[5]
دروسٌ وفرصٌ لروّاد الأعمال من طفرة سوق المستعمل
ظاهرة ارتفاع أسعار السّيّارات المستعملة على نحوٍ يفوق الجديدة لا تعدّ غريبةً في ذاتها فقط، بل تحمل في جوفها دروساً عميقةً في فهم السّوق، وفي كيفيّة بناء القيمة وتسويقها. وفيما يلي بعض المشاهد والعبر الّتي يمكن لروّاد الأعمال والمبتكرين أن يستلهموها:
1. في كلّ أزمةٍ فرصةٌ... لمن يجيد التّوجّه
خلال فترة الاختناق في سلاسل التّوريد، وفي ظلّ ندرة السّيّارات الجديدة، انفجر طلبٌ كبيرٌ على المستعمل. وبمجرّد أن قرأت بعض الشّركات هذه الإشارة، قفزت نحو الفرصة.
شركاتٌ مثل Carvana وVroom – وهما منصّتان لبيع السّيّارات المستعملة على الإنترنت – سجّلتا نموّاً كبيراً في تلك الفترة، وسطّرتا نماذج ناجحةً لكيفيّة الاستفادة من الأزمات. روّاد الأعمال في أيّ قطاعٍ كان ينبغي أن يستوعبوا أنّ القيمة لا تكمن في المنتج بل في التّوق إليه.
2. العلامة التّجاريّة والثّقة تصنع لليوم الّذي تفقد فيه السّوق صوابها
كلّ السّيّارات الّتي ارتفع سعرها في سوق المستعمل كانت – بدون استثناءٍ – من طُرزٍ ذات سمعةٍ طيّبةٍ في جودتها واعتماديّتها.
سواءٌ أكنّا نتحدّث عن "تويوتا"، "هوندا"، "تسلا"، أو "سوبارو" – فإنّ العلاقة بين الجمهور والمنتج كانت عميقةً. العبرة لروّاد الأعمال هنا: ابن ثقةً تسبق السّوق، ففي يومٍ ما، ستصبح هي عملتك الأقوى.
3. تنوّع سلاسل التّوريد... قصّةٌ لا تخصّ السّيّارات فقط
اعتماد شركات السّيّارات على موارد محدّدةٍ – خصوصاً في الرّقائق – كان من أسباب الانهيار السّريع في المعروض. المقابل لذلك هو تنويع المصادر، وبناء سلسلة إمدادٍ مرنةٍ وقابلةٍ للتّكيّف.
أيّ رائد أعمالٍ يعمل في الإنتاج أو التّوزيع عليه أن يضع هذه القاعدة نصب عينيه: لا تقم مشروعك على رجلٍ واحدةٍ.
4. سلوك المستهلك يمكن أن يتغيّر... ويفتح سوقاً جديدةاً
لمستهلك الّذي كان يرفض السّيّارة المستعملة أمس، أصبح اليوم مستعدّاً لدفع مبالغ أعلى لشرائها – بسبب الثّقة، والنّدرة، والجودة. هذا يشير إلى شيءٍ أساسيٍّ: الثّقافة تتغيّر، ومن الضّروريّ أن تبنى النّماذج التّجاريّة لتجاري هذا التّغيّر.
في أسواقٍ كالملابس الفاخرة، والإلكترونيّات، وحتّى التّعليم... يمكن أن تكون "الاستخدام السابق" هي "القيمة الجديدة".
5. ما بعد "الملكيّة": الاشتراك، والتّقاسم، والمرونة
مع ارتفاع الأسعار، بدأ المستهلكون يفكّرون: "لماذا أشتري؟" وهنا ظهرت نماذج أعمالٍ جديدةٌ: خدمات الاشتراك في السّيّارات، وتطبيقات التّقاسم، وخدمات التّأجير الطّويل الأمد.
ومثلما غيّرت "Netflix" و"Spotify" نماذج الاستهلاك، سيغيّر آخرون طريقة الامتلاك في قطاع التّنقّل. فهل أنت مستعدٌّ لبناء المستقبل الّذي لا يشترى فيه الشّيء بل يشارك؟
ختاماً: قيمة الأصل، وقيمة السّمعة
في ظلّ أسواقٍ تتقلّب، وعرضٍ ينقطع، وطلبٍ يشتعل... قد تكون السّيّارة الّتي ركنتها أمس في الموقف، هي الفرصة الّتي تصنع فارقاً اليوم.
وكذلك الفكرة، والشّركة، والهويّة الّتي تبنيها بحرفيّةٍ، قد تكون أغلى وأندر في المستقبل ممّا تظنّه اليوم.
فكّر: هل تبني شيئاً تزيد قيمته مع الوقت؟ أم شيئاً يتآكل في أوّل التماسٍ للتّغيير؟
السّيّارات في هذه القائمة كانت أصلاً. وكذلك الشّركات العظيمة: تبدأ بقيمةٍ، وتختبر في السّوق، ثمّ تستحقّ أن تباع... بسعرٍ أعلى.
شاهد أيضاً: من الرياض لبكين في 30 دقيقة... طائرة صينية بسرعات فلكية